يَا حَبِيبَاً لاَ تَقُلْ كُنّا وَكَانا !؟
[frame="2 80"]أُذْكُرِينِي عِنْدَمَا يَحْنُو رَبِيعٌ
وَالأَمَانِي أَيْقَظَتْ ذِكْرَى هَوَانَا
وَاذْكُرِي الْعَهْدَ الّذي أَمْسَى يَقيِنَاً
حِينَ كُنّا بِالْهَوَى نَسْمُو ، وَكَانَا
بَسْمَةَ تَشْدُو عَلَى ثَغْرِ الّلَيَالي
زَهْرَةً فِيْ رَوْضَةٍ غنّتْ لُقَانَا
نِسْمَةً مَالَتْ عَلَي غُصْنٍ الْغَرَامِ
أَوْدَعَتْ شَوقاً سَرَى حَتّى غَشَانَا
مِثلَ حُلْمٍ قَدْ غَفَا فِيْ مُقْلَتَينَا
لَمْ يَغِبْ عَنْ نَاظِرَينَا أَوْ جَفَانَا
أَيْنَ مِنّا يَهْتَدِي صحْوَاً مُجِيِبَاً
هلْ يَهُونُ الْعِشْقُ يَوْماً إِنْ شَقانَا ؟!
بعد أَنْ دُمْنَا وِصَالاً وَانْتَشَيْنَا
كَيفَ أمْسَى هَديُنا غَيْمَاً سَقَانا! ؟!
وَاكْتَوَينَا مِنْ رَمَادِ الْوَعْدِ ، ذِكْرَى
وَافْتَرَقنَا عَنْ نَسِيجٍ قدْ حَوَانَا !
فِي بِحَارٍ مِنْ ظُنُونٍ ، كَالسُّكَارَى
بَيْنَ شجْوٍ هَادِرٍ يَدْنُو طَعَانَا
حِينَ غَابَتْ بَسْمَةٌ وَجْداً عَلَينَا
قُلْتِ لِي إِنّ الْجَفَا مِنّا تدَانَا
صَارَ مِجْدافُ الْهَوَى هَشّاً غَرِيِقاً
وَافْترَقْنَا حِينَ أَدْمَينَا لُقَانَا
كُلُّ دَارٍ بَعْدَنَا أَضْحَتْ قِفَاراً
حَفّهَا صَمْتٌ ، تُنَاجِينَا كَفَانَا
مِنْ عِتَابٍ قد جَرَى، نَحْسُو دُمُوعَاً
وَاِسْتَطَالَ الشَّوْقَ فِينَا وَاكْتَوَانَا
كُلّمَا يَخْبُو حَرِيْقٌ أَشْعَلَتْهُ
رِيِحُ شَكّ ٍ، وَالْهَوَى عَنْهَا نَهَانَا
قُلْتُ إِنّ النّارَ قَدْ تَبْقَى زَمَاناً
أَطْفِئيهَا ، وَاذْكُرِي عَهْدَاً دَعَانَا
مَاْ ارْتَضَى الأَحْزَانَ تَدْنُو أَوْ صُدُوْداً
وَاجْتَبَينَا الصّدْقَ مِنْهُ صَوْلَجَانَا
كَمْ حَلُمْنَا مِثلَ طَيرٍ فِي مُرُوْجٍ
وَارْتَأَينَا الْقُرْبَ حُوْرَاً حِسَانَا
كُلُّ قَلبٍ عَاشِقٍ ، قَدْ ذَاقَ مُراً
فِي هَوَانَا ، هَاْمَ سِحْراً وافْتِنَانَا
يَسأَلُ الأَيّامَ عنّا عَنْ هَوَانَا
كَيفَ يسْمُو، دُوْنَ أَنْ يَلْقَى هَوَانَا
كَيفَ يَغْدُو الْفَجْرُ صَحواً ، إِنْ غَدَوْنَا ؟!
أَيّ دَرْبٍ مِنْ وِفَاقِ قدْ هَدَانَا
رِحْلَةٌ ، كَانَ الْهَوى فِيهَا خَيَالاً ؟
أَمْ سَرَاباً قد غَشَانَا وَاحْتَوَانَا
وَالمُنَى أَضْغَاثَ حُلْمٍ فِي مَسَاءٍ ؟
قَدْ تَهَادَى الشّوقُ فِيْهِ ، ثّم هَانَا
مَاْ أَقُولُ الْيَوْمَ فِينَا غَيْرَ هَذَا !
يَا حَبِيبَاً لاَ تَقُلْ كُنّا وَكَانا !؟
مَاْ يَقُولُ الْعَاشِقُونَ الآنَ عَنّا ؟
بَعْدَمَا ، ذُقنَا الْجَوَى بَيْنَاً رَمَانَا
قدْ شَقَيْنَا ، وَابْتَلَينَا الْعشْقَ لَوْمَاً
لَنْ يُلامَ الْعِشْقُ يَوْمَاً ، إِنْ هَجَانَا
نَحْنُ مَنْ أَدمَىْ لٌقَانَا بِافْترَاءٍ
وَالْهَوَي مِنّا بَراءٌ ، لَوْ جَفَانَا[/frame]
|