ومواصلة لموضوع الزار
وقد قسم دارسو علم الانتربولوجيا الاسياد الى الفئات التالية:
أ ـ ارواح اقليمية.
ب ـ ارواح طبيعية.
جـ ـ أرواح قبطية واسلامية.
د ـ ارواح تدل على اصحاب مهن.
هـ اضاف ليتمان فئة خامسة وهي الأرواح التي تسمى بأسماء الاشخاص.
تضم المجموعة الاقليمية عددا من المجموعات الفرعية :
[ المجموعة السودانية: وفيها الطنبورة السودانية.
[ المجموعة الحبشية : وعلى رأسها سلطان الحبش واخوانه وهوانم الحبشة والست الكبيرة او حبوبة الحبوبات, وتعتبر جدة للأرواح الحبشية.
[ المجموعة الصعيدية: على رأسها الصعيدي ابودنفا ويعتقد انه يظهر على ثلاث مراحل كما اشار كريس وله اخت تعرف باسم الست الصعيدية.
[ المجموعة العربية: على رأسها العربي ورفيقته العربية "عرب العربان".
[ المجموعة المغربية: على رأسها السلطان المغربي ويطابق المعتقد الشعبي بين السلطان المغربي وعبدالقادر الجيلاني.
ب ـ الأرواح الطبيعية:
وينتمي اليها مجموعة النار وعلى رأسها "سلطان الجن الاحمر واخواته.. واسياد الماء او اسياد البحر وعلى رأسها السطان البحري واخواته, وكذلك الاسياد المؤنثة التي تعرف باسم "الست سفينة" والمجموعة الجبليةوعلى رأسها السلطان الجبلاوي واخته جندر ويعتقد كريس ان هذا الاسم مشتق من اسم جندر مدنية في الحبشة.
ج ـ المجموعة القبطية والاسلامية:
وعلى رأس هذه المجموعة السلطان النصراني او سلطان الدير والسلطانة ماري والمجموعة الإسلامية فيبرز فيها اسم الدرويش وأسماء عدد من الأولياء المسلمين.. وأصحاب الطرق: اما عن الشخصيات النسائية الإسلامية فتذكر "ام الغلام" وقد دار جدل طويل حول تحديد السيدة المقصودة بهذا الاسم فطرح احتمال أن يكون المقصود بهذا الاسم القرينة او أم الصبيان.
د ـ المجموعة المهنية: وعلى رأسها الأرواح ذات الأسماء العسكرية او الحربية وينتمي إليها "الياوري بك" واخته الست ركاش هانم وفي صورته الرفيعة باسم "سلطان اللواء" وفي صورته الوضيعة باسم العسكري والحكيمباشا.
هـ ـ مجموعات اخري.. ومنها السلطان رينا والسلطان روم النجدي..
وتسمى شيخة الزار " الكدية " - وكلمة كدية عربية فصيحة معناها التسول ، وأهل الكدية طائفة كانوا يستجدون ويحتالون في ذلك , وعندهم دهاء في ابتزاز الأموال . ومثلهم موجود في الآداب الأوروبية ( SAVAGE ) ولا يبـعد أن يكون فريق منهم امتهن إقامة حفلات الزار منذ أمدٍ بعيد فصارت رئيسة الزار تسمى الكدية .
تقوم الكدية بوضع كرسي في وسط المجلس ، تجلس عليه صاحبة المنزل التي نصب لها الزار ، وتحضر فرختين وديكاً ، وتربط أرجلها ، ثم تضع الديك على رأسـها ، والفرختين على أكتافها ، ثم تتلو نصوصاً معهودة ، وتنشد أناشيد بينما الحاضرات يقلن : دستور يا سيـادي ، مدد يا أهل الله يا سيادي ، وتوقع الكدية ومن معها على الدفوف بنغمات مختلفة متسارعة .
ويتم في الزار طقس آخر هو تبادل الملابس لإعطاء تأثير سحري، فحين يتبادل الرجال ملابس النساء والعكس فإنهم يقصدون بذلك مخادعة الروح الشريرة ، كما أن تبادل الملابس يستخدم أيضاً لمقاومة السحر ورده .
وفي النهاية أقول : إن هذا الطقس ليس نادراً بل هو منتشر انتشاراً واسعاً ، وقد بدأت جلسات الزار تعلّب في أشرطة كاسيت ، وتوزع لتستخدمها النسوة على نطاق واسع كما لاحظت في البيئات الريفية المصرية .
وقد وجد الدكتور عبد الرحمن عيسوي في استبانة أجراها على عينة من اللبنانيين والمصريين أن 20% من العينة المصرية التي لاحظها كانت تؤمن بأثر الزار في علاج الأمراض المستعصية في حين كان 15% من العينة اللبنانية مؤمناً بذلك .
وقد درس كثير من المستشرقين _ منذ قرنين أو يزيد _ هذا الطقس فيمـا درسوه من عوائد شعوبنا لتكون دراساتهم وسيلة فتاكة للانتشار بيننا كالسوس ، وممن درسوا الـزار إدوارد لين وكريس وسيمون مسنج جون كندي وهاري فاخوري وغيرهم … فتأمل .
