بودا
تحلَّقوا حول صحن “البوش” كجدار يريد أن ينقَّض وتسنده بقية من حياء.
ازدرد عبد المعطي شيئاً لا يدريه، لعله رغيف أو حصاة صغيرة أو ربما شيء آخر لا يهم بقدر افتتاحه لحواراتهم اليومية:
- الهوية هي ما نحتاج لتحديده، لا لمينا في بلح الشام ولا عنب اليمن، بقينا كائنات برمائية. سودانيون نعم.. قلت لكم الأصل.. الكينونة هي ما نحتاج لتحديده.
- أصلنا نيليون، نوباتيا، كوش، نبتة، تهارقا، أماني شيختو، البركل.
- لا بل أحفاد عمر وعمرو وفاتح عمورية.
- أنا أتفق مع عبد المعطي، نيليون نعم، أحفاد رماة الحدق.
- مرض –أطلقها جمال بعصبية بالغة- وأضاف: خلاسيون، نعم من هؤلاء وهؤلاء وغيرهم. نعم هجين.
مسح عبد المعطي ما تبقى من أشلاء “البوش”، وقال في ثقة من ينهي حواراً لا ينتهي: اتفقنا، فلنكن نحن، ولنقل نحن.
|