ماذا سنفعل حين تضع الحرب أوزارها؟ !!! حسيــــن عبد الجليل

دعوة لمشاهدة فلمي ( إبرة و خيط ) !!! ناصر يوسف

قصص من الدنيا؛ وبعض حكاوي !!! عبد المنعم الطيب

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة معتصم محمد الطاهر أحمد قنيف (معتصم الطاهر)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-2007, 01:57 PM   #[16]
أبو العز الجنوبي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيز الباشمهندس معتصم
تحياتي الطيبة لك
غبت طويلا عن المنتدى إلا من بعض الفترات القصيرة، وقصدت ان اقوم بمراجعة ما كتبت أثناء فترة غيابي، واستثارني هذا البوست، وجلست الى الكيبورد وقمت بالرد على ما كتبت وطرحت انت، والشقليني، والجيلي، وصاحب الوصفة....
تصدق اني لقيتو ما مشى؟؟؟
مشى وين انا ما عارف؟؟؟
على العموم قصدت بهذه الكتابة اللحظة لرفع البوست، وسأعود بتمهل اكثر....
مع ودي وتحياتي



أبو العز الجنوبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2007, 03:41 PM   #[17]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

طبعا الفكرة دي فكرة جيدة ، و اصيلة و مباركة برضو ،
ومنذ ان جاء بها الجيلي قبل وقت مضي كنا ننتظر متين يبدأ في طرح أول قصة للمناقشة ، و أظن من الأحسن يبدأ بالقصص التي كتبها كتاب ليست لهم مجموعات قصصية منشورة، أي الذين لم يحظوا بالنقد بصورة و اسعة
و الشيء الثاني النقد الذي يقدم ليس سوي ورشة ،بمعني آخر : ان تكون الفكرة فكرة نقاش من اجل ان يعرف الكاتب اين هو الآن وماذا عليه ان يفعل لكي يمضي الي النقطة الأخري و كيف ، و ان يقدم ذلك باسلوب غير جارح ولكن بدون مجاملة وان يؤخذ راي الكاتب أولا ، اذا قبل بالفكرة فيبدأ الناس في استضافته في الورشة .

و اريد ان اقول رأيا قد يبدو غير مهم ، ولكن البساط أحمدي: النحو والصرف ليسا من فنيات القصة القصيرة في شيء، وهما مقدور عليهما ولو بالأستعانة بصديق.



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2007, 04:00 PM   #[18]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

أحيك يا أخي معتصم علي احياء الموضوع ، و أقول للجميع آآآآآآها ، النبدأ؟؟؟

أخي الجيلي شكرا لهذا الأطراء و براحة علي ، و ما بعرف اقول ليك شنو تاني.

خالد الحاج : شايفك مسخن ؟؟؟


يا جماعة وين أنتو؟

في الأنتظار



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2007, 06:10 PM   #[19]
الطيب بشير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الطيب بشير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز بركة ساكن مشاهدة المشاركة

(1)
و أظن من الأحسن يبدأ بالقصص التي كتبها كتاب ليست لهم مجموعات قصصية منشورة، أي الذين لم يحظوا بالنقد بصورة و اسعة..
(2)

ان تكون الفكرة فكرة نقاش من اجل ان يعرف الكاتب اين هو الآن وماذا عليه ان يفعل لكي يمضي الي النقطة الأخري و كيف ، و ان يقدم ذلك باسلوب غير جارح ولكن بدون مجاملة وان يؤخذ راي الكاتب أولا ، اذا قبل بالفكرة فيبدأ الناس في استضافته في الورشة .

.

مرحبتين أستاذ عبد العزيز بركة ساكن

كلامك سمح ..الترقيم من عندي ..زيادة بركة ساكت

.



التوقيع: -- ------------------------------------------------------------------------------
أنا .. لن أخونَ الحُزن
إنّي لن أُقـرّب في الفِداءِ جهالةً
قطّـي الأليفْ ..
الحُـزنُ أضحى "سيّدي" بعضي
و حازَ مكانَكَ المرموقَ في نفسي
و حَدَّثَني بأنّـك ..
محضُ زِيفْ



[align=center]مقالات أخري ل الطيب بشير[/align]
الطيب بشير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-03-2007, 08:28 PM   #[20]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز بركة ساكن مشاهدة المشاركة
أحيك يا أخي معتصم علي احياء الموضوع ، و أقول للجميع آآآآآآها ، النبدأ؟؟؟

أخي الجيلي شكرا لهذا الأطراء و براحة علي ، و ما بعرف اقول ليك شنو تاني.

خالد الحاج : شايفك مسخن ؟؟؟


يا جماعة وين أنتو؟

في الأنتظار


العزيز الأستاذ بركة ساكن
سلامات
والله يا بركة ما مسخن مسخن لكن الواحد داير يعرف راسو من رجليه
وأطرح نفسي بقوة وأعلنها صادقة لا تجاملوني فأنا كما أحب أن أصف نفسي دوما
(جضما معود علي الكفيت) ..
هنا بعض ما كتبت :
http://sudaniyat.net/vb/showthread.php?t=1052
(شخصيات من حلتنا (مجموعة)
http://sudaniyat.net/vb/showthread.php?t=1938
بكائيات ود الحاج (مجموعة)

http://sudaniyat.net/forum/viewtopic.php?t=274
نادية

وأخيرا :
http://sudaniyat.net/vb/showthread.php?t=5051
جو سوي أباس ... لعنة عباس تطاردني...

يديك العافية.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-03-2007, 02:32 PM   #[21]
أبو العز الجنوبي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاستاذ الأديب عبد العزيز بركه
نيابة عن الباشمهندس صاحب البوست بالمناولة من العزيز الجيلي، شكرا ليك على الاهتمام، والشكر ده كتبته انا عشان انا زاتي الرفعت البوست ده من الصفحة الرابعة ولّ الكم ما عارف، عشان كده خطفت الرد على الناس وأولهم انت، جيد جدا ان نجد هذا التجاوب الذي صادف ذات الوتر في دواخلي الذي هداني إلى هذا البوست....
اوافقك الرأي في كل ما قلت... ولنبدأ كما ذكرت بمن لم ينشر له من قبل ففي هذا تشجيع ومساندة للمضي قدما في هذا الدرب، واضيف ان النقد في اعتقادي يقصد به تجويد الأداء ايا كان، وتبصرة من اننقد عمله بما لم ينظر، او يظهر له، وليس القصد التشفي أو اضعاف النص او الانتقاص من صاحبه، وإذا ما تبينا ما ذكرت وذكر الاخوة فلن يكون بين حردان، ولن يكون بيننا ناقد شامت.... وهاهوذا الاخ العزيز خالد الحاج وضع بين ايدينا كلنا اعماله وهذه قمة التسامح والرضي بما يقال ويكتب عما كتب....
الطيب البشير:يعني نكتب ليك عديل كده اسمك برضو عامل نايم ، نجيك باللفة برضو عامل نايم، المرة الجاية حنطلع عديل هناك كان جنب البحيرات العظمى ولّ الدائرة القطبية، المهم زي ما قال الباشمهندس ((قاصدنك عديل))...
بالمناسبة انت عارف صاحب الوصفة ده منو؟؟؟؟؟؟
العزيز خالد الحاج:
كما قلت للاستاذ عبد العزيز آنفا، شكرا ليك نيابة عن الباشمهندس، وشكرا ليك نيابة عن كل من يريد ان يستفيد ويستمتع، ويكفينا فخرا رضاك بوضع اعمال على منضدة التشريح وتحت ايدي اختصاصي التشريح، وكلنا امل في الاستجابة السريعة. وليت الوقت يسعف الكثيرين.
هل نطمع في تثبيت البوست؟؟؟
كثيرون هم من سيستفيدون منه، وانا من ضمنهم، اتوق للاستفادة منه...
الجيلي:انت تشكر من الكل،ونيابة عن الكل لك الشكر، الموضوع مهم ومفيد جدا، وانت من تطرقت اليه، ليتك تكون الثاني بعد خالد الحاج وتضع اعمالك رهن الاشارة لطرحها على المنضدة وسبر اغوارها....
بس كفاية شردان، اوع تقوم تشرد كمان....
الشقليني:اتمنى ان يكون الوقت قد سمح، فلقد تعلقت افئدتنا بما تكتب وتقول، ونلتمس لمسة حنان وبلسم شاف بايدي اختصاصي فن التشريح الأدبي، حقا في انتظاركم وبقية النطاسين الخبراء....
ليتكم تنضمون الاعزاء: عصمت العالم، عالم عباس، بندر شاه، المحسي، منعم ابراهيم، اشراق ضرار، مهند بادي، ممكونة، المجدلية، ابو جهينة، ابو ساندرا، عملك تنقو الأيوبي، حنينه، الأمين وداعة، عكود، محمد الحسن حميد، عمر صديق، خالد السيد، قارسيا، ريما نوفل، ابوريماز، رأفت ميلاد، ناصر يوسف، أمير شعراني، الوليد عمر، أنس مصطفى، نهى، ايزابيلا، السفير جمال، طارق الحسن، ملاذ، عبد الباقي، خالد سعد، بنت المطر، وكل من لم يذكر اسمه....



