نخلة تتوسط القلب
يصحو على رمل الصدى ما كان حلماً..
وتنهض ذكريات عابقاتٌ ..
كانت على شط الأسى تترنحُ .
تنمو على صدر الورود الأغنياتُ المرهقاتُ..
ويصفو ليلها الكَلِحُ .
يظلل فجرها الوعدُ ..
ويكسو صبحها الفرحُ .
وها ذي نخلةٌ تتوسط القلب ..
تُبعْثرني ..
تُشتَتُ صوتها عطراً ..
وكان حرير أحرفها يمازج عمق أشواقي ..
يجادل روحيَّ التعبى ويصْطَلِحُ .
تطير على فضاءآت تمزق كل ماضيها ..
تطل مواكب من خلف ذاكرتي ..
تواريخٌ على ذاتى وتنفتحُ .
رذاذ من ربيع العمر بللني ..
وبلل برقها غيماً يفجر فيَّ إصباحاً فأصْطَبِحُ .
لقد جاءت وكان الوعد متكأً ..
على جرفٍ من الإدهاش والمِلَحُ .
يَنِزُ توحداً من فوق سامقها ما كان مختبئاً ..
فيعلو في المدى برق ..
يضجُ تفجراً عشقاً وينْفَضِحُ .
لقد جاءت ..
تشبث فجرنا برتاج منهلها ..
سمت روحى ..
وخالط بعضها بعضي ..
فصارتني ..
فضج بسوحها العبقُ .
فما كانت ولا كنتُ ..
سوى من طيننا العدميإيلاف وننبَثِقُ .
ها ذي نخلة جاءت كما تبغي ...
لتنزف عطرها الفوضى ..
وتملأ لي كؤوس الدن من عشقٍ ..
صباباتى تؤرقني ..
فتهرق ماء أحزاني على صبحً كسول الوجد ..
خاصم جفنه الأرقُ .
فيالحضورها في عصر تسفاري إلى وطنٍ..
تخاصمني مدائنه..
فألقاها وتُسْهِرُنِي ..
وتمخر بين أمواجى سفائنها وتنْطَلٍقُ .
تحلق في المدى روحي ..
أناديها..
فتملأ فجرها ألقاً ..
وتنهض داخلي وهجاً وتأتلِقُ .
ومن تنهيدة عذراء يعلو موجها بحراً ..
يفيض بداخلي الأملُ .
وأطلق قيد أشواقي ..
وأصرخ عاشقاً صباً ...
كأني من صبوح دِنانها ثملُ .
ياشوق ماضينا الذى يقتات من وجعي ..
أراه الآن جرح الصبر يندمل ُ .
على قمم من الإدهاش والوهجِ ..
علت نجمات من أهوى ..
تبوح بسر أسراري ..
تفيض روائعاً تترى وتنْبَهِلُ .
وتشعل جمرها عشقاً بداخلتي ..
وتشْتَعِلُ .
هاحطت على قلبي غمامات من تلطفها ..
فأمطرني ..
كأن على مرايا الروح أحباب ..
من التاريخ قد هطلوا .
تسافر فى دواخلنا أمانينا ..
تغوص تغوص في أعماق أعماقي ..
وترتَحِلُ .
وترجع بي إلى ماضٍ ..
وتنهز خيل ذاكرتي ..
تواريخ لمن فاتوا ومن رحلوا .
لها الحب ما كانت على قلبي ...
والأيام باقية ...
ولي شوقي وتبريحى وماقد كان والأجلُ .
دبى 2/6/2013
د.أزهري الحاج شرشاب