القوة والضعف فى شخصيات الطيب صالح الروائية !!! عايد عبد الحفيظ

هايكو لا للحرب - للشاعر عبدالله جعفر !!! نصار الحاج

مصطلحات عامية سودانية !!! المرحوم فيصل سعد

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > إصــدارات جديــدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-2011, 07:36 PM   #[1]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي مجموعة شعرية: كلما في السرِّ أطفأنا القناديل - نصار الحاج



عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع - سوريا، صدرت المجموعة الشعرية : كلما في السر أطفانا القناديل لـ نصار الحاج يناير 2011


نصار الحاج



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-07-2011, 10:43 PM   #[2]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي

كلّما مضينا في دروب الحبِّ..
صار بيننا المكانُ برزخاً لعالمٍ يعمِّد الأشجار غابة..
لشهوة المروق من خرائط الكتمان..
صار وقتنا يبلّل الساعاتِ بالمياه في مقاعد الزمن..

سلامٌ عليك يا نصّار..
ولو أنها متأخرة كثيراً.. ولكن نقول مبروك الإصدارة الشعريّة..
العنوان ينبيء بمضمون فخم المفردة والصُوَر..
والغلاف يتماشي مع العنوان.. صورة الغلاف غاية التعبيريّة..
كلّما في السرِّ أطفأنا القناديل..
مزيداً من الذيوع والتمدّد علي مساحات الإبداع وخارطة الحياة.
ملحوظة:
صورتك بالمايك وجاهة شديدة..



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2011, 06:00 PM   #[3]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرشيد اسماعيل محمود مشاهدة المشاركة
كلّما مضينا في دروب الحبِّ..
صار بيننا المكانُ برزخاً لعالمٍ يعمِّد الأشجار غابة..
لشهوة المروق من خرائط الكتمان..
صار وقتنا يبلّل الساعاتِ بالمياه في مقاعد الزمن..

سلامٌ عليك يا نصّار..
ولو أنها متأخرة كثيراً.. ولكن نقول مبروك الإصدارة الشعريّة..
العنوان ينبيء بمضمون فخم المفردة والصُوَر..
والغلاف يتماشي مع العنوان.. صورة الغلاف غاية التعبيريّة..
كلّما في السرِّ أطفأنا القناديل..
مزيداً من الذيوع والتمدّد علي مساحات الإبداع وخارطة الحياة.
ملحوظة:
صورتك بالمايك وجاهة شديدة..
شكرااااااا يا رشيد
الصورة دي كانت في امسية
بنحتفل فيها بشيخنا في الشعر الراحل محمد عبدالحي،
أمسية احتفائية وتخليداً لها،
عشان كدا لازم الصورة تطلع وجاهة وزايدة سطر،
وعشان كدا كمان أنا قشرتَ بيها هنا.
ولك وللاًدصقاء والصديقات الذين ستقودهم دروبهم
إلى هذه الزاوية من الإصدرات الجديدة،
سأنشر نص الكتاب كاملاً هنا



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2011, 06:05 PM   #[4]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

كُلَّما في السرِّ أطفأنا القناديل
نصار الحاج


أَشْتَهِي مَحَبَّةً تَلِيقُ بِالْبَنَاتْ

كُلَّمَا
فَتَحْتُ بيتًا للشَّيَاطينِ
أيْقَظَتْ قَنَاديلَ خَوْفِهَا
وَمَشَتْ تَفْتَحُ بَوَّاباتِ الْهُرُوبْ.

كُلَّمَا
رَأيْتُ الْفَضَاءَ يَتَّسِعُ
وَقَفَ السَّقْفُ مُنْخَفِضًا جِدَّاً
تَتَسَاقَطُ تَحْتَهُ الشَّهوَاتْ.

كُلَّمَا
رَأيْتُهَا
كَأبْهَى إلَهٍ تُدِيرُ الْحَنَانَ في بُيُوتِ الأحْلامْ
نَزَلَ الْمَطَرُ
وَمَشَى كَالنَّهْرِ يَحْفِرُ الأرْضَ
مِثْلَ لَذَّةِ الْجَسَدْ
يُضِيءُ شُرْفَةً لِوَقْتِنَا الَّذي يَنَامُ في الْبَعِيدْ.

كُلَّمَا
غَازَلْتُهَا
هَرَبَتْ تُفَتِّشُ عَنْ مَعَاوِلَ
في الْقَوَاميسِ الَّتي قَالَتْهَا بِئْرُ الْعَائلَة
لَكِنَّهَا يَوْمًا
سَتَخْرُجُ مِنْ كُهُوفِ الصَّمْتِ نَافِرَةً
تَفُضُّ بَكَارَةَ السَّنَوَاتْ .

كُلَّمَا
كَلَّمْتُهَا في الْبَيْتِ
أوْ طَريقِ الْحَافِلاتْ
سَالَ مِنْ بَريقِ صَوْتِهَا
صَهِيلُ شَهْوَةٍ مُقَدَّسَـة .

كُلَّمَا
رَأيْتُهَا
مِثْلَ وَرْدَةِ الْخَريفِ فِي تِلالِ بَيْتِهَا
رَأيْتُ ضُوءَهَا يَطلُّ مِنْ بَوَّابَةِ الصَّبَاحْ
يَنْتَشِي عَلَى تُخُومِ سيرةٍ تُلامِسُ الشَّبَقْ .

كُلَّمَا
لامَسْتُ صَوْتَهَا
لامَسْتُ نَجْمَةً
تُصَلِّي في مِحْرَابِ طَاعَةٍ
تَخُصُّ رُوحَهَا النَّبيلَة.

كُلَّمَا
صَحَوْتُ بَاكِرًا نَادَيْتُهَا
نَادَيْتُ جَنَّةَ الْبَنَاتْ
طِفْلَةَ الْبَرَاري إذْ تَعيشُ في دَمي
لِنَمْشي عَاليًا
نُحَطِّمُ السُّقُوفَ كُلَّهَا
نَكُونُ مِثْلَمَا رَأيْنَا وَعْدَنَا
يَجِيءُ مِنْ سَحَابِ الْبَوْحِ تَحْتَ خَيْمَةِ
الْمَطَـرْ.


