وردٌ من شِعر أبي تمام

[imported_عبدالله الشقليني]

شاعرنا الفخيم
عالم عباس

تدلف علينا برقتك كنسيم أعجبته البساتين .. فهفا .
زدنا من رقة هذه المنارة السحرية الحالمة : ( أبو تمام )
سيد الحلاوة ، والرقة والعذوبة والسلاسة والقُدرة
على استخلاص الطعُوم وحلاوتها نَحتاً من قساوة أملاح اللُغة .
شكراً لك سيدي

[align=center]ونواصل

(5)
ومن بحر الكامل أشعر أبو تمام :

بِأَبي وَإِن حَسُنَت لَهُ بِأَبي.. مَن لَيسَ يَعرِفُ غَيرَ ما أَرَبي
قَرطَستُ عَشراً في مَوَدَّتِهِ.. في مِثلِها مِن سُرعَةِ الطَلَبِ


ونواصل :[/align]

[imported_عبدالله الشقليني]

الأستاذة إشراق .

تحية ود لكِ وأنتِ تُنعمين علينا من البوح عن أبي تمّام
فبشعره كمن يقلِّب ( كربون ) اللُغة على نار هادئة حيناً ومُستعِرة
كل الأحايين وأنبت منها( الماس ) بأسطحه المُعشوشِبة بالألوان البهية ،
والتصوير الشعري الناضر .
تلك الرقة الشعرية أحسبها و كأنها قد تجاوزت عصرها ،
أيمكن لتلك البيئة القاسية في الزمان القديم ،

والعلائق المُخشوشنة أن تستخرِج تلك المشاعر الإنسانية
التي صعدت الرُقي سُلماً للمجـد ؟ .
أني أعجب من مثل تلك القفزات فوق حوائط التاريخ ،
وقد قارب المُستقبل ونـزع نزوعه في رُقي المشاعر
وصفاء اللغة وهزها الوجدان حتى تستنطِق رُطبه .. !!

[align=center]ونواصل

(6)
ومن بحر الكامل أشعر أبو تمام :

أَطفَأتُ نارَ هَواكَ مِن قَلبي .. وَحَلَلتُني مِن عُروَةِ الحُبِّ
أَبرَأتُ قَرحَةَ لَوعَةٍ نَبَتَت.. بَينَ الشِغافِ كَقَرحَةِ الجَنبِ
ما الذَنبُ يا كَنزَ الذُنوبِ مَعاً .. لَكَ في الهَوى لَكِنَّهُ ذَنبي
لِمَ لَم أَقُل حَسبي فَأَذهَلَ عَن.. مَن لَم يَقُل مِن هَجرِهِ حَسبي
فَاِسلَم وَلا تَسلَم فَلا عَجَبٌ.. لَم تَنجُ لُؤلُؤَةٌ مِنَ الثَقبِ

ونواصل [/align]

[imported_عبدالله الشقليني]

نورد من الأرشيف عن أبي تمام :

ـ يقولون أنشد خمسة وثمانين وأربعمائة قصيدة .
تفاضلت في القِصر بين بيتين وثلاث وأربع ،
وفي الطول فوق العشرين والأربعين وتعدت السبعين بيتاً من الشعر .

ـ يقولون غطس في بحور الشعر :

من الكامل ومجزوء الكامل
من البسيط ومجزوء البسيط
من الخفيف ومجزوء الخفيف
من الوافر ومجزوء الوافر
من الخفيف ومن الطويل
ومن المجتث ومن المُنسرِح
ومن الهزج ومن السريع
ومن الرجز ومن مجزوء الرمل
ومن المتقارب



عبد الله الشقليني
15/12/2005 م

[imported_عالم عباس]

