فدا لك يا مودة .. وليبقى دوماً الأحبة في حنايا المسام
فدا لك يا مودة .. وليبقى دوماً الأحبة في حنايا المسام
كل الجمال في سماحة الطيبين...
ويبقى القلب خفاقا يسع الجميع
وليبقى الحب نهرا نتطهر به ونغتســل
ولتبقى المحبة كعبة نحج إليها ونعتمر ..
في خشوع أنسانية الإنسـان ورسالته في الحياة..
ولنطوي البغضاء وحمى التشظي والتشتت ونطرحها كلها دفعة واحدة في قاع تنورالنسيان وإلى الأبد ..
وخلقت لنا الجمال فتنة وقلت لنا با عبادي إتقوه
وأنت جميل تحب الجمال فكيف عبادك لا يعشقوه
(الشاعر الراحل المقيم التجاني يوسف بشير رحمة الله)
لحيظات الحب، هي اللحظات التي تخلد في أذهاننا، وتحمل كل معاني السعادة، فلا تندم على لحظة حب عشتها حتى ولو صارت ذكرى تؤلمك، فإذا كانت الزهرة قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الاشواك، فلا تنس أنها منحتك يوماً عطراً جميلاً أسعدك.
لا تكسرأبداً كل الجسور مع من تحب، فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاءًا آخر، يعيد ما مضى ويوصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل، فمن يدري فلربما ينتظركما عمر اجمل.
وإذا قررت أن تترك حبيباً أو صديقاً، فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحق منا أن نغرس فيه سهماً، أو نترك له لحظة تشقيه، ما أجمل أن تبقى أرواحنا دائماً لحظات الزمن الجميل، فإن فرقت بيننا الأيام، يجب أن نتذكر لمن أحببنا كل إحساس صادق وكل لحظة ود عبيقة عشناها معاً.
ولا تتحدث عن من تحب إلا بكل ما هو رائع ونبيل، فقد أعطاك قلباً وأعطيته عمراً، وإذا جلست يوماً وحيداً فحاول أن تجمع حولك ظلال الأيام الجميلة التي عشتها مع من تحب واترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما فالأفضل أن يحاول المرء أن يقف بذاكرته عند أجمل لحظة لقاء عاشها، لأنها أروع بكثير من لحظة وداع و افتراق.
ولنحاول أن نجمع دفاتر وأوراق كل الكلمات اللطيفة التي قلناها ا لمن أحببنا، أو قالها لينا, وكل الكلمات التي سمعناها من بعضنا، ولانمسح من شقاف القلب وحنايا الذاكرة سجلاً حافلا بتلك الأيام الجميلة، وصور ذلك الإنسان الجميل، الذي سكن قلوبنا يوماً بكل ملامحة. بريق عيونه الحزينة، ابتسامته في لحظة صفاء، ووحشته في لحظة ضيق، ولنتمثل مثل ذلك الأمل الذي كبر في قلوبنا، في يومٍ من الأيام، ونمى ًوترعرع ثم ذبل ومات لسببٍ او لآخر، ولكن يبقى الأحبة وتبقى اللحيظات الجميلة دوما بدواخلنا، فما أحلى عصير الأمنيات وما أجمل بهيج اللحيظات التى شكلت سعادتنا معا .. فاحب أكسير الحياة وعصيره التمازج والتخاصر الروحي .. فما أروع أن نحب الأنسان لذاته ..
فالوجب إذن، إذا سألونا يوماً عن إنسان أحببناه، فلا يجدر بنا - أن لا نشوه تلك الصورة الجميلة - لهذا الإنسان الذي كان فيما مضى يسكننا في أعماق خوافقنا مسلتقيا على شقاف القلب، ومتوسدا أرواحنا، فنجعل إذن من قلوبنا مخبأ لكل أسراره وحكاياه وكل لحيظات الحب والأمل، فالحب الصادق ليس مجرد مشاعر وأحاسيس لحظية، بل أخلاق وقيم عظيمة ووفاء وعطاء لمن بكل مسام من مساماتنا له صدى وذكرى تسري فينا من الوريد للوريد.
ود الحبوب 0551474749
|