كُلَّمَا
أشْتَهَيْتُهَا
فَتَحْتُ شَارِعًا لِصَرْخَةِ الْجَسَدْ
رَأيْتُ قَادِمَ الأيَّامِ يَحْتَسِي
مِيَاهَ حُبِّنَا عَلَى شَوَارِعِ الْمَدينَة
رَأيْتُ وَرْدَةً بَيْضَاءَ تَشْتَهِي قِيَامَةَ الْجَسَدْ.

كُلَّمَا
شَاغَبْتُهَا
تَرَكَتْ حَقَائبَهَا وَجَاءَتْ
عَنْ سَريرِ الْغَيْمِ نَحْكِي
عَنْ رَحيلٍ مَاهِرٍ في نَشْوَةِ الأرْوَاحِ نَحْكِي
عَنْ صَديقَتِنَا الْوَحيدَةِ في بِحَارِ الْلَّيْلِ نَحْكِي
عَنْ نِدَاءِ الْقُبْلَةِ الأُخْرَى
نُكَلِّمُ طَائرَ الْلَّيْلِ الأنيقْ.

كُلَّمَا
دَاعَبْتُهَا عَلَى رَصِيفِ الأُمْنَيَاتِ
كُنَّا سَاحِرَيْنِ
سَاحِرَيْنْ . . . سَاحِرَيْنْ
نَشْتَهِي مَدينَةً تَخُصُّنَا
بِشَهْوَةٍ طَويلَةٍ
وَرَغْبَةٍ جَمُوحَةٍ
تُزِيحُ حِشْمَةَ الأيَّامِ عَنْ سَلالِمِ الْمَطَـرْ .

كُلَّمَا
عَانَقْتُهَا لامَسْتُ وَرْدَتَيْنِ
كَالدَّرْويشِ غِبْتُ في نِهَايَةِ الأسْرَارْ
تَحْتَ خَيْمَةِ الرِّيَاحِ
سِرْتُ عَابِرًا لِوَرْدَةِ الْجَسَدْ .

كُلَّمَا
خَبَّأْتُ صُورَتَهَا
رَأيْتُ عَلامَةً للسِّحْرِ
تَخْرُجُ مِنْ تَفَاصيلِ الْمَكَانِ
إشَارَةً للنَّجْمِ
تَمْلَؤُهَا مَنَازِلُ مِنْ أسَاطيرِ الْجَمَالْ.

كُلَّمَا
رَأيْتُهَا
تَزْرَعُ بَيْتًا في غَابَاتِ النَّوْم
بِخَبَايَا وَحِكَايَاتٍ تُشْبِهُ أسْرَارَ الأطْفَالِ
أتْبَعُهَا بِهُدُوءِ سَحَابٍ أبْيَضْ
ألْمَحُ خَيْطًا يَفْتَحُ بَابًا للْكَوْنِ
كَالشَّجَـرِ الْبَاسِقِ أَعْـلُـو
أَتَسَلَّقُ دَرَجَ الْمَجْهُولْ
أَتَنَاوَلُ كَأْسًا مِنْ أوْرَاقِ الْحُبِّ بِعَرْشِ الرِّيحْ
أقْطُفُ ثَمَرًا أشْهَى مِنْ فَتَيَاتِ إبْليسَ الْمَجْنُونَاتْ.

كُلَّمَا
صَافَحْتُ خَيْطَ نَبْعِهَا
أرْسَلَتْ كُنُوزَ مَائهَا لِبُؤْرَةِ السَّمَاءْ
وَكُنْتُ وَحْدِي في حَدَائقِ التُّرَابْ
أشْتَهِي نُزُولَ نَهْرِهَا يَصُبُّ في مَرَاقِدِ الشَّجَرْ.

كُلَّمَا
وَجَدْتُهَا في سَهْلِ غُرْفَتِهَا
كَرَاهِبَةٍ مُهَذَّبَةٍ تُصَلِّي
هَرَبْنَا مَرَّةً أُخْرَى
نُعَلِّقُ رَغْبَةً في الْجِسْـرِ
تَحْتَ صَفَائحِ الإسْمَنْتِ نَفْتَحُهَا بَرَاكينَ الْجَسَدْ.

كُلَّمَا
تَرَكْتُهَا في الْبَابِ تَمْسَحُ قُبْلَةَ الْلَّيْلِ الأخيرْ
تَنْسُجُ مَعْبَرًا للبَيْتِ
تَسْكُنُهَا مَخَاوِفُ مِنْ حُصُونِ الْعَائلَة
هَزَّتْ يَدِي
قَالَتْ كَآخِرِ لَهْفَةٍ في شَارِعِ الْكَلِمَاتِ
حَتْمًا سَيَفْتَحُنَا الْوَدَاعُ لِسيرَةِ اللُّقْيَا
وَيَرْسِمُنَا خَرَائطَ في الْمَدَى.

كُلَّمَا
عُدْتُ للْوَرَاءِ
خَلْفَ الْبِدَاياتِ
قَبْلَ أنْ يَلِدَ التَّأريخُ فَتَاةَ أيَّامِي
الَّتي غَسَلَتْهَا أمْطَارُ فِبْرَايرْ
كَانَتْ سيْقَانُ الأشْجَارِ عَاليَةً
تُلَوِّحُ بِفَاكِهَةٍ خَضْرَاءَ
غَرَسَتْهَا مَشيئَةُ الْبِنْتِ الَّتي زَرَعَتْ أيَّامي
دَمًا يَمْشِي بَيْنَ آلِهَةِ الْحُبِّ
يُضِيءُ الْمَشَاويرَ لأنْجَالِ الْحَيَاةِ الْقَادِمينْ .

كُلَّمَا
رَجَوْتُهَا
لِتَتْرُكَ عِطْرَهَا
يَفْتَحُ الرِّيحَ نَحْوَ شَهْوَةٍ لا تَمُوتْ
ذَابَتْ في الْمَكَانِ
تُلَمْلِمُ لَذَّتَهَا
تَطْرُقُ أقْفَالَ شَهْوَتِهَا لِتَفْتَحَ الأبْوَابْ.

