فى قمة شعوري !!! النور يوسف

Camera .. ZOOM !!! معتصم الطاهر

حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة !!! عبد الله جعفر

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة معتصم محمد الطاهر أحمد قنيف (معتصم الطاهر)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-03-2007, 10:44 AM   #[46]
أبو العز الجنوبي
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيز عمر صديق
تحياتي الطيبة لك...
والحمد لله انك مريت على البوست...
اصرارنا على فتح هذا البوست واستمراريته نبعت من كونه مفيد للجميع، ومن البوستات التي تستحق الوقوف عندها، واعتقد ان الأعزاء قد التقت عندهم روح النفع للجميع لذا داوموا على الحضور في البوست، وعملوا على تثبيته واثرائه.
بعد هذه المقدمة سأتناول مداخلتك في نقطتين:
النقطة الاولى: وهي المرتبطة بالمقدمة، واقصد بها فائدة البوست للجميع، ومحاولاتك هي جزء من المقصود، وهي محاولة لاضاءة الطريق امام كل من له ملكه في كتابة القصة القصيرة او قام بمحاولات في كتابتها أو كان كاتبا اصلا للقصة القصيرة، فمن الخبراء والذين لديهم المقدرة والدراية بفن النقد نستطيع ان نجني كلنا فائدة قصوى، فقط اطرح اعمالك للبوست واتمنى ان يقوم الباشمهندس معتصم بعمل اللازم من حيث التنظيم، وقد بدأنا باقتراح من الاستاذ عبد العزيز بركه ساكن بالأخ العزيز خالد الحاج، وقد طرح خالد جميع اللنكات لأعماله، وطرح قصتين (نادية...) و ( كيمو الشيوعي) نريد وجهة نظر النقاد في العملين حتى يتسنى لنا المضي قدما في بقية الأعمال....
النقطة الثانية: اعضد اقتراحك الخاص باصدار مجلة تعنى بالادب بجميع فروعه، وهذا اقتراح ممتاز جدا اثنيه دون اي تحفظ، وياليت الكل يشمر عن ساعد الجد لوضع المقترح موضع التنفيذ...



أبو العز الجنوبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-03-2007, 10:27 PM   #[47]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

اقتباس:
طالت الجلسة ساعة وزيادة تململت أنا...أتوجه بنظراتي نحو الممرضة وأغمز مرة أخري
تدخل غرفة الطبيب ثم تعود تنادي علي الاسم مدام جميلة ..أقف أنا هذا هو الإسم الذي
خطر ببالي وسجلت به.. دفعت "الفيزتة" وجنيه فوقها أخذته الممرضة بفرحة طفولية...
الدكتور عدلي أصلع فوق الأربعين بقليل كبير الكرش حاد النظرات...
: هلا بابن النيل ...
** لعنة الله عليّ وعليك.....
أهلآ يا دكتور
: اتفضلوا
** نجلس وننظر لبعضنا نادية الدكتور وأنا
: أهلا في أيه إن شاء الله
والله يا دكتور أنا طالب دراسات عليا هنا وزوجتي أيضا طالبة وحدث حمل بس الوقت غير
مناسب لطفل ونريد إنزاله..
** ينظر إلي نظرة عرفت منها أنه لا يصدق روايتي وكأنه يقول – العب غيرها علي هامان
يا فرعون – وقد تماسكت حتى لا تخذلني نظراتي....
: طب والعروسة رأيها أيه ؟
** تبكي هي دموع تندفع فجأة وأمد يدي أنا للإمساك بيدها "هذا ليس وقت البكاء"
هي موافقة يا دكتور
: صحيح يا عروسة عايزة تنزليه؟
** تهز رأسها إيجابا ويكتفي هو بهذه الهزة كرأي ويدعوها للدخول لصالة الكشف
ويناديني لأدخل معه..أتمانع أنا ويصر هو ولا أستطيع الرفض فأنا هنا زوجها وعلي
مشاهدة ومعرفة ما يحدث أدخل علي مضض أقف في ناحية رأسها وأنظر في عينيها
كانت العينان تحملان لون الموت ...أمسك بيدها وأواصل النظر في وجهها...
ينتهي الدكتور من الكشف ويخرج.. أتبعه أنا...ثم نادية بعد قليل...
: ده لسه شهرين وشويه يعني لسه.. ودي عملية بسيطة
اتفضلوا في الصالة بره أنا عندي لسه مريضتين وبعديها نشوف
ويمد يده علي التلفون ليتصل برقم .. يملأ الخوف نفسي..لعله يتصل بالبوليس
نخرج للصالة وننتظر...ساعة أخري من الزمن يدخل شخص آخر بكرش ضخمة
يسلم علي الممرضة ويدخل دون استأذن لغرفة الطبيب...
تدخل الممرضة خلفه .. دقائق أخري ثم تعود .. تشير إلي أذهب إليها تطلب مني مائة جنيه
رسوم عملية... أدفع المبلغ وأعود لأجلس جوار نادية .. تمسك هي بيدي...
تدخل الممرضة وتخرج أكثر من مرة وفي النهاية تشير إلينا بالدخول..
غرفة أخري.. ندخل صالة كبيرة مجهزة لعملية...يخاطبني الطبيب اتفضل أنت انتظر برة
وبعد العملية حا نندهلك.. تمسك هي بيدي.. أجذبها منها تأبي فكاكا.. أهمس لها شدي حيلك
شويه.. أخرج إلي الصالة... كانت أطول ساعة مرت علي حياتي البائسة....
تخرج الممرضة ثم يتبعها الرجل ذو الكرش ثم الطبيب.. يتجه نحوي..
: روح اشتري ليها عصير فواكه بس يكون فرش...
أخرج أنا ليس بعيد محل لبيع العصير .. وأعود مسرعا.. تشير إلي الممرضة بالدخول إليها
أدخل.. ما زالت تحت البنج وتنادي في هذيان باسمي...أمسك يدها وأجلس بجوارها..
تدخل الممرضة وتخرج وفي كل مرة تردد حمدا لله علي السلامة يا بيه..
بدأت نادية تفيق من البنج..أشربتها عصير الفواكه.. وخرجنا ممسكا بها ونصيحة من الدكتور
أن ترتاح نادية بعض الوقت..
: حمدا لله علي السلامة يا ابن النيل...
لعنة الله عليك وعليّ....
نأخذ تكسي وعودة للشقة بالعجوزة....