العزيز بيكاسو ، والأحباء المتابعون،قراء ومشاركون

لكم المحبة، وهاأنذا أعود لهذا "البوست" الذي آمل أن يظل مرتفعاً، يملؤنا علما وبهجة
بين يدي شرح ديوان أبي تمام للخطيب التبريزي، كما بين يدي الآن أيضاً "أخبار أبي تمام لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي، وهو خير من كتب عن أبي تمام!
سأكتفي بالديوان، على أن أراجع الصولي، إذا أشكل أمر، أو دعت ضرورة أو شهادة، خلال المداخلات، واستمرار الحوار، الذي آمل أن يلقى المزيد من الحماس، ففي ظني أنه سيتمخض عن علم غزير ومتعة
الأستاذ الشقليني، وله فضل المبادرة والابتكار، والاستاذة إشراق، وقد كانت(وأظنها ما تزال) لأبي تمام مكانة سامقة في نفسها، فأرجو أن تكون حاضرة، وكذلك الاستاذ جارسيا، وأبي جهينة، والأحباب الذين أحس حماستهم، ولا أحتاج لأذكر، الأستاذة مي، ملكة سبأ، حنينة، تاجوج، ماريل، وكل الناشطات.
سأختار أن ٍانحو نحو جمع باقة مختارة من أبيات أبي تمام في موضوع بعينه، وسأضع للمختارات عناوين من عندي. هذه العناوين تمثل رؤيتي وفهمي للأبيات موضوع الاختيار، بعد تأمل وبصر، (وأي تقصير، أو سوء تفسير، أو الجنوح إلى معنى، قد يختلف تفسيره ومراده عما أراده الشاعر، أو فهمه النقاد على نحو مختلف، فأتحمل وزره وحدي) والله المستعان
وأبدا ببعض مختارات في العشق والهوى

أنتظروا قليلاً، وسأعود
المهم احفظوا هذا البوست عالياً
سنواصل بإذن الله

[imported_عالم عباس]

أيها الأحباب
سنبدأ من هنا ، مع أبي تمام، وهذا أول الغيث
بسم الله
(ملحوظة خاصة للشقيليني: أرجو مراجعة بريدك الخاص)

[font=Simplified Arabic](1)
[frame="7 50"]الهوى المسموم

أما الهوى فهو العذاب، فإن جرت فيـه النـوى فـألـيم كـل ألـيم
أمر الـتجـلد بالـتلدد حـرقـة أمـرت جموع دمـوعه بسجـوم
لا والطلـول الدارسـات ألـية من معـرق في العاشـقين صميم
ما حـاولـت عيني تأخـر ساعة فالدمع، مذ صـار الفـرق غريمي
لم يبرح البين المـشت جوانحـي حـتى تروّتْ من هـوى مسـموم



[B] إلفة(2FF0000
وقد تألف العينُ الدجى وهو قيدها ويُرجـى شفاء السم، والسم قـاتل

(3) هوى

لـهن هـوانا، آل ليـلى، قُـدَيِّمٌ وأفـضل أهـواء الرجال قـديمها

(4) لوعة

وكـانت لـوعة ثم اطـمأنت كـذاك لـكل سائـلة قـرار

(5) صبر
إن شـئت ألا ترى صـبراً لمصطبر فانظـر على أي حال أصبح الطلل البالي

(6) FF0000 سلام
عـليها سلام الله أنـى استـقـَّلتِ وأنـى استقـَرَّتْ دارها واطـمـأنَّتِ

(7) ارتـواء

لا تسـقني مـاء المـلام فـإنني صـبٌ قـد استـعـذبْتُ ماء بكـائـي

FF0000 رحيل

قالوا الـرحيل فـما شكـكت بأنـه نفسي عـن الدنـيا تريـد رحـيلا

(9) حُـسْن
تـرى رزان الـقوم قـد أسمحـت أعينهم في حـسنه، وهـي شـوس
كـأن مـا لاح لـهـم بـارقٌ في المَـحْلِ، أو زُفّـت إليهم عروس
كـأنـما خـامـره أولـقٌ أو غـازلـت هامـته الخـندريـس

(10) عاشق ومحاسن

وثنـايـاكِ، إنـها إغـريـضُ ولآلٍ تـومٌ وبـرقٌ ومـيـضُ
وأقـاحٍ مـنورٌ فـي بـطـاح هـزه في الصباح روض أريـض
وارتـكاض الكرى بعينـيك في ال نوم فـنونا، وما لعينـي غمـيض
لتَكـاءدْنَني غمـارٌ من الأحـ داث لـم أدر أيـهـن أخـوض
أتْأرتْـني الأيـام بالنظـر الشزر وكـانت وطـرفها لي غضـيض