أبو العز الجنوبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-03-2007, 03:24 PM   #[22]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

أبو العز ، ازيك، شكرا علي اهتمامك بالموضوع و نتمني من الله انو الناس يستجيبو للنداء، و اقول ليك طالما أخونا خالد الحاج بكل شجاعة اتوكل علي ربه، و وضع لنا أعماله في البورد، خلونا النبدأ و رايكم شنو نطلب منه الآن ينزل لينا في البوست هناقصة نادية؟



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-03-2007, 06:24 PM   #[23]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

نادية ...شيطان بعيون ملائكية


مطار الخرطوم العام 1984 أحمل متاعي البسيط وأقف في صف مراجعة الجوازات
ألمس جيبي مرة وأخري للتأكد أن "القريشات" حسب تعبير الوالدة موجودة ، أتهيأ
لعام دراسي ثالث من سنوات دراستي الجامعية ... أسمع صوت إمرأة تنادي :
يا أولادي مافي زول ماشي الإسكندرية ؟؟ نظرت نحوها امرأة في الخمسينات من عمرها
عاملتها السنوات بحنو بهية الطلعة ، أرد : أيوه يا والدة أنا ماشي إسكندرية في حاجة ممكن
أخدمك فيها ؟ تتقدم نحوي مبتسمة ابتسامة تظهر جمال عينيها وتلتفت للخلف منادية بصوت
فيه بحة تحمل كل حنين السواقي : يا نادية ......
ويظهر القمر!! يا إلهي كم هي جميلة عينان لا تملك إلا أن تبحلق فيهما يحملان كل شرور العالم وخيره
الوجه هدندوي الملامح ميال للصفرة تمشي هوينا فتسمع في وقع خطواتها ألحان الأمهرة والتجراي
مكتنزة الساقين كأرجل تربيزة البليارد ، الوسط صغير بصورة ملفتة ويكفي وحده ليشفع لها يوم القيامة
تأخذني قدماي غصبا عني خارج صف الجوازات !! أبادر بمد يدي بالسلام : السلام عليكم يا والدة
ترد : أهلا يا ولدي وتواصل الحكى : بتي دى طالبة جديدة أول سنة ليها ممكن يا ولدي توصلها معاك
وتخلي بالك منها؟ أرد : جدآ يا والدة مافى عوجة يحصل خير إن شاء الله .
تسلم هي هذه المرة اليدان لا تحملان آثار شقاء تعمدت أن أمسك بيدها مدة أطول تسحب يدها في لطف
اسمي نادية !! صوت يحمل بصمات مختلفة لا أجد له تشبيه سوي أنه "شرير" يخاطب فيك كل حواسك
الخمس دفعة واحدة !! أردد مأخوذ اسمي جمال.
يتعالي النداء من المايكرفون الداخلي في صالة المطار : المسافرين علي الخطوط المصرية التوجه لصالة المغادرة ......
وداع حار بين نادية وأمها وأحضان ... تتوجه نحوي : يا ولدي بتي في ذمتك !!!!
مافي عوجة يا والدة يحصل خير اطمئني عليها.

داخل الطائرة جلست إلي جوارها لم أنتبه لرقم المقعد المخصص لي ، صوت جهوري : يا ابني المقعد ده
بتاعي ؟ يخاطبني وينظر إليها !! يعتمر عمة "خوجلية " الملامح "ترباسية" الطول !! طلبت منه أن نبدل
المقاعد ونظرت إليها .. نحنا مع بعض ؟ قبل علي مضض ولا يزال ينظر إليها تلك النظرة العجيبة
تذكرني بنظرة تاجر المواشي لخرافه .
بقية الرحلة لم أضايقها سوي بنظراتي واحترمت إحساسها بحزن الفراق وبقية دموع تملأ عينيها
الجميلتين .

108 شارع طيبة
ليس بعيدا عن البحر ولا عن خط الترام تقبع الشقة رقم 108 شارع طيبة في محطة الإبراهيمية
شقة برحة بها أربعة غرف وصالة يشاركني فيها ثلاثة من الزملاء من نفس الكلية..
محمد يحي :
جعلي من المحمية ، ود بلد غير مبالي عبقري في مستواه الأكاديمي
حمقي الطباع كريم النفس.

عبد الوهاب :
محسى ، يحب الرطانة وأغاني وردي في لسانه لكنة محببة متلاف حبوب شهم
له صوت جميل يغني أحيانا ويرفض إن طلبت منه الترنم بأغنية ما.


أسامة :
شايقي ، "لايوق" فضولي .. ساخر صريع غواني وأخو أخوان..

نقتسم كل شيئ التحويلات النقدية لفافات التبغ الكتب وبائعات الهوى.
نحرص أن لا تزورنا زميلة سودانية في الشقة فحالها لا يسر، عادة ما تتواجد
"رشا" أو أحدي رفيقاتها من بائعات الهوى. نكتفي بلقاء الزميلات في الكلية
أو في دار الإتحاد .

رشا مصرية ذات لسان زفر كانت مدخل بعضنا إلي عالم الرجولة
سريعة النكتة يستدين منها بعض الزملاء ولا ترفض وتحفظ حسابها
بالكتابة علي الحائط ، تشم رائحة التحويله النقدية ..

جال كل ذلك بخاطري وأنا أجلس وبجواري نادية في القطار الذي يقلنا من محطة مصر
(رمسيس) إلي إسكندرية .. كيف سأدخل عليهم ونادية برفقتي ؟؟ هل سيكونون بمفردهم
أم أجدهم متأبطين شرا؟؟
كسرت نادية حبل خواطري بسؤال أنت من وين؟؟ أنا من الصحافة الخرطوم !!
كان علي أن أسأل من أين هي فرغم ساعتي السفر إلا أني كتمت فضولي وقد أخذ ذلك
مني جهد ليس باليسير!! من كسلا !!
يا ربي.. إذن هذا هو السبب أجزم أن جدتها لأمها أو أبيها كانت أحدي من تغني لهن توفيق صالح جبريل
كسلا... هي بالحق جنة الإشراق.. كيف لا وتنجب مثل هاتين العينين.. كدت أقول لها ذلك ولكني خفت سوء الفهم
فلزمت الصمت..
حدثتها عن بعض الزميلات في الكلية وعن إمكانية أن تسكن معهن فلم تمانع..وأفهمتها أن عليها أن تنزل يوم أو يومان معنا في الشقة حتى ندبر الأمر فما رأت في ذلك بأس.

