نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > عجب الفيا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-2005, 05:01 AM   #[1]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي الطيب صالح ونظرية موت المؤلف

في الكتاب الثاني من سلسلة مختارات ، والذي جاء تحت عنوان : المضيئون كالنجوم – اعلام الفرنجة والعرب - انتقد الطيب صالح نظرية موت المؤلف التي روج لها النقد البنيوي والتفكيكي من خلال كتابات الفرنسيين ، رولان بارت وميشيل فوكو وجاك دريدا. ووصف النظرية بانها لا تعدو ان تكون عبثا فكريا ولغوا ومغالطات متعجرفة .
وختم حديثه بقوله : " اذا كان قد أمات الكاتب والناقد والعقل والعلم والقانون ، فاين وضع هو نفسه ؟ ومن أين استمد الحق ان يصدر هذه الأحكام ( اللاهوتية ) كأنها حقائق تنزلت عليه من السماء ؟
الأمر كما قال بودلير – كلام مثل هذيان المجانين . انه لا يعدو ان يكون محض لعب بالافكار والالفاظ ، من رجل يتيه بعلمه ، وهو فيما يتعلق بنا علي اي حال ، علم لا فائدة منه ولا خير فيه . "
وقد استهل الطيب صالح المقال باستشهاد ذي مغزي من الشاعر الفرنسي شاري بودلير :

________

رولان بارت *


بقلم : الطيب صالح

" يا لها من بدع عجيبة تسربت الي نقدنا الأدبي ! سحابة مظلمة ساقتها الينا ريح شؤم ، من جنيف او بوسطن ، او من الجحيم ، حجبت عنا شمس ( الجمال ) المضيئة . يا لها من فلسفة عبثية ! اي عدوي غريبة ، تصيب المروجين لهذه الترهات، فيبربرون بكلام مثل هذيان المجانين ؟ "
شارب بودلير – مارس 1859

* * *

حير العالم الفرنسي رولان بارت ، مريديه . انه لم يثبت علي موقف واحد ، بل ظل يغير مواقفه باستمرار . وسوف يجد القاريء أدلة كثيرة علي عبثه الفكري في مقالته الشهيرة التي اعلن فيها ( موت المؤلف ) وهي من كتابه ( الصورة – الموسيقي – النص ) الصادر 1977 .
وفيما يلي مقتطفات منها :

(( يقول بلزاك ، في قصته ( القرصانة ) التي يصف فيها خصيا متنكرا في هيئة امرأة : " كان امراة فعلا ، بمخاوفها المفاجئة ، وتقلبات مزاجها ، وقلقها الغريزي ، وتهورها واهتمامها بالامور التافهة ، ورقة شعورها المحببة " .
من الذي يتحدث ؟ هل هو بطل القصة الذي يجهل ان المراة ما هي الا خصي في زي امراة ؟ هل المتحدث هو بلزاك الشخص ، معتمدا علي تجربته وفلسفته عن المراة ؟ هل هو بلزاك المؤلف معبرا عن افكارا أدبية عما يظن طبيعة الأنثي ؟
هل هو صوت الحكمة عموما ؟ صوت السايكلوجيا الرومانسية ؟
اننا لن نعرف الاجابة ابدا ، لسبب بسيط هو ان الكتابة الغاء وتحطيم لكل صوت ، لكل مصدر . الكتابة هي ذلك الركام المحايد ، الفضاء المائل ، حيث ينزلق الموضوع ، السلبي الذي يقضي علي الخصائص الذاتية كلها ، بداء بخصائص الجسد الذي يقوم بفعل الكتابة .
لا شك ان الامر كان دائما هكذا بمجرد ان تروي حقيقة ما – ليس بنية التاثير المتعمد علي الواقع انما في نهاية الامر رهين بطبيعة الرمز ذاته ، وخارج اي وظيفة – حينئذ يحدث الانفصام ، الصوت بقفد مصدره ، المؤلف يدخل في موته ، الكتابة تبدأ (.. ) .
المؤلف شخصية مفتعلة ، بمعني انه نتاج مجتمعنا ، بارثه من العصور الوسطي ، والفكر التجريبي الانجليزي ، والعقلانية الفرنسية ، ودعوة حركة الاصلاح البروتستانية الي تاكيد ذاتية الفرد ، او كما يقال تجاوزا (الفرد الانساني ) . هذه النظرة الساذجة ، وصلت قمتها بشكل منطقي الي تهويل في الفكر الرأسمالي ، من اهمية الفرد ، اي المؤلف .
هكذا تجد ان المؤلف يتربع علي عرشه في كتب تاريخ الادب ، وتراجم الكتاب ، والمقابلات ، وفي المجلات ، بل وفي رغبات المؤلفين انفسهم الذين يستهويهم ان يخلطوا بين ذواتهم واعمالهم ، بواسطة نشر مذكراتهم ويومياتهم .
كل شيء في الثقافة العامة ، ينطلق من شخص المؤلف وحياته وذوقه واهوائه (..) . النقد ابدا يبحث عن تفسير العمل ، في شخص الرجل او المراة ، الذي صنعه ، كانما العمل في نهاية الامر شيء متاح ، ينبع من مصدر واحد هو صوت المؤلف الذي يهمس في آذاننا باسراره (..) .
ازاحة المؤلف عن عرشه ، ليس فقط حقيقة تاريخية ، أاو حيلة كتابية ، انه أمر يحدث انقلايا في النص الحديث . او بكلمات أخري ، النص بعد اليوم يكتب ويقرأ، بطريقة تجعل المؤلف غائبا عنه في جميع مستويات النص .. حين تعتقد في وجود المؤلف ، فانك دائما تتخيله كأنه " ماضي " كتابته .
الكتاب والكاتب يقفان بالضرورة علي خط واحد ، ينقسم الي قبل ، وبعد . المؤلف يظن انه يطعم الكتاب اي انه يوجد قبل الكتاب . يفكر ويعاني ويحيا من اجل الكتاب . انها علاقة تشبه علاقة الوالد بمولوده .
خلافا لهذا التصور ، فان الكاتب الحديث ، بولد في اللحظة نفسها التي يولد فيها النص ( الذي ) ليس له اطلاقا وجود يسبق كتابته او يزيد عليها . لا يوجد زمن عدا زمن الكتابة . وكل نص يكتب الي الأبد ، ويكتب هنا ويكتب الآن (..) .
نحن نعلم ، ان النص ليس خيطا من كلمات تصرح بمعني واحد . ليست رسالة لاهوتية مقدسة من (المؤلف / النبي ) .
انها فضاء متعدد الزوايا ، يحوي انواعا شتي من منابع الثقافة علي سعتها (..) . الكاتب الذي يجلس مكان المؤلف ، لم يعد يحمل في جوفه اية مشاعر ولا أفكار ولا أحاسيس ولا تصورات . انه بالاحري يحمل في جوفه معجما ضخما يغرف منه كتابة لا نهاية لها . الحياة ليست أكثر من محاكاة للكتاب . والكتاب ليس أكثر من مجموعة اشارات لفقد مؤجل باستمرار .
وهكذا يحين يزول المؤلف تصبح محاولة فك ألغاز النص ، محاولة لا جدوي منها . ان تعطي النص مؤلفا ، هو ان تفرض عليه مساحة وحدا . يعني ان تجد معني نهائيا . معناه ان تضع نهاية للكتابة .
ذلك التصور يناسب الناقد جدا ، لان الناقد حينئذ يعطي نفسه سلطة اكتشاف المؤلف وراء النص ، أو اكتشاف العوامل المؤثرة عليه – المجتمع ، التاريخ ، الذات ، الحرية . وحين يعثر علي المؤلف يكون قد وجد حل اللغز . انتصار للناقد . لا عجب اذا ان عهد سلطة المؤلف كان ايضا عهد سلطة الناقد .
في الكتابة المتعددة ، انت لا تفسر اي شيء ، انت تفكك كل شيء : لا توجد ألغاز تبحث لها عن حل . تتابع هيكل البناء . تسحب عناصره كما تسحب خيوط الثوب . في كل موضع ، وعلي كل مستوي . انما لا شيء يوجد تحت السطح . تتسكع في فضاء الكتابة . لا تنفذ فيه . الكتابة ترشح المعني باستمرار . كل ذلك في عملية اقصاء للمعني .
هكذا يصبح الادب ( ومن الافضل ان نقول بعد الآن الكتابة ) برفضها اضفاء طابع اللغز علي النص واعطاءه اي معني نهائي – تصبح حرة . يصبح النص والعالم طليقين من قيود ما يمكن ان يوصف بالطابع اللاهوتي .
ان تلك ثورة حقيقية في نهاية الأمر ، اذ ان رفض اعطاء النص معني نهائيا ، هو في الواقع رفض للخالق ( الله ) وآياته ، ورفض للعقل والعلم والقانون . ))

