نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > مكتبة أسامة معاوية الطيب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-2009, 07:25 AM   #[1]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي الخرطوم ... مئذنة ... وقلم ... وكباية شاي

الخرطوم ... مئذنة وقلم ... وكباية شاي
كانت الخرطوم ترفع جناحا وتخفض آخرا ...
تطير بنا في سمواتها الفسيحة
الآن تنشغل باستخراج الشوك من رجليها الكسيحتين … دجنها الحزن
يا لعينيها ... وهي توزع الدمع علی الجميع وتقرأ في سرها آية الكرسي بعد أن شمّعت لسنين طوال
كانت الخرطوم مدينة جميلة ... خفيفة الظل ...
حتی وهي تغرق الدرب بالفقد سيئ الذكر
كانت ...
ومازالت تحبنا
مساجدها (كانوا يسمونها بيوت الله قبل أن تتصرف فيها الحكومة ... فيها وفي بيوت العرقي‌ ... وبيوت الشعر ... فقط تفتح بيوت عقدتها )
كانت مساجدها تسجد وتركع في كامل لياقة أهلها ....
تفتح صدر منابرها لصفاحات- هكذا يسمّون عقد القران - تزاوج بين الأحباء ( وحتی اولاد العمومة ... للقدح فيها أولوية ) ... المانفيستو الخاص بها ( كل الناس اتنين اتنين ) ...
وتوسع صدر مجلسها لتقاسم الدمع في العيون الجميلة وهي تودع حبيبها الراحل
رحيل الحبيب الآن يفوق الموت وشواهد القبور ومراثي الشعراء الساخنة ...
رحيل الحبيب الآن يحفر بئرا في القلب ونهرا في الذاكرة ...
ومراكب يرهقها التيار .
الحبيب الآن ... آه عليه ... يشكو هجر الخرطوم ...
وكأن حديقة القرشي وشارع النيل وهمساته الحائرة
وتشققات يد الحبيبة برعشات الحبيب المسافر
كأن تنهيدات الأمهات وهن يكلمن قريبا لتسهيل إجراءات الخدمة الإلزامية
وموت الأب الصامت جراء بهدلة ابنه الوحيد بين أيدي مدن العالم
كأن جبين الناس المصرور في نص السوق العربي
والبسمة المدسوسة بين الحاجب والقلب
كأن تنورة هاجر التي مسح بها ذات يوم وجهه فالتمئت صلعته وغطی الشعر عينيه
وضحكتها التي كانت تخيط فساتين العالم وردة وردة
كأن صبره والصفوف تطول ويدخل البعض في مكان الطوب المرصوص أو بين المعارف
كأن الملايات التي يغازلها نسيم الحيشان فتغرق في الونس تكتب قصائدها لليل وحيد
وكأن اصدقاؤه يتوسطون خمرا باهيا يزرع في حواشيهم الإلفة ... والبدر يحسدهم وهم يضيئون ... وفي رواية أخری يولعون
كأنها كلها
بعض من دمه المسفوك.
مساجد الخرطوم كانت تغسل الحزن بجميل الآذان ووسيم السجود وأنيق الدعاء ... الآن تغرق في صمتها وهي تقفل أبوابها بعد ساعات العمل الرسمية الخمسة.
جامع فاروق ... الجامع الكبير ...
ينامان علی سهر أهل الصفة الجدد ...
ويصحوان علی رهق العيش ...
زمان ولزمانات طويلة كان الجامع ملاذا للعطشان والجائع والمزنوق ...
الآن ما عاد بيت الله يحتفي بخلق الله
كثرت المساجد بالخرطوم فقلت البركة ...
ليست لنقص في ثقة الناس بالله ...
ولكن نقصا في ثقة الناس بالناس ...
تسربت البركة من بين أقدامهم ... وهم يرون الخلق تنام علی القهر ولا تصحو ....
عن مساجد الخرطوم يطول البكاء ولات ساعة عين تحتمل الدمع
.........................
........................
الشوارع ...
تزرع خواطرها بالحفر ...
ولا تعتبر نفسها مسؤولة عن عثرات البصات العتيقة
البصات التي ....
هذه البصات تعرف كيف تهدم ...
تعرف كيف تسحب خيوط البسمة خيطا خيطا من شفاه الأطفال والرجال
يحيا الأطفال علی البسمة المفقودة
ويموت الرجال علی طريقتهم الباهظة
لعينين مضيا يغسلان الدمع بالدمع كانت البصات تفتح بيتا من عزاء
لقلبين باتا يلهمان النجم طويل السهد كانت البصات ترحل بالحب
كانت البصات حين يباصر الحبيب لمقعدين مستحيلين ويجلس حبيبته بين عينيه ... تتبرع بكمساريها لإعلان (ياخوانا الباص دا ما ماشي بللاهي انزلوا لينا)
.........................
........................
الخرطوم تنام عن أحزاننا بحبها الكبير
الخرطوم قلمي
يا لقلمي والمداد من دمي ... تكتب عني قصاصات السهد والقلق
الخرطوم مئذنتي - قبل التمكين - تناطح عمارات المادة بروحها
الخرطوم أجمل كباية شاي عرفتها زمانات القريفة المجنونة
يا لطعم الهبهان ... ينسج طاقيته الحمراء في رأس تكبله العرضة بقفزاتها الجامحة
يالطعم الهبهان ... وخيوطه تمسح نهرا من كيف وتزرع شتولا من اكتمال يناطح العماري الجيد ... تجتهد وهي تغالط ( الانترنت للعماري الجيد) ... شايفين العولمة ؟
وبيننا حديث وحديث
وذاكرة تتشقق عن حب ولوعة وكثير جدا من دمع