FF0000 نور الحبيب

لَفَّنا ضوءُهـا صِبـغ الدجنَّة فانطوى لـبهجتـها ثـوبُ السمـاء المجـزَّع
فـوالله مـا أدري أأحـلام نـائم ألمـَّتْ بنـا أم كان فـي الركب يوشع

(12) هوى مُخْتَلَس!
هوىً كـان خـلساً، إن أحسن الهوى هوىً، جُـلْتَ في أفـنائـه وهو خـاملُ

(13) الوداع الثاني
لأودِّعَـنَّك ثُـمَّ تـدمـع مـقـلتـي إن الـدمـوع هي الـوداع الـثانـي

(14) القلق الدائم
هـذا هـواك، وهـذه آثـاره أمـا الفـؤاد فـلا يقـر قـراره
يصل الأنـين بزفرة موصـولة بقـليل شـوق ليـس تُطـفا ناره
أما الـدموع فأقـبلَتْ مُنْـَهَّلـةً شوق، وذاك قصـارها وقصـارهً
من طـرف ممتنع الرقـاد متيّم أرِقٍ، سـواءً لـيلـُه ونـهـاره

(15) الثوابت

البين جـرَّعني نقـيع الحـنظـل والبـين أثكـلني، وإن لم أُثْكَـل
ما حسرتي إن كنت أقْضَى، أنّـما حسـرات نفسـي أنني لم أفـعل
نقِّل فؤادك حيـث شئت من الهـوى ما الحـب إلا لـلحـبـيب الأول
كم منـزل في الأرض يألـفه الفتى وحـنيـنـه أبـداً لأول مـنـزل

(16) فيضـان

شكوت، ومـا الشكـوى لنفسي عادة ولكـن تفـيض النفـس عنـد امتلائـها[/font[/frame]]

[imported_عبدالله الشقليني]

عزيزنا الشاعر الفخيم
عالم
تحية لك وأنت بيننا

ويستحق أبو تمام الكثير من الرؤى الجديدة حوله .
أنت سيدي خير من تألف السحُب الممطرة .

[align=center](8)
ولكم من ورد أبو تمام من بحر ( الخفيف)

لَيسَ يَدري إِلّا اللَطيفُ الخَبيرُ أَيُّ شَيىءٍ تُطوى عَلَيهِ الصُدورُ
وَيَقولونَ إِنَّكَ المَرءُ بِالغَيبِ مُحامٍ عَنِ الصَديقِ نَصورُ
فَإِذا جِئتُ زائِراً حَجَبَت وَجهَكَ عَنّي كَآبَةٌ وَبُسورُ
فَتَطَلَّق مَعَ العَنايَةِ إِنَّ البِشرَ في أَكثَرِ الأُمورِ بَشيرُ
إِنَّ في البِشرِ رَوضَةً فَإِذا كانَ بِبَذلٍ فَرَوضَةٌ وَغَديرُ
فَاِقسِمِ اللَحظَ بَينَنا إِنَّ في اللَحظِ لَعُنوانُ ما يَجِنُّ الضَميرُ


ونواصل [/align]

[imported_عالم عباس]