انتهي كلام الاستاذ رولان بارت . ولا يحتاج الانسان الي اعمال الفكر طويلا ، كي يدرك انه لغو مملوء بالمغالطات والعجرفة . وهو لم يترك للقاريء اي مجال للحكم . لم يترك شيئا تقيس به او مرجعا تستند اليه ـ لانه رفض كل شيء ضربة لازب .
ورغم ذلك ، فانه لم يفلح ان يخفي المغالطة الكبري في خطابه . اذا كان قد أمات الكاتب والناقد والعقل والعلم والقانون ، فاين وضع هو نفسه ؟ ومن أين استمد الحق ان يصدر هذه الأحكام ( اللاهوتية ) كأنها حقائق تنزلت عليه من السماء ؟
الأمر كما قال بودلير – كلام مثل هذيان المجانين . انه لا يعدو ان يكون محض لعب بالافكار والالفاظ ، من رجل يتيه بعلمه ، وهو فيما يتعلق بنا علي اي حال ، علم لا فائدة منه ولا خير فيه .

اصدر العالم السميولوجي الفرنسي ، رولان بارت ، حكمه بموت المؤلف ، في مقالة ظهرت عام 1977** . وفي عام 1980 أعلن ميشيل فوكو حكمه بموت الكاتب علي طريقته . مقالة شهيرة هي الاخري ، عنوانها ( ما المؤلف ) . وسوف يلمس القاريء المماحكة نفسها باسلوب آخر . . " - انتهي كلام الطيب صالح .


-------------
* من كتاب : مختارات 2 – الطيب صالح - المضيئون كالنجوم : من أعلام العرب والفرنجة – منشورات رياض نجيب الريس – الطبعة الاولي مارس 2005 – الفصل الثامن - رولان بارت –
ص 297 .
** هذا هو تاريخ صدور كتاب رولان بارت : ( الصورة – الموسيقي – النص ) والذي ضم مقالة موت المؤلف وقد ظهرت المقالة لاول مرة سنة 1968 . كذلك القي ميشيل فوكو محاضرة : ما المؤلف؟ في ذات العام 1968 ( عجب الفيا ) .
*** كنت قد تعرضت لنقد نظرية موت المؤلف في مقال نشر بجريدة الخرطوم سمة 1999 بعناون أصداء السيرة الذاتية في ادب الطيب صالح - وذلك قبل ان اطلع علي راي الطيب صالح حول هذه النظرية .



عبد المنعم عجب الفيا



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2005, 05:09 AM   #[2]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