اسامة معاوية الطيب طهران 01/01/2005م



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-06-2009, 07:36 AM   #[2]
elle
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية elle
 
افتراضي

اقتباس:
والبسمة المدسوسة بين الحاجب والقلب
تحياتي لك

وسعيدة لأعود وأقرأ...وابحث ...وأتعلم



elle غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-06-2009, 07:49 AM   #[3]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elle مشاهدة المشاركة
تحياتي لك

وسعيدة لأعود وأقرأ...وابحث ...وأتعلم
لك من التحايا ما تعرفين ومالا تعرفين
أتحسس غيبتك ... فتنبت أسئلة من فقد
كيفك ؟
صرت لا أشكر مرورك ... البيت بيتك



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-06-2009, 01:15 PM   #[4]
الوليد عمر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الوليد عمر
 
افتراضي

................





[align=right]
يا الله يا أسامة .. تحيلنا بكتابة كهذه إلى الام لا تحصى ولا تعد .. الخرطوم حبيبتنا الجريحة وجرحها النازف لا يكف ولا يندمل ، معالمها المطموسة ، أناسها المأخوذون على غِرَّة ، وهترشة أمراء الحرب فى رحابها ، و المتنطعين و الحرامية الذين يسومون فقراءها العذاب ، كانت هنا الخرطوم ، كانت هنا أمدرمان ، وما ظل من يرسم اللافتة ويتقن الهجاءة ، الخرطوم عاصمة أحلام البسطاء ، جاءوها بأمنياتهم منذ شدوا رحالهم وأمتشقوا سيوفهم مع المهدى ، وجاءوها على أسقف القطارات القادمة من وجع الأنحاء ، سلبت ببريقها ذات يوم من ضوحينا الطوريَّة و الجرَّاية والشادُوف ، وكَبت سواعد الوطن فى أزقتها المزدحمة لتجرجر أقدامها على غير هدى ، وتفقد وفاءها ومهاراتها يوما بعد يوم ، أى خرطوم تبقت لنا ولا زالت الشمس تحت الكسوف ،




يا أسامة يا أخوى أكان دى كتابتك عن خرطوم 2005 الله لا ورانا كتابتك عن خرطوم اليوم ، تُرمى ستات شايها بالأكفان وليس فى كباية الشاى من هبهان و حتى الجمهورية لم يعد تمباكه كما يجب ..