إسكندرية :

توقف القطار في محطة الإسكندرية . تفاجأنى رائحة البحر ورطوبة الجو
يا له من إحساس إنها تلك المدينة الفريدة لا يملك من زارها مرة إلا عشقا لها
فكيف بمن خبر خباياها وحفظته محطات ترامها وحواريها ..يمر الترام بوسط المدينة
البحر بشكله المهيب ومن علي البعد تظهر قلعة فايتيباي بعبقها التأريخى تصارع الموج والزمن
مراكب الصيادين انحناءة شاطئ البحر..تستطيع أن تري إسكندرية من آخرها إلي آخرها وأنت
تسير علي شاطئ البحر المتوسط..مأخوذ أنا بجمال كل شيئ وللرحلة مذاق المستحيل... كيف لا
وأحمل إحساس بالرضي وكل الجمال الذي في الكون ..بحر، سماء صافية، مدينة تحتضنك
بقدر عشقك لها!!! وفوق كل ذلك نادية !! أنظر إليها وينظر إلينا المارة وصدقوني بعض النظرات
لا تخلو من حسد أما أنا فأحسني كموسي النبي أرميهم بنظرات الرضي فتتحول إلي ثعبان يبتلع حيّاتهم
وينتصر الرضي علي سحر العيون والحسد..

يمر الترام بمحطات ألفتها وألفتني الأزريطة ، جامعة الإسكندرية ، المعسكر ومن ثم الأبراهيمية
هنا خاتمة لمشوار وبداية لآخر..
أترك لها متاعي الخفيف وأحمل عنها شنطة ضخمة وأحمل مع الشنطة هم أثقل هل تنتظرني مفاجأة
غير سارة في الشقة؟؟؟
أري من علي البعد محمد يحي يحمل (كيس) دون شك به" أم علي" و"أرز باللبن" فمحمد يحي يقضي من الوقت
في كنتين اللبان بالأبراهيمية أكثر من قاعات الدرس في الكلية!! كم أنت رحيم يا إلهي !!! تبتسم الدنيا
لي !! أشير إليه فيأتي مسرعا يسلم بفرح ثم يسلم عليها وأستمتع أنا بنظرة الدهشة في عينيه..ينظر إلي مرة
ثم ينظر إليها..أبادر أنا بتعريفهم علي بعض نادية / محمد يحي ...نسير ثلاثتنا أسأله هامسا الدار أمان
يهز رأسه علامة الإيجاب... الحمد لله...
نقف أمام سلم العمارة يضغط محمد علي الجرس لتنبيه "الشلة" ثم نصد السلم نسمع صوت عبد الوهاب
يترنم (يا رشا يا كحيل غثنى هواك سباني) أضحك وينظر محمد يحي إلي ...هذه قصة أخري...
سيأتي أوانها...
ندخل الشقة وسلام حار ونظرات عبد الوهاب تتفحص نادية وتنظر هي إليهم بحياء جميل!!
يندفع أسامة من المطبخ لسماع صوتي صارخا جمال في البلد؟ هذا ما أخشاه هذا الشايقى
ولسانه اللاذع الفالت ، بقدر اندفاعه كان وقوفه كالتمثال لرؤيته نادية.. لو مرت هذه اللحظة بأمان
فلا خوف بعدها !! كيفك يا أسامة شوق والله.. يتقدم أسامة نحو وسط الصالة وعيناه تدوران في محجريهما كالملدوغ
حمدا لله علي السلامة يخرج صوته مشروخ وكأنه يحمل الكلمات علي كتفيه!!!
يمد يده بالسلام أحتضنه أنا وأهمس في أذنه "سيب البوامة وسلم" ينظر إلي وأشفق أنا عليه
يكاد يبكي من الحيرة يسلم عليها حمدا لله علي السلامة ألحقه أنا بالاسم نادية فيهز رأسه
بصورة تدعو للضحك ..أهلا بك أنا أسامة..



في بيتنا امرأة

لو لا الملامة لحلفت صادق أني في مكان آخر غير الشقة التي قضيت فيها عامين
من عمري..إنها اللمسة الأنثوية...هن رحمة لنا..صدق القائل!!
لم تفعل أكثر من الجلوس في غرفتي وحيدة لفترة ساعات ثم خرجت تلطفت مع الكل
وكانت تخصني بنظرات خاصة أحسها تدخل إليّ عنوة تهزني بعنف !! مالي أنا وهذا؟؟
تلك العيون يا إلهي هن سلاح للإبادة الشاملة !! تعرف هي سطوتهم وتسبلهم بدراية
أنثوية لا تخلو من مكر!! تلبس جلباب طويل وتغطي رأسها باشارب جعل جزء من شعرها
يظهر لأول مرة طويل.... طول ليلنا!! والصدر ؟؟ يا ربي... هو كقول الشاعر لا زيادة ولا نقصان
(كل شئ موقع فيك حتى لفتة الجيد واهتزاز النهود) مالي أنا وهذا؟؟
تجلس علي طرف الكنبة !! تخرج الكلمات من أسامة بعد صمت خلته دهرا" فالصمت في حرم الجمال جمال"
يا زوله اتصلحى أقعدي سمح خدي راحتك... ترد عليه مرتاحة أنا يا جماعة ما أخرب عليكم طريقة حياتكم
خليكم عاديين!!
تنهض فجأة وتدخل المطبخ تتبعها ثمانية أعيون كظلها.. يا جماعة أنا والله جعانة عندكم حاجة تتاكل ولا نفسكم
في طبخة أعملها ليكم.. يا إلهي في وجودها الفذ لم ينتبه أحد لطعام ويقولون أن أقرب الطرق لقلب الرجل معدته؟؟ يا لهم من أغبياء!!
ينهض عبد الوهاب ويدخل المطبخ يعدون وجبة ...أسمعه يدندن .. نجحت إذن في إذابة الجليد...
يخرجون وألمح لأول مرة ابتسامتها ..."مافي أجمل من كده"...تسري عدوة الابتسامة في الكل..
كل ما فيها يخالف الواقع يبتسم الناس فتصغر عيونهم العينان عندها تحتلان الوجه كله وهي تبتسم
الكل صار أجمل في وجودها الجميل...
نخرج جميعنا بمبادرة من محمد يحي مشوار إلي الشاطئ
يحاول الجعلي أن يكسر الحذر في التعامل وما مثل البحر من أنيس...
شاطئي الإبراهيمية بائعو التين الشوكى وأم الخلول (*) وعقود الياسمين ينتشرون علي الشاطئ
الجميل .. هواء منعش ورزاز متطاير من الأمواج وهي تحتضن الشاطئ...وهناك في الأفق يلتقي البحر بالسماء
فتتحد الزرقة في لقاء لا فكاك فيه يأسر الناظر...
أسامة يهمس يا جمال ... التفت إليه ينظر ليتأكد أنها لا تنتبه لما يقول !! مأخوذة هي بالبحر ها هو الأبيض الساحر يحظي بضحية جديدة...وهي أجمل دون شك من كل عرائسه وكل ما حكته الأساطير من عهد فرعون
مرورا بالرومان وحتى عهد الاسكندر الأكبر.. أخال وتيرة أمواجه تشتد أسمع أنينه فكلنا في الهم شرق
أردد في سري لست وحدك يا بحر لست وحدك..... مالي أنا وهذا؟؟؟
يقول أسامة : أسمع اها أبقي نجيض لا تفرط الزولة يعلم الله مكسرة فيك !! ابتسم لقوله ها الشايقي الغبيان
هو أنا عرفتها متين ؟ يبدو عليه الغضب يرد بجدية : ياها دي بوامتك والله انت ما تستاهل إلا جنس ناس رشا..
بدت لي المقارنة مؤلمة !!! لم أجد ما أقوله تتباطأ خطوات البقية فنلحق بهم يتقدم نحوي صبي يحمل عقود من الياسمين : خد يا بيه اشتري للعروسة الحلوة عقد ياسمين ؟؟ لما واجهني أنا دون غيري؟؟؟
نفحته بعض المال وأخذت العقد مددته إليها أخذته بابتسامة قرّبته من أنفها الجميل لتشمه بعمق وأتابع أنا حركات العيون ...يا إلهي مالي أنا وهذا ...