أصداء السيرة الذاتية في أدب الطيب صالح
أو البحث عن الفردوس الضائع


بقلم : عبد المنعم عجب الفيا

لا جدال أن النص الأدبي ليس سجلا لسيرة الكاتب ولا ينبغي له أن يكون . ولكن هذا لا يعني أن النص الأدبي مقطوع من شجرة . فطالما أن الكتابة هي نشاط حر للكاتب ، والكاتب إنسان من لحم ودم والإنسان كما هو معلوم ابن بيئته ، فالنص الأدبي لدى التحليل الأخير هو محصلة لتفاعلات الكاتب الذاتية في جدله مع المحيط التاريخي والاجتماعي الذي يتحرك ويكتب فيه .
ولذلك فان القصد من هذه الكلمة ، ليس إثبات أن مصطفي سعيد مثلا أو غيره من شخوص الطيب صالح هو الطيب صالح نفسه . وإنما القصد هو التأكيد على أن تجارب الكاتب وذكرياته وعلاقته الاجتماعية وميوله الفكرية والفنية ، تشكل المادة الخام التي يستمد منها الكاتب رؤاه وعوالمه القصصية والروائية . وذلك في محاولة للرد على بعض النظريات الحداثوية في الأدب التي تذهب في مسعاها لعزل النص الأدبي عن كاتبه إلى حد التضحيـة بالكاتـب والإعلان عن ( موت المؤلف ) إمعانا في نفي الغائية والقصدية وكل ما هو مشترك عن الكتابة الأدبية كما ذهب إلى ذلك الأديب والناقد الفرنسي رولان بارت .
وبمناسبة رولان بارت هذه أحكي هنا موقف يحكي عن تهافت مثل هذه النظريات الأدبية . فقد كان الروائي الفرنسي آلان روب غرييه يعد من رواد ما عرف في الخمسينات والستينات في أوربا ( الرواية الجديدة ) التي كان يظن بأنها تطبيق لما يسمى ( بموت المؤلف ) حيث تتم التضحية بكل ما له معنى وبكل التجارب المشتركة لبنى البشر ويجرد السرد الروائي من تأثير العنصر الإنساني وتصور الأشياء والأحداث كأنها تحدث بمعزل عن إرادة الفرد . حتى الشخصيات ينظر إليها كأشياء وأدوات وأفعال وليست كذوات فاعلة .
ففي حوار أجرى مع آلن روب غرييه ونشرته مجلة ( الكرمل ) في عددها رقم 30/1988م أنكر كل ما قيل عن حكاية موت المؤلف والرواية الجديدة وقال أن الأمر لا يعدو أن يكون خدعة سببها رولان بارت وشارك هو نفسه فيها . ويمضي قائلا : " أنني لم أكتب يوما أي شئ إلا عن نفسي " حتى أشـهر رواياته ( الغيرة ) التي كانت مادة لهواة النقد الحداثوى يقول عنها : " البيت الموصوف بدقة هو نفسه إلى حد ما ، ذلك الذي أقمت فيه في فورد دوفرانس ، والرواية كلها
تجربة حقيقية عشتها . ولكنى كنت الجار لا الزوج ،.. فالعناصر الواقعية تضاف إلى الأخرى المتخيلة وتتحول إلى شئ مختلف تماما " .
وهذا الروائي جابريل غارسيا ماركيز أشهر روائي يفوز بجائزة نوبل في الآداب منذ تأسيسها قال في حوار أجرى معه عقب فوزه بالجائزة سنة 1982م ، عندما وصفت طريقته في الكتابة بالواقعية السحرية ، أنه لم يكتب سطر واحد لا يستند إلى واقع . فأول سطر في ( مائة عام من العزلة ) تجربة حدثت له هو شخصيا حيث يقول : " .. عندما كنت طفلا صغيرا قلت لجدي أنني لم أر الثلج أبدا ، فأصطحبني إلى معسكر شركة الموز الأمريكية وأمر بفتح صندوق من الفاكهة المثلجة جعلني أضع يدي فيه ، فانبثقت رواية ( مائة عام من العزلة ) من هذه الصورة " حيث تبدأ الرواية بهذه الجملة : " عندما كان يقف الكولونيل أوريليانو بوينديا أمام فريق الإعدام تذكر عصر ذلك اليوم ، قبل سنين طويلة ، حينما أصطحبه والده لاكتشاف الثلج .. " ويقول ماركيز أيضا أن رواية ( الأوراق الذابلة ) انبثقت من مشاهدته لرجل عجوز كان يصحب حفيده إلى مأتم . وأن رواية ( قصة موت معلن ) قصة حقيقية وقعت أحداثها سنة 1951م وأنه لم يكتبها إلا في سنة 1981م وأن بعض شخصياتها هم أقربائه وأصدقائه .
أما الطيب صالح فقد أعرب أكثر من مرة عن أثر البيئة القروية التي عاش فيها طفولته في أدبه حيث يقول أن : " هذه البيئة هي التي خلقت عالمي الروائي " وهو يعلق أهمية خاصة على مرحلة الطفولة في صياغة عوالمه الإبداعية إلى حد القول : " .. أعتقد أن الشخص الذي يطلق عليه لفظ كاتب أو مبدع يوجد طفل قابع في أعماقه ، والإبداع نفسه ربما فيه البحث عن هذه الطفولة ، والأدب برمته بحث عن فردوس ضائع .. كان عالم الطفولة بالنسبة إلى فردوسا ، كان هو العالم الوحيد الذي أحببته دون تحفظ وأحسست فيه بسعادة كاملة 000 الحسرة الكبرى في حياتي ، أن طفولتي في القرية لن تعود مرة ثانية ااا " .
ويقول عندما تركت قريتي وسافرت إلى لندن . ساوروني طويلا هذا الإحساس ، الإحساس بأنني خلية زرعت في مدينة كبيرة زراعة اصطناعية . لذلك لم أحس إطلاقا بالراحة النفسية التي كنت أحس بها في قريتي .. وكل ما تقدم بي العمر وأطلعت وسافرت أكتشف إلى حد تصل أهمية تلك البيئة . ولعلني في رواية " ضو البيت " لامست هذا الإحساس عبر الحوار الذي جرى بين الطاهر ود الرواسى ومحيميد " . فحين عاد محيميد إلى القرية قال له الطاهر ود الرواسى ماذا جاء بك إلى هذا البلد الفقر . لأن الطاهر ود الرواسى تعامل مع القرية كواقع يعايشه ، ويرى أن تلك القرية تفتقر إلى الخدمات الأساسية التي توجد بالمدن . لذا فهي بالنسبة له بلد فقر . لكن الأمر يختلف مع محيميد الذي هاجر وأغترب وزار بلادا أخرى وعاد إلى القرية ليكتشف مدى أهميتها .
لذلك فأنه يقول أن الغرض من كتابة رواية " عرس الزين " أصلا كان هو أن يرد الجميل لهذا العالم الذي أحبه : " كان الغرض الاحتفاء بمجتمع أعرفه وعشت فيه والشخصيات فيه أهلي كما عرفتهم إلى حد كبير . بيد أن في هذا العمل طبعا عنصر الفن المتعمد ، أي الدفع بالشخصية إلى أقصي مدى ممكن ، أقصي حدود تحملها " .