خاتمة :
شيطان بعيون ملائكية...

يوم مضي جالس أنا بجوار السرير ونادية تعاني من الحمى..مكمدات باردة ..هذيان..واسمي يتردد
في صورة متقطعة...تعود إليها الحياة بالتدرج.. بعض البريق للعينين..تورد الخدود...
أخذتها في الصباح بعد أن استردت عافيتها في جولة حول معالم القاهرة.. الأهرام...برج القاهرة..
المتحف المصري..كنت أتحدث وهي تهز رأسها مستمعة وحين يتطلب الأمر ردا كانت ترد ببخل
يوم كان ضروريا حسب اعتقادي حينها...وكان مشوار العودة...حدثتها أن تترك الأمر خلفها وأن تعتبرها
تجربة قاسية مرت بها عليها أن تستفيد منها...كلام..كلام...كلام. لم يكن مقنع حتى لي أنا الناصح
وكنت أحسها أحيانا غيرة منصتة....
إسكندرية ...إحساس بالراحة ...سألتها إن كانت تود أن تذهب معنا إلي الإبراهيمية أم إلي شقتها
فاختارت شقتها...أوصلتها.. وذهبت في حالي...
كانت في انتظاري عيون قلقة...طمأنت الكل بدون تفاصيل..الحمد لله..الحمد لله...الحمد لله
كانت ردودهم..
غابت نادية وتفهمنا ذلك...كنت التقيها فتسلم علي وتسألني عن حالي وتذهب في حالها...
صارت تتجنبني والشلة...ولم نحاول أن نؤثر علي خياراتها...علي الرغم من تواجدنا في مدينة
واحدة وتجمعنا مباني نفس الكلية...غابت نادية عن حياتنا.....

كان جرحي أكبر من قدرة الزمن علي محو أثاره...جرح ترك ظلاله الكئيبة علي تفاصيل حياتي..
صرت بوهيمى الطباع ساخر الكلمة..صرت أغني مع عبد الوهاب (يا رشا يا كحيل غثني هواك
سباني) عادت رشا وصويحباتها إلي الشقة من جديد وصار لي حسابي عبارة عن أربعة "شختات"
علي حائط غرفة نومي..وضاع إلي الأبد ذاك العطر الذي كان يسكن أنفي ويدغدغ حواسي..
وبعض أسئلة ظلت دون إجابات..هل هي ملاك؟؟؟أم شيطان بعيون ملائكية.
هذه قصة قصيرة بعناصرها
على ما أظن ..

مع الرجوع و الأخذ برأى الكاتب الأخ ساكن حول القصة كاملة ...



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2007, 03:49 AM   #[48]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الأحباء هُنا

ونخص الشاعر معتصم الطاهر ،
وجملة الروائيين في سودانيات ،
ألف تحية وألف سلام .
بالأمس استمعنا لمحاضرة قدمها لنا
الروائي والباحث في علم الفلكلور :
الدكتور محمد المهدي بُشرى ، المحاضر
بمعهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة الخرطوم ،
قدم لنا سرد عن أعمال الطيب وتاريخه ،
ثم قدم رؤية جديدة عن الفلكلور في آداب الطيب صالح ،
ونقل لنا رؤية مُختبئة من وراء النصوص حول
التُراث ،

ومن هُنا نُثمن هذا العمل الرائع الذي تقومون به ،
وبينكم من أساطين القص :
( بركة ساكن في فن الرواية )
وهو واحد منهم .
لكم التحية ، وإن تيسر لنا نُقدم ما يتيسر .

التحية للجميع ، وهي خطوة لتلمُس الآراء
وخطى في مساحة النقد .
نتمنى لكم التوفيق .





التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2007, 10:54 AM   #[49]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

سلام على الجميع هنا ...
المقال التالي كتبه الأستاذ أحمد توفيق في أحد المواقع الإليكترونية .. أعتقد أن البوست سيستفيد منه كثيرا ً .. وبعده لنا كلام آخر :


[align=center]فن القصة القصيرة[/align]


بقلم: د. احمد خالد توفيق



هناك كتب وكتب .. هناك كتب نعيش فيها وكتب تعيش فينا .. هناك كتب للاستهلاك على طريقة الـ take away، وكتب سريعة البخر، وكتب كالضيف العابر باهت الشخصية غير المؤذي غير المؤثر .. هناك كتب تحفر نفسها في تجاعيد مخك، وكتب تزرع نفسها بين الصبغيات في خلاياك ..

عن الطراز الأخير من الكتب أتحدث هنا..

اختلف كثيرون حول الدكتور (رشاد رشدي).. والسبب أن اسمه يذكر دائماً – مع د. (محمد عناني) و(يوسف السباعي) وغيرهما – مرتبطاً بالثورة المضادة التي قام بها السادات لتصفية كتاب الستينات. إن كتاب الستينات رمز مهم من رموز الناصرية، وقد كانت لهم السيطرة على الحركة الأدبية حتى أطيح بهم في حركة التصحيح التي يختلف البعض حول قيمتها وصدقها. وأنا ناصري أقرب إلى التعصب، لكن هذا الكتاب وقع في يدي في سن لم أكن أعرف فيها تلك الخلفيات؛ مما جعلني أقرؤه بتجرد من حيث قيمته ككتاب له وجوده المستقل المتفرد، وبلا أية تحيزات أيديولوجية مسبقة. في ذات السن تقريباً شاهدت أوبرا (عيون بهية) التي كتبها الدكتور (رشاد رشدي)، وبرغم سني الحديثة فقد أدركت أنها سخيفة.

لكن هذا الكتاب كان عصا الساحر التي أوقعتني في هوى القصة القصيرة، وجعلتني أعرف بالضبط عناصر ومقادير الطبخة التي تصنع هذا الفن الساحر. أنا مدين لهذا الأستاذ العظيم بطريقته السهلة المرنة التي ظلت تعيش داخلي طويلاً. هذا – إذن – من الكتب التي أحسبها قد وجدت طريقها إلى خلاياي لتقيم هنالك للأبد.

اسم الكتاب هو (فن القصة القصيرة). الطبعة الأولى صدرت عام 1959 عن مكتبة الأنجلو المصرية شارع محمد فريد، وتتكون من 192 صفحة. لطباعته ذات الطابع الرخيص العملي المغري بالقراءة والمميز لكتب الستينات، كطابع أغاني (أم كلثوم) القديمة مقارنة بأغاني (أليسا) المبهرجة بالتكنولوجيا. والسعر الذي ابتاعه أبي به مكتوب على الغلاف: ثلاثون قرشاً، وهو ثمن باهظ طبعاً بمقاييس تلك الأيام.

منذ اللحظة الأولى يخبرنا الكتاب بحقيقة صادمة: القصة القصيرة ليست بالضرورة قصيرة في عدد الصفحات.. هناك روايات كتبت في خمس صفحات، وقصص قصيرة كتبت في مائة صفحة. ثم يحكي لك نبذة مهمة عن تاريخ نشوء هذا الفن منذ القرن الرابع عشر في أوروبا في شكل فني اسمه (الفاشيتيا). ثم ظهور الأب الحقيقي للقصة القصيرة (جيوفاني بوكاتشيو) بقصصه (الديكاميرون) التي تحكي عن رجال ونساء التقوا في قصر أحدهم أثناء انتشار وباء الطاعون، وقرروا أن يحكوا قصصاً قصيرة اسمها (النوفلا) لتزجية الوقت. وهي قصص تتحدث في الغالب عن الخيانات الزوجية ونهاياتها هي الموت أو الزواج.

ثم جاء العملاق الفرنسي (موباسان) في القرن التاسع عشر وشعاره هو: لنحك قصصاً عن أشخاص عاديين في عالم عادي. وكان يرى أن المهم هو (اقتناص اللحظة).. لحظة قصيرة عابرة في حياة أناس عاديين تصلح لتكون قصة. أما إذا أردت أن تعرف كل شيء عن الأبطال بعد هذه اللحظة فسبيلك هو الرواية لا القصة القصيرة يا صاحبي.

نأتي الآن إلى تشريح القصة ذاتها:

أولاً يجب أن تقص القصة أخباراً.. ويجب أن ترتبط هذه الأخبار ببعضها.. ويجب أن يكون للخبر بداية ووسط ونهاية.. هذه هي القواعد الأرسطوطالية منذ قديم الأزل. أية محاولة مفتعلة لربط أخبار غير مترابطة منطقياً هو ما أطلق عليه أرسطو اسم (القصة الخبرية)..ومكانها سلة مهملات القصص.

وهنا نلاحظ مزية مهمة في الكتاب هي أنه لا يكف عن تقديم قصص قصيرة كاملة كأمثلة. وهي أمثلة واضحة جداً وغير متعالية. ثم يخبرنا الكاتب بالحقيقة التي لم أنسها قط: القصة الجيدة لا يمكن تلخيصها.. أما القصة الخبرية فيسهل ذلك لأنها لا تزيد على مجموعة أخبار. وهي تكتفي بتقديم الفعل دون الفاعل ولا المفعول به.

ولتوضيح مثاله يقدم لنا قصة (في ضوء القمر) وهي تحفة من تحف الفرنسي (جي دي موباسان).

بعد هذا ينتقل د. (رشاد) إلى توضيح أن القصة القصيرة يجب أن يكون لها معنى يرمي له الكاتب في النهاية. يجب أن يحاول أن يقول شيئاً ما ..كل تفاصيل القصة ترمي إلى نقطة واحدة هي التي كتبت القصة من أجلها.. هذه هي (نقطة التنوير).

وكما هي العادة لا يتركنا حائرين نتظاهر بالفهم، بل يقدم لنا قصة قصيرة مفككة لـ (سومرست موم) وقصة قصيرة محكمة لها نقطة تنوير واضحة لـ (كاترين مانسفيلد). أحياناً ما أشعر أنهم يتحاملون على (موم) لكن القصة التي أوردها د. (رشاد) في هذا المثال فاضحة فعلاً. لقد تهاوى سيد القصة البريطاني الوقور أمام ضربة صائبة من الفتاة الرقيقة المريضة (كاترين مانسفيلد).

من دون نقطة التنوير تظل الخيوط كلها معلقة ولا معنى لها .. ثم تأتي نقطة التنوير فنفهم: رباه !... هذا ما كان يريد قوله منذ البداية !.. ونقطة التنوير هي أهم ما يميز القصة القصيرة عن الرواية. الرواية تقوم على التجميع وتأخذ راحتها في الوصف، أما القصة القصيرة فمهمتها التركيز. الرواية تتابع النهر من النبع إلى المصب، بينما القصة القصيرة تهتم بدوامة واحدة على صفحة مياهه.

يقدم لنا من جديد نموذجاً أقوى للكاتب الإيطالي (لويجي برانديللو).

ثم يأتي د. (رشاد) لنصيحة أخرى بالغة الأهمية وينساها الجميع (بمن فيهم أنا): لا تصف شيئاً لمجرد الوصف، بل لأن بطلك يراه كذا ولأن هذا مهم في السياق. لا يعنينا أن تكون الفتاة جميلة إلا إذا رآها البطل كذلك، وكان لهذا دور في الأحداث ..

ويهاجم الكاتب الأدباء الذين يستعملون الفصحى في حوار الشخصيات، لأن هذا يبعد القصة عن الواقعية .. ويرى – ولا أوافقه على الإطلاق – أن استعمال الفصحى في الحوار جزء من تراثنا المتشبث بالجوهر اللغوي.

النصيحة التالية هي: لا تقرر شيئاً يفرض على الشخصيات ... لا تقل إن (إيفان) كان تعساً بل دع القارئ يعرف هذا من كلماته وأفعاله. ويورد لنا قصة (شقاء) لتشيكوف. تلك القصة سعيدة الحظ التي تجدها في كل كتب دراسات القصة القصيرة تقريباً.

على كل حال سوف نلاحظ في الكتاب أن (سومرست موم) ارتكب كل أنواع الأخطاء تقريباً، برغم هذا أجده مسلياً جداً، لذا كونت نظريتي الخاصة عن الموضوع: يمكنك أن تكتب عملاً شائقاً برغم أنك تخالف الكثير من القواعد.