الله فى ولك المودة[/align]








................



التعديل الأخير تم بواسطة الوليد عمر ; 16-06-2009 الساعة 01:19 PM. سبب آخر: لتعديل أخطاء إملائية
التوقيع: [moveo=left]A PERSON WITH ONE DREAM IS MORE POWERFUL THAN OTHERS WITH ALL FACTS[/moveo]
الوليد عمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 07:15 AM   #[5]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

يا وليد ياخوي صباحك خير
الخرطوم كانت وما زالت ليلانا التي نغنيها ونبكي ... وتسمعنا وتموت
كنا نلوّن جباهنا بحرها الفادح ... وعرقها المر .. واليوم تتلون هي بدم غير الدم وبعرق غير العرق
الملوحة كانت أحلى ما يميز عرقها والآن يغرق في محيطات الدم والفجيعة والهجايم
ياسيدي ... رب لحد قد صار لحدا مرارا ... ولكن سيأتي يوم ويفتح مصراعي شواهده على وطن جديد
كن هناك وسترى
شكرا على المرور الذي يقدح الجرح ... ويضمده



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-06-2009, 07:01 AM   #[6]
قمر دورين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية قمر دورين
 
افتراضي

[align=center]ما أروع أن تعود الكتابة الى مجاريها.....

شكراً أخ اسامة على هذا السرد الجميل الأصيل...
[/align]



قمر دورين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 07:45 AM   #[7]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة معاوية الطيب مشاهدة المشاركة
الخرطوم أجمل كباية شاي عرفتها زمانات القريفة المجنونة
يا لطعم الهبهان ... ينسج طاقيته الحمراء في رأس تكبله العرضة بقفزاتها الجامحة
يالطعم الهبهان ... وخيوطه تمسح نهرا من كيف وتزرع شتولا من اكتمال يناطح العماري الجيد ... تجتهد وهي تغالط ( الانترنت للعماري الجيد) ... شايفين العولمة ؟
وبيننا حديث وحديث
وذاكرة تتشقق عن حب ولوعة وكثير جدا من دمع

اسامة معاوية الطيب طهران 01/01/2005م
إنها الكتابة عن المدن الإناث.. وربّ مدينة تماثل حبيبة تبادلها ودّاً بآخر.. وشوقاً بشوق.. ولكن هل الحبيبات كلّهن يعرفن كيف يتهيّئن للقاء..؟
ولكن يا سيّدي.. عليك بما قالته وهاد ابراهيم في شأن جمال الخرطوم.. قالت:
اقتباس:
جميـــــــــــــــــــلة.. جداً
ويكفيها إذ تعرف كيف تصنعها اللقاءات.
فهل يكفي ذلك..؟



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 08:25 AM   #[8]
بابكر مخير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بابكر مخير
 
افتراضي

رشو الحبيب
فقهتنا لفيتي لي ورآ للإرشيف الفخيم..
دي وحقت طيبان، قمة في الكمال
شكرن ليك يا سيد الجمال ما إتا..
الجميل...



"نقول شنهو غايتو وما كايسين فيها مقابل، ما لزوم المجاملة وبالمجان"



التوقيع:
بابكر مخير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2011, 08:39 AM   #[9]
مبر محمود
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

وأضحى حَالنا جميعاً، كحال الذي صاح قبل قرون: أنَا في أمةٍ تداركها اللهُ غَريب!
ويا خرطوم، "لقمةٌ في بطنِ جائع خيرٌ من بناء ألف جامع"

ولِأسامه مُشرق الصباحات.. وقيل المساءات أيضاً



مبر محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-09-2011, 01:42 PM   #[10]
أميرى
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أميرى
 
افتراضي

أب أو up
أو في لغة الميكانيكية
أرفع



أميرى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:46 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.