[justify]
بين سيد عبد العزيز و محمد بشير عتيق (البدر والكواكب) – قراءات
يقول سيد عبد العزيز :
حاول يخفي نفسه
وهل يخفى القمر في سماه
أبداً لا
وطبعاً لا
شفناه
شفناه
حاول يخفي نفسه
وغير إتجاه
سطع النور في أفقه
وكل إنسان رآه
خلنا البدر أشرق
كامل في علاه
وخلنا الزهر فتح
من أنفاس شذاه
انظر الى محمد بشير عتيق وهو يجاريه :
الاوصفوك ..
بالبدر او بالزهر
هم ما انصفوك
يا جميل
كيف يجهلوك..
سيد عبد العزيز :
جذاب حسنه رايع
لادن خلقه مايع
رقص البان مشيه
تحب تنظر وشيه
عيونك تختشيه
من قوة ضياهو
ومن شـدة حياهو
محمد بشير :
وعلي الجمال العادي
راحو يمثلوك
ولو بادلوك
عين الحقيقة
و بالبصيرة
تأملوك
بالنور او بالنار
أو بي قدر
ما صاغ الخيال
ما عادلوك
يا جميل
لو أنصفوك
سيد عبد العزيز :
مرة إذا نظرته
ونظرة إليك رناه
قلبك ينشرح له
وترتاح لي لقاه
دون تشعر تحبه
وتلهج .. في ثناه
مرة تقول كبدري
ومرة تقول كزهري
مرة تسمي شعري
ومرة تسمي سحري
تقلب فيه أسما
وبرضو تشوفه أسمى
كل وصـف تراه
أقل من مستواه
مترفع عظيم عالي
بعيد مداه
ملأ العين جمالـه
الزاهي رشح نداه
يلألي والكواكب
تتناثر حداه
محمد بشير :
كوكب منزه
في علوك
سحرك قريب
وشخصك بعيد
لو كان قريب
انواره آخذه
بدون سلوك
يبرق ثناك
في غيهب
الليل الحلوك
سيد عبد العزيز :
فيه الحسن أودع
ماملكت يداه
مفـرح
وشوفته تفرح
بتلقاك باسم
كالزهر المنسق
في زمن المواسم
تشوف في مقلتيه
حياه دلال تيه
واللحظ البيجـرح
والوجد المبرح
أنا من دون أصـرح
لي قلب إصطفاه
وهسه هناك معاه
محمد بشير :
اظرف شمايلك
زاملوك
وهم اكملوك
ادبك هبة
فيك موهبة
شكل الظبا
وطبع الملوك
يا جميل
الاوصفوك
تتعدد الروايات حول قصة هاتين القصيدتين ، لكنني أحاول أن استجمع بعض ما سمعته من خلال عرض الأستاذ عوض بابكر صاحب حقيبة الفن في الإذاعة السودانية حول القصيدتين أو الأغنيتين ، بالإضافة إلى بعض الرؤى الخاصة لبعض المفردات في القصيدتين .
القصيدة الأولى التي كتبها سيد عبد العزيز في تلك الفتاة التي كان يتمنى رؤيتها لان جمالها اخذ من نفسه مكانا كبيرا ، حتى في بعض الروايات يقال إنه دبر تلك المؤامرة مع أصدقائه عندما قام بجمع الصبية وطلب منهم أن يصيحوا (النار النار ، حريقه ، حريقه ) أمام منزلها ، وما كان منها إلا أن خرجت وسألت أين النار .....
وكان رده لها
النار في قلبي !!!
ثم توارت مرة أخرى عن الأنظار ، واخفت نفسها عن عيونهم .
فكتب القصيدة بمعاونة أصدقائه الشعراء .
حاول يخفي نفسه
وهل يخفى القمر في سماه
أبداً لا
وطبعاً لا
شفناه
شفناه
إلى أخر القصيدة التي ركز في تشبيهها بالبدر والزهر وشذى الأزهار وميلان البان في مشيتها ، وكأنها مركز للكواكب التي من حولها تدور .
انظر :
سطع النور في أفقه
وكل إنسان رآه
خلنا البدر أشــرق
كامل في علاه
وخلنا الزهر فتــــح
من أنفاس شذاه
وايضاً يقول :
لادن خلقه مايع
رقص البان مشيه
تحب تنظر وشيه
عيونك تختشيــــه
من قوة ضياهو
ومن شـــــــدة حياهو
ويحدد مركزيتها لأخواتها ، ويقول :
ملأ العين جماله
الزاهي رشح نداه
يلألي والكواكب
تتناثر حداه
ثم جاء محمد بشير عتيق وكتب قصيدته بعد أن رأي الفتاة ، وبالتأكيد بعد أن سمع قصيدة سيد عبد العزيز .
حاول محمد بشير عتيق أن يأتي بشيء جديد في وصف الفتاة ، مخالفا بذلك الكتابة التي كانت تنتشر في تلك الفترة بتشبيه المحبوبة بالقمر في ضياءه وبالزهر في شذاه وبالبان في الميلان ... الخ .
لذلك تجده يقول في مدخل القصيدة :
الاوصفوك ..
بالبدر أو بالزهر
هم ما أنصفوك
يا جميل
كيف يجهلوك..
كيف يجهلون مكانتك العالية فأنتي اكبر من أن يشبهوك بالبدر أو بالزهر ، لذلك هم لم ينصفوك في هذا التشبيه التقليدي ، فأنت أكبر من هذا كله ، لأنهم شبهوك بالجمال العادي .
استطاع محمد بشير عتيق في هذه ا لمقدمة لقصيدته أن يمدح جمال تلك الفتاة ، بالرغم من انه حتى الآن لم يحدد لنا تلك المكانة العالية التي وضعها فيها هو بكلماته ، هو حتى الآن يحاول أن يفند كلمات من أوصفوها بالبدر وبالزهر ، ويتركنا أمام خيالنا لمعرفة قدرها العالي .
انظر إليه يقول :
وعلي الجمال العادي
راحو يمثلوك
ولو بادلوك
عين الحقيقة
و بالبصيرة
تأملوك
بالنور او بالنار
أو بي قدر
ما صاغ الخيال
ما عادلوك
يا جميل
لو أنصفوك
إذن كيف أنصفها هو :
انظر إليه يقول :
ادبك هبة
فيك موهبة
شكل الظبا
وطبع الملوك
يا جميل
لكنه في نهاية الأمر لم يجد أكثر من القمر كمثال لتشبيه الفتاة به ، كصاحبه سيد عبد العزيز ، وان أخفى القمر في مفردة (كوكب) انظر :
كوكب منزه
في علوك
سحرك قريب
وشخصك بعيد
لوكان قريب
انواره آخذه
بدون سلوك
يبرق ثناك
في غيهب
الليل الحلوك
من خلال هذا التنافس الشريف ، خرجت إلينا دُرر الحقيبة بالفن والأدب الرفيع وها نحن إلى هذه اللحظة نستمتع أيما استمتاع بسماع كلماتها وألحانها .
[/justify]