كتاب (فن القصة القصيرة) كتاب شديد الأهمية والإمتاع، ولا أعرف إن كان العثور عليه ممكناً اليوم أم لا، وهل قدمته مكتبة الأسرة أم لا. لكني أنصحك بأن تقتنيه فوراً إذا وجدته في أي مكان.



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2007, 11:05 AM   #[50]
أحمد أمين أحمد محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد أمين أحمد محمد
 
افتراضي

[align=center]نبض العدم
قصة قصيرة[/align]

رآها ...
وبرغم أنها كانت بعيدة هناك كالسعادة .. بعيدة جدا ً .. إلا ّ أن قلبه المتعب رآها.. وأكد له أنها هي ..
بخطوات سريعة واسعة لاهثة هرول تجاهها .. بعد فترة قصيرة من العدو تنبه إلى أنه وحده يتجه إليها .. بينما هي ثابتة .. لا تتحرك..
تسمّر في مكانه للحظة ..
ثم .. لحظات ورآها تسير نحوه في لهفة .. وحين اقتربت منه ، تمنى لو يحقق أمنيته الأبدية :
" بعصا سحرية ما , يقلّصها حتى تصير في حجم عقلة الأصبع .. ويدخلها قلبه ، ويتركها تسري عبر أوردته وشرايينه .. ويظل يتنفسها طوال عمره ..! "
أفاق من سرحانه في محيطات أمنيته مذعورا ً ليجدها قد تجاوزته ..
ملتاعا ً يكتشف أنه كان يسير نحوها ، وتسير نحوه .. ولكن ..
في طريقين متوازيين لا يلتقيان أبدا ً ....!



التوقيع: "Remember, remember, the Fifth of November, the Gunpowder Treason and Plot. I know of no reason why the Gunpowder Treason should ever be forgot..."
أحمد أمين أحمد محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2007, 08:25 PM   #[51]
عمر صديق
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخ ابو العز الجنوبى
لك خالص التحايا
وشكراعلى اهتمامك بما طرحته من اراء
فكرتى نبعت ان ما هو مكتوب ستظل له الريادة
رغم ثورة الاتصالات
ثانيا هناك بعض الاعمال الناضجة من الظلم ان تظل حبيسة عالم النت
تعريف القارئ العادى بهؤلاء
التعرف على تجارب الاخرين الذين يكتبون خارج المواقع الاليكترونية التوثيق وتوسيع دائرة التلقى
مثلا ان تكون مواد المجلة 60 % من كتاب سودانيات وما يكتب فى الموقع
و40% من خارج الموقع
انتظر راى الاخ معتصم الطاهر
مع خالص شكرى



عمر صديق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-03-2007, 09:31 PM   #[52]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر صديق مشاهدة المشاركة
الاخ ابو العز الجنوبى
لك خالص التحايا
وشكراعلى اهتمامك بما طرحته من اراء
فكرتى نبعت ان ما هو مكتوب ستظل له الريادة
رغم ثورة الاتصالات
ثانيا هناك بعض الاعمال الناضجة من الظلم ان تظل حبيسة عالم النت
تعريف القارئ العادى بهؤلاء
التعرف على تجارب الاخرين الذين يكتبون خارج المواقع الاليكترونية التوثيق وتوسيع دائرة التلقى
مثلا ان تكون مواد المجلة 60 % من كتاب سودانيات وما يكتب فى الموقع
و40% من خارج الموقع
انتظر راى الاخ معتصم الطاهر
مع خالص شكرى
إزيك يا عمر..
تعرف يا صديقي وأنا "طريفي" زول نصيحة يعني...
تأتي بعض المقترحات وهي وجيهة لا شك في ذلك .. ولكن حسن النوايا لا يصنع عملآ وأنا "أعوذ بالله منها" أحب أنجاز ما أعد به ولا أعد إلا بما أملك له وسعا
قبل مدة كان هناك مقترح لطبع بوست أخونا شقليني (مذبحة قصر الضيافة) في كتاب
والأمر يتطلب مراجعة من ناحية اللغة وقد تكفلت أنا بتحويل الملفات الصوتية والفيديو إلي (دكيومنت) ...
وحياتك يا عمر لا يزال الموضوع يراوح مكانه رغم إعلاننا في سودانيات أن ريع الكتاب سيذهب إلي أعمال الخير وكان في ذهني شخصيا دعم مركز المايقوما للأطفال المشردين.
من وعدوا بالمراجعة هم مجموعة علي رأسها الباش معتصم الطاهر الذي تسأله الرأي هنا.. طرحت الأمر أيضا علي أخونا كمال علي الزين ....

شخصيا لن أكون سببا في تكسير مجاديفك ولكن !؟!؟



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2007, 11:49 AM   #[53]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي

خالد

تحياتى

موضوع بيت الضيافة ماشى كويس

لكن مادام انت نزلتو دوكيومنت تكون اختصرت ربع الجهد رسلوا لينا
وتشوفوا يكمل ولا لا ؟

نحن بقينا اربعة شغالين فيهو ..

بس أولا أحذف المداخلات الما مكانها الكتاب



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2007, 01:54 PM   #[54]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتصم الطاهر مشاهدة المشاركة
خالد

تحياتى

موضوع بيت الضيافة ماشى كويس

لكن مادام انت نزلتو دوكيومنت تكون اختصرت ربع الجهد رسلوا لينا
وتشوفوا يكمل ولا لا ؟

نحن بقينا اربعة شغالين فيهو ..

