هناك ما هو أولى بالتشريح يا بدر الدين وأنت من مسؤولي الشباب ببحري.
ما رأيك في المقال التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سهير عبد الرحيم
Kalfelasoar76@hotmail.com
احتفالات السراويل
قبل ثلاثة أشهر، تناقلت الوسائط الإعلامية فيديو لنساء مصريات في صعيد مصر، لا يستطعن قراءة سورة الفاتحة، ولا الإخلاص، ولا يعرفن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة ولا أمهات المؤمنين.
الفيديو سجله رجل دين عربي معروف، وكان ينقل إفادات أولئك النسوة بصوت ملؤه الحسرة والألم، وكاد يبكي وهو يلقنهن فاتحة الكتاب.
وقبل أسبوع من الآن انتشر فيديو مشابه لذلك الفيديو في الفكرة، ولكنه هذه المرة ليس في صعيد مصر بل لنساء سودانيات في منطقة شرق النيل بولاية الخرطوم. أولئك النسوة أيضا لا يستطعن قراءة سورة الفاتحة ولا يعرفن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حتى اسمه ولا يفقهن شيئا من أمور دينهن أو أركان الإسلام.
الاختلاف بين فيديو المصريات في صعيد مصر وفيديو السودانيات في شرق النيل أن رجل الدين الذي صور فيديو مصر ظهر بلحمه وشحمه في التسجيل وكان يبدو عليه الحزن والألم .
أما في فيديو شرق النيل فقد طغى التهكم والسخرية على صاحب التسجيل الذي لم يظهر أبدا.
المهم في الأمر، وبغضّ النظر عن تعاطف ذاك وسخرية هذا، يبقى الواقع المر لأجيال كاملة لا تعرف شيئا عن دينها ولا عن رسولها ولا عن عبادتها وكتابها المقدس.
الصبية الصغيرة في الفيديو لا تعرف من هو الرسول ولا اسمه ولا من أرسله ولا ما هي رسالته؛ ولكنها بالمقابل تعرف أنه مرسل من قبل (الفقرا والشيوخ)، وأن شيخهم (كرار) هو من بعثه.
إذا هناك شيخ تُمارس القداسة تجاهه ويفهمون أنه هو مرسل الرسل، وهنا مربط الفرس؛ فمنطقة كهذه يكون الولاء والطاعة والتقديس فيها لشخص بعينه بحيث يطغى حضوره على فكرة وجود رسول مرسل وقرآن يتلى وعقيدة تتبع، وهذا يهيئ أجواء مواتية لظهور دين آخر وليس ظهور رسول فحسب.
نعم.. كل هذا يحدث ودولة المشروع الحضاري والإسلامي تمارس هتافات صماء لا تغادر أسماع حيرانهم.
و من المفارقات الغريبة في موضوع هؤلاء النسوة أن ذات معتمديّتهم بشرق النيل قد احتفلت قبل فترة من خلال إعلانات ربع صفحة أولى في الصحف اليومية احتفلت بتوزيع (عراريق وسراويل وسيطان) لشيوخ الخلاوي!
أي نعم والله.. سراويل تقام لها احتفالات وإعلانات بمساحة ربع صفحة أولى بعدد كبير من الصحف ومساحات مقدرة بوسائل الإعلام الأخرى. ولفائدة القارئ، فإن قيمة الإعلان الواحد بمساحة ربع صفحة أولى في أي صحيفة هو 6240 جنيها.
نعم 6240 جنيها للإعلان عن سراويل وسيطان يضرب بها حفظة القرآن في الخلاوي.
احتفالات السراويل (زااااتها) كانت تحت رعاية (والي الخرطوم ) وبتشريف (فرتكان ) و (علان) وعلى بعد أمتار منها قوم لا يعرفون قراءة الفاتحة ويعتقدون أن الرسول حي وقد بعثه شيخ (كرار) .
من أين يا ترى يدير معتمد شرق النيل محليته؟ هل من برج عاجي أم أنه يجوب الأحياء ويتفقد رعيته؟ إن المعتمد لو خصص ساعتين يوميا من وقته الثمين ليجوب بفارهته اللاندكروزر أحياء المدينة، لاستطاع الوقوف على حال شعب لا يعرف الإسلام ولا الرسول.
إن قصة هؤلاء القوم تفرض تساؤلا بريئا جدا، عن هل يا ترى مثل هؤلاء القوم يعلمون شيئاً عن الانتخابات؟ أتراهم قاموا بالتصويت في الانتخابات ( النزيهة) الأخيرة؟
السيد معتمد شرق النيل، إن احتفالات السراويل ينبغي أن يسبقها بحث عن مواطنين لا يعرفون ما هو القرآن الكريم قبل أن يعرفوا سياط الخلاوي!!!!
* نقلا عن السوداني