الأرض غاضـــــــبة ـــ إلى عمر صديق والأحباء
[align=center]الأرض غاضبة [/align]
يقولون طفح الكيل و الأرض غاضبة . خَرقٌ في الثوب الجَوِّي الذي يُغلفها ، وتأبى بيزنطة الجديدة أن تشترِك مع الآخرين لحماية البيئة . يقولون تزيد الأرض درجة حرارية أو أكثر كل عشر سنوات . للأرض قُطبين لو تحررا لذاب الجليد ورفع منسوب البحر وغرقت المواني والشواطئ وارتدت الأنهار ، و( التسونامي ) الذي حدث منذ أشهر جُرعة من قِدرٍ خُرافي !.
يقول أصحاب الديانات : غضبٌ من المولى ... سيول وفيضانات وأعاصير وزلازل ، ونقص في الأنفُس .
ماذا عن الحرب التي بُنيت على الكذِب الصراح :
قدَّم ( كولن باول ) السكرتير السابِق لدولة بيزنطة إفادة في وسائل الإعلام أن الاستخبارات قد خدعت إدارة الدولة حول أسلحة الدمار الشامل في العراق ! . ونحن قد عرفنا الكذبة الكُبرى قبله بسنوات ، مما قدمه من صور الأقمار الصناعية أمام اجتماع مجلس الأمن لما كانوا يسمونها حينذاك أسلحة الدمار الشامل ، وتحدث هو كيف كانت تحملها الناقلات العراقية المُتحركة ، ونحن لا نملُك من بينة سوى تضارب المصالح و المعايير المزدوجة . في مؤتمر صحافي في مدريد ندد( بيلاطس ) بفرنسا وقال أنها تُخفي أوراقاً . وقف قرار مجلس الأمن مُعلقاً في الهواء وبقيت التفاسير . قرر ( بيلاطس ) الحرب ، ونظر بعين حارِقة خلفه . تبعته حفنة رأت بريق الكنوز الموعودة وأقلقها الرفض العام .
نـزل الجحيم على أرضٍ أهلها أول من عرف الكتابة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد . سُرِقت و نُهبت أكثر من أربعمائة ألف قطعة أثرية من كنوز الحضارات السابقة ، وقُتل أكثر من ثلاثمائة ألف من المدنيين . الحرب هدفت لنـزع أسلحة الدمار الشامل عن شيطان لا يعرف كيف يستخدمها ، وبعد أن بدأت الحرب وتكشفت الأكاذيب ، تغيرت الأهداف إلى نشر الديمقراطية تغطية للخيبة ، ثم خطوة أخرى لتغيير خرائط المنطقة لتوافق المصالح .
تم هدم البنية التحتية لدولة العراق لتحلُم شركات المُحتل بما يُسمى مشروع إنماء العراق ! . تحدث ( بيلاطس ) صراحة أن المشاريع من نصيب شركات الدول التي بذل أبناؤها الدم في أرض العراق ! . هذا يومٌ يفرَح فيه من لا تاريخ لهم ، مَشت أحذيتهم على حرير الأرض الخضراء خراباً وقتلاً ، وأعلفوا خلاف العِرق والدين وسموا نهجهم : الفوضى الخلاقة ! .
من يُقدِم لطفلةٍ ورقةً بيضاء وألواناً متنوعـة ؟ . انتظر ستشهد الفوضى الخلاقة بأم عينيكَ تصنع ببراءتها عالماً صدوقاً شفافاً يُدهِشك . إنها الأحلام البيضاء الناصعة . لن يُضير ( بيلاطس ) ومستشاروه أنهم لا يعرفون المُصطلح اللُغوي بدقة ، فلغة القوي لا تحتاج التبرير !.
وقف قائد بيزنطة أمام التلفزة وتحدث ضمن ما تحدث عن ( الرِيال ) الروسي ! ، ولم يستدرِك عن أي عُملَة وأي بلد كان يتحدث ! . سخِر من ملوك العرب ، وهو يعلم يقينا لولا إرث والده لما دخل البيت الأبيض ثانية منذ خروج والده منه أوائل التسعينات . اختفى قائد بيزنطة ودخل كهفاً تحت الأرض حين رأى مستشاروه أن الحادي عشر من سبتمبر مقدمة قصف نووي ! . توارى زماناً ثم لبِس لباس البطولة وتقلد أوسمة الأبطال من أفواه سدنته وقدِم للثارات . بدأ سيد البيت الأبيض بتجريب الأسلحة الفتَّاكة في لحم الفقراء ! .
من يُغطي سمائي بقماشة سوداء ؟
من يأتيني بقصبٍ من الأحراش لأصنع نأياً ؟
من يستمِع إليَّ أعزف الحُزن الباكي ، أستحلِب الدمع من المحاجِر ؟
تلكَ قدم صغيرة شققها المشي حافية غطاها التُراب . كشَفتها ووجدتها بلا ساق . الأم تصرخ تبحث عن جسد ابنتها و وَجدت قدماً صغيرة أخرى . كشفَت التُراب عن الساق و عند الفخذ غطت قشور الدم قماشة كانت من قبل قميصاً للحفاوة بأحد الأعياد ، هي الآن قطعة بالية على جسدٍ صغير مزقه القصف . الرأس الصغير سحلته بلاطة السقف حين هوت .
لِمَّ لا تغضب الأرض ، ولِمَ لا تشتعل نيرانها !
عبد الله الشقليني
25/10/2005 م
|