بس أولا أحذف المداخلات الما مكانها الكتاب
سلامات يا باش
أنا أتحدث عن ملفات الفيديو في البوست يا باش وهي اللقاءات في برنامج بين زمنين وهذا لا يتكلف مني جهد كبير فهي صغيرة الحجم والمحتوي.. الجزء الأكبر من الجهد يجب أن يبذل في التصحيح اللغوي ثم إعادة التصنيف ليكون بتسلسل زمني مقبول وحذف المداخلات الغير مطلوبة مع الحذر في الأخيرة لأن الحوار بصورته في البوست يحمل دلالات جيدة أيضا .
عملية تحويل البوست كله إلي دكيومنت لا تحتاج جهد فقط ثلاثة أوامر للسستم:
(1) تضغط أدوات الموضوع في المداخلة الأولي للبوست.
(2) تختار نسخة للطباعة
(3) تضغط تنفيذ العملية

أنظر الصورة :




التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-03-2007, 06:52 PM   #[55]
بركات الشريف
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يا شباب جئنا نحييكم فحيونا

لي قصة قصيرة نشرت في هذا المنتدى يمكن وصفها بالادب السياسي..ان جاز الوصف...لا أقدمها لكم كجثة تقدم الى مشرحة، بل كمن يريد صورة اشعة...خذوا (كلب ان يهوهو غاضبا) وفلفلوها كما تشاءوا...وفي الجعبة قصص اخرى، ( لا اعرف كيف آتي بضمة الجيم ولكن اجعلوا الجيم مضمومة، بارك الله فيكم) وهذه القصص بعضها نشر من قبل ومنها ما هو حبيس الادراج..
ونقدكم سيكون خير حافز لانتاج المزيد

ولكم التحية



بركات الشريف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 08:41 AM   #[56]
معتصم الطاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معتصم الطاهر
 
افتراضي


الأخ بركات

هذا البوست سيكون طويلا

وهو يفتح لك ذراعين

انزل عملك الأول هنا

وتابع الإنزال ..



التوقيع:
أنــــا صف الحبايب فيك ..
و كـــــــــــل العاشقين خلفي
معتصم الطاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 02:32 PM   #[57]
رأفت ميلاد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية رأفت ميلاد
 
افتراضي

سلام يا معتصم الطاهر

البوست ده مش حيكون طويل ده حيكون بورد منفصل .
والله متعة يومية أخدتنا من أماكن كتيرة

أتمنى أن يتم تنسيقه كمنتدى للنقد مثلآ . وتوسيعه بحيث كل موضوع يفصل للنقد على حدا حتى يأخذ حقه كامل . وفى ما يبدو لدينا من الإمكانيات الكثير . شخصك و ساكن والجيلى والجنوبى ويمكن العملية توسع .

ونحن ناس (وحى الكى بود) المفاجئ نتمنى أن ينوبنا من الحب جانب .

تحياتى على العمل الجميل



التوقيع: رأفت ميلاد

سـنمضى فى هذا الدرب مهما كان الثمن

الشـهيد سـليمان ميلاد
رأفت ميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-03-2007, 07:41 PM   #[58]
بركات الشريف
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

تحية يا شباب


-- ------------------------------------------------------------------------------

