رحيل الملك الضليل
رحيل الملك الضليل
لقد سمعتك سيدتي ...
وطلبت الهناء قرب المستحيل ...
وأبت دنياك إلا أن تبكيني ...
والدمع منسدل موعد الغروب ...
وفرعك يداعب النسيم إنسداله ...
وكأنما الإثنان على صفحات الحب سكوب ...
وهواني أنني طلبتك ...
و البارحة سيد كنت وملك ضليل ...
وأمسياتي للعشق تلتحف البريق ...
وكأنما اليوم تشتت أحاسيسي ضلة المغلوب ...
وفارقت بيادر عرشتها بالحب و المعشوق ...
وأنتفيت الفرقة إلى البعيد هروب ...
وأخافتني همساتك يوماً ...
أنني للملك الضليل شبيه ...
وأنني للعشق استبيح الجنون ...
وأنني المورد تهلكة في سبيل عينيك نصير ...
فخبريني يا آنسة الجمال ...
يا زهرة فارقها الصحوب ...
يا نور ألتق به ظلام السغوب ...
هل أعلنت من قبل مفارقتي إلى الأبد ...
وأسكنتني ظلام الكهوف ...
أسقيتني من الوله مر الشراب ...
وأدمنت بخمرك الرنو عينيك مقيل ...
وأسهبتني شفتاك عن دنيا العالمين ...
كموفد لخصام يأبى الصلح الجليل ...
يتعلل أن البارح إجتمع خصماء الفروق ...
وراودوني عن عشقي كي أقيل دنيا العاشقين ...
فخاصمت القريب وأبكيت الحبيب ...
ما هكذا الصلح قالوا ...
يا عاشق لليلى بدنيا زوالها أكيد ...
هاأنتذا الملك الضليل بالقفراء تتوه ...
وتتكي أشمس الظلام مقيل ...
وحدك صرت عندما قاومت الرياح ...
وقلت أن الصلح لدنيا العاشقين مريح ...
فهل هنت عليك سيدتي ...
وأقتتلوا بقبري ساعة فراقك ...
هل رسمت المستقبل برقيق أناملك ...
وسميت المليك الضليل بقلبك ...
واسكتي عشقك عن دنياي أبداً ...
وألهمتني للصحاب عداء وفروق ...
وأسكنتني الجنة الجحيم بفراقك ...
وهمست بأذني ضياعي وتوهي الأبديين ...
وأنا فيك شمعة تسكب الضياء ...
ضحت بتاريخها سمو عشقك ...
و العالمين بأوهامي يبكون حياتي ...
قد فارقتك السيدة دون رجعة ...
وأسمتك العندليب بسطر الضليل ...
هانت بنفس ليلى فراقك ...
وأدمت معاول الرحيل بك الجبال ...
وأوهنت رياح الفراق معاول عشقك ...
وكأنما ترسم الماء عشق ...
وأنت درك أن ضياعك بالرسوم مرسوم ...
وبكتب التاريخ أنت صفحة مغتبرة ضائعة ...
غضب المؤرخون لذكرها بخوالي ما ...
قالوا انك لم تستحق عشق السيدة ...
وأرخوا بهمسها الملك الضليل لحياتي تاريخ ...
وسطروا ادمعي كحبر أبيض يقاوم الظهور ...
او كمسودة بتاريخ سحيق ...
كساها الدهر ألق المغلوب ...
وزروا رمادها بأوحال الضياع مقيل ...
موهوم أنت يا صاح ...
هكذا حدثوني ...
هكذا نطق العالمين بعشقي بيادرك ...
وأنا مازلت ابكي عليك مسغبة وإرتجاف ...
لم يأكل قلبي كأنما .. للطيب منذ عهود !
لقد سمعتك سيدتي ...
وأنا على أطراف الصحراء نحيب ...
والجبال تبكي لرحيلك قبل الغروب ...
ورياض الشط أبكت رملها لصحبي عهود ...
لقد سمعتك سيدتي ...
وأنت تهمسين لقلبي الملك الضليل ...
وكأنما عندليب كما يقولون مصيره الرحيل ...
|