(*) أم الخلول – قواقع بحرية تأكل نية
يسميها أهلنا في بورتسودان (الذرمباق)


الرحول :

ثلاثة أيام مرت منذ وصولنا وصارت نادية جزء من الشلة نخرج سويا...
جولات تعرفيه...وسط البلد، المسرح، السينما ، المتاحف،جامعة إسكندرية وحتى سوق زنقة الستات
نسير علي الشاطئ بالساعات من القلعة وحتى المنتزه ..كانت تعامل كل منا وكأنه محور الكون
الكل تعلق بها بصورة أو باخري فعلنا كل شئ إلا أهم شئ وهو تسكينها مع بعض الزميلات
استمرأنا وجودها بيننا واستعذبنا ذلك..كنت أجدني مع مرور الساعات أكثر قربا منها وكانت لا تزال
تخصني ببعض ما يميزني عن الآخرين وكان ذلك كافيا لي يرضيني بصورة ما فهي في النهاية
(الأمانة) التي أحملها علي أكتافي وبالنسبة للشلة هي ذاك الحلم الجميل المستحيل الذي أشركتهم
فيه وتقبلوه بابتهاج لم يحاولوا إخفاءه...كان لا بد من حدوث تغيير ثوري في أسلوب حياتنا
البوهيمى حتى يستوعب الواقع الجديد ، الواقع الجميل وقد كان...
انقطعت زيارات رشا وصويحباتها أو قطعت بمبادرة صامتة من عبد الوهاب وكانت إشارة منه
جميلة وتضحية غالية كنت أعلم شخصيا مقدارها!!!
صار التعامل عادي نوعا تعرفت نادية سريعا علي ميولنا ، لم تكن مباشرة في تعاملها مع الجميع
تجد دوما مداخل لطيفة مع الكل واكتشفت جمال صوت عبد الوهاب واكتشفنا رقة وعذوبة صوتها
كانت تدندن أحيانا فيحمل عنها عبد الوهاب كتف الغناء فنسمع شدوا ولا الأحلام..
مرت الساعات كالثواني وكان لا بد مما ليس منه بد ...الرحول... دبرنا لها سكن مع بعض الزميلات
دون مشقة فهي تملك مفاتيح الدخول إلي القلوب وكانت الصديقات حفيات بها..
لم تنقطع زياراتها لنا تعلمت الوست والهارت والكنكان..وكانت هناك بعض الإشارات التي تدفعني
إلي مرحلة لا فكاك قابلتها أنا بحذر علي الرغم من "نقة" أسامة التي لا تتوقف..
تدخل غرفتي دون الآخرين وفي غيابي تنام فيها بعض من نهار..تنظم حاجياتي وتنظف غرفتي
تقف خلفي أحيانا ونحن نلعب الكنكان وتضع يدها بلطف علي كتفي أو تحرك شعري بأصابعها!!
صار كل ذلك عاديا وكان الكل راضي بهذه القسمة..
بدأ العام الدراسي وانشغلنا جميعا بالجدول اليومي للمحاضرات ..بدأت زياراتها تقل نوعا وكان ذلك
طبيعي ومفهوم..تأتي أحيانا إن استشكل عليها أمر ما ..والكل يساعد..يشرح محمد يحي بعض الدروس
مشاوير رسمية يبادر أسامة أو عبد الوهاب بالمساعدة فيها..كانت حصتي بعض المهام ذات الطابع الخاص
مشاوير التسوق وزيارات تعريفية لعالم الطلاب.دار الاتحاد الطلابي...السينما أحيانا
حدود معلومة وواضحة لم يحاول أحدنا عبورها...هي بحيائها ونوع من الكبرياء ...أنا بترددي الغير مفهوم
للكل..وحيرتي..وذاك الإحساس الغبي بأنها (بتي أمانة في ذمتك يا ولدي) !!!!!!!!

تمر الأيام وتيرة تعلو وتهبط والشوق القديم هو هو...الحيرة هي هي.. صار منظرنا مألوف
اعتدت وجودها جزء أساسي من حياتي..ألفت عطرها الذي ترتديه..عيناها اللتين صارتا
لي سجن ومعبد!! تغيب فترة فيختل نظام الكون...أجدني ألهث للاطمئنان علي أحوالها..
ولست وحدي الشلة نفسها يختل مزاجها بغياب نادية...صارت مشاوير محمد يحي للبان أكثر
من قبل وعرف عبد الوهاب طريق البحر وقلت دندنته بالغناء...أسامة كان أنيسي ومستودع أحزاني
لا أحتاج أن أحكي يكفي ما تجود به عيناي...طال الغياب فترة طويلة هذه المرة التقيها أحيانا في مباني
الكلية أعزمها علي مشروب "إسبرايت" تسلم وتحكي قليلا....وتهرب من النظر في عيوني...
أسامة يحاول أحيانا أن ينفس غضبه فيرمي اللائمة علي..:
شغلك ني.. تترتر .. تترتر والترتير ما بينفع
الزولة بتحبك لكن إنت ماك نصيح....
ألزم الصمت..ليس هناك ما يقال ولن يسمعني هو...وكنت بيني ونفسي
أبحث عن إجابات فكيف لي بإقناع الآخرين...
جاء عبد الوهاب مرة وهو مهموم فارقته الابتسامة المعهودة رأيته يتحاشاني...ثم وسوسة مع محمد يحي
ينضم لهم أسامة.. هناك أمر ما يدور؟؟؟ يقتلني الفضول...
في شنو يا جماعة؟
عبد الوهاب يرمي حمله كله مرة واحدة وبصورة غاضبة :
بتعرف طارق؟
طارق منو؟
الود الحنكوش داك بتاع صيدلة!!
أي بعرفو مالو؟
شايفو ملصق في نادية محل ما أمش ألقاهم سوا وعرفت تحت تحت انو الجماعة ديل زي البيحبو بعض كده!!!
أتركهم بلا رد وأتجه نحو غرفتي أقفل الباب خلفي وأتكئ علي سريري..مازال عطرها هنا ..جلباب للنوم..وفرشة لتسريح الشعر...لا مهرب...

محمد يحي يدخل الغرفة وهو يقدم رجل ويؤخر الأخري..وأخيرا يبادر بالحديث :

أنت يا زول قصتك شنو؟
يا محمد يا أخي مافي قصة يعني دايرني أعمل شنو؟
لكن يا جمال إنت بتحبها .
..................................................
.................................................. .............
.................................................. ...........................................
أيوه يا محمد بحبها "خرجت مني بصعوبة كالسريحة من ظفر القدم" لكن عندي شنو أقدمو ليها
أنا لسه طالب يا أخي لسة أبوي بيصرف علي..
يا أخي في زول قال ليك اتزوجها؟؟؟ بس كلمها عن إحساسك.....
.................................................. .........
.................................................. .................
.................................................. ............................
لا إجابة مرضية له يخرج من الغرفة ويجر الباب خلفه ... ثم يخرجون جميعا...
صمت في الشقة يكاد يفتلني...أسرع بالخروج تقودني قدماي إلي البحر...الشمس إلي مغيب
وشفق أحمر يغطي الأفق...أسير بلا هدي علي طول الشاطئ..بعض المارة يمسكون أيادي بعض
وبعضهم يجلسون علي حائط "البلاج" يهمسون بكلمات الحب.. شارع خالد بن الوليد...ميامى...
طارق؟؟؟
هذا الفتي المدلل من أسرة ثرية الوحيد الذي يقطن شقة وحده..سعر قميصه يكفي لإطعامنا شهرا بحاله؟؟؟
طارق؟؟؟
لما لم أري ذلك قادما ؟؟؟ هل أنا ساذج لهذه الدرجة؟؟ "بوم" علي حسب تعبير أسامة؟؟؟؟


والقمر في ليل الغريب :

كنا جميعا نحبها بصورة أو بأخري..نفتقد طلتها.. ولم نعتاد علي غيابها المفاجئ كان فوق
توقعاتنا وأكبر من احتمالنا..ورغم الألم الكامن فينا ليل نهار بدأت حياتنا ترجع لي وتيرتها
السابقة بصورة (طويل الجرح يغري بالتناسي) ...كانوا يتعمدون عدم ذكر اسمها ويتحاشون
فتح الموضوع معي..صرت من ناحية أخري مدمن جولات الشاطئ وأكثر عزلة..ما بين الكلية
وغرفتي والبحر..اكتشفت أن لليل رهافته ومذاقه الخاص..وللحزن طعمه المرير..وللقلب نزفه
وجرحه الغائر...الأيام...الأيام وحدها الطبيب المداوي...
صرت التقيهم أحيانا..كانت تتحاشى النظر إلي رغم تأكدي التام من رؤيتها لي ولم أبادر
من ناحيتي بكسر الطوق الذي اختارت هي بكامل إرادتها أن تجعله سياج بيني وبينها..