كلب إن(يهوهو) غاضبا

صدرت الصحف ذات صباح وهي تحمل في صدر صفحاتها نبأ مزعجا جدا، كان الخير الذي تناقلته وكالات الانباء، هو سقوط الكلب تومي كلب القصر الابيض قتيلا تحت عجلات سيارات مسرعة، تناولت الصحف الخبر من نواح عديدة، وابرزت اشلاء القتيل في مناظر تبعث على الاسى العميق، كاد الأمر أن يمر بسلام كحادث سيارة عادي، لولا أن صحيفة الديلي لاي اشارت الى وجود شبهة عمل تخريبي وراء الحادث، سرعان ما ظهر شاهد قال ان سائق السيارة كان اسود اللون، وشاهد آخر تبرع بالقول أن السائق ربما كان عربي، وجاءت امرأة لتفيد بأن السائق كان يضع غطاءا للرأس، كان هناك رجل يفي بكل الاوصاف المذكورة وجدت فيه الشرطة ضالتها المنشودة، وتم تعريفه فيما بعد بأنه سوداني بحت قح. من خلال التحقيق مع الرجل اتضح أنه لا يملك رخصة قيادة، ولا يمتلك سيارة، بل أنه لم يجلس خلف مقود سيارة في حياته، ثم أنه كان داخل صيدلية، والصيدلية في شارع آخر ، وأكدت الصيدلية صحة اقوال الرجل بوجوده فيها وقت وقوع الحادث. كانت هذه المعلومات كفيلة باطلاق سراح الرجل فورا، لكن الشرطة وجدت فيها دليل اتهام لا دليل براءة !! فقد توالت الاسئلة المتشككة: لماذا كان الرجل يسير على قدميه ؟؟ وماذا كان يفعل في الشارع الآخر؟ ولماذا دخل تلك الصيدلية بالذات ولم يدخل صيدلية أخرى؟ و لماذ لم يدخل المقهى المجاور لها مثلا؟
جاءت صحيفة اخرى بسيناريو يربط بين وجود الرجل في الشارع ومقتل الكلب في شارع آخر، فقد قالت رواية الصحيفة ان هذا الرجل كان ذو وجه مخيف فعلا ، وانه ترك وجهه مرتعا خصبا للعناصر الارهابية، فهناك تكشيرة مرعبة، وشارب قد نما وطال واصبح مثل ذيل الحصان، ولحية لا تقل في سماكتها عن صدام السيارة، واستطردت الصحيفة بالقول : من المؤكد ان هذا الوجه المخيف سبب فزعا للكلب المسكين جعله يركض بين الشوارع مذعورا وذيله بين رجليه من فرط الخوف والهلع، فكان هذا الحادث المأساوي، وهذا المتهم هو بالتالي من تقع عليه المسئولية المباشرة.
سارعت بعض الصحف العربية الى تسلق الموجة، فقد أفادت أن كل ما يأتي من السودان هو الارهاب بعينه، وعلى رأس هؤلا يأتي منخفض السودان الحراري، الذي ينشر ارهابا طقسيا مناخيا لا يمكن السكوت عليه، فهو يتسبب في ضربات الشمس ويحرض العواصف العاتية على الاقلاع نحو المناطق المأهولة متسببا في نشوء التسونامي المدمر، أما الارهابي الآخر فهو الفول السوداني الذي يرفع نسبة الكوليسترول في الدم معرضا حياة مواطني العالم الحر لخطر الجلطات والسكتات ولا يكتفى هذا الفول بالكبار فقط بل ويهاجم الاطفال بأمراض الحساسية القاتلة ، اضافت هذه الصحف : لا غرو بعد استعراض هذا السجل المخزي أن وجدنا أن إسم السودان نفسه مشتق من السوء، وهذا السوء على قاب قوس واحد من الدنو وليس قوسين ، قالت ان السودان في غياب الردع الدولي استهان بحقوق الانسان والحيوان معا فكانت النتيجة مقتل اعز كلب على وجه البسيطة. و لابد من ايقافه عند حده.
لقد هاجت الدنيا وماجت وانهالت البرقيات والمكالمات الهاتفية على الصحف وخرجت المظاهرات مطالبة بوقف هذا التطرف الآتي من البلاد المتخلفة، وطالب المتظاهرون برفع الموضوع الى مجلس الامن وتصدرت اخبار الكلب والتحقيق الجارى بخصوص مصرعه نشرات الاخبار..وهو يستحق ذلك الاهتمام اليس هو ذلك الكلب الذي قال فيه الشاعر:
كلب ان (يهوهو) غاضبا حسبت الناس كلها غضابا
شبعان من لحم ومن سمك ايا ليت البشر كانوا كلابا
إن يشخر في النوم منقلبا فزعت الفرس و الاعرابا
سارع السودان الى نفي صلته بالحادث جملة وتفصيلا مشيرا الى الايدي الخفية التى تحاول الزج به في مسائل لا علاقة له بها، وليدلل على انه بلد متحضر ويكن احتراما خاصا لمشاعر كل كلب خصوصا إن كان كلبا إمبرياليا، فقد اقترح ارسال فحل سوداني، اغبش، اشوس، ماجد، محدودب الذيل، طويل الاذنين، ليقف بجوار ارملة الكلب الرئاسي يشاطرها الاحزان ويخفف مصابها، ظهرت اعلانات في الصحف السودانية تطلب كلبا فحلا يجيد اللغة الانجليزية نطقا وكتابة ولم يسبق ادانته من قبل في اى جريمة تمس الشرف والامانة ليتوجه الى هناك. لكن كتاب الاعمدة في الصحف الامبريالية هاجموا الاقتراح وسخروا منه، تساءلوا: (هل سترضى كلبة البلاط الرئاسي بكلب من كلاب أزقة ام درمان أو امبدة او الحاج يوسف او زقلونة غاية امنياته في الحياة ان يرى عظما تكسوه نتف لحم ؟؟؟ هل سترضى بكلب اذا تغدى بمصران اعور انتفخت اوداجه تيها وفخرا؟ هل سترضي تلك الكلبة مكتملة النعمة بكلب يلف نفسه في الظهيرة تحت زير الماء يتنظر في صبر نقاط (النقاع ) لتخفف عنه حرارة الجو؟)، كيف سترضى بكلب لم يتزلق ولو لمرة في حياته على الجليد؟ وكل تزلقاته كانت على اكوام المزابل؟؟
شاطرت الصحف السودانية الصحف الامبريالية إستهجانها الفكرة ولكن من زاوية اخرى، فقد تخوفت الصحافة السودانية من احتمال قيام الفحل بطلب حق اللجوء السياسي بمجرد ان تطأ قدماه ارض المطار، قالت احدى الصحف في مقال افتتاحي: ( في تلك البلاد سيجد فحلنا الاغبر الكادح من يهتم بطعامه وشرابه، سيحظي يحمام بخار يومي، وسيتم غسل صوفه بالشامبو وتمشيط ذلك الصوف وتصفيفه حسب الموضة الكلبية السائدة وباحدث الاجهزة المبتكرة، سيتم تقليم اظافره والاعتناء باسنانه وأذنيه وعينيه عند مهرة الاطباء، فوق ذلك كله بل وأهم منه، أنه سيرتاح من الجزم المليئة بالمسامير التى تنهال على رأسه كلما سولت له نفسه الاتجاه نحو أى مطبخ او حتى (تكل) متهالك تشكو حلله وصحونه من قلة الدسم، قالت تلك الصحف : (ويا ليت أن امر اضطهاده كان يتوقف عند الجزم ومساميرها أذن لهان الأمر، ولكن هناك اسلحة خفيفة من براطيش وسفنجات ومراكيب تستهدفه دوما دون اى جرم يرتكبه، ثم أن هناك تلك الكلمة السخيفة (جر) التى يزجره بها كل سوداني يلقاه في طريقه وتطرق اذنيه في تسعة وتسعين في المائة من الحالات دون اى مبرر معقول، سوى الاستهتار بحقوق الحيوان، اضافت الصحف: في تلك البلاد سينعم كلبنا بكلمات التدليل والربت على الراس من كافة افراد الشعب الامبريالي والويل كل الويل لمن يطأ ولو بالخطأ على ذيله أو يمعط صوفة من رأسه)