الأحباب الأعزاء
عوداً إلى أبي تمام، ولقد اخترت فيما سبق بعض ما غناه في قصيده حول محور الحب. ولشاعر مثل أبي تمام فإن النسيب من لوازم شعره، وخاصة في المدح، فكما قال المتنبي:
(إذا كان مدح فالنسيب المقدم وما كل من قد قال شعراً متيم)
على أن المشهور عند أبي تمام احتفاؤه بالقصيد و العناية به، وكان يجعل للقصيدة مكانا رفيعاً، ويهتم بصناعته وتجويده، وابتداع المعاني و الصور بما لم يسبقه أحد من قبل(وأكاد أقول من بعد)!
ولم أجد قبله من شاعر اهتم بالشعر كموضوع للقصيدة كما فعل أبو تمام، بل كان، حتى وهو يمدح الخلفاء و الوجهاء أن يمدح شعره خلال مدحه إياهم ويتغنى بجمال شعره، إلى درجة تحس معها وكأنه يتشكك فيما إذا كان ممدوحوه يقدرون شعره التقدير اللازم دون أن يبين لهم أهمية ما يقول وقيمته.
ستجدون أدناه، وفي الذي يلي، بعض النماذج التي تؤكد ما أشرنا إليه:
[color=#0000FF]
[frame="4 60"](1)أحسن ما في الأرض
أحـفظ رسائل شعـر فيك ما ذهبت خـواطف الـبرق إلاّ دون ما ذهبا
يغـدون مـغتربات في البلاد فما يـزلن يؤنسن في الآفاق معـتربا
ولا تضعها فما في الأرض أحسن من نـظم القوافي إذا ما صادفت حسبا

(2) ذات الشباب المتجدد
خذها ابنة الفـكر المهذب في الدجى واللـيل أسـود رقعـة الجـلباب
بكـراً تورث في الحـياة وتنثـني في السـلم وهي كـثيرة الأسلاب
ويـزيـدها مـر الـلـيالي جـدة وتـقـادم الأيـام حسـن شبـاب

(3) قوافل القـوافي
هـذي القـوافي قـد أتـينك نـزَّعا تتجـسّم التهـجير و التغـليسا
من كـل شـاردة تغـادر بعـدها حظ الرجال من القصيد خسيـسا
وجـديـدة المـعنى إذا معنـى الذي تشـقى بها الأسماع كـان لبـيسا
تلـهو بعـاجـل حسـنها وتعـدها علقـاً لأعجـاز الزمـان نفـيسا
من دوحـة الكـلم التي لـم تنـفكك يمسي علـيك رضيـها محبـوسا
كـالنجم إن سافرت كـان مـواكبا وإذا حـططت الرمل كان جلـيسا

(4) بحور وبحور
إنما صادت البحور بحوراً أنها كلمـا استفيضت تفـيض

(5) شوارد
ووالله ما أنفك أهدي شواردا إليك تحمّلن الثناء المُنخَّلا
تخال به بُرداً عليك مُحَبّرا وتحسبه عقداً عليك مُفصّلا
ألذ من السلوى، وأطيب نفحة من المسك مفتوقا وأيسر محملا
أخفَّ على قلبٍ، وأثقل قيمة وأقصر في سمع الجليس وأطولا
ويزهى له قومٌ ولم يُمْدحوا به إذا مـثل الراوي به أو تمـثلا



(6) مهـور العذارى
أغلى عذارى الشعر إن مهـورها عند الكريم وإن رخصن غـوالي

(7) شعر
خـذها مثقـفة القـوافي، ربها لسوابغ النعـماء غـير كنود
حـّاء تمـلأُ كل أذن حـكمـة وبـلاغـةً، وتـدرُّ كل وريد
كالطـعنة النجلاء من يد ثـائر بأخـيه، أو كالضربة الأخدود
كالـدر والمرجان ألـف نظمه بالشذْر في عـنق الفتاة الرود
كشقيقة الـبرد المنمـنم وشـيه في أرض مهـرة أو بلاد تزيد
يعطي بها البشرى الكريم ويحتبي بردائـها في المحـفل المشهود
بشرى الغنيِّ أبي البنات تتابعت بـشـراؤه بالـفارس المولـود

(8) أوراق اعتماد
ألـيك بعثـت أبكـار المعاني يليـها سائـق عَجـِلٌ وحادي
جـوائز عن ذُنابى القوم، حيرى هوادي للـجماجم والهـوادي
شداد الأسـر سالمـة النواحي مـن الإقـواء فيها والسـناد
يذلـلها بـذكرك قـرن فـكر إذا حرنت فتسلـس في القـياد
لها في الـهاجس القـدْح المُعلَّى وفـي نظـم القـوافي والعماد
منـزهة عن السـرق المـورَّى مكـرمة عن المعـنى المعـاد
تنصـل ربها من غـير جـرم إليك سـوى النصـيحة و الوداد