كُلَّمَا
سَألتُهَا عَنْ دَاخِلِ الإطَارِ
خَبَّأتْ إجَابَةً مُرَاوِغَةً
رُبَّمَا
لِتَصْرُخَ الأزْيَاءُ كُلُّهَا
عَلَى شَوَاطِيءِ النَّهَارِ حينَمَا
نُغَادِرُ الْمَكَانَ
سَادرينَ في سَمَاءِ عَالَمٍ مُؤجَّلٍ
لِرَغْبَةِ الْفِرَارْ .

كُلَّمَا
خَطَفْتُ قُبْلَةً
صَمَتْنَا سَاعَةً
نُرَتِّبُ الْمَشَاعِرَ الَّتي
تَقَافَزَتْ كَطَائرِ الْفينيقِ في دَوَائرِ الزَّمَنِ
فَتَحْنَا شَاهِقَ الأيَّامِ للْمَطَـرْ.

كُلَّمَا
شَرَخْتُ أنسِجَةَ الْمَلابِسِ
وَانْتَهَيْتُ إلى ظِلالٍ خَلْفَ أستارِ السَّوَادِ
رَأيْتُ عَالَمًا
يَصيحُ فَاتِحًا مَسَارِحَ الْكَلامِ في دَفَاتِرِ الْجَسَدْ.


كُلَّمَا
احْتَضَنْتُهَا
ظَلَلْتُ وَاقِفًا عَلَى أعْتَابِ نَهْدِهَا
أُبَارِكُ الْغِيابَ في مَفَاتِنِ الْجَسَدْ .

كُلَّمَا
لامَسْتُ شَفَتَيْهَا النَّاعِمَتَيْنِ
أبْحَرْنَا كَطَائرَيْنِ طَليقَيْنِ
نَشْتَهي
عُشًّا دَافِئًا
يُشْبِهُ أحْلامَنَا في الأُغْنِيَاتْ.

كُلَّمَا
رَأيْتُ نَهْدَيْهَا النَّافِرَيْنِ
يَشْهَقَانِ خَلْفَ الزَّرَائرِ
سَاقَتْني أزْهَارُ الْبَنَاتِ
إلَى صَفيحِ الأُمْنيَاتِ الشَّاهِقَة.


كُلَّمَا
انْتَظَرْتُهَا عَلَى بَوَّابَةِ الْبَيْتِ
الَّذي يَأوي الْفَتَيَاتِ الْيَانِعَاتِ
زَرَعْتُ غَابَةً مِنْ الأحْلامِ
وَانْتَهَيْتُ عَاشِقًا
عَلَى طُيُوفِ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ
أشْتَهي مَحَبَّةً تَليقُ بِالْبَنَاتْ.

كُلَّمَا
تَرَكْتُهَا مُنْتَصَفَ الْلَّيْلِ
تَغْزِلُ الأصْوَات
في غُرَفِ النِّسَاءِ الْمُسِنَّاتْ
تُخَبِّيءُ الأوْرَاقَ تَحْتَ الْوَسَائدِ
تَسْمَعُ الْقَصَائدَ
بِزَهْوِ امْرَأةٍ بَدَأتْ مَشَاويرَ الْعِصْيَانْ
كُنْتُ هُناكَ عَلَى ضِفَافِ الْبَيْتِ
أغْزِلُ الشَّوَارِعَ بالذِّكْريَاتْ.


كُلَّمَا
رَفَعْتُ فُسْتَانَهَا حَتَّى وَرْكَيْهَا
لِتَنْفُضَ الْغُبَارَ عَنْ أطْرَافِـهِ
اِنْحَنَتْ قَليلًا
بابْتِسَامَةٍ خَجُولَةٍ
أيْقَظَتْ مَصَائدَ اللَّيْلِ في كُهُولَةِ الرَّغبَاتْ .

كُلَّمَا
نَادَيْتُهَا
رَأيْتُ وَرْدَةَ الْبَنَاتِ
تَخْرُجُ مِنْ خَلْفِ مِيَاهِ الْغَيْمِ
تَسْكُنُ أوْردَتي
تَزْرَعُهَا عِشْقًا
بِأنَاشيدِ الْكَوْنِ الرَّائقَةِ الْمَعْنَى.

كُلَّمَا
رَأيْتُهَا تَسيرُ في ظِلالِ الْلَّيْلْ
كُنْتُ شَارِدًا أُلَوِّنُ الْمَكَانَ
مِثْلَمَا رَأيْتُهَا
تُبَلِّلُ التَّنُّورَةَ الْحَمْرَاءَ
بالدُّخُولِ في مَحَابِرِ الْجَسَدْ.

كُلَّمَا
غَنَّيْتُ في سُهُولِ صَدْرِهَا
أبْحَرْتُ قَطْرَةً
فَقَطْرَة
أَشُدُّ قَارِبًا عَلَى تِلالِ نَهْدِهَا
نَطيرُ في السَّمَاءِ
نَفْتَحُ الأسْوَارَ
للنُّجُومِ كَيْ تُضِيءَ لَحْظَةَ الْعِنَاقْ .

كُلَّمَا
اشْتَهَيْتُهَا
كَلَّمْتُهَا لِنَمْشِيَ عَاليًا
نُمَارِسَ الْحَيَاةَ في هَوَاءِ بَيْتِنَا
هُنَاكَ إذْ نَعيشُ حَالَةً تَخُصُّنَا
تَخُصُّنَا
تَخُصُّنَا ..

كُلَّمَا
غَادَرْتُ أرْضَهَا
أتَيْتُ لاهِثًا
أعيشُ في رِحَابِ نُورِهَا
سيرةَ الرَّحيلِ شَاهِقًا
على شِعَابِ قَلْبِهَا الأمينْ.

كُلَّمَا
انْتَهَيْتُ مِنْ كِتَابَةٍ
طَيَّرْتُ حِبْرَهَا بِسُرْعَةِ الْبُرُوقْ
للَّتي عَلَى سَرِيرِ قَلْبِهَا تَنَامُ شَفْرَةُ الْغَريزَة
للَّتي عَلَى بِسَاطِ نَهْدِهَا قَرَأْتُ طَالِعَ الْقَصيدَة
للَّتي سَمَّيْتُهَـا أنيسَةَ الْحَيَاةِ وَالْكِتَابَة.


