عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2009, 09:03 AM   #[41]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

7/
النص : السواد الأعظم منها كان من الجمال
الكاتب : مجدي عوض صديق

اقتباس:
كان اليوم هاديء وهي لا يسمع لها صوت متجه نحو الغرب على شارع النيل، كانت بين الأشجار الكبيرة الحجم تظهر أشعة الشمس بين الحين والآخر وجوانب الأوراق لكن الصوت لا يسمع حتى للمارة رغم انهم قليلون جداً في ذلك الوقت. الزمان كان في إحدى الايام الخريفية، الوقت عصراً شارف على المغيب.
لكن تلك العربة كانت تشابه السايح الذي يجوب شوارع الخرطوم في ذلك الجو المنعش وبه دعاش ورائحة الطين والمطر.
اتجهت تلك العربة نحو النيل على الرصيف الشمالي للفندق الكبير الخرطوم رغم أن شجر اللبخ الضخم كانت تغازله الرياح بنوع من الحب النبيل إلا ان تلك العربة توقفت فجأة في هذا المكان وهي سوداء تسر الناظرين وهنالك نوع من الوهج واللمعان رغم السواد الأعظم منها كان من الجمال.
إنفتح الباب الأمامي للعربة وخرج منها صوتاً موسيقياً لا تسمع وهي تائهة بين العربة ولون المغيب وضخامة اشجار اللبخ، ونزل على الأرض جزء من أقدام رجل بحذاء أسود لامع وظهر جزء من الجوارب الرمادية اللون والبنطال الاسود في نفس السياق، كانت تفاصيل الرجال (الكلاسيكية) وهو ضخم الجثة، وترجل من على العربة وكان ذو شيب كثيف على جانبي الرأس وسواد كاحل في ما تبقى له من شعر، وهو ذو عينان واسعة ولكنها عميقة بقدر الاتساع، اتجه الى مؤخرة العربة وفتح الحافظة وأخرج منها مقعد مطبق خاص بالرحلات واتجه الي المنصة الخاصة على النيل وهي تشرف على ضفاف النيل الأزرق وتراقب ملتقى النيلين عن كثب، وضع المقعد واتجه نحو العربة وانفتح الباب الأيمن للعربة دون أن يمسه بيديه ولكنه أخذ شابة مقعدة في ريعان الشباب وهي جليسة لا تستطيع الحركة، كانت الفتاة بشعر اقرب الى اللون البني والذهبي وهو يتصاعد مع الرياح يميناً ويسارا وهي تحاول ان تبعده عن وجهها، وهو يحاول أن يداري الوجه من المارة، وهي تمتلك عيونا يمكن أن ترى بها أشياء لا تستطيع أن تراها العين المجردة، ولكن الرجل كان لا يتأثر بما يدور حوله من الصراع بين الشعر والعيون والرياح فهو ليس طرفا في ذلك الصراع.
وهو له مبرراته الموضوعية، كان منشغل باشعال نار الغيلون الذي اخرجه من الجاكيت ومن الجانب الآخر أخرج التبغ ومن داخل الجاكيت علبة الكبريت وهو يحاول أن يشعل الدخان الي ان نجح وأخرج من فمه دخانا كثيفا، وكان الدخان متصاعدا إلى أعلى ووجه الفتاة من الجانب الغربي للدخان، والشمس في الغروب، وهي قرص ذهبي في داخله وجه الفتاة وشكل الدخان يرسم تفاصيل مبهمة على ذلك الوجه والقرص، في تكوين يلتقي بتدرج اللون الذهبي على أمواج النيل.
أعلن الغروب الكامل موعد الرحيل تحرك الرجل في نفس الهدوء متجهاً إلى الفتاة وهي لم تحرك ساكناً وفي تجانس غير منظور حملها إلى داخل العربة وحمل المقعد الي الحافظة في الخلف واتجه الي المقعد الامامي في العربة وتحركت بصوت هاديء في ذاك الطريق واللون الأزرق منسجم مع لون الغروب على السماء والإنارة بدأت تشعل نفسها على أعمدة الطرقات ولم نعرف إلى أين ولكن كانت أناقة كاملة وجمال صامت.
حتى وصلنا مكان اشبه بالقلعة وله ابواب على شكل الدائري وهي من الحجر القديم ولكن بها لمعان الحداثة وكانت صالة العرض وهي لفنان تشكيلي يعرض لوحات لم أر مثلها من قبل، كانت الواحدة منها بطول ستة أمتار وعرض ثلاثة، وهي لوحات وعدد من الجداريات ،وكانت تحمل بداخلها صالونات لملوك قدماء، مملكة الفونج، وحروب في ذلك الوقت، ورقصات، ومادحين، وخيول، وتلك المرقوعة والمجذوبين من الدراويش بالأوان البهيجة والغارقين في حلقات الذكر من يحملون أعلام الصوفية والملامتية، وكل كان في داخل لوحته يحكي لي تلك الحياة.
دخل الرجل ومعه الفتاة الى الصالة وهي تجلس على ذلك الكرسي وهو يدفعها إلى الأمام وما كانت إلا لحظات وكانت الفتاة امام لوحة بها تتويج أحد الملوك في دولة الفونج، ويظهر الككر والطاقية أم قرينات والدفوف والطبول. رأيت كما يرى النائم ان تلك الفتاة ترجلت على أرجلها واتجهت نحو اللوحة، ولم أر شيئا بعد ذلك، سوى أنني إنتبهت إلي أن الرجل كان ملكاً في دولة الفونج والفتاة أميرة في ذلك الزمان، ولها شعر طويل ممشط تلبس الدمور الأبيض والألوان الخضراء، الطبول والخيول متحركة ورجل يطير من الارض إلى أعلى ولم أشاهده ثانية ولكني بدأت كالآتي: كان اليوم هاديء وهي لا يسمع لها صوت...
تقييم معتصم :
الموضوع : 7
اللغة : 4
التقنيات: 18


تقييم أسامة الكاشف
الموضوع أشبه بالحكايا الرومانسية التي سادت منتصف خلال الثلث الأول من القرن العشرين، النص عموماً لا يجمل جديد
اللغة متكلفة وهنالك بعض الأخطاء اللغوية ربما بسبب الطباعة "السايح مثلاً

الموضوع : 3
اللغة : 4
التقنيات : 10



التعديل الأخير تم بواسطة الفاتح ; 02-09-2009 الساعة 09:42 AM.
الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس