[frame="2 80"]إنفلات
[align=right]لم يكن في مقدور الطاهرة التأقلم السريع مع أجواء المدينة الخرصانية الأسمنتية وهي في بادئة ولوجها الحياة الدراسية الجامعية . عندما جلست لإمتحان الشهادة الثانوية كان جميع أهل القرية يثقون تماما بأنه آن الآوان لإشتهار قريتهم شقلوبة القابعة علي أطراف الوطن الغربية .. إذ كانت تحمل من الذكاء ما يفوق تصور الجميع. شقلوبة قرية نائية يعمل جل أهلها بالزراعة إلا ما شذ فقد دخل خلوة الشيخ أبهندام،وبعد تخرجه إلتزم القراءة في المدارس الحكومية التي تبعد ثلاثون كيلو مترا عن القرية .
ولكن الأمر عند الطاهرة فاق حدود واقع أهل القرية ، فوالدها كان المعلم الوحيد الوافد علي القرية ، عندما تزوج من إبنة شيخ القرية الشيخ ود أحمد وبعد وفاة التوأم الأول ، جاءت إلي الوجود الطاهرة فآثر والدها الأستاذ محمود علي أن يوليها رعايته الفائقة ، فأدخلها الكتاب والثانوي وههي الآن قد أدخلت إسم القرية إلي عالم الشهرة بعد حصولها علي المرتبة السادسة في الشهادة الثانوية ، فرح أهل القرية بهذا النبوغ فبعضهم إحتفي بسماعه إسم قريتهم عبر المذياع الوحيد في القرية والموجود في مقهي عيد التمتام وحتي قدور العوقه إظهر الفرح ولأول مرة في حياته إذ لم يشاهده أحد ما بالقرية في يوم من الأيام وقد بانت نواجزه عبر إبتسامة أو صوت فرح أو رقص .
قدور العوقة ظهر هنا في شقلوبة فجأة ، جاء من مكان ما وبشكل ما ، دخل عليهم ليلا والدنيا ممطرة وظل يعوي كما تعوي الذئاب فتلغفه أحد أعيان القرية وهو مبلل يرتعد من شدة البرد فأدخله إلي داره وأطعمه . كان كما الأبكم لا يتكلم إطلاقا ، ذو بنية جسمانية قوية له عضلات مفتولة ، وكان قدور العوقة يحب الطعام كثيرا ، يبتلع كلما يصادف فكيه إبتلاعا كثعبان الأصلة وحتي صابونة الحمام المعطرة في منزل الأستاذ محمود لم تسلم من فكيه . والكل في شقلوبة كان يتعامل معه كما الخادم فأحيانا يغسل الأواني وتارة الملابس وأخري فهو يحمل الأوساخ بعيدا ويبسط الأرض بالرمال .
في أحد الأيام دعته الشول بائعة العرقي ليحول لها دولاب العدة من التكل إلي القطية ، وما أن هم بحمل الدولاب لوحده وهي تصرخ فيه (هي أقيف الدولاب ده بيقع أقيف شكيت محنك لي الله) حتي إنزلق الدولاب من بين يديه الممتلئتين بالزيت ووقع عليها حتي شج رأسها بجرح عميق إستدعي ذهابها إلي الشفخانة محمولة بين يديه المفتولتين وهي تصرخ وتولول. ومنذ ذلك التاريخ لم يدخل قدور منزل الشول ست العرقي ، الشول هي المرأة الوحيدة بالقر ية التي كرهت هذا المعتوه المدعو قدور العوقه إذ كان محبوبا جدا من سائر نساء القرية.