كُلَّمَا
اقْتَرَبْتُ مِنْ مَنَالِهَا
وَجَدْتُهَا تُنيرُ دَرْبَهَا
تَسيرُ في الطَّريقِ مِثْلَمَا عَرَفْتُهَا
صَديقةً وَعَاشِقَةً
وَنَجْمَةً تُكَلِّمُ السَّمَاءَ عَنْ نُبُوءَةِ الرِّفَاقِ
في سُهُولِ وَعْدِهَا
أحْبَبْتُهَا وَسِرْتُ في ثِيَابِ بَحْرِهَا أعيشُ
لَذَّةَ الْحَيَاة .

كُلَّمَا
رَاوَغْتُ أشْوَاكَ الْغِيَابِ
زَارَتْني رَائحَةُ الْحَبيبةِ في مَدَارِ النَّوْمِ
سَاقَتْني
هُناكَ
إلَى تُخُومِ الرُّوحِ
نَبْدَأُ رِحْلَةً أُخْرَى لِذَاكِرَةِ الْحُضُورْ .


كُلَّمَا
سَافَرْتُ
غَادَرْتُ الْمَدينةَ نَحْوَ أسْوَارِ الْغِيَابْ
ظَلَلْتُ مَنْسِيَّاً عَلَى قَاعِ الرُّطُوبَةِ
حَافِياً أبْكِي مَوَاقيتَ السَّهَرْ
تِلْكَ الَّتي كُنَّا نُسَمِّيهَـا
مَرَاسيلَ الأحِبَّةِ في قَوَاميسِ الأمَلْ.



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2011, 06:07 PM   #[5]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

بَيْتٌ مِنْ نِهَايَاتِ الْمَطَـرْ

كُلَّمَا
ضَحِكَتْ بِنَكْهَةِ صَوْتِهَا
ضَحِكَتْ مَدَائنُ رُوحيَ الْعَطْشَى
وَسَارَتْ كَالرَّسُولِ
تُرَتِّبُ شُرْفَةً
في بَيْتِهَا النَّائي عَلَى جَبَلٍ وَحِيدْ.

كُلَّمَا
غَادَرَتْ إلى بُيُوتِ الأقْرِبَاءِ
تَبَعْثَرَتْ أوْقَاتُنَا
الَّتي رَبَّيْنَاهَا في النَّهَارَاتِ السَّعِيدَةِ
خَلْفَ أسْوَارِ السَّمَاءِ
كَأنَّمَا وَجْهٌ أخيرٌ
مِنْ رِيَاحِ الْخَوْفِ غَيَّبَهَا
لِتَحْيَا مِثْلَ عَاشِقَةٍ تَبِيعُ الْمَاءَ في لَيْلِ الْغِيَابْ.


كُلَّمَا
رَحَلْتْ لِبَيْتٍ عَابِرٍ
ظَلَّ الْكَلامُ مُعَلَّقًا في مِشْجَبِ الرِّيحِ
يَنْتَظِرُ الْحَبيبةَ في مَدَارِ الصَّمْتِ
قَدْ تَأْتي
بِبَيْتٍ مِنْ نِهَايَاتِ الْمَطَـرْ .

كُلَّمَا
هَاتَفَتْني
مِنْ رَبْوَةِ الْمَدينَةِ
تَسَكَّعْنَا طَويلًا
صَادَقْنَا الشَّوَارِعَ وَالأمْكِنَةَ
وَالْمَقَاهي الَّتي ارْتَدْنَاهَا كثيرًا
وَحْدَهَا الْقُبْلاتُ
ظَلَّتْ مُعَلَّقَةً في سَقْفِ الأُمْنيَاتْ .

كُلَّمَا
أوْغَلَتْ في الصَّمْتِ وَالْغِيَابِ
غَادَرَتْني الْحِكَايَاتُ
كَأَنَّمَا
أوْصَدَ الْكَوْنُ أبْوَابَهُ
وَصَارَتِ السَّاعَاتُ
مَزْرَعَةً لأسْرَابِ الْعَفَاريتِ الْلَّئيمَة .

كُلَّمَا
أنْكَرْتُ رَسَائلَهَا
تَشَاكَسْنَا كَثيرًا
ثُمَّ عُدْنَا مِثْلَ عُشَّاقٍ
عَلَى رَصيفِ الْلَّيْلِ نَحْلَمُ بِالأنَاشيدْ.

كُلَّمَا
أضَاءَتْ شَوَارِعَنَا بِالْمَرَايَا
رَافَقْتُهَا لِبَيْتِنَا
نَرُشُّ عَلَى النَّوَافِذِ عِطْرَ الْبِدَايَاتِ
نُطَرِّزُ الْمَنَاديلَ كَمَا تَفْعَلُ الْحَبيباتُ

كُلَّمَا
غَابَتْ عَلَى فِرَاشِ النَّوْمِ
أيْقَظَتْهَا نَشْوَةُ الأحْلامِ
إذْ تُرَافِقُ الْحَبيبَ في السَّفَرْ
مِثْلَمَا تُغَادِرُ الطُّيُورُ أرْضَهَا
لِنَشْوَةِ الْمَطَرْ
هُنَاكَ إذْ يُعَانِقُ الطَّريقُ
رَغْبَةَ الرَّحيلِ في بَوَادي الأسْئلَة
رُبَّمَا عَلَى رَصيفِ الْحَافِلاتِ
عَاجِلًا تَنْهَارُ ابْنَةُ الْمَزَارِعِ الْخَضْرَاءْ.

كُلَّمَا
بِيَدَيْكِ النَّحيلَتَيْنِ
سَوَّيْتِ ضَفَائرَكِ
لَمَعَ السَّوَادُ
وَاخْتَفَى سَريعًا تَحْتَ سَوَادِ الْعَبَاءَةِ
هَكَذَا فَجَأةً
تَغيبُ التَّفَاصيلُ تَحْتَ بِئْرِ السَّمَاوَاتْ.

