هو طريق طويل إرتضيناه لنمشيه معاً ضد مرضٍ خبيث تزايدت أعداد المصابين به من بني شعبنا الطيبين في الآونة الأخيرة بصورة مخيفة شيباً وشباباً.. مرض لا يفرق بين إمرأةٍ وطفل..
ولمعرفتنا العميقة بصعوبة هذا الأمر وضخامة حجمه وطبيعة العمل الطوعي بالسودان خاصة ونحن مجموعة من الشباب المتطوعين لسنا منظمة أو جمعية رسمية وليس لدينا أي لون سياسي...
لكل ما تقدم ولرغبتنا الأكيدة في مواصلة هذا المشوار بلا إنقطاع أو إحباط، إرتأينا أن نبدأ بالأطفال فهم زهور الحياة..
لا نتعامل مع المرض وآلامه فقط ولكننا نتعامل مع أدق اللحظات الإنسانية الحرجة في حياة هؤلاء الأطفال الذين لا يجيدون التعبير عن آلامهم وعذاباتهم بالإضافة إلى أوضاعهم الخاصة والتي تشكل محنة بالنسبة إلى أهاليهم الذين لا يملكون أن يفعلوا شيئاً إزاء آهاتهم الخافتة...
نعم... كان صعباً علينا في بادئ الأمر أن نتقبل أن هذه الأجسام الغضة البريئة مصابة بالسرطان...
وصحيح أننا تأثرنا ونحن نشاهد الدموع في أعينهم والحزن يعلوا ملامحهم...
لكنهم في نفس الوقت كانوا أقوياء يمدوننا ويمدون كل من يراهم بالأمل والقوة والصبر...
لذا كان علينا أن نحاول قدر المستطاع بأن نقدم لهم ما يزرع إبتسامات الفرح على أوجههم الصغيرة...
لا نود أن نروي لكم قصة رحلتهم مع المعاناة والآلام والدموع...
ولا أن ننقل لكم منظر أم تشاهد صغيرها الذي كان يتعثر في مشيته بينما كان يلهو مع أشقائه قبل حين وهو يركض في مستنقع موحل مظلم تشده آلاف الأيدي الغامضة.. تجره للموت جراً وهو أضعف من أن يقاوم...
ووالده مغلوب على أمره تقف أمام شجاعته سدود من مرض لا يعرف المنطق..
فكل ما ذكرنا معروف لجلكم إن لم يكن كلكم.
ولا نود أن نسرد ما قدمناه طيلة الأشهر الماضية.. هذا إن كنا قد قدمنا شيئاً.. فليس هذا هو المهم...
فلا يزال المئات من أطفالنا هذا إن لم يكن الآلاف في إنتظار مصير مظلم ما لم تتحد كل الجهود من أجلهم..
لذا وكما أسلفت أنه ليس المهم ما قدمنا أو ما قدم غيرنا...
المهم ما هو آت وقادم... ما يهمنا هو ذاك الغد المولود في رحم الضباب...
فلنتكاتف جميعاً يداً واحدة من أجل مرضى السرطان عامة ومن أجل أطفالنا منهم خاصة..
من أجل غد أجمل فلنساهم من أجلهم بكل ما هو مستطاع ولا يجب أن نبخس قدرأي مساهمة فكلها تحدث فرقاً...
كـــــن معــــنا مــــن أجلـــــهــم
|