النص :الدخول من الخلف
الكاتب :علي محمد احمد حاج علي
اقتباس:
جلس مسترخيا كانت الشمس قد غابت منذ ما يقارب الساعة. القى التحية المعتادة على نفس الاشخاص الذين تعود ان يحيهم بها في ذات الزمان والمكان، وهو بدوره تلقى رد التحية منهم جميعا وبصوت واحد. لم يكن هناك تغير في أي شي كل واحد قد استقر في مكانه تماما وبنفس الطريقة التي تعود ان يجلس بها واضعا اليمنى على اليسرى او اليسرى على اليمنى، او جالسا القرفصاء على الكرسي.
ازداد عمقا في الاسترخاء بدات تصل الى مسامعه الاحاديث التي اعتاد ان يسمعها كل يوم والتي يكاد يحفظها عن ظهر قلب. حتى الاخبار المنبعثة من المذياع هي ايضا متكررة (مفاوضات الحل النهائي لمشكلة الشرق الاوسط و مفاوضات الحد من التسلح النووي واجهاض الديمقراطية المتكرر من قبل العسكريين في دول العالم الثالث و الزلازل في اليابان).
كل المشاهد التي يراها يوميا (بلاملل) اعادة نفسها امامه، التحركات الرتيبة والصفوف الممغنطة تتشكل وتنفض امامه في حركة دائرية مستديمة.
شعر بان هناك شي ما يجذبه الى الداخل لم يستطيع ان يحدد شكل ذلك الداخل. هل هو الداخل النفسي او كما يقولون عالم الارواح، ام الداخل الى عالم اخر غريب وقريب.
انتابه شعور بالغثيان، الشي الوحيد الذي كان متاكد منه هو ان هناك شي ما يسحبه الى الداخل الخلفي. كان ينتقل من عالم الى اخر عبر تلك الممرات الضيقة. مرت به عوالم غريبة، كلما تعمق في الدخول الى الداخل الخلفي كان يحس بانه اصبح اكثر ضخامة والجميع من حوله. التحركات والرتابة لم تتغير. (فقط تغيرت احجام الشخوص) تجاوز كل العوالم حتي وصل الى نقطة النفق المظلم الذي كان يعج بالصفوف الغريبة المتشابكة امام ذلك الباب الضخم، تلفت في اتجاه اليمين واليسار، وقع نظره على ذلك الشخص الذي كان يجلس فوق المنصة. بخطوتين فقط استطاع الوصول اليه، عرف منه بان تلك الصفوف تقف خلف بوابة الزمن في انتظار الدخول الى العالم من الخلف. والشرط الاساسي للالتحاق بتلك الصفوف هو اجادة التحدث بتلك اللغة التي سمعها ولم يفهمها، شعر برغبة في البكاء والضحك (معا) في ان واحد. قبل ان ينفذ تلك الرغبة سقط مغشيا عليه.
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل عندما حمله اصدقائه الى المنزل وادخلوه من الباب الخلفي وهو يتكلم بتلك اللغة الغريبة.
|
تقييم معتصم :
نص عميق .. مقدمة طويلة للوصول للحبكة ..
بنية نص مترابط ..
أهمل الكاتب التحرير ..
الموضوع :6
اللغة :5
التقنيات : 22
تقييم أسامة
وضح ولع الكاتب بوصف الحالة النفسية لأبطاله أكثر من تفاعلهم مع الواقع (راجع النص السابق: الجدارية) والأبطال في حالة من الضياع والتشتت النفسي والذهني والفعل السلبي.
الموضوع: 6
اللغة: 6
التقنيات: 25
التعديل الأخير تم بواسطة الفاتح ; 19-10-2009 الساعة 01:59 PM.
|