كُلَّمَا
تَنَاوَلَتْ أَزْيَاءَهَا
هُنَاكَ خَلْفَ سَاتِرِ الْقُمَاشِ
اِخْتَفَتْ مَنَاجِمُ الشَّجَرْ
تُبَاعِدُ الْعُبُورَ للْحَدَائقِ الَّتي
عَلَى مَدَائنِ النِّسَاءِ
أثْمَرَتْ كَمَائنُ الْجَسَدْ .

كُلَّمَا
حَزَمَتْ حَقَائبَهَا
وَهيَ تَرْصُفُ حُزْنَهَا بِالصَّمْتْ
سَاقَتْنِي أصْوَاتُ الرَّحيلِ
إلَى مَهَبِّ الرِّيحِ
أنْتَظِرُ الْقِيَامَةَ عَاريًا
مِنْ سِتْرَةِ الْبِنْتِ الَّتي كَانَتْ
تُرَافِقُني كَثيرًا في مَشَاويرِ الْجُنُونْ.


كُلَّمَا
غَابَتْ
كَآخِرِ نَجْمَةٍ في لَيْلِ غُرْبَتِنَا الطَّويلِ
صَارَتْ مَقَاهِي الْـبُّـنِّ في الطُّرُقَاتِ مُوحِشَةً
تُلَمْلِمُ ضُوءَهَا
وَتَنَامُ خَائبَةً كَأَيِّ سَحَابةٍ ضَاعَتْ مَكَائدَهَا
وَغَابَتْ في الْفَرَاغْ .

كُلَّمَا
بِيَدَيْهَا
لامَسَتْ شَفَتي
ضَاعَتِ الْحَلْوَى
وَظَلَّتْ نَكْهَةُ الأصَابِعِ الْبَيْضَاءِ
فِي شَفَتي.

كُلَّمَا
رَفَعَتْ ملاءَتَهَا
وَنَادَتْني مَشَيْتُ
في سَريرِ الْمَاءِ
شَاغَبْنَا التَّفَاصيلَ الصَّغيرةَ
وَانْتَشَيْنَا.


كُلَّمَا
غَابَتْ يَوْمًا كَامِلًا
تُهَيِّءُ الدُّرُوسَ للْبَنَاتِ
تَصْنَعُ فَاكِهَةً لِمَشَاويرِ اللَّيْلِ
وَقَهْوَةً
نَحْتَسي رَغْوَتَهَا مَعًا
بِفِنْجَانِ الْخَزَفِ الْوَحيدْ
نَادَيْتُهَا
لِنَفْتَحَ شَارِعًا أخيرًا
في صِرَاطِ الرَّغْبَاتْ.

كُلَّمَا
غَرَزَتْ يَدَيْهَا في خُدُودِيَ
غَابَتِ الدُّنْيَا
وَظَلَّتْ رَعْشَةُ الأيَّامِ تَتْبَعُني
كَقِدِّيسٍ يُبَارِكُ دَهْشَةَ الأنْوَارِ
في سِـرِّ الأُلُوهَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالزَّمَنْ.

كُلَّمَا
صَرَخَتْ
تُمَجِّدُ لَذَّةً
زَارَتْهَا كَالأحْلامِ في بَحْرِ الأُنُوثَةِ
أيْقَظَتْ أشْوَاقَهَا الْكُبْرَى
وَجَاءَتْ
تُفَتِّحُ الأَكْوَانَ في بَيْتِ الْمَحَبَّةِ
تَشْتَهي نَارًا تُقَدِّسُهَا
لِتَهْرُبَ مِنْ حِبَالِ السِّجْنِ
تَزْرَعُهَا طُيُورُ النَّارِ في صَمْتِ الْبَنَاتْ.

كُلّمَا
طَلَعَتْ كَنَهْرٍ بَاذِخٍ
تَسْقِي هِضَابَ الْكَوْنِ ذَاكِرَةً
تُضِيءُ مَسَالِكِ الْوَلَدِ الْمُغَامِرِ في سُهُولِ النَّارِ
نَامَتْ وَصَايَا الْخَوْفِ
وَاشْتَعَلَتْ رِيَاحُ الْحُبِّ
زَاهِيَةً تُلَوِّنُ رَغْبَةَ الأيَّامِ
في زَمَنٍ جَديدْ.

كُلَّمَا
مَرَّتْ
كَضُوءٍ عَابِرٍ
تَرَكَتْ خَزَائنَ مِنْ رِيَاحِ الشَّوْقِ
تَسْكُنُ شُرْفَةَ الطُّرُقَاتِ وَالْقَلْبَ الْوَحيدْ
حَزينًا
خَلْفَ وَرْدِ الأُمنيَاتِ بَقيتُ وَحْدِي
كَالرَّهينَةِ أَطْرُقُ الأبْوَابَ
أنْتَظِرُ الْحَبيبَةَ
في خُطُوطِ الْهَاتِفِ الْجَوَّالِ
تَفْتَحُ عُزْلَةَ الأيَّامِ للزَّمَنِ الْجَديدْ.

كُلَّمَا
كَانَتْ
هُنَاكَ عَلَى خُطُوطِ الْفَجْرِ
تَصْنَعُ وَرْدَةً لِفَرَاشَةِ الْجَسَدِ الْحَرَامْ
سَكَبْتُ نَهْرًا مِنْ نَوَافيرِ الْكَلامِ
عَلَى تَوَاريخِ الأُنُوثَةِ وَهيَ تُوقِظُ شَوْكَهَا
مِنْ قَاعِ مَجْمَرَةِ الْوَصَايَا
رُبَّمَا
نَبْني شَريطًا زَاهِيًا
يَكْفِي مَوَدَّتَنَا لِتَحْيَا كَيْفَمَا رَغِبَ الْمِزَاجْ.

كُلَّمَا
قَالَتْ لِفَاتِحَةِ السَّمَاءِ
تَعَالَيْ
غَسَلْنَا وَرْدَةً في النَّهْرِ
سَافَرْنَا لأوْرَاقٍ لَمْ تَعُدْ تُوتًا تُجَفِّفُهُ الْمَنَاديلْ.