تقرر اقامة جنازة رسمية لكلب القصر يحضرها رؤساء الدول ويتم نقلها بالاقمار الصناعية لكل بيت، كما تقرر الاستفادة من هذا الحدث لاجراء المزيد من المباحثات على هامش الجنازة لدفع مسيرة السلام المتعثرة في الشرق الاوسط ومناقشة سبل مكافحة الارهاب وقضية العولمة
تبنى مجلس الامن الموضوع، فهذا كلب ولا كل الكلاب ومقتله تهديد صريح للأمن والسلم العالميين، لقد قرر مجلس الأمن وبناءا على مشروع القرار المقدم من امبرياليا المتحدة مطالبة السودان بتسليم المتهم بجريمة قتل الكلب الرئاسي وامهله ثلاثين يوما لتسليم المتهم والا فانه سيواجه عواقب وخيمة.
ابدى السودان استغرابه واندهاشه من هذا الطلب وتساءل: كيف نسلمهم شخصا موجودا لديهم بشحمه ولحمه ودمه ومعتقلا في سجونهم ؟ لكن هذا التساؤل تم تفسيره على انه بادرة سوء نية من جانب السودان وتعكس رغبته المبيته في عدم التعاون مع المجلس، مما حدا بالمجلس الى تذكير السودان بان الفصل السابع من الميثاق الدولي سيكون في انتظاره، لذا فقد اضطر مندوب السودان للاجتماع مع سفير امبرياليا الدائم في مجلس الامن، ليناقش معه سبل الخروج من الازمة. قال المندوب السوداني:
- نحن لا زلنا غير مستوعبين لمسألة تسليمكم شخصا هو عندكم فعلا ، الموضوع يحتاج الى فهامة!
قال السفير متعجرفا وهو ينفث الدخان من سيجاره الضخم والذي بحجم عود من اعواد قصب لسكر:
- يؤسفني أن اقول لكم أنكم يا معشر دول العالم الثالث تعانون من التخلف الفكري و لا تستخدمون عقولكم كما يجب.
تجاهل مندوب السودان هذا التأنيب وخمن ان المندوب الامبريالي ربما يلمح الى عملية تسليم رمزية، لذا فقد قرر أن يلتقط هذه البادرة من فم السفير وهي ساخنة فقال:
- ما رأيكم يا سعادة السفير في عملية تسليم رمزية؟
قال المندوب الامبريالي بتأفف:
- هل تظنون ان هيبة الدول الكبرى (لعب عيال) ؟ لابد من حدوث عملية تسليم حقيقية، عملية التسليم الحقيقية هى أهم لدينا من الرجل نفسه، الجميع يعرف أن الرجل بحوزتنا ولكن ما الفائدة منه من غير عملية تسليم؟ وعندما اقول اتكم لا تستخدمون عقولكم كما يجب فانني اقصد أنكم تفاوضون على التسليم والتسلم وتثيرون غبارا كثيفا حوله ولكن حتى الآن لم نسمع منكم شيئا عن دية الكلب؟
- دية الكلب؟
- نعم عليكم ان تقوموا اولا بدفع دية الكلب قبل الحديث عن اى عملية تسليم
قال المندوب وهو يبلع ريقه متسائلا:
- كم المبلغ المطلوب من جانبنا لتغطية مبلغ الدية ؟
كان المندوب يعتقد ان مبلغ الدية سيكون حوالي مليونين أو ثلاثة أو في أسوأ الفروض عشرة ملايين دولار وفي ذهنه ديات قتلى طائرة لوكربي
رد السفير وهو ينفث الدخان:
- لن يقل عن دخلكم الاجمالي القومي لمدة خمسين سنة
قال مندوب السودان وقد كاد ان يغمى عليه:
- الدخل الاجمالي القومي لخمسين سنة ؟؟؟
اجاب السفير
- بحسابات ما بعد البترول وليس ما قبله
أضطر مرافقو مندوب السودان الى استخدام (جك) الماء البارد الموضوع على الطاولة
لانعاش المندوب من الغيبوبة التى دخل فيها، وبعد ان فتح عينيه واصل سفير امبرياليا حديثه:
- نحن كدولة عظمى يجب الا نساوم على حياة كلب من كلابنا، كلابنا يجب ان تحترم حية أو ميتة، وهذا ما يجب ان نربى عليه كل مواطن في هذا العالم، طوعا او كرها، وما طلبناه منكم يعد طلبا صغيرا جدا، في حال فشلكم في دفع الدية فستواجهون مشاكل عويصة وستدفعون اثمانا مضاعفة، خمسين سنة ليست كثيرة لأن عليكم أن تتذكروا أن ميزانية دولتكم كلها لا تساوى نصف ميزانية احد فرق البيسبول، او فريق من فرق كرة السلة عندنا، و في احسن الاحوال ميزانية فيلم هوليوودي
قال مندوب السودان::
- بهذا الطلب المجحف قد نضطر لارتكاب حماقات ضدكم
قال السفيرمستهجنا ما سمعه:
- هل سمعت اذناى كلمة حماقات؟ هل لك أن تعطيني مثالا لها!
قال مندوب السودان متراجعا:
- مثل أن نخطف هذا الرجل ثم نقوم بتسليمه لكم
قال السفير وهو ينتفض:
- احذركم من القيام بعمل متهور مثل هذا لأن انتقامنا سيكون رهيبا، سنحول عاصمتكم الخرطوم الى مجرد ( خروم). أما بورتسودان فسيكون اسمها الجديد (Poor Sudan)
فشلت المقابلة في احراز اى تقدم فكان أن صدرت العقوبات، لقد نصت العقوبات على حظر الاوكسجين في الهواء وتقرر ان يقوم كل مواطن سوداني بشراء اسطوانة اوكسجين امبريالية الصنع، يحملها على ظهره طول الوقت، بها حصته من الاوكسجين، ولن تقبل بتاتا اسطوانة غير اصلية من النوع التايوان، وان يتم افراغ السودان من الاوكسجين كلية حتى لا تستفيد منه الجماعات الارهابية في القيام باعمال اللحام والسمكرة لاسلحة الدمار الشامل.
اما البند الثاني في العقوبات فقد نص على حظر هطول الامطار في كافة أنحاء السودان، ومنع الشعراء والفنانين من الغناء للمطر، على ان يتم تعديل المناهج الدراسية وأن يحذف منها كل ما يشير الى المطر. وان يتم سحب دواوين الشعر من الاسواق ان كان فيها اى قصائد تتحدث عن المطر والغمام وفي مقدمة ذلك ديوان محمد سعيد العباسي لوجود قصيدته عن مدينة (مليط) والتى يقول فيها:
حياك (مليط) صوب العرض الغادي وسقى واديك ذو الجنات من واد
وديوان عبد الله محمد عمر البنا وقصيدته عن البادية ومطرها:
رعي الرحمن اهلك ما اقاموا وما رحلوا وحياك الغمام
