غدا سأرحل بلا شك ...
غدا سأرفع على الملأ أربعا
سأهاجر الى الأبد
بلا رفيق
بلا أنيس
فقط نفسي
أهو الموت
هكذا أتساءل بحزن
وحولي البحر ساكنا
الهدوء يسبق العاصفة
غدا سأرحل والدمع على عيني
أودع آخر بقايا
أماكن لها في القلب اشجان
ودعتها
وعلى عيني بقايا دمعة
تأبي أن تنزل لتريحني
غدا سأرحل دون وداع
أهلى بشطء الساحل
وأصدقاء لهم بالقلب مكان
وحبيب لم يلوح بيده
ألهذا العذاب أتيت
غدا سأرحل
والنهر يجري خلفي
يحمل أحزان بلادي الي الضفاف البعيدة
وحزني بفراق الاهل اجل وابقي
بلا وداع
وحبيب يترفق بي دمعه
،، عد يا هذا
هذه أرضك الطيبة
عليها تحيا وتموت
يا لها من أرض
وطفولتي مشاهدها مثل ترابها
ناعمة الملمس
بلا أحزان
كم حفيت أقدامي بترابك أماه
ونهر يجري كل يوم
يحكي بضحك كيف تلاقينا أصدقاء
كم مرحنا على رماله
كم عانقنا بمائه العذب مثل قلوبنا حينها
أشتاقك أماه
مثل أبن ضال
عاد بعد دهور
وأنا ...
وأنا ...
أخشي ألا أعود
كأنما هو آخر وداعاتي لأهلي
لأصدقائي
لإخواني
لمحبة ما شهدها نهر على جروفه
،،،اخشي ألا أعود
وتأكلني البلاد البعيدة بين أنيابها
وأجلس لحظتها أسرد بكل أحزاني
بكل آلامي
يا ليتني مت
يا ليتني كنت تراب
تعانقني كل يوم أقدام أبنائك
يا ليتني لم أولد لهذا العذاب
كم صعب فراقك أماه
يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
كم هو مؤلم هجرانك أماه
لم أعد أستطيع التحمل
مات بين جوانحي حنين
ما ظننته سيموت
فنى بجسدي جزء
الى المحال أروقته سجود
ضل بي الحادي
بحثا عن فناء
بحثا عن بعض مجد تافه
لا يسوي ذرة من ترابك
ومجدي عندك
هكذا همست به روحك بروحي
أماه أشتاقك
أشتاق أهلي ليحضنوني
أشتاق أخوة ما ضللت بهم
أشتاق أحبة حملوني بأعينهم دهرا طويلا
اشتاق أحاسيس ماتت منذ أن غادرتها
أشتاق أن أتنسم عبيرا
ما ظننت أن به خلود
والكل به كره
أشتاق عبير لنار تحرق بالجروف
نسائمها أحلى من طعام لجائع
أجمل من صحة يشتاقها هرم
أجمل من راحة ابدية تسلل خلود النعم
أشتاقك أماه
ولكم مت من ذاك الشوق
و أهترءت حياتي ألما
وتاه آمالي الي البعيد ضلال
مغمضة أجفاني
حملني موج الهجران شرقا
وعبرت البحر
وكأنما وريد شق من يدي
وكأنما شلوا من جسدي انتزعته آلام الرحيل
يا لهذا العذاب
وضباب الرحيل يسد عيناي
والآفاق لا تشع سوى سوادا
أشتاقك أماه
رحلة ابدية لا أفارقها
ألا بعدا لهذا التغريب
ألا سفها لهذا الرحيل
يا ليتني مت قبل هذا
يا ليتني
كنت نسيا منسيا
بكيت
ولم يبكيني من قبل سوى الأموات
سوى الراحلين أعزاز عن دنياي
وها أنذا اليوم أبكي
أبكي على روحي
وأذرف الدمع سلسبيل
ونفسي تذكر بقايا الماء
يندلق على جسدي
وأنا ألاعب اصدقائي
ألاعب أحبتي ذات مساء
بنهر أرضك أماه
فأنا أشتاقك أماه
وجعا أذرفه في الليالى
وحيدا
يناجي الفراغ
والكون يشهد دموعي
يشهد آلامي
أشتاق أماه
أشتاق يا وطن
شهد ترابه لعبي صغيرا
شهد أترابي
شهد أهلى أعمام وخلان
ومات الإحساس اماه
مات الإحساس بخدر لذيذ
يجتاحني
أتنسم لحظتها عبير جروفك
مات الإحساس
بمؤذن يحي الأعياد ليالي
وأسمعه كل يوم كنت بأشجاني
مات الإحساس
بلهو رائع .. فراشات صداقاتي
مات الاحساس
بجوف الدنا وأنا حيا كميت
ميت كحي
أشتاقك أماه
ألا لعنة على الرحيل لو لم يأمر به ربي
أشتاق حضنك ترابك أماه
فالدنيا قاسية قاسية
تتمدد ألما بلا نهاية
وأنت نهايتي
انت مبدأي
فغدا لا جمال يتبدا على الآفاق
ولا نهايات سعيدة بإقتراب
فغدا سأرحل
وأخشى أن لا أراك
واحمل بتراب منفي ما أخترته
وتراب أرضي مثلي يشتاق إلي
كما أشتاق له
غدا أرحل أماه و قد لا ألاقيك
ويبتسم الحزن أخيرا لمقتلي
ويبدأ الدهر دورانه الآثم في رحيلي
لما غاب
لما رحل دون ان يودعنا
وما احوجني للقائكم لا الوداع
ما احوجني لا عناقكم لا الممات
فغدا سأرحل
فأعلمي أماه
انى ما سطرت بعض من خباياي فضحا
بل
شوقا إليكم
وآلام الغربة تحيطني
تقتلني
والشوق
الشوق إليكم وحده من يحيني
فلا تجزعي أماه
إن رحلت غدا
فهذا ما أراده المولي
فغدا أرحل
ولا راد لقضائه
وأعلمي اماه
أنني مت من ازمان سحيقة
وأن الشوق اليكم وحده من يحييني
فغدا أرحل
وأحمل على أربع ذاك طريقي
ويظل بالجوانح
شوقا اليكم بلا حدود
بلا حدود
بلا حدود
بلا حدود