منذ ستة عشر - شعر

[محمد باعو]

منذ ستة عشر

ستة عشر عاما مرت ...
ألتقيتك .. على سفر !!
والكل من حولي فرحون ...
ونفسي تائهة بين أحزان قدامي ...
بين نور يستمد شمسا غائبة ...
وبين أستار ظلمات تجلت بوهن فجر ...
أيا سيدتي تحفة الكون ...
ستة عشر عاما وأنا لم أنسي مس أناملك ...
بحات صوتك هامسة .. خذ !!
أمر تجلي بجمال ضفائرك ...
وتسترق العيون تحت خمار نافر ...
تستلب لب القوي .. قوا !!
والكل من حولي فرحون ...
لم يدركوا أين وصل إرتجاف قلبي ...
ما رأوا أنهيار مقلي بجمالك ...
وغابت أفئدتهم لمس أناملك قلبي ...
وهاأنذا ألتقيك ...
بعد دهر تولي وخوالي فنت ...
وعلى صدرك طفل غرير ...
أرضعتيه روعتك التي لا تزال ...
وتقودين وسيم آخر ...
يستسقي نبع وسامته من عينيك ...
ألتقيتك .. والكل حولي فرحون !!
وأنا في بحار الحزن أرتضع الأهوال و الجنون ...
فقبل همسات شذاك حولي للحزن مدائن ...
وصوتك الهامس يخرجني من مدن الضياع ...
لحنك الصداح بقلبي ...
يعود وكأنه أمس قد كان ...
وتسمرت روحي حيث كانت ...
وهول المفاجأة ألجم عقلي ...
وسري بقلبي لص الصمت الغريب ...
وبقيت ...
أنتظر شروق عيناك ظلامي ...
ذاهلا غبت دنيا تموج روعة بذكري مرت ...
ودنياك ابتعثت رسل التغيير روحي
وأنت ما تزالين بحنو العاطفة عيونا تشعين ...
وأنتظرت ...
ولو هنيهات ترفعي عيناك نحوي ...
تغرق روحي بتلافيف نبضك ...
وأخذتك تلاويح أبنك أمنياته شئ ما ...
و الثاني يداعبك بحنو .. ذاهب بقلبك عني !!
وعندي .. ماتزال الدهشة مرتسمة !!
تغطيني خضرة لخريف أرض عطشي ...
مسبول قلبي على تباريح بحة صوتك ...
أيا سيدتي .. إني أنتظر !!
أرفعي حنان عينيك إلى ...
مذهول من أشجان لقياك ...
و القلب يغرق رويدا نيل ذكراك ...
يرتجف وذكري لمس يداك يذهله ...
والعقل فارق الصمود بابتسامتك ...
و الروح سكنت بيادر التيه ...
ودليلها ذكري عيناك ...
فارفعي عيناك إلي سيدتي ...
ستة عشر عاما من الأفول ...
وبهنيهة لقياك .. كأنها يوم أمس !!
وصغيريك و الدهر و الخوالي اجتمعوا ...
فلم يزيدوك إلا بهاء وجمال وإشراق ...
أيا سيدتي .. أرفعي عيناك إلى !!
وكأنني منذ ستة عشر انتظر ...
غبتي فغابت دنياك ...
وعدتي فعادت ذكرياتك تتجلي ...
تذكرني ذهب لقرون بخبايا الأرض ...
فتعود تجليه من الأعماق .. يلتمع ما يزال !!
عدوه الصدأ وفناء الجمال ...
خالد بتباريح الروح يأثرها دوام ...
غائبة عن دنياي ذكريات أخر ...
عن قبلات وهمسات عمرها يوم ...
فلا ذكري تستعمرني مثل أول لقياك ...
أيا سيدتي .. أرفعي عيناك إلي !!
همسات سلامك أذهلتني ...
: أعرفها من عانقني صوتها تحيات !!
غرقت ذات يوم بأشجانها ...
يوم كعمر من سنين وأعوام ...
و الذهول حرمني رد التحايا دهرا ...
و عيناي تعلقت .. تشتهي أن تعانقك !!
وغابت عيناك بأرواح صغيريك ...
أيا سيدتي .. أرفعي عيناك إلي !!
فمنذ ستة عشر ألتقتيك ليوم ...
والروح تقسم أنه يوم أمس ...
ورؤيا العين تصدق ضياء جمالك ...
فلا الدهر ولا المضائغ زارا محرابك ...
و الجمال يهتجي بعينيك دربه ...
و الحسن منك ضياء يستمد شموس ...
وضفيراتك تسترق العيون تحت خمار نافر ...
وأنا بين أحزاني مقام وإجتراح ...
وعيناك .. منذ شروقهما رسول !!
يخرجني من قبالة الأحزان الدفينة ...
يهديني سبيل غبت عنه ست عشر ...