شهر ثم آخر....لا جديد.... حتى اللقاءات التي كانت تتم مصادفة صارت نادرة الحدوث
وفي يوم ألتقي صباح...زميلتها في السكن ومعرفة قديمة لي بحكم الزمالة..
: سلام جمال
سلام صباح أحوالك
: الحمد لله كويسين ، لكن بتكم حالتها ما كويسة..
بتنا ؟ كنت أعرف إنها تقصد نادية !! ولكن جعلني القلق أردد الكلمة كمن لم يستوعب!!
: نادية !!
مالها الحاصل عليها شنو؟؟
: حقيقي ما عارفاها مالها لكن بتقضي وكت طويل في غرفتها وبتبكي ورافضة تتكلم..
ممكن تبلغيها سلامي يا صباح وقولي ليها جمال بيسأل عن أحوالك..
: جدآ يا جمال لكن مش أحسن كان تمش إنت تشوف الحاصل عليها شنو؟
لا يا صباح أنا ما داير أفرض نفسي عليها بس وريها أني قلقان عليها.
: طيب!!
شكرآ صباح سلام...

عدت للمنزل وما كنت أحتاج أن أحكي كل المجموعة لاحظت امتقاع سحنتي وعبوس وجهي
وكأنهم كورس للمديح الحاصل شنو؟؟؟
ما عرف والله يا جماعة .. وحكيت لقائي مع صباح...أسامة يصر علي الذهاب إليها مرددا :
البت أمانة في رقبتك يا زول أمش شوف الحاصل عليها شنو!!
محمد يحي يوافقني علي رأي ويفضل عدم الذهاب إليها ..
عبد الوهاب يهز رأسه ..هي عارفه بتلقانا وين لو احتاجت لينا...
صار الأمر هم وحيرة جماعية..

يمر يومان...يومان طويلان بلياليهم...ولا جديد يكاد نبضي يتوقف...يا إلهي لطفك..
وفجأة يدق جرس الباب...لم نكن نتوقع أن يكون الطارق نادية فهي تملك مفتاح للشقة
يفتح أسامة الباب تدخل نادية.....
يا ربي؟؟؟؟ العينان؟؟؟ الوجه؟؟؟ كل شيء..زهرة ذابلة ... يندفع الكل نحوها
مالك نادية أنت بخير... لا رد... ولكن العيون تمتلئي بدموع تكاد تسيل علي خديها
وتغالبهم....

الحلم والغضب :

تراجعنا جميعا حين رأينا الدموع..أسرعت هي نحو غرفتي لتغلق الباب خلفها...
نظرة من محمد يحي لكل من أسامة وعبد الوهاب أراهم يتسللون للخارج تاركين
مساحة لي للتصرف وليتهم ما فعلوا فقد كنت في حيرة من أمري قلبي يحدثني أن الأمر
فوق طاقة احتمالي....
تركتها ساعة زمن ظللت خلالها أقطع الصالة جيئة وذهاب...ثم فاض الأمر بي
ذهبت وطرقت برفق علي الباب.. سمعت بعد مده كلمة اتفضل...
دخلت الغرفة تتكئ هي نصف اتكاءة علي السرير.. أحست بخروج الشباب..
تقتلني الحيرة..لو تعلم فقط أنها لو سألت حياتي ما تأخرت...
جلست بجوارها في صمت..بدأ صوتها في النشيج..يعلو بصورة كانت تمزق قلبي
ثم فجأة تعلقت بعنقي وبكت بحرقة...اكتفيت بالصمت ليس هذا وقت الحديث..
تركتها حتى انتهت نوبة البكاء وطلبت منها أن تغسل وجهها بماء بارد ..ثم خرجنا
أخذتها إلي الشاطئ..سرنا لفترة طويلة...لم أبادر بالسؤال عما يحدث ..تركت الأمر لها..
بدأ الجو يميل للبرود..خلعت الجاكت ووضعته عليها..نظرة عرفان وللحظة عاد ذاك البريق
الساحر للعينين الجميلتين الذابلتين....عدنا بعدها للشقة..تدخل الغرفة مباشرة وتغلق الباب مرة أخري
تركتني وحيدا في الصالة وحالي يدعو للرثاء....
صوت الجرس...أفتح الباب ...الشباب يعودون من الخارج تخبرهم نظراتي أن لا جديد...
كانت ليلة طويلة مملة كنت أتقلب وأحس أسامة بجانبي يعاني الأرق هو الآخر...
لم تخرج من الغرفة حتى صباح اليوم التالي...
ذهب الشباب إلي كلياتهم..تركوني لحيرتي وكنت واثق أنهم سيكونون موجودون بأجسادهم فقط
هذا لو ذهبوا للكلية أصلا

خرجت من الغرفة ثم الحمام...جلست في الكرسي المقابل..
صباح الخير
: صياح الخير يا نادية كيف أصبحت؟
تهز رأسها بصورة لا تعطي أي انطباع مفهوم...
: مالك يا نادية أحكي لي هل حدث مكروه لأهلك؟
لا...
صمت آخر لمدة .........
: نادية؟
تلتفت نحوي...أكاد يغمي علي من الألم......أخيرا نطقت...:
أنا حاصلة لي مشكلة كبيرة وما عارفة أعمل شنو....
: خير يا نادية عارفه إنك ممكن تعتمدي علي مش كده؟
أيوة عارفة بس ما عارفها أقول شنو
: أحكي وما تحاولي تتخيري الكلمات قولي بس الحاصل شنو...
أنت عارف طارق؟ قصدي عارف علاقتي بطارق؟
: أيوة يا نادية عارف خير الحصل شنو...
تجري دموعها دفعة واحدة...أجدني أتحرك وأجلس بجوارها أمسك بيدها
تواصل الحديث يا جمال أنا حامل؟؟؟؟؟؟؟
صمت يحمل ضجيج الكون كله في دواخله وإحساس بالموات يسري ليعم كل جسدي
يا إلهي...............
.................................................. ....
.................................................. ................

وجدتني أحضنها برفق....بدون حكي وواصلت هي في نحيب مؤلم.......
ثم اندفعت لتدخل الغرفة مرة أخري....جلست وإحساس يتملكني بالهروب...
تحركت نحو الغرفة ناديت هامسا : نادية لا تخرجي سأعود ويحصل خير إن شاء الله...
خرجت...تقودني قدماي نحو الشاطئ....حين وصلت وجدتني أجري...جريت مسافة
حتي خلت أنفاسي ستنقطع...لم أنتبه إلي أني أرتدي "سفنجة" إلا حين انقطعت لأصير
بفردة واحدة...ما زلت أجري.....منظري يلفت المارة....لا يكفي هذا...أقف أمام حائط
البلاج أصرخ بأعلى صوتي...أأأأأأأأأأه......ثم أجلس لأبكي أنا هذه المرة كما لم أبكي من قبل....

