اقتباس:
كم فارق نهج أضرابه من شعراء بدايات القرن العشرين في السودان ، و إن اقترب كثيرًا من نهج المحدثين في مصر ، و من أساليب جماعة "أبوللو" : أبي شادي و إبراهيم ناجي و أضرابهما ، وكذلك بعض شعراء المهجر من السوريين و اللبنانيين ، و الشاعر التونسيّ أبي القاسم الشابي بوجه ٍ خاص .
|
تحيّاتي أستاذ جمال..
لكَ وللتجاني المحبة وكذا الإحترام
والحديث عن التجاني هو حديث عن عبقري لغة ومعنى قلّ أن يجود الزمان بمثله..
أقول هذا وفي بالي حركة النقد الأدبي السوداني وهي في مهدها، إذ درج النقّاد الكلاسيكيين على مقارنة التجاني برصفائه في مصر وبعض البلاد العربية الأخرى، وهم طبعاً يفعلون ذلك من باب التقدير له والإحتفاء به وفقاً لما يملكونه أنذاك من أدوات نقدية وبحثيّة، وهي أداوت في رائي كانت ضعيفة وإنطباعية وقائمة على المقارنات الغير علمية وغير دقيقة. أدوات غارقة في الإفتتان والإنقياد لثقافات عربية أخرى تعتقد فيها الكمال والمثال الذي يجب أن تقرأ الكتابات السودانية وفقاً لها.. فعلوا هذا مع معاوية محمّد نور، ومع الناصر قريب الله، وها هم يفعلوه مع التجاني، وفي ذلك من الحيف شئ عظيم.
إن مقارنة المبذول الأدبي للتجاني مع جماعة أبوللو فيه ظلم كبير للتجاني ولعبقريته، وتشبيه أشعار التجاني بأشعار الشابي فيه ايضاً ظلماً كبير لأشعار التجاني، فالتشابه بينها ينحصر فقط في التضاريس الحياتية التي عاشاها -التجاني والشابي- ولا شئ أخر.