القوة والضعف فى شخصيات الطيب صالح الروائية !!! عايد عبد الحفيظ

هايكو لا للحرب - للشاعر عبدالله جعفر !!! نصار الحاج

مصطلحات عامية سودانية !!! المرحوم فيصل سعد

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > أوراق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-02-2007, 01:06 PM   #[1]
عماد عبدالله
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي يا صلاح .. دي بعض أورورا , مبسوط كده ؟؟؟


صلاح عبدالله ..
سلام يا ابن أمي ..

طيب .. و أنت أدري بها , و بي .. و بالزمان الذي أنبت ضوعها ...
من دخل مناخات أورورا فهو آمن , و من أراد أن تثكله ألحاظ البنت الحمى .. فليلقني يوم لا ظل إلا فيؤها .
المغسة يا صلاح .. المغسة .
أورورا مغسة تفوّر البطن ..
كنتَ أنت ولدٌ حته يوم أن شمينا ريحة أباطاطنا , و ابتدعنا غزو شارع 15 بالعمارات ..
طوال كنا كمن نسابق غدد نمونا ..
لوثت عقولنا القراءات المبكرة , و الممارسات الأشد إبكارا و .. شهوانية .
تلك البقالة في ركن ركين من الشارع , يرتادها القبطة و رجال متمرين في سيارات ثلجية نظيفة , و نساء زرافات لركوب الجن .
الشكشاكة تبلل الليل فتلتمع الأشياء , و يفتح الدم منابت شهواته للدعاش .
نرتكن هناك .. تماما تحت لافتة باللغة الإنقليزية متعامدة بركن البقالة تلك ..
في مساءات نرفل فيها بالشارلستون و التريفيرا .
وسيمون كنا .. كما نشاء ..
و مراهقون كما يشاء الزمان .
تزكمك بأدب الروائح خارجة من فتحة الباب الزجاجي :
فسيخ و جبنة مضفورة و مِشْ و مارتدلا و ..
روائح باردة عطنة حين يدخل الداخلون إلى بقالتنا تلك , و يخرج منها الخارجون محملين باكياسٍ مدردمةٍ و أخرى طويلة .. ألوان لفائف و أوراق مغلفة بعناية .
هذا فتح لنا كان .. أن تُخرج البقالات محناً ما رأيناها في دكان عبدالله علي , و لا عمك مامون ولا شاشوق . إذ نذهب إلى الدكان كنا فيزجرنا أعمامنا أصحابها و يدوك درس في الأخلاق – بلا مناسبة - قبل أن يدوك ما جئت من أجله في قرطاس أو كورية أو صحن .
دكاكين تشبهنا .. قاتمة و بسيطة و حميمة .
ما علينا ..
خرجتُ من جلدي يا ابن امي يوم ان توقفت الفولكسواجن الصفراء القعونجة تماما تحت ضوء اللافتة تلك و نحن نتحلقها كيعاسيب الخريف تحت لمبات الطرقات في ليل الخرطوم .. ثم ..
خرجت أورورا ..
خرجت معها شهقتنا الجماعية ..
البنية المرمر يا صاحبي , البنية البانة مبرومة الحشا ..
شيىء يشبه الزمة في الصدر , يلزمك النحنحة و السعال حتى تستقبل حنجرتك و خياشيمك هواء يأتي من تالاها .. البنت الغجرية بت اللذين .
الليل يا بن أمي باهي الحضور زمانئذٍ , و أنا مفتوح المسام لتلقي الغرز في خاصرة القلب .
مرت بنا أورورا , الوجه ( مصحفٌ يقسم عليه الجياع ) ..
جيدٌ مخروطٌ كأعمدة رومانية فوق عرش القيصر ..
و أعضاء تنبعث فجأة ثم تضمر ثم تتكور ثم .. تغيب وسط ثنايا و محن .
و ... أنا , عيناي مرصدا فلك ( من قال أن ناسا هيئة أمريكية لمراقبة الفضاء ؟؟ ) ..
مسام الروح تلسكوبات تتبعان خطوط الطول و العرض في جسد كونها الغمامي .
يا ربي .. ما أبدعت من لونٍ كما الذي رأيت عليها ..
منذها يا صديقي و أنا أبحث في بليتات اللون عنه .. أخلط ما أخلط .. و أجرب ألوانا ما حاولها مونيه ولا ديقا بحثا عنه , لون حقها براها .. أورورا ..