وعبارة الفن المتعمد هنا تعنينا بصفة خاصة إذ تنطوي على الغائبة والقصدية في الكتابة الأدبية التي أشرنا إليها في مستهل هذا الحديث ، كما تفصح في ذات الوقت عن رؤية الطيب صالح للعلاقة بين الفن والواقع .
وفي إشارة لطيفة إلى العلاقة بين الواقع والفن ، يقول الطيب صالح في إحدى محاضراته ، أنه في زيارة له إلى قريتهم في شمال السودان ، أجتمع حوله أهله وقالوا : " سمعنا أنك بقيت كاتب كبير ، نريد أن تسمعنا شيئا مما تكتب " . فنادي على أحد التلاميذ وطلب منه أن يقرأ عليهم شيئا من رواية ( عرس الزين ) . وبعد أن قرأ عليهم شيئا من ذلك ، قالوا له مستغربين : والله يا هو دا كلامنا ذاتو لكن فيهو شوية لولوة . فقال لهم : هذه اللولوة هي التي يسمونها الفن ا .
لذلك كثيرا ما يسئل الطيب صالح عن علاقته بشخوص رواياته وبالتحديد عن علاقته بمصطفى سعيد بطل رواية ( موسم الهجرة إلى الشمال ) . وعندما سئل ذات مرة هل : توجد في حياته ملامح من سيرة مصطفى سعيد ؟ أجاب بتواضعه المعهود : " لا أظن أنني أكتب لأقص على الناس قصة حياتي ، وهى على كل حال قصة عادية لا تصلح لذلك ولكنى أحاول أن أعبر عن آرائي في قالب فني متعمد " .
إلا أنه في كتاب " على الدرب – مع الطيب صالح .. ملامح من سيرة ذاتية " الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1997 ، يكشف الطيب صالح لأول مرة عن تفاصيل في حياته فيها شئ من ملامح شخصية مصطفى سعيد وفيها شئ عن بعض مشاهداته وتجاربه التي وجد الطريق للتعبير عنها في بعض رواياته الأخرى مثل عرس الزين ، وبندر شاه . فقد وضع الطيب صالح في كتاب ( على الدرب ) النقاط فوق الحروف وكشف عن فلسفته في التعامل مع الوقائع والأحداث وتحويلها إلى مواد قصصية حيث يقول : " تجدني دائما أقول أنني أعتمد على إنصاف الحقائق والأحداث التي يكون جزء منها صحيحا والآخر مبهما .. هذا يلائمني تماما .. بمعني آخر تكفيني جملة سمعتها عرضا في الشارع لاستوحى منها فكرة للكتابة – جملة واحدة أسمعها قد تثير في نفسي أصداء لا حدود لها " .
ويعد عالم الطفولة من أهم المراحل التي تزخر بالأحداث وإنصاف الحقائق التي تفجر في نفس الكاتب أصداء لا حدود لها للكتابة الأدبية . ومن ذكريات الطفولة التي ألقت بظلالها على صياغة رواياته ، وصول الوابور ( الباخرة النهرية ) إلى قريتهم لأول مرة إذ يقول : " لقد أثر في هذا المشهد كثيرا وظل راسخا في أعماق الذاكرة منذ أيام الطفولة .. كان مشهدا مهيبا بالنسبة لنا أطفال ذلك الزمان ، وقد وصفته في روايتي : موسم الهجرة إلى الشمال ، وضو البيت".
ومن المظاهر الاجتماعية التي انعكست على أجواء بعض رواياته ظاهرة نزول عرب الكبابيش الموسمي من شمال كردفان على مهابط ديار الشايقية والبديرية على النيل . ففي سياق حديثه عن الثراء الثقافي في المنطقة يقول : " وما أضفى على هذه المنطقة ثراء ثقافيا أن عرب الكبابيش كانوا يزورونها بين الفينة والأخرى ، وهؤلاء عرب اقحاح كانوا يبحثون عن الكلاء والماء لابلهم وشراء التمر والذرة . وفي غدوهم ورواحهم اختلطوا بالناس ونظرا لأنهم من العرب الفصحاء فقد أدخلوا فصاحتهم في كلام الناس " .
ويواصل قائلا : " .. حين يصلون المنطقة كانوا يدخلون على قراها حيوية شديدة . لأن أفراحهم وطريقتهم في الغناء مختلفة ، عما اعتدنا عليه . كنا نطلق على رقصهم اسم ( الجابودي ) – يقصد الجراري – يقف الرجال في حلقة الرقص ويحمحمون بأصوات مكتومة حم – حم – حم ثم تدخل بناتهن البدويات إلى دائرة الرقص ويرقصنا رقصا بديعا – كان المشهد بالنسبة لنا قمة في الإثارة والنشوة .. وبعض هؤلاء استقروا في المنطقة ، وقد تعرضت لهذه الفئة في رواية ( عرس الزين ) ونجده يطلق على هؤلاء العرب في رواية ( عرس الزين ) اسم عرب القوز ومنهم ( حليمة ) التي هام بها الزين حبا وتزوجها في نهاية الأمر ابن القاضي . وحواء بنت العريبي أم الطاهر ود الرواسى الوارد ذكرهـا فـي روايـة ( مريود ) .
ومما جاء في رواية عرس الزين ، في ذكر هؤلاء العرب : " استيقظت البلد يوما على صياح الزين : أنا مكتول في فريق القوز . وكان ليلاه هذه المرة فتاة من البدو الذين يقيمون على أطراف النيل في شمال السودان ، يفدون من أرض الكبابيش ودار حمر ومضارب الهواوير والمريصاب في كردفان . يشح الماء في أراضيهم في بعض المواسم فيفدون على النيل بإبلهم وأغنامهم للري .. لا يتزاوجون مع السكان الأصليين ، فهم يعتبرون أنفسهم عربا خلصا وأهل البلد يعتبرونهم بدوا أجلافا .. ولكن الزين كسر هذا الحاجز .. " .
أما حواء بنت العريبي والدة الطاهر ود الرواسى أحد أهم الشخصيات في روايات الطيب صالح فقد ورد في ذكرها " .. قالوا كانت في ود حامد امرأة صاعقة الحسن تدعى حواء بنت العريبي هبطت من ديار الكبابيش مع أبويها في سنوات قحط وجدب فماتا عنها ، وبقيت وحدها ، تمشط وتغزل وتعمل في دور الميسورين في البلد . ووصفوا أن وجهها كان كفلق الصباح ، وشعرها أسود كالليل مسدل فوق ظهرها إلى عجيزتها ، وأنها كانت فرعاء لفاء ، طويلة روموش العينين ، أسيلة الخدين ، كأن في فمها مشتار عسل ، وأنها مع ذلك شديدة الذكاء قوية العين ، مهذارا ، حلوة الحديث ، متبرجة في حديثها شيئا من تفحش وتغنج . فأرادها الكثيرون ومنهم بعض ثراة أهل البلد فتمنعت واعتصمت ولم تقبل منهم طالب حلال أو حرام " قالوا ولم يعلق قلبها دون الناس جميعا إلا بدرويش يدعى بلال تزوجته وقيل لم يجتمع بها إلا ليلة واحدة ثم استأذن شيخه وخرج سائحا في الأرض . فحبلت وأنجبت الطاهر الذي عرف بالطاهر ود الرواسى .
وفي ( موسم الهجرة إلى الشمال ) تجد أيضا الذكريات تعد مصدرا هاما لأنصاف الحقائق التي يقول الكاتب أنها تشكل عالمه الروائي ومن ذلك ذكريات وصوله لندن لأول مرة . يقول : " عندما جئت إلى لندن في فبراير 1953م وجدتها تعيش تحت وطأة شتاء من أفظع الشتاءات التي عرفتها إنجلترا .. كان بردا قارسا ، ما زلت حين أتذكره تصطك أسناني .. أظن أن هذا الزمهرير الداخلي الذي سبق أن أحسسته ، ظهر واضحا في رواية موسم الهجرة " .
ولعله من هذا الزمهرير الداخلي استوحي الكاتب وصف المشهد الذي يسبق لحظة قتل مصطفى سعيد لجين مورس حيث يقول : " ذات مساء داكن في شهر فبراير ، درجة الحرارة عشر درجات تحت الصفر .. المساء مثل الصباح ، مثل الليل داكن مكفهر ، لم تشرق الشمس طيلة أثنين وعشرين يوما . المدينة كلها حقل جليد ، الجليد في الشوارع ، في الحدائق عند مداخل البيوت ، الماء تجمد في أنابيبه والنفس يخرج بخارا من الأفواه .. فـي ليلـة مثـل هـذه تحدث الأعمـال الجسيمة .. هذه ليلة الحساب " .