وأن يمتد نطاق المنع الى ايقاف بث اغنية مطر الرشاش، واغنية عصافير الخريف، والساقية، واعتقال صديق عباس وحمد الريح ومحمد وردي، كما تقرر أن تقوم لجان التفتيش تصحبها طائرات عملاقة بابطال مفعول السحب الممطرة، وعلى اى مواطن سوداني اىكان موقعه في البطانة أو كردفان او الجنينة أو حلفا أو نمولي يشاهد برقا أو سحابة في السماء حتى لو سحابة (كتاحة)، عليه ان يقوم بابلاغ المفتشين الدوليين فورا، لكن بشرط ان يتم الابلاغ قبل ان تمطر السحابة، اما اذا أمطرت فأن هذه السحابة ستكون آخر عهدهم بالمطر، فالمطر القادم لن يكون سوى صواريخ وقنابل. وكل من يشاهد سحابة و(يصهين) فسيتم ارساله فورا الى غوانتنامو وعلى بساط الريح
تدخلت منظمة (الغفوة الدولية) الانسانية وطالبت بتعديل صيغة القرار ودعمتها منظمة (هيومان رأى مغشوش) فقد فطلبت المنظمتان استثناء العجزة الذين يعانون من ضعف النظر والاطفال من موضوع الترحيل الى غوانتنامو وبعد مداولات عديدة وافق المجلس بالاجماع على تعديل مشروع القرار مع امتناع امبرياليا عن التصويت، وتصدرت اخبار هذا التعديل الانساني جميع القنوات الفضائية والجرائد العربية العاربة والمستعربة والعربيالية.
كانت النقطة الايجابية الوحيدة في العقوبات هو افشال البند الذي ينادي يالعودة بالسودان للعصر الحجرى و تم هذا نتيجة للجهود الكثيفة التى قامت بها الدول الشقيقة والصديقة فقد هددت تلك الدول بانها لن ترضخ للطلب الامبريالي الخاص باطلاق اسم الكلب (تومي) على احد الشوارع الرئيسية في عواصمها ما لم يعدل هذا البند، ونتيجة لهذا التهديد الخطير تراجعت امبرياليا عن موضوع العصرالحجري وقبلت بالعصور الوسطى
استمر الحصار عددا من السنين لم تنقطع فيها محاولات السودان لرفعه، كانت المحاولة الجديدة هي الاستفادة من تكنولوجيا الاستنساخ، اتجه مندوب السودان مجددا الى الامم المتحدة وعقد اجتماعا مع السفير الامبريالي، قال المندوب:
- لدينا يا سعادة السفير افكارا جديدة بخصوص الاستفادة من الاستنساخ، ما رأيكم في تسليمكم نسخة طبق الاصل من المتهم ؟
رد السفير :
- لا تنس انكم دولة مارقة، أنتم بلغتنا (آوت لو)، وثقافة الآوت هذه يا اهل السودان منتشرة عندكم بكثرة ، حتى كرة القدم عندكم اصبحت كلها (آوت) ولم تكسبوا اى بطولة منذ فترة طويلة، الغرض من التسليم هو اعادة تثقيفكم للعودة للحظيرة، عليكم ان تظهروا الخضوع والامتثال والاذعان والانقياد والانصياع والانكسار والانحناء لقرارات الشرعية الدولية لأن هذا يقود للتكيف مع الاسرة الدولية فان كانت عملية تسليم النسخة ستتضمن كل هذه المعاني السبعة فنحن على استعداد لقبول ذلك
هاجمت الصحف الامبريالية مقترح استنساخ المتهم بقتل الكلب وشنت حملة شعواء عليه وقالت ان هذا سيفتح الباب على مصراعيه لاستنساخ الارهابيين والقتلة، قالت لو قبلنا بهذا المقترح فهذا معناه قبولنا بعشرة نسخ أو ربما عشرين نسخة من اسامة بن لادن والظواهرى وغيرهم من سدنة الارهاب،. كما عارضت اللجان البرلمانية الفكرة، وبينما كان الجدل محتدما حول هذا العرض ، قررت المحكمة المكلفة بمحاكمة المتهم وضع حد له فاصدرت حكمها باعدام المتهم بالكرسي الكهربائي وتم تنفيذ الحكم.
رأى السودان العودة للامم المتحدة مرة اخرى للاستفادة من مسألة تنفيذ حكم الاعدام بالمتهم لانهاء الحصار ولكن السفير الامبريالي رفض مجرد مناقشة فكرة رفع العقويات فقد لفت الانظار الى أن القرار الاممي ينص وبالحرف على قيام السودان بتسليم المتهم حيا ، اضاف السفير في مؤتمر صحفي: (لقد ابدينا مرونة كبيرة معهم دون اى نتيجة،كنا في غاية الكرم معهم في موضوع دية الكلب ولكن تجاهلوا طلبنا، قبلنا باستلام نسخة المتهم لا اصله ولكنهم فشلوا في تسليمنا النسخة، ماذا تريدون منا ان نفعل اكثر من هذا؟؟)
قال مندوب السودان مقاطعا:
- انت تعلم يا سعادة السفير ان المتهم قد تم اعدامه وفات بالتالي اوان استنساخه.
قال السفير:
- سنقدم لكم عرضا جديدا، امامكم الآن فرصة ذهبية لتسليمنا نسخة من الرجل بعد اعدامه ما رأيكم؟
قال المندوب:
- كيف سيحدث ذلك والبشرية لم تتوصل حتى الآن لتقنية تتمكن بها من استنساخ الموتى؟
رد السفير:
- هذا لسوء حظكم ، ليس امامكم من حل سوى الانتظار حتى تتوصل البشرية لتلك التقنية.
- قال المندوب محتجا:
- لكن ربما لا تتوصل البشرية لمثل هذا الاختراع قبل يوم القيامة.
قال السفير:
- عليكم اذن الانتظار الى ذلك التاريخ.
تساءل المندوب وهو لا يصدق اذنيه:
- تقصد يوم القيامة؟
قال السفير:
هذا اقرب تاريخ ممكن.
بعد جدل طويل قال مندوب السودان مستسلما:
- ان كان الحل في يوم القيامة فليكن.
اغتاظ السفير الدائم عندما رأى ان مندوب السودان وجد بارقة أمل في حل مشكلته يوم القيامة، لذا فقد بادر بالقول مطفئا هذه البارقة:
- عليكم ان تضعوا في اذهانكم انه لو تم خلق الكون من جديد، وهبطنا جميعا الى الارض مرة اخرى، فأن اول ما سنفكر فيه فور ملامسة اقدامنا التراب، هو مطالبتكم بتسليمنا المتهم أو اعادة فرض عقوبات الشرعية الدولية عليكم بندا بندا، يجب الا يكون لديكم مثقال ذرة من الشك في حدوث ذلك.



بركات الشريف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-03-2007, 06:08 PM   #[59]
عمر صديق
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الخال خالد
الاخ ابو العز الجنوبى
انا اتفق معك تما ما ان النويا الطيبة لا تكفى لانجاز عمل
من الممكن افراد بوست اخر او هذا البوست لا يهم لمناقشة المجلة ويكون النقاش فيها من الجميع اقمة ورشة
جدواها فى زمن النت الهدف منها
انا رايى بنطلق فى الفكرة اولا اذا اقتنع بها بعض منا بها
نبد ا فى التفاصيل الاولية اذا لم تنفذ فيكفينا شرف المحاولة
والله ولى التوفيق



عمر صديق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2007, 10:30 PM   #[60]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
افتراضي

ثم ماذا بعد؟



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 05:40 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.