(9) منزل
مهَّدْت لاسمـك منـزلا ومحـلة في الشـعر بين نـوادر و شـواهد
فهي المـراح لكـل معـنى عازب وهـي العقـال لكل بيت شـارد

(10) ذوب العقول
إليك أرحنـا عازب الشعـر بعدما تمهّـل في روض المعـاني العجـائب
غـرائب لاقـت في فنائك أنـسها من المجـد فهي الآن غـير غرائـب
ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قـرت حياضك منه في العصـور الذواهـب
ولـكنه ذوب العقـول إذا انجـلت سـحائب مـنه أعـقـبت بسحائـب

(11) منحة
منحتُكها تشفـي الجوى وهو لاعـج وتبعـث أشجـان الفـتى وهو ذاهـل
ترد قـوافيـها إذا هي أرسـلت هوامـل مجد القـوم وهي هـوامل
فكـيف إذا حـلَّـيـتها بحليِّـها تكون وهـذا حسـنها وهي عـاطل؟[/frame][/color]وسنعود إن شاء الله

الحبيب / عبد الله الشقليني .....

موضوع جديد و متجدد ..... شكرا علي الاضافه القيمه ...

و لكن عزيزي الشقليني ...هل نجد أجابه علي السؤال الحائر ... هل كان أبو الطيب عنصريا ... !!!!!

[imported_عبدالله الشقليني]

شاعرنا الفخيم
قدمت علينا
واخترت عُناب الشفاه وهي تنطق الشعر ،
ما أروع خيارك :

( 2 )
ذات الشباب المتجدد

[align=center]خذها ابنة الفـكر المهذب في الدجى واللـيل أسـود رقعـة الجـلباب .[/align]

رأيت كأن الخاطرة المُنقحة تُضيء ليلاً تكاد تُلامسه يداك .
أعجب كيف خاط الشاعر تلك الألفاظ والمعاني ، برقة تلتف
قماشة من حول جسد فاتنة تثور روائحها تطلب العاشِق .

[imported_عالم عباس]

الأحباب الكرام
نعود مع أبي تمام مواصلاً لما سبق، عن احتفاله بالشعر عموماً، وشعره بخاصة، حتى وهو يمدح الآخرين، وسأكمل بعض ما بدأته من مقتطفات حول هذا الموضوع، ثم أعود من بعد إلى رؤياه ورؤيته، في مواضيع أخرى، لاحقاً[/:


[frame="4 80"][align=center](12)]قلادة[/align]
جاءتك من نظـم اللسان قـلادة سمطان فيها الـلؤلؤ المكـنون
حُـذِيَت حذاء الحضـرمية أرهفت وأجـادها التخـصير و التلـسين
إنسـية وحـشية كـثُـرت بـها حركات أهل الأرض وهي سكـون
ينبـوعها خضلٌ وحَـلْيُ قريضها حـلي الهـديَّ ونسجها موضون
أمـا المعـاني فهـي أبكار إذا نُصَّـت، ولـكن القـوافي عـون
أحـذاكها صنع اللسـان يمـده جـفرُ إذا نضـب الكلامُ معيـن
ويسيء بالإحسـان ظناً لا كمـن هـو بابـنه وبشعـره مفتـون

[align=center](13) أحلى وألذ[/align]
إن القـصائد يمـمتك شـوارداً فتحـرَّمت بنـداك قبـل تحرُّمي
ما عرَّستْ حتى أتـتك بفـارسٍ ريعانهـا و الغـزو قـبل المغنم
فـجعلتُ قيِّمَـها الضمير ومُكِّنتْ مـنـه فصـارت قـيِّماً للقـيّم
خـذها فما زالت على استقلالـها مشـغـولةٌ بمـثقِّـفٍ ومـقـوِّم
تـذر الفتيَّ من الـرجاء وراءهـا وتـرود في كـنف الرجاء القشعم
زهراء أحلى في الفؤاد من المنـى وألـذ من ريـق الأحبـة في الفم

