وانجا .. قصيدة يتيمة .. أم فريدة !!
[align=center]وانجا
المرأة التي صوبت فاكتها نحو الفرح وادهشت الفصول بموسمين [/align]
[align=left]أيوب مصطفى ..[/align]
إضاءة اولى
الى جوي إمراة تتسع كما الحقل
والى فلاح مثقف يقرأ ذاكرة الكراكات ويعرف اسرار الحقل
إضاءة ثانية
الى ميري .. عاملة الغزل والنسيج والفرح
إضاءة ثالثة
الى غفاري ..رامبو.. درويش.. واخرين إحتفاءُا بشجيرات مازالت تثمر
إضاءة خاصة
الى سارا .. ننو.. موزي .. شموس . أطفال تعلمت منهم إن أجمل الأعوام آتية
إعترافات سرية فيما فعله صوت وانجا نهاراً
"أقرّ أنا الموقع على الهديل الآتي بأن تسكن كل الحمامات التي عشقتها تسريحة وانجا . وأن تؤول نصف نجومي الزرقاء الى لونها الريفي البهيج ، والنصف الآخر نُشيد به قرية بين الأصابع واللغة ، وأن ينتسب نهري الوحيد لصوتها "
قالت شجرة :
"عندما غنت وانجا تشربت عروقي صوتها ، أحسست بالثمر وأعِدت اكتشاف الماء ، الماء: أول عاشقة تجتاح روحي وتكتشف مزاج جسدي وتعلمني أحاديث النساء، لذا الماء رسولي الدائم لكِ يا وانجا.. كل قطرة منها نواة لخلق جديد"
قالت طفلة مشردة :
" عندما وضعت وانجا راحتها على كتفي غمرني الدفئ وطربتٌ كأني أقضم تفاحتين ،" وقالت :"أذكر فى تلك الليلة نمت دون أن استنشق البنزين وحلمت أني اجلس فوق كرسي داخل غرفة مضاءة ومعي لوال نذاكر كتبا مدرسية ، وعندما استيقظت صباحا وجدنا أنفسنا نتوسد بعضنا البعض ونفترش قطعة قماش متسخة كان لوال يغسل بها العربات ، صرخت : وانجا .. وانجا ...... وانجا "
قال رجلٌ اليف :
"وانجا أغنية العذوبة والامتزاج " ، قالها وغاب في طقس سنبلي خاص كان قد أعدته وانجا بصيغة منتهى الرقص والمفاجآت
إحتمالات متعددة لقراءة دفتر المساء في إطار اغنية التآلف:
إحتمال أول:
عندما تساوي ضفائرك قمرًا في سمائي ... وعندما تصير سمائي قميصَ نومِك يتفتق ليلنا عن وردة بيضاء .. تصير الوردة إضاءة كاملة للحلم . وتبين تلك التفاصيل التي جمعتنا معا وترفرف فوقنا اجنحة كثيرة لنشيد واحد ، لماذا لا نسميه نشيد التجانس؟
إحتمال ثاني
عندما يكون التجانس رحلة الجينات في الجسد والطفولة والحقل والأغنية ، ويبدأ نشيد الخلق مساره الأليف ، حينها نصنع فاكهة شديدة الخصوصية ، تعالي نسميها فاكهة التحولات
احتمال ثالث:
سبق وأن قلت لك شفاهة ذات مساء فهطل علي شعرك واحتلتني رائحتك اسبوعُا من الزنجبيل ، لذا سأدوزن نفسي بالقهوة وبعض اسمائك
"أعلم يا وانجا ان اسمك يعادل اغنية بكاملها ،
اسميك نحلة لقلبي ورحيق لنهايات الفصول .
أرى فيكِ ملامح الذاهبين لجني القطن ،
أسمع منك شاشاي العائدين من قطف الطماطم واللوبيا "
وانجا : إمرأة الحقل المرسولة الي دمي ، الاغنيات .. الارض.. الوعي.. علاقة عشق من إنتاج الانثى والفقراء ، وانجا وردة حلمي البيضاء
نوار وانجا او الفواح الذي فضح الحديقة ليلا:
للحدائق ثرثرتها ، أوان انحيازها للساحات ،
للمنازل العادية حب الحياة والمعارضة ورائحة الغد،
ولي ..آهـ يا وانجا ..موسم ثالث من خبزك الوطني ولك ما تشائين من حرية .