لقاء عاصف :


رجعت إلي الشقة باب الغرفة مغلق لا يزال ..جلست علي الكنبة ورأسي يكاد ينفجر
من الأسئلة ولا إجابات..هل أخبر الشلة؟؟؟ فإن لم أخبرهم هل أستطيع وحدي معالجة
الأمر؟؟أبن أتجه ولمن ألجأ؟؟؟
بدأت الشلة في العودة أسامة عبد الوهاب فمحمد لم يكملوا يومهم الدراسي لم يكذبني
حدسي ولم يخيبوا ظني فيهم....
أخذتهم وخرجنا...إلي البحر مرة أخري...جلسنا علي حائط البلاج وأخبرتهم بالأمر
كانت ردود أفعالهم متنوعة وسريالية المنظر.. محمد يحي هذا الجعلى الصامد تجري
دموعه بلا توقف..عبد الوهاب بدأ فجأة يتحدث إلينا برطانة المحس كلام غاضب ظننته يشتم
ولم أقاطعه...أسامة يذكر الاسم طارق بحرقة ويتحدث عن قتله ...
كنت أمتاز عنهم بصفاء الذهن "نوعا" فقد أخذت حصتي من الجنون ....فحاولت أن أسير بالأمر
نحو باب الحلول....
: يا جماعة خلونا نفكر في الورطة دي بي عقلانية نعمل شنو؟
أسامة : ده كلو منك لو سمعت كلامي من الأول ما كان ده حصل !!
: ده ما وكت اللوم يا أسامة أرد أنا بألم ظاهر...
محمد يحي : المسألة دي دايرة معرفة يا جماعة ما ساكت كده...
عبد الوهاب لا يزال يرطن ولكن من ضمن حديثه ورد الاسم رشا ؟؟

نلتفت إليه جميعا ويبادر محمد يحي : يا عبد الواهب يا أخي روّق شويه واتكلم عربي
ورينا رأيك...
عبد الوهاب : يعود نوعا إلي وعيه ....الحل عند رشا...خلو الموضوع علي لكن المسألة دايرة
قروش....
أسامة : القروش ما مشكلة أدوني ساعة وأنا أجيبها ليكم من طارق!!!

أنظر أنا إلي محمد يحي ..يفهمني مباشرة... ويتوجه بالحديث إلي أسامة : موضوع طارق ده نمش
ليهو الإتنين يا أسامة الحكاية دايرة تعقل والمسألة ما بتقبل شيل الحس...

عرف كل منا دوره...وكان علي أن أهتم بنادية وأن أحرص علي أن لا يحدث لها مكروه
..............
..............................
............................................

أعود للشقة والحال هناك كما هو...قمت بعمل شاي وطرقت غلي باب الغرفة...لم أسمع رد
فتحت الباب ونظرت بحذر...نادية في وسط السرير مغطاة تماما ب"بطانية"...
جلست إلي جوارها...نادية؟ ترفع الغطاء عن وجهها العيون الجميلة صارت حمراء من البكاء
وغاطسة في محجرها.. أربت عليها وأدعوها إلي شراب الشاي...يا نادية ما تشيلي هم
المسألة دي بتتعالج إن شاء الله...أشربي الشاي ده وخلي الموضوع علي الله وعلي...
وتجري الدموع....سيل لا نهاية له...أخرج أنا...إلي الصالة...

كان أول العائدين عبد الوهاب....
جذبني من يدي ودخلنا إلي غرفته... بادر : لقيتها ...كنت عارف إنها بتقعد عند ناس
سيف...
أها خير الحصل شنو؟
: أسمع قالت في دكتور في الجيزة اسمو عدلي في ميدان الجيزة عمارة رقم (00) وبيعمل
الحكاية دي بي 150 جنيه...وما بيسأل أي أسئلة....
يا عبد الوهاب الزولة دي مضمونة يمكن تورطنا في مشكلة يا أخي؟؟
يرد بغضب جعلني أحس بالضآلة..
: شنو يعني ورطة أكتر من النحنا فيها دي يحصل اليحصل يا أخي...
خير يا عبد الوهاب معاك حق والله.
يدخل كل من أسامة ومحمد يحي ... محمد يحي يسأل
: أها يا عبده خير؟
عبد الوهاب يشرح مرة أخري ... ثم يحكي محمد ما حدث مع طارق...
: الكلب قعد يبكي ذي البنات الصغار..لو ما مسكت أسامة كان كتلو وبعد ده لحقو بي كفين
وأنا قلت ليهو لو لقيناه حايم في كلية الآداب ساكت بنكتلوا .. الله أعلم تاني يقرب ليها..
وشلنا منو كل القروش العندو 95 جنيه...
خلاص يا جماعة نكمل الباقي نحنا وفي الوكت الحالي ما تدوا نادية إحساس بأنكم عارفين الحاصل نهائي يكفي العليها..


قاهرة المعز :

ميدان رمسيس بإحساس مختلف هذه المرة...ازدحام السابلة.. الهواء مشبع بثاني أكسيد الكربون
ألفاظ بذيئة في كل ناحية.. الخطي مسرعة الكل يجري... أصوات المنادين تختلط ببعضها..
أصحاب التاكسي والحافلات ، بائعو الفواكه والصحف اليومية، الكل ينادي ولا مستمع...
...القاهرة... كم أكره هذه المدينة ...يمر الأتوبيس المزدحم ببعض المعالم المعروفة لدي
ولكن بلا مذاق هذه المرة.. القللي، الفجالة، معهد الموسيقي العربية، دار القضاء العالي
كبري ستة أكتوبر، وأخيرا العجوزة ، مطعم فلفلة ، المستشفي العسكري، شارع شاهين
الشقة رقم ستة عشر...نطرق الباب..يفتح بشري سلام ....سلام... ونظرات إعجاب لرؤية
نادية لم يستطع إخفاءها...ليتك رأيتها بشري وهي مزدهرة بعد ... ليتك رأيتها!!!!
ترحيب مضياف بلا فضول هو بعض أهلي....
راحة من المشوار ووجبة فول من فلفلة... ثم الخروج إلي ميدان الجيزة..عبورا بميدان الدقي
تمثال نهضة مصر الجميل، مباني جامعة القاهرة....ميدان الجيزة آثار كبري جديد في وسط الميدان...
العمارة الضخمة ولافتة في مدخل المبني د.عدلي *** أخصائي التوليد جامعة القاهرة ومستشفي
القصر العيني...
الأسانسير القديم يصدر أنات تحدث عن طول الدهر وشكوى من كبر... تكاد أرجلي تخذلني
وأتماسك فأنا هنا الفارس المنقذ وعلي الثبات!!!!!
صالة فيها ممرضة تجلس خلف تربيزة مليئة بملفات المرضي وكروت جديدة.. بعض السيدات الحمل
يجلسن في لا مبالاة ..نظرة الفضول المصرية المعتادة...أجلستها علي الكرسي وتوجهت نحو الممرضة ..
: السلام عليكم
أهلا يا بيه عندكو مواعيد ؟
: جينا من غير ميعاد ... هل الموضوع بيحتاج لميعاد مسبق؟
أيوة يا بيه بس ممكن تتقضل تجلس لو في فرصة حا أدخلكم عالدكتور
كان هذا يعني أن أنفحها ببعض المال فغمزت لها بعيني ..لغة مصرية لا تختص بالطرشان
وحدهم...
طالت الجلسة ساعة وزيادة تململت أنا...أتوجه بنظراتي نحو الممرضة وأغمز مرة أخري
تدخل غرفة الطبيب ثم تعود تنادي علي الاسم مدام جميلة ..أقف أنا هذا هو الإسم الذي
خطر ببالي وسجلت به.. دفعت "الفيزتة" وجنيه فوقها أخذته الممرضة بفرحة طفولية...
الدكتور عدلي أصلع فوق الأربعين بقليل كبير الكرش حاد النظرات...
: هلا بابن النيل ...
** لعنة الله عليّ وعليك.....
أهلآ يا دكتور
: اتفضلوا
** نجلس وننظر لبعضنا نادية الدكتور وأنا
: أهلا في أيه إن شاء الله
والله يا دكتور أنا طالب دراسات عليا هنا وزوجتي أيضا طالبة وحدث حمل بس الوقت غير
مناسب لطفل ونريد إنزاله..
** ينظر إلي نظرة عرفت منها أنه لا يصدق روايتي وكأنه يقول – العب غيرها علي هامان
يا فرعون – وقد تماسكت حتى لا تخذلني نظراتي....
: طب والعروسة رأيها أيه ؟
** تبكي هي دموع تندفع فجأة وأمد يدي أنا للإمساك بيدها "هذا ليس وقت البكاء"
هي موافقة يا دكتور
: صحيح يا عروسة عايزة تنزليه؟
** تهز رأسها إيجابا ويكتفي هو بهذه الهزة كرأي ويدعوها للدخول لصالة الكشف
ويناديني لأدخل معه..أتمانع أنا ويصر هو ولا أستطيع الرفض فأنا هنا زوجها وعلي
مشاهدة ومعرفة ما يحدث أدخل علي مضض أقف في ناحية رأسها وأنظر في عينيها
كانت العينان تحملان لون الموت ...أمسك بيدها وأواصل النظر في وجهها...
ينتهي الدكتور من الكشف ويخرج.. أتبعه أنا...ثم نادية بعد قليل...
: ده لسه شهرين وشويه يعني لسه.. ودي عملية بسيطة
اتفضلوا في الصالة بره أنا عندي لسه مريضتين وبعديها نشوف
ويمد يده علي التلفون ليتصل برقم .. يملأ الخوف نفسي..لعله يتصل بالبوليس
نخرج للصالة وننتظر...ساعة أخري من الزمن يدخل شخص آخر بكرش ضخمة
يسلم علي الممرضة ويدخل دون استأذن لغرفة الطبيب...
تدخل الممرضة خلفه .. دقائق أخري ثم تعود .. تشير إلي أذهب إليها تطلب مني مائة جنيه
رسوم عملية... أدفع المبلغ وأعود لأجلس جوار نادية .. تمسك هي بيدي...
تدخل الممرضة وتخرج أكثر من مرة وفي النهاية تشير إلينا بالدخول..
غرفة أخري.. ندخل صالة كبيرة مجهزة لعملية...يخاطبني الطبيب اتفضل أنت انتظر برة
وبعد العملية حا نندهلك.. تمسك هي بيدي.. أجذبها منها تأبي فكاكا.. أهمس لها شدي حيلك
شويه.. أخرج إلي الصالة... كانت أطول ساعة مرت علي حياتي البائسة....
تخرج الممرضة ثم يتبعها الرجل ذو الكرش ثم الطبيب.. يتجه نحوي..
: روح اشتري ليها عصير فواكه بس يكون فرش...
أخرج أنا ليس بعيد محل لبيع العصير .. وأعود مسرعا.. تشير إلي الممرضة بالدخول إليها
أدخل.. ما زالت تحت البنج وتنادي في هذيان باسمي...أمسك يدها وأجلس بجوارها..
تدخل الممرضة وتخرج وفي كل مرة تردد حمدا لله علي السلامة يا بيه..
بدأت نادية تفيق من البنج..أشربتها عصير الفواكه.. وخرجنا ممسكا بها ونصيحة من الدكتور
أن ترتاح نادية بعض الوقت..
: حمدا لله علي السلامة يا ابن النيل...
لعنة الله عليك وعليّ....
نأخذ تكسي وعودة للشقة بالعجوزة....