كُلَّمَا
نَزَلَتْ في لَيْلٍ دَافيءٍ
كَغَزَالٍ حُرٍّ في مَرْعَى الْغَابَاتِ
فَتَحَتْ دَرْبًا لِرِيَاحِ جُنُوني
حَتَّى طُفْنَا
فِي مَلَكُوتِ الْحُبِّ الأخْضَرِ
كُنَّا
كَسَمَاءٍ
تَمْطِـرُ
تَمْطِـرُ
تَمْطِـرُ
يَا أهْلَ الأرْضِ الْغُرَبَاءْ
نَسْبَحُ في بَحْرٍ
لا يُشْبِهُ مَاءً سَالَتْ في الْكَونْ.

كُلَّمَا
أشْرَقَتْ
مِثْلَ وَرْدَةِ الصَّبَاحِ
تَفَتَّحَتْ في الْعُمْرِ أحْلامٌ
سَقَيْنَاهَا بِأزْهَارِ الْمَطَـرْ.

كُلَّمَا
غَسَلَتْ مَسَاءَاتي
بِأفْرَاحِ الرَّسَائلِ
صَعَدْتُ إلَى نِهَايَاتِ السَّمَاءِ
زَرَعْتُ نُطْفَتَهَا
كَآخِرِ نَجْمَةٍ لِحَمَامَةِ الْقَلْبِ الشَّفيفْ.

كُلَّمَا
فَتَحَتْ
بَابَ الْلَّيْلِ
دَخَلَتْ رَائحَةُ الْوَرْدِ
لِتَصْنَعَ بَيْتًا مِنْ أفْرَاحِ الْمَاءِ
لِتَشْرَبَ نَهْرًا مِنْ آبَارِ الأُنْثَى
تِلْكَ الأَحْلَى
مِنْ مَطَرِ الْلَّيْلْ
تِلْكَ الأُنْثَى شَاهِقَةُ النَّهْدَيْنِ
ظَلَّتْ تَفْتَحُ جِسْرًا فَوْقَ مِيَاهِ الأرْضِ الْعَذْرَاءْ.



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2011, 06:09 PM   #[6]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

بَرِّيَّـةُ الأَبَـــدْ


كُلَّمَا
ضَاعَتْ مَفَاتيحُ الْكَلامِ
عَلَى جِدَارِ الصَّمْتِ
أوْرَقَتِ الْعُيُونُ بِدَمْعَةٍ حَرَّاقَةٍ
كَالْمَوْجِ تَصْهَلُ في رَوَاقِ الأرْضِ.

كُلَّمَا
دَخَلَتْ
رِيَاحُ الْلَّيْلِ نَاعِمَةً
فَتَحْتُ الْبَابَ للأُنْثَى
لِتَقْرَأَ سيرَةً خَبَّأتُها
في دَفْتَرِ الْكَلِمَاتِ
تَسْكُنُهَا هَوَامِشُ مِنْ خِيَانَاتِ الرِّجَالْ.

كُلَّمَا
كَانَ الصَّبَاحُ في بَيْتِنَا
يَصْحُو وَحيدًا
يَلُوكُ الأرَقَ
وَالأشِعَّةَ الْبَائسَة
يُحَدِّقُ في ريَاحِ الْوَعْدِ الْمَجيدَةِ
يُسيِّجُ خَرَائطَهُ لِحَبيبَةٍ تُشْرِقُ مِنْ دَمِهِ
كُنْتُ قَريبًا مِنْهَا
نَسيرُ في الْبَرَاري
نَصْنَعُ التَّصَاويرَ وَالتَّمَاثيلَ وَالْمِزَاجَاتِ
نَمْشِي الْلَّيْلَ كُلَّهُ
حَتَّى نَجُرَّ الصَّبَاحَ مِنْ غَفْوَتِهِ
لِيَصْحُوَ مِثْلَمَا ظَلَّ يَشْتَهي.

كُلَّمَا
فَتَحَ الْكَلامُ شُرْفَةَ الْجُنُونِ
سَارَتْ نَحْوَ جَنَّةِ الْمَجْهُولِ
تَسْقي أشْجَارَهَا بِكُؤوسِ الْوَعْدِ الْجَميلْ.

كُلَّمَا
تَسَرَّبَ النَّهَارُ
قَالَتِ السَّمَاءُ شَيْئًا وَاحِدًا :
سَيَنْتَهي الْوُقُوفُ عِنْدَ بَابِ الصَّبْرِ
عِنْدَمَا يُطِلُّ مِنْ رَحيلِ الشَّمْسِ
طَائرُ الْعُشَّاقْ .

كُلَّمَا
دَخَلَ الصَّبَاحُ
صَارَتْ شُرْفَةً للضُّوءِ
تَمْنَحَني رَحيقًا للْحَيَاةْ
صَارَتِ النَّجْمَاتُ تَرْقُصُ في ثِيَابِ الْلَّيْلِ
تَرْقُبُ عَوْدَةً أُخْرَى لِعَاشِقَةِ اللَّيَالي السَّاحِرَاتْ
صِرْتُ قِدِّيسًا
أُرَتِّلُ ضُوءَهَا في حَارَةِ النَّهْرِ الْمُضِيءْ .

كُلَّمَا
في الْلَّيْلِ فَاجَأَهَا الزِّحَامُ
وَطَارَ مِنْ عُيُونِهَا النُّعَاسُ
تَصيحُ في الصَّبَاحِ
رُبَّمَا
يَظَلُّ في الْبَعيدِ مُمْسِكًا بِنُورِهِ الضَّئيلِ
حَتَّى
تُهَيِّءَ الْمِزَاجَ للشُّرُوقِ كَيْفَمَا تَشَاءْ.

كُلَّمَا
أزْهَرَتْ حِكَايَاتُنَا
في النَّهْرِ
أوْ في نَجْمَةِ الْعِشْقِ الْمُضِيءِ
عَبَرْنَا طَريقًا سَاحِرًا
كَالرِّيحِ نَمْشِي
للْمَسَافَاتِ الَّتي نَامَتْ عَميقًا
نَشْتَهيهَا مِثْلَمَا طَيْرٌ
يُسَافِرُ نَحْوَ أصْوَاتِ الْمَطَرْ.