لون ما أخرجته مصانع ويندسور أند نيوتن بعد , لا قواش ولا أكريلك ولا مائيات ولا زيت ولا أحبار ولا يحزنون , هو فقط خلق لها .. اورورا .
قدل الحمام خطوها الموقّع فوق الرصيف الطيب .. كع .. كع .. كع .. كع ..
و نحن ينبض فينا ما ينبض , شيالين خلف الكعات , حلاقيمنا النبض و أكفنا : كع كع الحي قيوم .. كع كع الحي قيوم .. حي قيوم .. حي قيوم .
و الله يا صاحبي كنت أثمل من عمك يني صاحب السكرة الشهيرة , و بعباطة مراهقة – أفتقد جرأتها الآن – همست لها و هي تعبرني كالنجمة أم ضنب : شديدة إنتي ياخ .. إنعل ميتين أبو عيونك الكبار ديل .
يا صلاح .. جدعت عينها في عيني .. فدفرتني عينها ورا .
تعثرتُ فـ .... ضحكت أورورا ..
ضحكت لي يا ابن أمي .. فدخلت طبلة أذني ترانيم الأقداس في كنيسة الشهيدين , و دخلها العشب و الندى .. دخلها ضحك أورورا كهدوم العيد و قبلة أمي الزلال .. ضحكة أصغر من أن تسمع : ههههيأأ .
قتلتني هذه الـ ( هيهييأأ ) , ( حروف الدلع ) التي لم يعرفها النحويون توجتني بالأمارة ..
أويصنع حرف صوتي فارقا في التاريخ أكبر مما صنعه خطأ كولومبوس حين أكتشف الصعلوكة أمريكا ؟؟ الهيهييأأة أطلقتها أورورا فعلت ذاك .. ( مكي شبيكة زور التاريخ .. أيكون !!!! ) ..
ريحتها يا صلاح عابرتني كالمقالدة , مَن للمسك يا ضوع البنية ..
خدرٌ ولا ألذ يلحقك أمّات طه , كائناً ما تصنع لتفادي جرعةً كاملة الدسم من شحنة عصب يرزم .. و دم مشدود .. و حلقوم سدَّ معدنه الرويحة من الهرولة خلف سفن البخور و العطر الغموض و .. البهارات الطيارة .
دخلت أورورا البقالة , فاستقر الرأس على الكتفين مني .. و عادت المرئيات إلى حالها .
دخل خلفها كائن كهل أبيض الشعر , بمبي اللون .. قصير كما الفأر و بأنف حاد و طويل و .. كسكتة خواجات .
خرج بعدها سريعا .. و انطلق بالفولوكسواجن الصفراء القعونجة .
قلت : فرجك يا رب , أورورا تخرج .. أخطفها و ... جري .
: سرقت المرايه ليه .
: أنا ؟؟ .. أقسم بالله ما سرقت حاجة يا جنابو .
: سرقت مراية الفولوكسواجن بتاعت الراجل ده .. هو شافك و إنت بتقلعها , مراية الجنب اليمين دي .
: و الله العظيم ما أنا ياخ .. فتشني كان داير .
: أمشي قدّامي .. قول كلامك ده في القسم .
الكائن الغجري الإغريقي الفأر , لم تعجبه قلة أدبي ,, و كثيراً لم يعجبه إسباغها الضحكة تلك علي , الكائن القصير اللئيم أبوها , دفعت أربع و عشرون ساعة في الحراسة ثمنا لضحكة .. و مهراً لحرية نتح دمي .
أورورا .. كانت تقف تحت ضوء اللافتة الإنقليزية ..
بللت الشكشاكة شعرها , و غلالة بمبية التصقت بسهولها و جبالها و وهادها , حزمة من جمال قديسة و غنج قرون الأنثى في الأرض .
خيل لي – و انا سيء الخيال .. غالباً - أنها حركت جانب فمها الخاتم شفقةً - و حاجات تانية - , حين كرفسني الشرطي و رزعني داخل المقعد الخلفي للفولوكسواجن .
تلاشت الرؤى من جديد .. إلاّها أورورا ..

هطلت السماء كما الغاضبة .. و الطريق إلى نقطة شرطة العمارات بحر .
و الخرطوم ليلها حنينٌ زمانئذٍ
أنا أتمزمز ضحكة أورورا .. و أبرطم :
إنت يا رب المحاسن
و البراءة و الوداعة ..
بي إشارة من عيونك
قلبي قال سمعاً و طاعة ..
يا أمير ..
و البوليس براحة يزح مني .. متوجساً ..
و يهمهم : حكاية عجيبة .. يا ولد قول بسم الله .

و مضت أورورا ..




عماد عبدالله غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:58 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.