وأظن بعد هذه الحيثيات التمهيدية يحق لنا أن نتساءل عن إنصاف الحقائق التي صاغ منها الطيب صالح شخصية مصطفى سعيد ؟؟ وبعبارة أخرى ، إلى أي مدى ساهمت حياة الطيب صالح وتجاربه ومشاهداته في تشكيل بعض ملامح مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال ؟؟
بعد معايشة طويلة للرواية وبعد الاطلاع على بعض ملامح سيرة الطيب صالح التي كشف عنها لأول مرة في كتاب " على الدرب .. مع الطيب صالح – ملامح من سيرة ذاتية " ، تبين لي أن الطيب صالح قد أضفى بعضا من ملامح سيرته على حياة بطل موسم الهجرة ، لاسيما تكوينه الفكري وميوله الأدبية والفنية وبعض علاقاته الاجتماعية . ومن ذلك أن مصطفى سعيد كان يساريا ينتمي إلى مدرسة الاشتراكية الفابية . كان يحاضر ويكتب عن الاقتصاد المبني على العدالة والمساواة والاشتراكية . وأقام شهرته على دعوته الإنسانية في الاقتصاد . كان من الأثيريين عند اليسار الإنجليزي وجمعته صداقات عديدة مع بعض اللوردات والأساتذة المرموقين في جامعة أكسفورد . وكان الراوي قد أشار في بداية تعرفه على مصطفى سعيد في أول الرواية إشارة لطيفة إلى انتماء مصطفى سعيد إلى اليسار الاشتراكي حين وصفه وهو خارج من داره بقوله : " مضى مبتعدا ورأسه يميل قليلا إلى اليسار " .
هذا الجانب في شخصية بطل موسم الهجرة هو في الحقيقة ، إسقاط من الطيب صالح لجانب من سيرته الذاتية على شخصية بطله . فعن انتمائه إلى الاشتراكية وعلاقته باليسار الإنجليزي بعد مجيئه إلى لندن ، يقول الطيب في كتاب على الدرب .. " بعد الاطلاع على مجريات الحياة السياسية في إنجلترا وجدت نفسي أميل للاشتراكية العمالية وقرأت كثيرا عن الفابيين . وكان مدرسة لندن للاقتصاد التي أنشأها حزب العمال توجد قرب مقر هيئة الإذاعة البريطانية وتابعت محاضرات في تلك المدرسة ، الجامعة التي كانت تمثل الفكر الاشتراكي ودرست هنالك العلوم السياسية . وكان يحاضر في المدرسة أساتذة مرموقون من مفكرى ومنظرى حزب العمال مثل البروفسير هارولد لاسكى " .
والفابية التي يقول الطيب أنه انتمي إليها ، كما هو معروف ، حركة اشتراكية بريطانية من روادها روبرت أوين وتدعو إلى تحقيق المجتمع الاشتراكي بالوسائل الإصلاحية وليس عن طريق الصراع الطبقي كما كانت تدعو إليه الماركسية . ومن أبرز أعضاء هذه المدرسة الاشتراكية من الأدباء الإنجليز ، برنارددشو ، وأوسكار وايلد وهـ . ج . ويلز .
وعن أسباب ميله لاشتراكية حزب العمال والاشتراكية الفابيية ، يقول الطيب صالح : " حين جئت لندن تولى المحافظون الحكم بعد حكومة العمال التي انتخبت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي قامت بإدخال تغييرات كبيرة . فقد أنشأ العمال دولة شبه اشتراكية أطلق عليها الإنجليز دولة الرفاهية ورغم عودة المحافظين إلى الحكم فإنهم تمسكوا بالتغييرات الجوهرية التي قام بها العمال مثل قضية التأمين الصحي وحقوق التقاعد وتحسين وضعية العمال وما إلى ذلك . كان هنالك ما أسموه بالإجماع الوطنـي بين الحزبيـن الكبيريـن حـول هـذه القضايـا الكبرى " .
وبجانب علاقاته بالأوساط الاشتراكية واليسارية يقول الطيب صالح : " إنه لمزيد من الاندماج في المجتمع الإنجليزي ، تعرف بمساعدة أحد أساتذته ويدعى مستر هتشكن وكان يعمل عميدا لمعهد بخت الرضا للتربية بالسودان ، على أحد أندية الكويكرز " . ويقول أن ترددي على نادي الكويكرز كان بداية اندماج حقيقي في مجتمع الإنجليز وربما تأقلمت أكثر مما ينبغي وساعدني صديقي صلاح أحمد محمد صالح كثيرا على ذلك " . ويقول : " أن أعضاء أندية الكويكرز من أطيب البشر ومعروف عنهم أخلاقهم الفاضلة وهم يعتنقون مذهبا مسيحيا قريبا جدا من الإسلام لأنهم وحدانيون وليس لهم كنيسة . ويقول أنهم كانوا أصدقاء للسودان والسودانيين ، ويعتقد أن جمال محمد أحمد هو الذي عرفهم بالسودان وكذلك محمد عمر بشير . ومن هؤلاء الإنجليز الكويكرز مستر هولت أستاذ التاريخ بأكسفورد والمدرس السابق بالسودان وكذلك مستر قريفث عميد معهد التربية ( ببخـت الرضا ) والأستاذ بأكسفورد .
ومثلما ربطت الطيب صالح علاقات مع جماعة الكويكرز كان مصطفى سعيد أيضا على علاقة مع هذه الجماعة وكان يتردد على أنديتها ويختار صديقاته من بينها . ويقول : " جلبت .. النساء من فتيات جيش الخلاص وجمعيات الكويكرز ومجتمعات الفابيانيين " . ومن فتيات اليسار الاشتراكي اللائى ربطتهن في الرواية ، علاقة مع مصطفى سعيد شيلا غرنيود والتي يقول عنها : " قروية من ضواحي هل .. كانت ذكية تؤمن بأن المستقبل للطبقة العاملة وإنه سيجيء يوم تنعدم فيه الفروق ويصير الناس كلهم أخوة " . كما يبدو أن إيزابيلا سيمور كانت تنتمي إلى جماعات الكويكرز .
وليس بالضرورة أن يكون ما حدث لمصطفى سعيد في مغامراته وغزواته النسائية حدث للطيب صالح . ولكن مع ذلك فقد أقر الطيب صالح في سيرته الذاتية في كتاب ( على الدرب ) بعلاقاته النسائية بقوله : " كان من بين ضروريات التأقلم أن يتخذ الشخص صديقه وذلك لمساعدته في الاندماج والتعرف على البلد لأن النظام الرجالي لدينا لم يكن مألوفا للإنجليز ، فإذا أردت الذهاب إلى السينما والمسرح أو المطعم لابد أن تذهب مع صديقتك .. " .
لم يكتف الطيب صالح بإضفاء انتماءاته الفكرية والسياسية وعلاقاته الاجتماعية على شخصية بطل موسم الهجرة إلى الشمال بل أضفى عليه أيضا ميوله الأدبية واهتماماته الفنية . ومن الميول الأدبية التي تركت أثرها في تكوين شخصية مصطفى سعيد ، إعجابه بأشعار أبى نواس ومسرحيات شكسبير . وقد ظهر ذلك واضحا في ترديد مصطفى سعيد لأشعار أبى نواس وحديثه عنـه فـي
الندوات والمحاضرات : " آن همند .. كانت صيدا سهلا قابلتها أثر محاضرة ألقيتها في أكسفورد عن أبى نواس ، قلت لهم أن عمر الخيام لا يساوى شيئا إلى جانب أبى نواس ، قرأت لهم من شعر النواسى في الخمر بطريقة خطابية مضحكة وقلت في المحاضرة أن أبا نواس كان متصوفا وإنه جعل من الخمر رمزا حمله جميع أشواقه الروحية وأن توقه إلى الخمر في شعره كان في الوقع توقا إلى الفناء في ذات الله " .

ويفسر الطيب صالح انعكاس إعجابه بشعر أبى نواس في فنه بقوله : " حين أشير إلى أبى نواس أو أبى العلا في أعمالي ، هذا يشكل حوارا بين الكاتب والأدب وما أحدثه الآخرون من شعراء وكتاب وفنانين في نفسي " .
أما عن إعجابه بمسرح شكسبير فيقول الطيب : " كنت ميالا للمسرح وتعرفت جيدا خلال تلك الفترة على المسرح الإنجليزي ، خاصة مسرح شكسبير ، شاهدت جميع مسرحياته . ورغم إننا قرأنا شكسبير أثناء الدراسة في السودان لكن لم نكن نعرفه بعمق كما حدث لاحقا .. لم تقتصر متابعاتي للمسرح على مسرح شكسبير بل ترددت كذلك على مسرحيات تشيكوف ومسرح برخت الألماني وجان آنوى الفرنسي " . وقد أنعكس حب الطيب صالح لمسرح شكسبير على مصطفى سعيد الذي يشبه نفسه في الرواية بعطيل ، بطل مسرحية ( عطيل ) لشكسبير ويقول : " أنا عطيل عربي أفريقي " وأحيانا أخرى يقول : " أنا لست عطيلا ، عطيل كان أكذوبة " .
وفي إشارة إلى ثقافته الواسعة يقول الطيب صالح : " في تلك الفترة قرأت كتبا كثيرة في الأدب والفن والتاريخ والاجتماع ، فقد كانت لندن مركز ثقافيـا مشعا " . وقد تجلت هذه الثقافة الواسعة على أسماء الكتب والعناوين التي كانت تزخر بها مكتبة مصطفى سعيد والتي جاء وصفها بالفصل قبل الأخير مـن الرواية . ولعل أبلغ مشهد يصور ازدهار الحياة الثقافية في لندن آنذاك والتي شكلت شخصية الطيب صالح ، قول مصطفى سعيد في الفصل الثاني من الرواية . " ثلاثون عاما .. كان شجر الصفصاف يبيض ويخضر ويصفر في الحدائق ، وطير الوقوق يغنى للربيع كل عام . ثلاثون عاما وقاعة البرت تغص كل ليلة بعشاق بتهوفن وباخ ، والمطابع تخرج آلاف الكتب في الفن والفكر . ومسرحيات برنارددشو تمثل في الرويال كورت والهيماركت . كانت ايدث ستول تغرد بالشعر ومسرح البرنس أف ويلز يفيض بالشباب والألق " .

