بلوزة
لوحة: صدى الحنين/Nostalgic Echo - سلفادور دالي
سكيرت
صدى الحنين
"الحنين: شكوى الزمن المفقود من سادية الحاضر"
الحنين لوحده رحلة ارتدادية إلى أعماق الذاكرة، ومنها. فكيف إذا أُضيف إليه الصدى!
"الحنين: حين تبحث عن آثارك في ما حولك ولا تجدها"
أتأمل لوحة دالي هذه، وكأني الشخص الذي يجلس على جدار النافذة (الرُمح الفارغ)، أتتبع بنظراتي الجسم الغائب الذي نَحت في الجدار فراغاً على شكل رُمح ودائرة. أدرك بدهشة كيف أن دالي قد عبث بأبعاد الزمان والمكان، وقذف بالجسم إلى دهاليز الماضي في آخر اللوحة، وعلّق فيه جرساً، إمعاناً في (الحندكة) بالذكريات. أليس في هذا تجلياً لكل معاني الحنين؟
"الحنين: وجع البحث عن فرح سابق"
يا إلهي! ما الذي يريد أن يفعله بنا سلفادور دالي حين يمزج الحنين بالصدى؟ هذه اللوحة لا تُقرأ بمقاييسنا البصرية وحسب، بل تُسمع بآذان الروح، فالصدى لا يُرى!
"الحنين: نداء الناي للناي"
أنظر إلى اللوحة مرة أخرى، فيسري في مسامعي صوت أجراس الحنين من الذاكرة، صوت بنفس وتيرة قفزات فتاة دالي على حبل النوستالجيا. ربما لهذا رسم دالي الجرس على شكل الفتاة، وأماله بنفس زاوية ميلانها!
"لِعب الكَاك في كِير إحساسك
هالمحبوب وين طَلْوَح مني؟
يا أشواق رُكّيني أحبك
جوه حنين رفقاتي وسنّي
ويا أجراس خصمتك بالله
في صَنّاية الذكرى تَرِنِّي."
خالد الباشا
يا لطيف! هنا تواصل بنات أفكار الذاكرة في فتل حبل الحنين بذات الإيقاع، كأنهن يحفّزن لغماً خامداً في الذاكرة على القفز. فأسمع صدى جرس آخر يستلل إلى (صنّاية) الذاكرة من أبيات الباشا، فأغرق في (كِير) حنين تلك الأيام.
"الحنين: حين يحط على الشرفة دوريُّ
يبدو لك أنه رسالة من بلد لم تحبه وأنت فيه
كما تحبه الآن وهو فيك"
أزهري سيف الدين
5 يناير 2024
*كل مقولات "الحنين:" داخل علامات التنصيص لمحمود درويش
موسيقى: نوستالجيا /الحنين - ياني
Nostalgia - Yanni
…