مسرح العبث الانقاذى
مشهد اول:-
يفتح الستار المختل ،وذات الستار يفشل فى مداراة الفضيحة، الفضيحة التى ارهقت الجميع بلا استناء . على خشبة المسرح يجثم اللصوص وتختلط اصوات ضحياتهم مع دوى الانفجارات التى عمت تلك الامكنة الموجوعة بالصديد.
يدخل (المشير) تتبعه الحاشية المتسلطة بامر انقلابهم الدميم ، يتوافد المعاقيين انسانيا من مستشارى المعتوه ووزرائه اصحاب المؤهلات البذيئة، يحتسى الجميع نخب الفشل الانسانى ذات الطعم المآزوم . يتهيأ الجمع البائس للاجتماع التربص الوطنى ، يتغيب الصحفيون ويمنع الاعلام، فالرزيلة ترعبها الاضواء .و بصوت مبتذل يتحدث هامان السلطة ومئات من الشتائم تعبر ذاك اللسان المتقرح .
يتوعد البسطاء بمزيدا من السعير . مقابل حدائق الامتيازات الوارفة لشركاء الفاحشة الانقلابية .
تتكرر الاجندة المقيتة وبذات التكرار يتعجل (المشير ) لنهاية الاجتماع وبداية فصل جديد من الوعورة التى اعاقت الملايين من الناس فى الشارع الوطنى .
مشهد ثانى :-
فى مقعده الوثير يتحكر (ابو العفين)، المقعد الذى تفوح منه رائحة دماء المعذبين فى بيوت الاشباح، مئات من القصصات الورقية والقصصة المحزنة التى تعبث بها يد التملق والتعدى على اجساد المنكوين بسعير العسكر وامراء التشفى . يرن الهاتف :
ليتحدث المعتوه متحشرجا يرتعد من اصداء الثورة التى عمت المكان وازحت النوم من عيون السدنة المنتفخة بالاختلاسات؟
(ابو العفين) الاكثر ارتجافا وخيفة يحتشد مفردات التخبط لتكتمل العبارة الحقيرة ( يلحسو كوعهم ) .. ومابين لحس الكوع الثورى ولحس اموال البسطاء يتقيأ المتقذذون من تعفن اباطرة السلطة .
مشهد ثالث :-ترتفع اصوات المخبلوين وصيحات الجهاد المزعوم تتحرك الحشود المؤدلجة صوب مدائن الموت المجانى ابتغاء جنان يرسمها المنافقون فى مخيلات المساكين من الشباب المتسكع فكريا .
تخرج الطلقة كما تتخيرها الاقدار لتصيب المئات من الناس هناك.
تنصب سراديب عزاء وصيونات اعراس الشهداء وحينما تخف الاحزان وتتوقف سيول المعزيين بل قل المباركين لتك الزيجات.
يتمدد شيطان (الخال الرئاسى) ليعلن عن ميلاد النكبة الانسانية بصحيفته المجروحة .
تتحالف العلاقات الحزبية مع التبرج الفكرى فتكون فى وطنى منابر للحقد واموال للاحتفاء الزميم بوطن يتمزق .
محمد معروف
|