_________
* نشرت بجريدة الخرطوم بالقاهرة 1999
** نشرت بسودانيزاولاين سنة 2003



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2005, 03:08 PM   #[3]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

الاستاذ / عجب الفيا
لاحظت من كتابتك انك شديد الاعجاب بكل ادب الطيب صالح ..
لكن الشئ المحير ان مواقفه فى الفترة الاخيرة احبطت العديد من
المعجبين به .. وكما ذكرت انت فالكاتب لا يمكن ان ينعزل من بيئته ..
فهو مراه لمجتمعه وكما قال رئيف خورى : الكاتب الذي لا يعبر عن
قضايا مجتمعه فهو ليس بانسان ......
اسئلتى هذه مدخل لطرح تساؤلات عديدة اثارها الاستاذ عصمت العالم ..
قبل فترة طويلة وترتبط كلها ببعض مواقف الطيب صالح الانهزامية مثل :

* موقفه من رفض صنع الله ابراهيم لجائزة مهرجان القاهرة للابداع ...
هل موقفه كان مشرفا له ولكل مثقف سودانى ؟؟؟؟

** قبوله جائزة مهرجان القاهرة هذا العام - فى حين رفضها ثلاثة كتاب
مصريين وهذا ليس بسر ... يعنى اعطيت له بدل فاقد فى حين انه يستحقها
من زمن طويل ... هل هذا موقف مشرف لكاتب كبير فى قامته ؟؟؟؟

*** ذهابه الخرطوم على نفقة الحكومة ... ومصافحته للجلادين الذين كتب عنهم ..
( من اين جئ بهؤلا الناس ..... ) المقولة التى انتهى مفعولها بعد عودته ...
وتكريمه للخرطوم عاصمة للثقافة العربية .... وهى نفس الحكومة التى منعت تدريس
اعماله بالجامعات ... اليس هذا الانكسار والانتحار الاخلاقى ... ومجاملتنا الكثيرة ...

كل الود والتقدير



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2005, 09:10 PM   #[4]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخ غارسيا
اهلا وسهلا
سوف اعود للاجابة علي تسآؤلاتك بالتفصيل رغم انها ستخرجنا عن موضوع البوست .
فابقي معنا



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-10-2005, 10:03 PM   #[5]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

عذرا للانحراف عن موضوع البوست الاساسى ....
واشكرك لسعة صدرك ... واستجابتك لالقاء الضو على تلك التسآؤلات ..
التى لم اجد لها مبرر او اجوبة ....

وفى الانتظار



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 11:16 AM   #[6]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Garcia
الاستاذ / عجب الفيا
لاحظت من كتابتك انك شديد الاعجاب بكل ادب الطيب صالح ..
لكن الشئ المحير ان مواقفه فى الفترة الاخيرة احبطت العديد من
المعجبين به .. وكما ذكرت انت فالكاتب لا يمكن ان ينعزل من بيئته ..
فهو مراه لمجتمعه وكما قال رئيف خورى : الكاتب الذي لا يعبر عن
قضايا مجتمعه فهو ليس بانسان ......
شكرا يا غارسيا علي منحك لي هذا الشرف ، شرف الاعجاب بكل ادب الطيب صالح والحقيقة انني مهما عبرت عن محبتي واعجابي بادب الطيب صالح اجد نفسي غير قادر ان استوفيه ما يستحقه من محبة وتقدير . نحن لا نعرف الطيب صالح ، فما عرفناه الا كالسيف في غمده ، او كما قال النبي لمن جاء يحدثه عن اويس القرني ، ذلك الرجل الصالح الزاهد .
ولعل من سوء طالع الطيب انتمائه لهذه البلاد التي لا يولع مثقفوها الا بكل ما هو وافد غريب !!
الحديث عن ضرورة انحياز الكاتب الي قضايا مجتمعه حديث لا يوجه الي الطيب صالح وهو حديث ، سكب فيه مداد كثير منذ دعوة سارتر الي الالتزام في الادب الي يومنا هذا . ان الالتزام الوحيد للكاتب هو ان يكتب جيدا . هذا ما قال غارسيا ماركيز في اول حوار معه بعد فوزه بجائزة نوبل سنة 1982 .ومهما يكن من امر لو كان هنالك كاتبا واحدا منحاز في كتاباته الي قضايا مجمتعه ، فهو الطيب صالح . لكن هنالك فرق بين انحياز الشعارات الجوفاء وبين الانحياز العميق الذي ترفده البصيرة ويستجليه النظر والتدبر .

عندما بزغ نجم الطيب صالح في اوائل الستينات لم يتحمس له اهل اليسار ظنا منهم انه كاتب غير ملتزم بقايا مجتمعه ، حسب رؤيتهم اليسارية طبعا . ولكن فات عليهم في ذلك الوقت ادراك ان الطيب صالح كان اشتراكيا وان اهم شخوصه الروائية - مصطفي سعيد - كان اشتراكيا يساريا ثوريا !! وحتي الان لايزال البعض غافل عن هذه الحقيقة . بدليل ان البعض لم يصدق عندما اشرت الي ذلك في بوست : يمني العيد والقراءة الخاطئة . ودعني اورد هنا شيئا مما جاء :

" عندما صدرت رواية : موسم الهجرة الي الشمال سنة 1966 كان المزاج الاشتراكي مسيطرا علي الذوق الادبي والفني والسياسي ،
ولكن الطيب صالح بحسه الفني العالي وموهبته الشامخة لم يقع في التقريرية والمباشرة والهتافية التي كانت سمة الادب العربي ذي النزعة اليسارية بتاثير من الواقعة الاشتراكية التي لازلت تلقي بظلالها حتي ذلك الحين . فاخفت الحبكة المتقنة التي اتبعها ، البعد اليساري في شخصية مصطفي سعيد فلم يفطن الناس الي ذلك آنذاك ، وتوقفوا عند حدود الصورة البويهيمة التي تطغي علي سطح احداث الرواية . لهذا السبب لم يتعاطف كثير من اهل اليسار في البداية مع الرواية بل صنفها بعضهم ضمن الادب البرجوازي المتحلل.

