[align=center]( تاريخ بعض من بلادي ) ـ4ـ[/align]
وقبل أن يستسلم السودان نهائياً للمؤثرات العربية و الإسلامية ، عقد اتفاقية مع العرب في الشمال ، عرفت باسم اتفاقية البقط . وهي التي أرست أسس العلاقات الواجب اتباعها بين المسلمين والنوبة . ولكنها استخدمت كأداة سلمية دخل بواسطتها الإسلام للسودان . وتزاوج العرب المتوطنون مع العائلات النوبية المالكة وورثوا العرش النوبي , وهذا التسرب البطيء ازدادت سرعته واشتدت تأثيراته قي أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ، واستمر على ذلك المنوال خلال مائتي سنة .
وسلكت بعض الفرق صوب الجنوب . ومن ثم لم يعد لمملكة النوبة المسيحية وجود فعلي يذكر بنهاية القرن الرابع عشر . وفتح سقوط مملكة النوبة في أيدي العرب الطريق أمامهم التغلغل في مقرة وعلوة . واستطاعت مملكة علوة بادئ الأمر الدفاع عن كيانها وأجبرت الجماعات العربية القليلة المهاجرة على احترام سلطتها . بيد أنه لم يكن من الممكن استمرار ذلك الوضع نظراً لتزايد أعداد العرب لاختبار قوتهم في مواجهة العاصمة الضعيفة سوبا التي سريعاً ما خضعت لسطوتهم وحكمهم . وهكذا سقطت آخر الممالك السودانية المسيحية الثلاثة المستقلة في أيدي المهاجرين الجدد من العرب المسلمين . بيد أن تقاليد الأخذ بنظام تكوين الدول الصغيرة المستقلة قد أخذ به في القرن السادس عشر عندما أنشأت مملكة الفونج وأقيمت عاصمتها في سنار . وكانت مملكة الفونج مكونة من الأقاليم التي قامت فيها مقرة وعلوة وما تبقى من أراضي الدول النوبية . أما النوبة الشمالية الممتدة إلى الشلال فقد ضمت إلى ممتلكات المماليك بمصر . أما الأراضي الساحلية الواقعة بين سواكن
ومصوع فقد ضُمت إلى الإمبراطورية العثمانية , وأدى توحيد إدارة تلك الأقاليم تحت أيدي حكام الفونج إلى نوع من الوحدة السياسية . وضرب من الاستقرار في البلاد . الأمر الذي كان له عظيم الأثر في انتشار الإسلام ومضاعفة انتشار الثقافة العربية الإسلامية في البلاد من المناطق المجاورة لدنقلا وسنار . وأخذت الثقافة العربية الإسلامية تشق طريقها صوب كردفان ودار فور حتى بلغت بحيرة تشاد في أقصى حدود البلاد الغربية .
ونواصل :
|