كُلَّمَا
طَافَ بِالْخَيَالِ عِطْرُهَا
غَمَرْتُ رِحْلَةَ الأشْوَاقِ
بِالْكِتَابَةِ الزَّرْقَاءِ
وَالْكَلامِ في بَرَاءَةِ الْوَرَقْ
رُبَّمَا
تَطيرُ نَجْمَةُ الْقَصيدَةِ الَّتي لَوَّنْتُهَا
بِحِبْرِ عِطْرِهَا
لِتَغْرِزَ الْحَنَانَ في رِيَاحِ قَلْبِهَا.

كُلَّمَا
ضَاعَتْ رَسَائلُنَا
ظَلَّتْ دُرُوبُ الْخَوْفِ
تَنْسِجُ حَوْلَهَا شَرَكًا مِنْ الأحْزَانِ
أزْمِنَةً مِنْ الصَّمْتِ الْمُريعِ
لَكِنَّمَا
رُوحٌ مِنْ الأفرَاحِ تَسْكُنُنَا
تُعيدُ مِيَاهَنَا للْكَوْنِ
تَغْسِلُنَا كَأزْهَارِ الرَّبيعِ
كَأنَّمَا
مَطَرٌ يُشَارِكُنَا مَقَامَاتِ الْفَرَحْ.

كُلَّمَا
مَضَى الْلَّيْلُ
أشْرَقَتْ دِمَاؤُنَا
بِقُبْلَةٍ
تَنَاوَلَتْ بَرَاءَةَ الْجَسَدِ
تَحْتَ رَغْبَةٍ نَزيهَةٍ
شَرَخْنَا عَتْمَةَ الطَّريقِ
سِرْنَا عَاليًا
عَبَرْنَا شَارِعًا مِنْ الْجَليدِ
ذَابَ خَلْفَ آهَةٍ لَذيذَةٍ
رَأيْنَا نُورَهَا يَشِعُّ مِنْ أكُفِّنَا
كَنَجْمَةٍ أمينَةٍ تَرُشُّ ضُوءَهَا
عَلَى بِسَاطِ دَرْبِنَا الشَّفيفْ.

كُلَّمَا
شَاغَبَتْنَا الرِّيحُ
مِنْ خَلْفِ الْغُيُومِ
رَاوَغْنَا أطْيَافَ الْمِيَاهِ
نَثْقُبُهَا بأشْوَاكِ الْمَوَاسِمِ
أوْ
فَتَحْنَا الْمَاءَ مِنْ جَوْفِ الْيَنَابيعِ
الَّتي في غَابَةِ الأحْلامِ
تُسْقينَا بَيَارِقَ مِنْ أمَلْ .

كُلَّمَا
هَتَفَتْ مُوسيقَا دربِهَا
جُنَّتْ مَصَائرُنَا
بِأنْغَامِ الْفُتُوحَاتِ الَّتي صَاغَتْهَا أمْزِجَةُ الْمِيَاهْ
شَهِيَّةٌ
تَتَقَافَزُ الْقَطَرَاتُ
مِنْ سِرٍّ
إلَى سِرٍّ
تُفَاجِيءُ وَرْدَةَ الْبِنْتِ
الَّتي
ظَلَّتْ تُرَاوِغُ رَعْشَةَ الْجَسَدِ الرَّزِينْ .

كلَّما
كَانَ النَّهَارُ دَافئًا
سَالَتِ الشَّهوَاتُ مَاطِرَةً
تُسْقي تَضَاريسَنَا
وَلَعًا لذيذًا مِنْ جُنُونِ الْحُبِّ
تَبْعَثُنَا سَنَابِلَ في حُقُولِ الرَّمْلِ
نَفْتَتِحُ الْحَيَاةَ لِشَاهِدِ الْمَطَرِ الأخيرْ .

كُلَّمَا
تَسَلَّلَ ضُوءُ الصَّبَاحِ
وَكُنَّا في بِسَاطِ الأرْضِ رَاقِدَيْنِ
نَشْتَهِي سَحَابةً جَديدةً
تَسيلُ كُلَّمَا
تَلامَسَتْ شِفَاهُنَا
بِرَغْبَةِ الْغِيَابِ في مَخَابيءِ الْجَسَدْ
ذَهَبْنَا عَاليًا
فَتَحْنَا كَوْكَبًا مِنْ الْعِنَاقِ
في مَدَائنِ الصَّبَاحْ.

كُلَّمَا
تَنَاثَرَتْ مَشَاهِدُ الْحَنَانِ
في سُهُولِ الْلَّيْلِ
أضَاءَتِ النَّوَافِذُ الَّتي
رَغِبْنَا في شُعَاعِهَا يُكَاثِرُ النَّبَاتَ في بَرِّيَّة الأبَدْ.

كُلَّمَا
تَفَتَّحَتْ
بَرَاعِمُ الْجَسَدِ
تَشَيْطَنَتْ قَذَائفُ الْقَنَابِلِ
الَّتي صَادَقْتُهَا
كَفَارِسٍ يُعَانِقُ الطَّبَنْجَةَ
الرَّصاصَ
وَالنُّحَاسَ
في مَعَارِكِ الْجَسَدْ.

كُلَّمَا
مَرَّتْ أيَّامُنَا
تَفْتَحُ بَوَّابَاتِ الذِّكْرَى
تَحْمِلُ بُشْرَى أيَّامٍ
تُشْبِهُ أيَّامَ الْعُمْرِ الْخَضْرَاءِ
فَتَحْنَا ذَاكِرَةً مِنْ شَهوَاتِ الْمَاءِ
تُشْبِهُ طينَةَ قَلْبٍ طَاهِرٍ
تَمْشي لِبَنَاتِ الأرْضِ
تُشْعِلُ قَنْديلَ الذِّكْرَى
مَلْحَمَةً للرُّوحِ عَلَى أعْتَابِ الْحُبِّ.