والطاهرة تتوغل رويدا رويدا بين ثنايا الحياة الجديدة ، وللعاصمة طعمان أحلاهما مر ... رأت تلك الفساتين الضيقة والمشقوقة علي جانبيها أو من الأمام والخلف مظهرة سوق زميلاتها الطالبات وصدورهن العارية تصارع قمصانهن في سفور وتحد علي الخروج ، ماهذا الغنج الدلال وما هذا العبث الأنثوي الفاجر ؟؟!!!..... هكذا كانت تحادث نفسها ما بين الإظهار والإستتار .. لم تنتبه الطاهرة لجلوس هيثم زميلها في الدراسة علي مقعد بالقرب منها تحت شجرة النيم الكبيرة التي تتوسط فناء الجامعة وعينيها ما زالتا تحملقان في إندهاش متفحصة هذه الأنوثة المستباحة ... وفجأة صرخت بفزع (واااااااااااااااااااااي) منتفضة عندما قرصها هيثم علي قرط أذنها الأيسر وقال مداعبا (مبحلقه كدي ويييييييييييييييييييييييييين وفاتحه خطوط يا اختي ؟؟ هي لكن ماااا بالغتي وشذيتي) وجمت الطاهرة وهي واقفة متجمدة كالصنم فأمسك هيثم بيدها اليسري وأجلسها علي المقعد بهدوء مندهشا لجحوظ عينيها وبرودة جسدها وقال(يا بت هوي ! كدي قولي بسم الله مالك ؟!) .... فك إيدي دي لو سمحت ، قالتها الطاهرة بحدة (أها فكيناها الأيد بس قولي لي ماااالك ؟؟!!) فردت عليه الطاهرة (إنتو بترضوا لأخواتكم يمسكوهن كده فوق الشارع ويقرصوهن فوق إضنينهن قدام الناس ؟؟!!!) قهقه هيثم طويلا ساندا ظهره علي خلفية المقعد رافعا أرجله لأعلي من أمامه والطاهرة تتأبط شنطة يدها القروية وتتوه في وسط زحام الطلاب ....
ثلاثة أشهر فقط مرت والطاهرة تتأبط ذراع هيثم في غنج ودلال وفستانها الأسود السيتان الضييق ملتصق بجسدها كما الجلد متموجا مع كل التضاريس الأنثوية متصالحا جدا مع أعين كل الناس نهما وإثارة ، فللطاهرة جسد صارخ أنوثتها متدفقة كما الإشتهاء الإرتواء . وكانت تضحك كثيرا بسبب أو بآخر ، الطاهرة تضحك كثيرا بتلك النبرات القاتلة (آآآآخ أنا منها أحيييييييييييييييييييي أنا وووووب وررروووووووووك) هكذا صرخ أحمد عندما دلفت من باب الكافتيريا وبجانبها هيثم وهما يضحكان فدعاهما أحمد للجلوس وتعمد أن تجلس الطاهرة علي يمينه فاسحا مجالا لزميل آخر ليجلس علي يساره وضاق المقعد فوجدت الطاهرة نفسها ملتصقة بأحمد كثيرا ، وبعد الغداء دعاهم هيثم إلي جولة بعربته الفارهة تطوافا علي شوارع العاصمة فالجو اليوم صحو وغائم.
كانوا ستة زملاء وهيثم علي المقود وأحمد بحنكته وخبرته جعل الطاهرة تستميل الجلوس علي يساره بالمقعد الخلفي الضيق وعلي يمينه كانت علياء ثم عصام ، أما الجقير وبطن الفيل فكانا علي المقعد الأمامي ، قارب الليل أن ينتصف وأحمد يذداد إلتصاقا بالطاهره وهي تذداد إنكماشا وتكورا ، وصل هيثم إلي المحطة الوسطي فنزل الجميع عدا الطاهرة وأحمد(يا أحمد ما تنزل يا خي وتخلينا نمشي) .. قالها هيثم بحنق ولكن أحمد تمنع مبديا رغبته في المبيت معه بالشقه ، تذمر هيثم قليلا ، تضايقت الطاهرة أكثر ، أوقفت علياء لتذهب معها إلي منزل زويها ، تدخل هيثم رافضا للفكرة وأخيرا كانوا ثلاثتهم داخل شقة هيثم بعد منتصف الليل .
لعواء الذئب في قرية شقلوبة مدلولين ، أولهما أن ذئبا جائعا تربص بأغنام القرية وثانيهما أنه صوت قدور العوقة وقد شبع فأصدر صافرة الشبع كعواء الذئب ، وبينما القمر ينساب بين الغيوم منذرا بالمطر وألسنة النار تطل من خلال القطاطي والرواكيب الصغيرة ساكبا الدفء علي أهلها .... وقدور العوقه متجولا عاري الصدر إلا من خرقة شال أهداه إليه الأستاذ محمود والد الطاهره ، تجده متسللا من بيت لآخر ، يدلف إلي البيت ويخرج سريعا ألي الخرابة التي خلف البيت ويتبعه ظل شخص ما . والطاهرة تعبث بالريموت كنترول محاولة عدم النوم وأحمد هنا ....