[align=center](14) نشرُ وشعرٌ وفكر[/align]
نشـر يسـر به شعـر يهـذبه فكـر يجول مجـال الروح في الجـسد
ساعات شـكر غـذاهن البـقاؤ به فهـن أطول أعمـاراً من الأبـد

[align=center](15) القلب المتوقد[/align]
إذا دجـاها أحاطت بي أحطـت بها قلـباً متى أسرِ في مصـباحه يقـد
حضْرمتُ دهـري وأشكالي لكم وبكم حتى بقـيتُ كأنـي لـستُ من أُدد

[align=center](16) الشاعر الكامل[/align]
من شاعـر وقـف الكـلام بـبابه واكـتن في كـنفي ذراه المنـطـق
قـد ثقـفت منـه الشـآم وسهـلت مـنه الحـجاز ورقـقـته المـشرق

[align=center](17) ماء القوافي[/align]
لم تُسْقَ بعـد الهـوى ماءً على ظمإٍ كمـاء قافـية يسقـيكـها فّـهِمُ
من كـل بيت يكـاد المـيت يفهـمه حـسنا ويحسـده القرطاس و الـقلم
مـالي ومالـك شـبهٌ حـين أنشـده إلا زهـير وقد أصـغـى لـه هرم
بكـل سـالكـة للـفكـر مالـكـة كـأنـه مسـتـهام أو بـه لمـم

[align=center](18) شعر[/align]
كشفتُ قناع الشعر عن حـر وجهـه وطـيَّرتُه عـن وكـره وهو واقـع
بغِـرٍّ يراهـا من يـراها بسمـعه فيـدنو إليها ذو الحـجا وهوشاسـع
يـود ودادا أن أعـضـاء جـسمه إذا أُنشـدت شوقـاً إليـها مسامع


[align=center](19) دمـاء القصـائد[/align]
وليست ديـات من دمـاءٍ هرقـتها حـراماً ولكن من دمـاء القصائـد

[align=center](20) الجواهر[/align]
إن القوافـي و المساعي لم تـزل مثـل النـظام إذا أصـاب فـريدا
هـي جـوهر نثـر فإن ألّـفته بالشعـر صار قـلائدا و عـقودا

[align=center](21) القصيدة السيّاحـة[/align]
بسيـاحة تنساق من غـير سائق وتنـقاد في الآفـاق من غير قـائد
جلامـيد تخطـوها الليالي و إن بدت لها موضحات في رؤوس الجلامـد
إذا شـردت سلَّتْ سخـيمةً شانئٍ وردت غـروباً عن قلـوب شوارد
أفـادت صديقـاً من عـدوٍ وغادرت أقـارب دنـيا من رجـال أبـاعد
محـببـة ما أن تـزال تـرى لها إلى كـل أفـق وافدا غير وافـد
ومـحلـفة لمـا تـرد أذن سامع فتـصـدر ألا عن يمـين وشاهد

[align=center](22) قلم[/align]
لك القـلم الأعـلى الذي بشباته تصـاب من الأمر الكُلى و المفـاصل
له الخـلوات اللاء لولا نجيّـها لـما احتمـلت للملـك تلك المحـافل
لعـاب الأفـاعي القاتلات لعابه وأري الجـنى اشتـارته ايد عـواسل
لـه ريقـة طل ولكـن وقعها بـآثاره في الشرق و الغـرب وابـل
فصـيح إذا استنطـقته وهـو راكب وأعـجم إن خاطـبته وهو راجل
إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت عليه شعاب الفكر وهي حوافـل
أطـاعته أطـراف القنا وتقوّضتْ لنجـواه تقويض الخيـام الجحافل
إذا اسـتغزر الذهـن الذكي وأقبلت أعـاليه في القرطاس وهي أسافل
وقـد رفـدته الخنصران وشـددت ثـلاث نواحـيه الثلاثُ الأناملُ
رأيـت جلـيلاً شـأنه وهو مرهف ضـنى، وسميناً خـطبه وهو نـاحل

[align=center](23) نوار الكـلام[/align]
ولجف نـوار الكـلام وقلـما يلفى بقـاء الغرس بـعد الماء[/frame]