كُلَّمَا
هَبَّتْ ريَاحُ الْحُبِّ عَاصِفَةً
رَحَلْنَا كَالْفَرَاشَاتِ الأنيقَة
نَغْزِلُ الأمطَارَ نَهْرًا
في سُهُولِ الشَّوْقِ
نَفْتَحُهَا صَبَاحَاتِ الْحَنينِ
مَمْلَكةً لِذَاكِرَةِ الْحَبيباتِ – الشَّاهِقَاتْ.

كُلَّمَا
عَادَتْ كِتَابَاتُ الْحَنينِ
إلَى دَفَاتِرِ عِشْقِنَا
صِرْنَا مَلائكَةَ الْعُبُورِ
عَلَى سَريرِ الْكَوْنِ
نَفْتَتِحُ الْمَحَبَّةَ شَارعًا
في جَنَّةِ الشَّهوَاتِ وَالْعُمْرِ الطَّويلْ.

كُلَّمَا
أشْرَقَتِ الشَّمسُ
وحْدَكِ في أوَّلِ اليومِ
تدخُلِينَ بيْتِي
مِثْلَ ضَوءٍ
يفتَحُ الرُّوحَ عاليَةً في بحَارِ العَاشِقين



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-07-2011, 05:03 PM   #[7]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

اقتباس:
كُلَّما في السرِّ أطفأنا القناديل
نصار الحاج
سلام يا نصّار،

كلّ مقطع منها يستوعب قصّة كاملة الفصول.
أبيات ذات معانٍ محتشدة، تتقافز الصور من بين أحرفها قفزاً . .
فتحفّز خيال القارئ،
و تحلّق به صوب ليلاه.

حفظ الله يراعك،
و رعاك.
___
أقبل منّي التهنئة المتأخرة بصدور القناديل المُشِعَّة.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-07-2011, 07:39 PM   #[8]
علي طاهر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية علي طاهر
 
افتراضي

مبروك استاذنا نصار الحاج على الإصدارة
و شكراً لهذا الكم من الإبداع ،،
و سنأتي على مهل لننهل من هذا المنهل ..



علي طاهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2011, 10:42 AM   #[9]
محمد حسن الشيخ العالم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محمد حسن الشيخ العالم
 
افتراضي

جميل وعامر باشراق مبدع اطلالة اصدارة تضيف الى عالم البهاء افقا مضيء.
نرسل التهنئة على ان تتواصل الاصدارات وعدا منك لدنيا تشتاق لاحرف انيقة:

كُلَّمَا
غَادَرْتُ أرْضَهَا
أتَيْتُ لاهِثًا
أعيشُ في رِحَابِ نُورِهَا
سيرةَ الرَّحيلِ شَاهِقًا
على شِعَابِ قَلْبِهَا الأمينْ.

كُلَّمَا
انْتَهَيْتُ مِنْ كِتَابَةٍ
طَيَّرْتُ حِبْرَهَا بِسُرْعَةِ الْبُرُوقْ
للَّتي عَلَى سَرِيرِ قَلْبِهَا تَنَامُ شَفْرَةُ الْغَريزَة
للَّتي عَلَى بِسَاطِ نَهْدِهَا قَرَأْتُ طَالِعَ الْقَصيدَة
للَّتي سَمَّيْتُهَـا أنيسَةَ الْحَيَاةِ وَالْكِتَابَة.


كُلَّمَا
اقْتَرَبْتُ مِنْ مَنَالِهَا
وَجَدْتُهَا تُنيرُ دَرْبَهَا
تَسيرُ في الطَّريقِ مِثْلَمَا عَرَفْتُهَا
صَديقةً وَعَاشِقَةً
وَنَجْمَةً تُكَلِّمُ السَّمَاءَ عَنْ نُبُوءَةِ الرِّفَاقِ
في سُهُولِ وَعْدِهَا
أحْبَبْتُهَا وَسِرْتُ في ثِيَابِ بَحْرِهَا أعيشُ
لَذَّةَ الْحَيَاة .

هذا السمو السامق يتحفز نحو نهايات كالغيم بين السماء والمطر ولا تملك الا ان تبتل منها بروعة النسق البديع.

شكرا نصار



التوقيع: حسِّن لحالتي ..
تكُ صادقة مقالتي ..

(البرعي)
محمد حسن الشيخ العالم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2011, 08:49 PM   #[10]
نصار الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية نصار الحاج
 
افتراضي

الأصدقاء

نبراس السيد الدمرداش
صلاح النعمان
مبر محمود
النور يوسف
طارق صديق كانديك
عكود
علي طاهر
محمد حسن الشيخ العالم

شكرا لكم ولوقفاتكم هنا
وتهنئتك ومقتطفاتكم
وجمال حضوركم الذي أبهجني إحتفاء ب ( كلما في السر أطفانا القناديل).



نصار الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 07:06 AM   #[11]
حسين أحمد حسين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[justify]
اقتباس:
.......

كُلَّمَا
كَلَّمْتُهَا في الْبَيْتِ
أوْ طَريقِ الْحَافِلاتْ
سَالَ مِنْ بَريقِ صَوْتِهَا
صَهِيلُ شَهْوَةٍ مُقَدَّسَـة .

كُلَّمَا
رَأيْتُهَا
مِثْلَ وَرْدَةِ الْخَريفِ فِي تِلالِ بَيْتِهَا
رَأيْتُ ضُوءَهَا يَطلُّ مِنْ بَوَّابَةِ الصَّبَاحْ
يَنْتَشِي عَلَى تُخُومِ سيرةٍ تُلامِسُ الشَّبَقْ .

كُلَّمَا
لامَسْتُ صَوْتَهَا
لامَسْتُ نَجْمَةً
تُصَلِّي في مِحْرَابِ طَاعَةٍ
تَخُصُّ رُوحَهَا النَّبيلَة.
...........
فِيمَ الوَدْعُ يا نصار؟

الشتاءُ على الأبواب، أوانُ اعتزالِ القصائدِ ألوانَها الزاهيات، وبعضُ الدفءِ يُبْلِغُنا الربيع.

[/justify]



حسين أحمد حسين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:16 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.