خاتمة :
شيطان بعيون ملائكية...

يوم مضي جالس أنا بجوار السرير ونادية تعاني من الحمى..مكمدات باردة ..هذيان..واسمي يتردد
في صورة متقطعة...تعود إليها الحياة بالتدرج.. بعض البريق للعينين..تورد الخدود...
أخذتها في الصباح بعد أن استردت عافيتها في جولة حول معالم القاهرة.. الأهرام...برج القاهرة..
المتحف المصري..كنت أتحدث وهي تهز رأسها مستمعة وحين يتطلب الأمر ردا كانت ترد ببخل
يوم كان ضروريا حسب اعتقادي حينها...وكان مشوار العودة...حدثتها أن تترك الأمر خلفها وأن تعتبرها
تجربة قاسية مرت بها عليها أن تستفيد منها...كلام..كلام...كلام. لم يكن مقنع حتى لي أنا الناصح
وكنت أحسها أحيانا غيرة منصتة....
إسكندرية ...إحساس بالراحة ...سألتها إن كانت تود أن تذهب معنا إلي الإبراهيمية أم إلي شقتها
فاختارت شقتها...أوصلتها.. وذهبت في حالي...
كانت في انتظاري عيون قلقة...طمأنت الكل بدون تفاصيل..الحمد لله..الحمد لله...الحمد لله
كانت ردودهم..
غابت نادية وتفهمنا ذلك...كنت التقيها فتسلم علي وتسألني عن حالي وتذهب في حالها...
صارت تتجنبني والشلة...ولم نحاول أن نؤثر علي خياراتها...علي الرغم من تواجدنا في مدينة
واحدة وتجمعنا مباني نفس الكلية...غابت نادية عن حياتنا.....

كان جرحي أكبر من قدرة الزمن علي محو أثاره...جرح ترك ظلاله الكئيبة علي تفاصيل حياتي..
صرت بوهيمى الطباع ساخر الكلمة..صرت أغني مع عبد الوهاب (يا رشا يا كحيل غثني هواك
سباني) عادت رشا وصويحباتها إلي الشقة من جديد وصار لي حسابي عبارة عن أربعة "شختات"
علي حائط غرفة نومي..وضاع إلي الأبد ذاك العطر الذي كان يسكن أنفي ويدغدغ حواسي..
وبعض أسئلة ظلت دون إجابات..هل هي ملاك؟؟؟أم شيطان بعيون ملائكية.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-03-2007, 06:36 PM   #[24]
الطيب بشير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الطيب بشير
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيب بشير مشاهدة المشاركة
سلامات معتصم و ضيوف القصة

بعد تخلصوا من أخواننا (الكبار) ..أغشونا رحمة
.

أبوالعز ياجنوبي
كيف حالك يا رائع
أظنك ما شفت الصفحة الأولى
أنا دخلت مرتين تأكيدآ على رغبتي الشديدة في التجربة النقدية أو التشريحية
بمعنى آخر بعد خالد الحاج دة أنا طوالي
و عندي في البورد دة تلاتة محاولات
أولآ..المغنية و المذيع
ثانيآ..كاتب الطاحونة
ثالثآ..طوبة نفيسة
و ممكن بعد نخلص (أخوانا الكبار) أجيب اللنكات هنا
و على راسي
أنا تربية منتديات و بقدر استحمل شغل الورش دة
حتى لو جاء بطريقة اللواء أبي قرون عبدالله أبي قرون
تسلموا جميعآ
.



التوقيع: -- ------------------------------------------------------------------------------
أنا .. لن أخونَ الحُزن
إنّي لن أُقـرّب في الفِداءِ جهالةً
قطّـي الأليفْ ..
الحُـزنُ أضحى "سيّدي" بعضي
و حازَ مكانَكَ المرموقَ في نفسي
و حَدَّثَني بأنّـك ..
محضُ زِيفْ



[align=center]مقالات أخري ل الطيب بشير[/align]
الطيب بشير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2007, 12:11 AM   #[25]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الطاهر مشاهدة المشاركة
الجيلى

عذرأ لأنى سبقتك على الموضوع

فقط عزائى أننى أوفى بوعدى لك ..

شكرآ ياباش,

وهذا ماتوقعته منك, بعد لقاؤنا على المسينجر ليلتها,
وهاهى الصفحة تحتفى بها أزاهير وطيب..



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2007, 12:12 AM   #[26]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
افتراضي

تاوقت للبوست عدة مرات و كل مرة يخونني الرد

و بما إن أبو العز أورد إسمي..و لا أظنني من الكتاب بل من المخربشين/ات
لكن أرحب و أتقبل أي نقد
أغلب كتاباتي إنطباعات شخصية

أرشح اليوميات للنقد..و أنا على إستحياء
http://sudaniyat.net/vb/showthread.php?t=801
و بعد ما تخلصوا برضو من الناس الكبار

أين عالمنا العباس يا أحبة؟
أتمنى أن يدلي بدلوه هنا
أعلم أن لعجب الفيا ظروف شخصية تجعله مختفيآ هذه الأيام

الأخ محمد أحمد (أبو جودة) ذو باع طويل في النقد و التحليل الأدبي
ليته يشارك برأيه ..طبعآ بالإضافة للذين تم ذكرهم أعلاه
أتمنى أن تكون الورشة عملآ نقديآ و سابقة إسفيرية



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2007, 12:38 AM   #[27]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز بركة ساكن مشاهدة المشاركة


و أظن من الأحسن يبدأ بالقصص التي كتبها كتاب ليست لهم مجموعات قصصية منشورة، أي الذين لم يحظوا بالنقد بصورة و اسعة
و الشيء الثاني النقد الذي يقدم ليس سوي ورشة ،بمعني آخر : ان تكون الفكرة فكرة نقاش من اجل ان يعرف الكاتب اين هو الآن وماذا عليه ان يفعل لكي يمضي الي النقطة الأخري و كيف ، و ان يقدم ذلك باسلوب غير جارح ولكن بدون مجاملة وان يؤخذ راي الكاتب أولا ، اذا قبل بالفكرة فيبدأ الناس في استضافته في الورشة .