تحدقين!!
هل تعجبك آثار الشمس في يدي العاريتين؟
ولهى بالشوارع... !!
ماذا يفتنك ؟
حلمي الدائم بإقامة دولة تحترم الانسان ؟ أم اخباري المنثورة بين اللوز والطرقات ؟
لي اخبار كثيرة يا وانجا لم افصح عنها بعد ،
ولا يعلم مداها غير الحقل - ولي ما يفتنني .
تفتنني خيوط الصباح التي تشبه خيوط مغزلك.
يفتنني مغزلك وهذا القميص لك .
سرُا تفتنني عذوبتك , نوار لوزك وعطرك الخلاسي الفصيح
آهـ يا وانجا ما يجعل لعطرك خصوصية اينما تكونين يدلني عليك
وانجا لو لطمت الدهشة جهازك العصبي هل ترتعشين ؟
ربما ارتعش أنا بآلاف الحكايا والاقمار .
اقتربي .. الشوارع لغة تواصلنا لهذا العالم لاني أخبئ فيها حكاية افترضتها من السهولة والمطر ،
عندما تتجه اصابعك الشهية نحوي ، اصابعك الشهية كحبات المانجو ..واركض صوب النهر
هل تحبين النهر الى هذا الحد ؟
النهر مارس الضفاف وابريل الحقول ، وصديقي الشخصي .
ادعوك ان نمشي قليلا على الضفاف ونحكي ، تحكين ..
هل تعبت من الحكي ؟ ضعي راسك على كتفي ، صدرك على لوني ، بعضك على بعضي ، آهـ يا وانجا كم انا فرح بك وممتلئ بصوتك .
أذكر تلك الجلسة على الضفة اليسرى والنهر يهدى الضفة قصائده العنيفة ،
أذكر حوارنا حول الدين والجنس والصراع الـ......
قلت لك اشياء واشياء ، صرختي بإنفعال اذن لماذا الصمت ؟
آه يا وانجا عندما ينفذ الفقراء الى جوهر المسالة
يومها سنعيد هذا النقاش بحساسية اقل وربما اثناء حفل شاي عائلي ، ساعتها حياض كثيرة إخضرت في افقي ، ونَمَتْ فيها ورودك الجريئة ....
ما يحيرني حقاً، لماذا تاخرت كل هذه الاعوام ؟
إني انتظرتك في درب الساسريب ،
غنيتك في صحراء بيوضة ،
بحثت عنك في نهر السوباط ،
حلمتك في الخرطوم على انغام السلم الخماسي ،
تصنت وقع خطاك منذ الميلاد وانا انتظرك شاهرًا نجومي الزرقاء .
ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت ، لماذا تاخرتِ ؟ هل اعترضت طريقك الخوذة , العمامات ,الصناديق ؟
الى الجحيم كل الرموز التي تباعد بيني وبينك ..
قالت:" تزوجني ... "
مجنونة انت بالطمي والبذور والفأس والفوانيس ،، يالك من إمرأة واضحة كالهواء الطلق وجميلة كحمامة بيضاء ،
وانجا ،لماذا تريدين أن تفضحي الشمس والسنابك باكرا وتربكيني ، عليكِ اللعنة وعاصفة الطبول وساعدي الاسمر وهذا النشيد .
الآن أُعلن خطبتي منك ،
أخطبك من حلمك المسائي ، ومن ذاكرة الاطفال ، ومن مواعيد الطلق الجديدة ،
أخطبك من سهرة الاصدقاء ، وقميصك القطني وأصابع الفجر ونداءات الحقول ،
هي الحقول يا وانجا مشطت شعرك وعلمتنا الغناء ، هي الحقول منذ البذرة الاولى ولم تفطمنا عن العشق ، هي الحقول دوزنتنا ولقنتنا أول درس عن الجمال والحرية والقمح والماء .