كثيرا ما قضت لياليها هنا مع هيثم ولوحدهما في الشقة ولم يخالجها الأرق ولا القلق ولا الخوف ، إذ كان هيثم لا يتمتع إطلاقا بالفعل الفحولي وكانت صحبته ظهورا قشريا ، إذ كان متصالحا تماما مع النفاق الإجتماعي يحلو له الإستعراض بما يملك من مال ولكنه كان جاهلا لأمور أخري بفعل تكوينه الفحولي. الساعة تشير إلي الثانية صباحا والطاهرة أمام التلفاز وبجانبها هيثم يتابعان فلما أجنبيا ، دلف أحمد إلي المطبخ وعاد بعد برهة يحمل عصير برتقال.
والشقلوبة نائمة تماما، وقدور العوقة يستحم علي جدول الماء وخيال ظل من خلفه يتحرك مبتعدا. الطاهرة لم تشرب سوي جرعة واحدة من عصير البرتقال بينما تجرع هيثم كوبيين متتاليين. بدأ النعاس يصافح عينيه ونام . هرعت الطاهرة وتبادرت إلي ذهنها صورا قديمة مؤلمة ، تحرك أحمد تجاهها ، إنتصبت واقفة ، خطي تجاهها وهي متحركة إلي الخلف مبتعدة من خيال تلك الصور القديمة المؤلمة ، حاول أحمد أن يمسك بها ولكنها أفلتت من يديه ودواخل أحمد العطشي لأنوثتها تتعاظم ، ركضت داخل الصالة فركض خلفها ، أنفاسها لاهثة وأحمد من خلفها ، إرتضمت بالكرسي فوقعت وأحمد من خلفها شبقا ، وقفت بسرعة وإذدادت من الجري والتملص من قبضاته ، إمتلأت يدي أحمد ووجهه بخربشات ودماء وأحمد متوتر الأعصاب يجري خلفها ، دخلت إلي الغرفة ، حاولت قفل الباب في وجهه ولكنه كان أسرع وضع رجله اليسري دون قفل الباب ، إرتعدت ، تذكرت تلك الصور القديمة الأليمة ، صرخت بأعلي صوتها ودوي الصوت أرجاء قرية شقلوبه وشبح شخص هارب يعدو بين الحشائش عدوا مخيفا وقدور العوقة منتصبا يقف من داخل كومة الحشائش .
الناس توافدوا إلي المكان فوجدوه عاريا كما خلقه الله يصدرا شخيرا غريبا والدم متقاطرا علي جبينه والطاهرة تنهار أمام هذا المد الجنوني لأحمد وهيثم نائم بفعل المخدر والخدر يسري في جسد الطاهرة والصور القديمة الأليمة تأخذ هنا شكلا آخر ، فكما للحشائش طعم فللأسرة طعم آخر ، أتوا بها الفاجر الداعر إبنة الخمسة عشر ربيعا غرر بها هذا الوحش قدور العوقة ، داعبها فاستلذت حاول فض بكارتها فصرخت حتي أيقظت كل أهل شقلوبه وقدور العوقه بجسده العاري المفتول منتصبا واقفا منتصبا وسط الحشائش يصدر ذاك الصوت الغريب والطاهرة تتلوي من اللذة السرمدية وتصرخ عند أوج التلاقح الإنساني وصوت قدور يتعملق ويزداد علوا ويصبح زئيرا يفوق الخيال والطاهرة تنسرب من بين يدي أحمد متمتمة (الله يجازيك يا قدور) .... بينما صوت شخير وصفير أحمد لم يمكنه من سماعها كما لم يسمع أهل قرية شقلوبة في ذاك الليل البهيم سوي صوت قدور العوقه وهو يتمتم بصوت مخنوق بجميع أسماء نساءالقرية [/align]
إنتهت[/frame]
|