ومن الطقوس الداخلة في موضوعنا والتي تمارس في الجزائر ما يسمى بالوعدة والنشرة ، وتشبهان - إلى حد كبير - الزار في مصر ، أو ربما كانت الزار المصري لكن على الطريقة الجزائرية ، ففيهما الرقص والثيـاب المميزة والغيبوبة الانتشائية بالموسيقى والارتباط بالجن ، لكن ربما افترقنا عن الزار بطول مدة الممارسة التي قد تستمر اسبوعاً ، وببعض الملامح المحلية في الجن والأولياء .
منشأ (( الزار )) وأصله في القرن التاسع عشر ميلادي لدى القبائل الو ثنية الأفريقية .
0 هل تعرف أن كلمة زار مشتقة من جار Djar كبير آلهة الكوشيين الذي يتغير اسمه لدى بعض الطوائف إلى يارو Yaro أو دارو Daro ، وظهر منه في إطار المسيحية الحبشية اسم روح شريرة هو زار Zar الذي استعـاره المسيحيون الأحباش من بعض القبائل الوثنية .
اختلفت الآراء حول اصل الزار في السودان، فهناك من يرى ان دخول الزار في السودان جاء مع قبائل الهوسا النيجيرية وآخر يقول انه جاء مع القبائل التشادية والبعض يرى دخوله عن طريق الحبشة ويستدلون بطقوس الزار الذي يغلب عليه الطابع الحبشي، لكن راياً قوياً يقول بإن الزار دخل السودان أبّان الحكم التركي.. ادخلته زوجة الحاكم التركي آنذاك وتسمى فاطمة، ولهذا الرأى قصة فحواها ان زوجة الحاكم قبل مجيئها السودان كانت باسطنبول وقد اقعدتها علة مرضية حتى سمعت من نافذتها صوتاً يغني غناءً غريباً اقشعر له بدنها وظهرت عليها مبادئ الصحة، فلما احضروا لها صاحب الصوت، كان شيخاً متسولاً من اصل نيجيري اخبرها انه حضر بأمر الزار ليبلغها بانها وسيطة الزار للضحايا فشفيت امرأة الحاكم من علتها ونذرت نفسها ان تكون وسيطة زارية.
مصيبة الاتراك
عندما نقل زوج فاطمة التركية إلى السودان، حضرت معه وقامت بنشر طقوس الزار في السودان ولعلنا نجد ما يؤكد هذا القول في اغاني الزار، اذ يأتي ذكر فاطمة التركية كواحدة من مشايخ الزار الاوائل، كما ان لفظ سنجك الذي يشير إلى المرشد أو الشيخ، هو في الاصل تركي وقد اطلق بداية على شيوخ الزار.
الزار في المهدية
توقف الزار في فترة المهدية تماماً مع المد الديني ولم يعاود نشاطه إلاّ بدخول كتشنر، واشهر الشيوخ في ذلك العصر، الشيخ منصور حمد خليفة في دنقلا وود المبارك في ديار الشايقية والشيخ حسن جمعة في الشرق.
اولاد ماما
الزار هو اعتقاد في قوى خفية بخلاف الجن والشياطين تستطيع ان تحل بانسان معين عندما نريد بعض الطلبات.. هذا الاحلال يتحول الى تقمص كامل يصبح الشخص بموجبه مطابقاً للروح التي تقمصته، فيصبح الروح المتقمصة، بل ان هذه الارواح على درجة من الحساسية، ففي حالة عدم تلبية طلباتها تصبح قلقة جداً ومضطربة.. فيعرف المريض حينئذٍ «بالمزيور» وتستمر هذه الارواح في الالحاح الشديد للحصول على طلباتها ولا تعفو او ترضي إلاّ بعد الحصول على ما تطلب، وان حصلت، فلا يعني هذا مفارقة الشخص الذي تقمصه، بل تدخل معه في صلح وسلام يصبح المريض بعده سعيداً ومعافي.. بل يمكن ان يصبح مرشداً أو شيخاً..!
خيوط حمراء
للزار في السودان مفهوم ديني يقال إنه من جن سيدنا سليمان عليه السلام، وقد ظهروا لهذا النبي في شكل خيوط حمراء تتدلىّ من السماء طلب منها النبي سليمان النزول، لكن الجن او الريح الاحمر رفض النزول للارض إلاّ اذا ضربت الطبول وعزفت لهم الموسيقى واطلق البخور، وقد عرفوا انفسهم له بانهم ارواح مشاغبة ربما ازعجت البشر عندما تهيمن عليهم وبذلك تكون شروطهم هي الرقص والموسيقى والاشياء الممتعة من عطور وملابس وكحول.. ولعل هذه الاسطورة تفسر اختلاف المسميات للزار في السودان، إذ يسمى الدساتير والريح الاحمر واولاد ماما والحبش.. الخ.
الهانم ست البيرة
من اقسام الزار في السودان، الدراويش ومنهم شيوخ الزار الاوائل امثال عبد القادر الجيلاني والسيد البدوي والسيد الرفاعي وهناك الستات وهن بنات الاشراف والسابقات من شيخات الزار امثال «ستي خضرة وستي زينب وستي فاطمة» وهناك الحبش منليك، الهانم ست البيرة، لاليو. اضافة للسحاحير، العرب والخواجات..!
المراجع
[دائرة المعارف الاسلامية ج 0110[علم الفلولكور/ ج2
2[الموسوعة العربية الميسرة
[المعتقدات الشعبية في العالم الاسلامي/كريس
جريدة الرأي العام السودانية
|