وخلف الحقول بحثنا كثيراً عن أفقٍ يلائم شكل الحرية ، آه يا وانجا كنا طليقين ومدججين بالاسئلة والركض الجميل ، والعصافير .
العصافير وحدها لا تكفي للغناء .
والأوتار وحدها لا تكفي للعزف.
أغنيكِ وأدخر ما تبقى من صوتي للمظاهرة القادمة ،
السواعد للوطن ،
الملامح للاطفال ،
وما تبقى من جسدي أدخره لممارسة الفرح الآتي
هل تجيدين ممارسة الحرية ؟
"أعلم ذلك "
هل تذهبين معها بعيدُا ؟
هل تشاركين في مؤامرة ضدك ؟
هل تعدين وليمة من اجلنا ؟
اعلم كل ذلك
إذن لم يبق إلا التفاوض حول ميقات الاندلاع
مالم يصرح به الرجل الاليف في طقس وانجا :
صباح الخير قريتي الجميلة وانجا ،
صباح الخير للأزقة التي أدت بك الى شوارع المدينة ، صباح الخير للأزهار التي تبعثك برائحتها ،
شكرًا لثقافة الهامش وذاكرة الشعوب
شكرا للأنتفاضات .. والاصدقاء.. واليسار الجديد
شكرا لمعارض كلية الفنون الجميلة ونادي السينما والمكتبات
على مماشي هذا الوطن التقينا انتحينا جانبا وتعانقنا كثيرا ، وشممتك كقرنفلة
يالله نفس الحلم الذي راودني وعيا .. نفس الملامح .. الحقيبة اليدوية .. قصاصات النهر .. كراسة الحقل .. وهواجس الانسان الجديد
سبحانك إمراة فارعة كالنجمة .. رائعة الجدل والضحكات ، صادحة الفكرة والخطوات
تنتمي لقبيلة النساء الجميلات :
رابحة ، سهى ، منيلا ، ( ويني مانديلا ) ، والنشيد يتدلى
بيدها تقشر البصل ، وتكنس الأحزان عن رواكيبنا ، وتنثر الحب ليمام الحي ،
بيدها تحمل الطبشور ، وتوزع الماء في الجداول ، والحليب للصغار ،
بذات اليد تعشق ، وتنسخ البيان ، وتخيط ملابسها ، وتبتكر افراحها اليومية ،
في طفولتها لعبت هودنا يا هودنا ... في زمن السرية غنت سودنا يا سودنا ، في إنتفاضة الخبز كانت من طليعة النساء اللائي غنن فوق فوق سودانا فوق
بين الأغنية والأغنية رمت مواعيدها وغابت في الفرح الجماعي ،
آهـ ياوانجا ما أجملك ..
تدخلين الآن بطين القلب ، تتوغلين أقصى الذاكرة والمعيش اليومي ، رويدا رويدا تهّربين الفرح الى عاصمة جسدي ، وقُراه تنتشر التفاصيل في الخلايا ، ينتشر عشب سريع النمو على عتبة الباب .
ها ..أهلا وانجا
يزدهي لون الجدار .. ورسومات ناجي العلي .. ووجه تلك الطفلة النوبية .. الكراسة .. المنضدة .. آلة التسجيل .. أشرطة الشعر .. كتاب التشريح .. مفكرة العام الجديد .. والملابس القليلة .. وكل التفصيلات الاخرى
تأخذ اناقتها من توهجك المستمر
وتستمــــــر ..
اسئلة سقطت سهوا :
هل تاملتِ بسمة الموناليزا ؟
" تأملتٌ البسمة التي فاض بها وجه محمود "
هل تحبين الياسمين ؟
"أحب السنابل اكثر "
هل تقرأين راتب الإمام ؟
"أقرأ ما يكتبه اطفال المدارس على الحيطان "
ماذا يقول لكي الشتاء ؟
"دع عنك الاسئلة وهذا المكر الجميل .. وتهيأ فأنا قصيدة دافئة "
|