و اريد ان اقول رأيا قد يبدو غير مهم ، ولكن البساط أحمدي: النحو والصرف ليسا من فنيات القصة القصيرة في شيء، وهما مقدور عليهما ولو بالأستعانة بصديق.
سلامات ياساكنآ دوح القصص,

ملاحظاتك حول الورشة توحد الرؤية والرأى, وأضيف:

أيضآ النقد ( وإعادة القراءة) يمكن أن يقدم من كل الزملاء والزميلات فى سودانيات ..فكثرة تشكيلات القرأ تسهم فى رفد النقاش بوجهات نظر متعددة,

شكرآ لخالد أن إبتدر ساحة النقاش بعرض جزء من مشاركاته الأدبيه,

وربما كتاباته الشيقه تأخذ سحرها وبريقها من كون أنها (سرد قصصى ذتى)
وهو قاسم مشترك بين معظم القصص القصيرة فى سودانيات,, وربما أسهمت تلك الروح الخاصة فى رسم معالم شخصية وإيضحات لطبيعة القاص وظروف المراحل المشار إليها فى النصوص..
ودى بداية قبل الخوض فى نصوص خالد المثقلة بتجرتبتة الحياتية,
فالأدب عنده مقدرة لتطويع البوح, ونقل ضجيج الذاكرة بسلاسة
وتطويعها لتقدم عمل أدبى جيد..

اقتباس:

و اريد ان اقول رأيا قد يبدو غير مهم ، ولكن البساط أحمدي: النحو والصرف ليسا من فنيات القصة القصيرة في شيء، وهما مقدور عليهما ولو بالأستعانة بصديق
هذه إشارة مهمة وتجد معارضة من (ناس كتار),

فهل يمكن أن يؤثر النحو والصرف فى تغيير المعنى,??
وهل يمكن لبعض الأخطاء النحوية والإملائية أن تضفى على الجمل معنى مغايرآ??



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2007, 12:57 PM   #[28]
أبو العز الجنوبي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخوة/ت الاعزاء...
بسم الله ما شاء الله ابتدينا....
وقبل ده كله أود الاعتذار عن الأسماء التي أغفلتها دون قصد ذلك اني لم أقم بحصر الجميع، فليعذروني والبوست مفتوح لكل الناس زي ما انا انحشرت فيهو كده، وباين انو حشرتي دي مزعله مني الجيلي...لكن برضو بنحشر معاهو تاني وتالت....
العزيز عجب الفيا: نحن في انتظارك....والشكر للعزيزة حنينه... ذكرتكم حين لم انتبه لذلك.. المعذرة...
العزيز: دكتور حسن فرح... اتمنى ان نراك بيننا ...( لقطتك انا كده من بوست حنينه)..
العزيز محمد احمد (ابو جوده) كن معانا ، والشكر في ذلك للعزيزة حنينه...
العزيز خالد الحاج:
نادية... قرأتها من قبل، لكن اليوم اعدت قراءتها ثانية، وقمت بنسخها واخراجها حتى اقوم بقراءتها ثالثة ورابعة وفي تلك الاثناء انظر الدلاء من الخبراء...
خارج النص:
كأني لم اقرأها من قبل، ولحسن الحظ كان بجانبي صندوق مناديل... ما عارف القلب رهيّف ، ام لامست فيّ وترا يحن الى ام الدنيا ملامسة حنينة وجزلى.



أبو العز الجنوبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2007, 03:23 PM   #[29]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العز الجنوبي مشاهدة المشاركة
[size=4]وباين انو حشرتي دي مزعله مني الجيلي...لكن برضو بنحشر معاهو تاني وتالت....size]

حبيبنا ياأبوالعز,

وجودك دا حضور لى زول (قراى) وبحات كتب وذو مقدرة لغوية عالية,

أنا أكتر زول مبسوط بنقلاتك فى هذا الخيط..



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2007, 04:25 PM   #[30]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

العزيز خالد، لقد قرأت القصة و اتمني ان اوفق في ان اكتب ملحوظات و اضحة و معقولة و مفيدة،
وهي علي كل حال ملحوظات كاتب لكاتب إلي ان يطل علينا النقاد، وهم كثر

اولا علي مستوي الشكل:

القصة قامت علي البنية الكلاسيكية للقصة القصيرة ، حيث انها تكونت من الثلاثي الشهير: بداية في شكل عرض للكيفية التي تقابل بها الأبطال، مسرح الحدث ، ثم وسط قلق متوتر سريع يبدأ بمقادرة نادية لشقة البطل وينتهي بتأزم العقدة التي تصل زروتها عند جملة: انا حاملة.
ومن ذات الجملة يبدأ فك العقدة، ولقد كان خالد بارعا في كل المراحل (بداية وسط نهاية ) الثلاث.

الملحوظة الأخري في الشكل ايضا وهي ان التجوال في الزمن او بمعني آخر امتداد الزمن لفترة طويلة و التمدد في المكان ايضا : السودان ، مصر الأسكندرية الخرطوم المستشفي الشقة ،
تعدد الأبطال و كثرتهم بالرغم من ان لكل منهم دوره الفاعل ،
كل هذه الأشياء جعلت القصة القصيرة فيما تشبه رواية قصيرة وهو ما يعرف في الأدب(بالنوفلتا)، وهي كذلك في ظني ، فالقصة القصيرة ليست بطولها ولكن بادوات السرد فيها و محدودية تجوالها في الزمان و المكان، و قلة شخصياتها الأساسية و التي قد لا تتعدي الشخص الواحد ، وقد تستخدم الرواية بعض ادوات القصة القصيرة ,، مثلا محدودية الزمان كما في رواية شفرة دافنشي، حيث ان كل احداثها حصلت في ليلة و احدة ، وهنالك رواية سكر مر التي تجري كل حوادثها في مقهي، وفي الشكل ايضا بعض مشاكل النحو و الطباعة التي يمكننا الأستعانة فيها بصديق؟

استخدم خالد اسلوبا مرحا لعرض الحكاية، ما بين السخرية المرة ، و الكومديا السوداء و التي تبلغ قمتها عندما : بفقد عبد الوهاب المقدرة عن التعبير عن غضبه و حزنه باللغة العربية و يحتمي بلغته الأم.

أما الموضوع ، كما قالوا : متاح ومتوفر ، و انا دائما لا اري ان هنالك موضوع يصلح للكتابة و آخر لا يصلح ، بالتالي لا اعرف كيف اناقشه، فالقصة هي ليست السرد الحكي و لكن طريقة السرد و الحكي ، حيث ان كل زول بامكانه ان يحكي حكاية و لكن الحكاية الفنية هي التي تتبع فيها طرائق سرد معينة.

الخاتمة
في رأي الخاص ما يلي:

هذا القصة ( نوفلتا) و ذلك لأسلوب السرد المتبع فيها ، ( انا لدي نوفلتا اسمها : سارة منشورة في كتابي الذي صادرته الحكومة ، علي هامش الأرصفة و لدي يوسف ادريس كثير منها وهي كثيرة جدا عند: دي. أتش لورنس)

يمتلك خالد موهبة في السرد الرشيق الحميم و الذي يرشحه لكتابة الرواية و ربما تكون عنده و احدة جاهزة تحت المخدة الآن تسمع في كلامي.

و طالما كان البساط احمدي اقول( و انا عامل فيها استاذ و بتاع تنظير ، شايفين كيف؟؟)

بإمكان خالد
ان يكتب محاولة في القصة القصيرة يحصر فيها نفسه في اضيق زمن ممكن و اضيق مكان و اقل ابطال، مستخدما ذات مقدراته السردية.
اما في النوفلتا فهو بارع فيها و لا اظن ان تكون لديه مشكلة في الرواية.

وربنا يديكم العافية يا حلوين



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:30 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.