برقية عزاء لأم درمان ...
مرثية للفقيد البرفيسور على المك
د. أحمد الحسين
وكان مثل شجرة النخيل
لاتشتكى .........
توزع الثمار للغريب والقصير والطويل
وجذعها مغبر وأغبش نحيل
وكان عاليا (على) ....
وكان شامخا ........
شموخ النيل حينما يرتاح عنده الأصيل
وصوته المديد .. والوئيد .. والظليل
يضمخ المكان بالشذى ..
ويغرق الزمان فى الرضى ..
يذيب كل ممكن وكل مستحيل
يرش نكهة التراب خارج المدى ..
يعبىء العروق بالندى ..
ويلبس الحروف من هواء (ام درمان )...
بردة .. وذيل
ويغزل الكلام فرحة ومتكأ
أواه ..! (أم درمان ) قومى أندبى على ...
وأترعى الفضاء بالنواح والعويل
ولونى حيطانك الغبراء بالسواد ..
وأدهنى النهار ليل
أواه ..! (أم درمان)
قومى أثكلى (على)
(وأردحى) .. وأخلعى وقارك الجليل
واعلمى على (على)
لابأس ان تمزق الجيوب لوعة ...
تعفر الروؤس بالتراب ..
وتحلق االاشجار شعرها ويحزن النخيل
وتعلن الحداد كل وردة .. وزهرة .. وكل جيل
وترفع النساء صوتها ..
وتكشف الشموس حزنها ...
وينكفى القمر
*************
أواه ..! (أم درمان)
قومى أندبى مصابك النبيل
وودعى خليلك الوليد
وعانقى نساء الحى
( ولولى )
وعددى مآثر الفقيد
قد كان عام المنثور من كلامنا ..
وكان عاشق القصيد
وكنت فى إنتظاره سنين ..
(دائراك يا على تكبر تشيل حملى )
فصرت فى أشعاره حنين
(أحى يا على الفارس البقود تسعين)
فمات ناضجا .. جنين
سلامنا له ..
غفرانه ..امين