اذكر في ايام الجامعة كنت ولعا بهذه الرواية الي درجة انني كنت احفظ مقاطع منها استظهرها ، كلما جاء الحديث عن ادب الطيب صالح. حتي ان بعض اصدقائي من اليسار آخذوني علي ذلك لظنهم ان ادب الطيب صالح انصرافي ولا يتناول قضايا جادة بالمفهوم اليساري.
ذات يوم أحضر لي احدهم عددا من مجلة "اقلام" العراقية به مقال بعنوان : الطيب صالح عبقري الرواية البرجوازية" وطلب مني ان اقرأ المقال لياكد لي وجهة نظره فيما سبق ان ذكره لي .
ولا يخفي ان عنوان المقال قصد منه كاتبه ان يعارض به كتاب : "الطيب صالح عبقري الرواية العربية " ! والذي حوي بين دفتيه كتابات كوكبة من كبار النقاد العرب .

ولعل الكثيرين لا يعلمون ان الطيب صالح اسقط ميوله الاشتراكية علي بطله ، مصطفي سعيد !
وقد كشف الطيب صالح عن ذلك لاول مرة حسب علمي، في كتاب :"علي الدرب ..مع الطيب صالح - ملامح من سيرة ذاتية " - اعداد : طلحة جبريل . والذي صدر عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة - سنة 1997

" بعد الاطلاع على مجريات الحياة السياسية في إنجلترا وجدت نفسي أميل للاشتراكية العمالية وقرأت كثيرا عن الفابيين . وكان مدرسة لندن للاقتصاد التي أنشأها حزب العمال توجد قرب مقر هيئة الإذاعة البريطانية وتابعت محاضرات في تلك المدرسة ، الجامعة التي كانت تمثل الفكر الاشتراكي ودرست هنالك العلوم السياسية . وكان يحاضر في المدرسة أساتذة مرموقون من مفكرى ومنظرى حزب العمال مثل البروفسير هارولد لاسكى "
ص 55 .
ويقول :
"..حين جئت لندن تولى المحافظون الحكم بعد حكومة العمال التي انتخبت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي قامت بإدخال تغييرات كبيرة . فقد أنشأ العمال دولة شبه اشتراكية أطلق عليها الإنجليز دولة الرفاهية ورغم عودة المحافظين إلى الحكم فإنهم تمسكوا بالتغييرات الجوهرية التي قام بها العمال مثل قضية التأمين الصحي وحقوق التقاعد وتحسين وضعية العمال وما إلى ذلك . كان هنالك ما أسموه بالإجماع الوطنـي بين الحزبيـن الكبيريـن حـول هـذه القضايـا الكبرى " . ص 54

قارن ما قاله الطيب صالح عن سيرته اعلاه وبين ما ورد بالرواية عن مصطفي سعيد :

.. وهنا تدخل الرجل الانجليزي وقال ..ان مصطفي سعيد لم يكن اقتصاديا يركن اليه : انني قرات بعض ما كتب عما اسماه اقتصاد الاستعمار. الصفة الغالبة علي كتاباته ان احصائياته لم يكن يوثق بها .كان ينتمي الي مدرسة الاقتصاديين الفابيانيين الذين يختفون وراء ستار التعميم هروبا من مواجهة الحقائق المدعمة بالارقام، العدالة ، المساواة ، الاشتراكية .."

" ..وكان من الاثيرين عند اليسار الانجليزي . ذلك من سؤء حظه ، لانه يقال انه كان ذكيا. لا يوجد علي وجه الارض اسوأ من الاقتصاديين اليساريين .."

" .. كنت اعيش مع نظريات كينز وتوني بالنهار ، وبالليل اواصل الحرب بالقوس والسيف والرمح والنشاب . رايت الجنود يعودن، يملؤهم الذعر، من حرب الخنادق والقمل والوباء.رايتهم يزرعون بذور الحرب القادمة في معاهدة فرساي ، ورايت لويد جورج يضع اسس دولة الرفاهية العامة""

وقد كتب مصطفي سعيد الكتب الاتية : اغتصاب افريقيا ، اقتصاد الاستعمار ، الصليب والبارود .


ونواصل الاجابة علي بقية الاسئلة والملاحظات ،،



التعديل الأخير تم بواسطة عجب الفيا ; 01-11-2005 الساعة 01:07 PM.
عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 01:36 PM   #[7]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

اقتباس:
ومهما يكن من امر لو كان هنالك كاتبا واحدا منحاز في كتاباته الي قضايا مجمتعه ، فهو الطيب صالح . لكن هنالك فرق بين انحياز الشعارات الجوفاء وبين الانحياز العميق الذي ترفده البصيرة ويستجليه النظر والتدبر .
الاستاذ / عجب الفيا
لك الشكر على القاء الضو على فتح حوار شغلنى لفترة طويلة ....
اعلم تماما حب الطيب صالح للوطن ودفاعه عن قضايا مصيرية ...
لكن هذا ما لم يحدث فى الفترة الاخيرة من المواقف التى اشرتها لك
فى اول مداخلة لى بالبوست ....

لماذا هذا الانكفاء وتقديم تنازلات لمن لا يستحقوا ؟؟؟
ذكر البعض انها مسالة التقدم بالعمر اضافة للحنين للوطن .. هل تعتقد
ان ذلك مبرر كافى ؟؟؟؟
الطيب صالح قامة ادبية سامقة وشرف ومفخرة لكل سودانى .. لكن ذلك لا يمنع
انه فوق النقد ... مواقف الكاتب من قضايا المجتمع محسوبة عليه ايضا ... لو كان
عاد للوطن فى زيارة كونه سودانى لا احد يستطيع ان يتحدث اما ان تكون بصفته
الرسمية وعلى نفقة الحكومة فهنا تقع المفارقة ....
جان بول سارتر حين رفض جائزة نوبل احترمه الكثيرون وحين طلب من اللجنة
اعطاؤه الجائزة مرة اخرى ... استنكر العديد هذا الموقف منه ..

عموما انحياز الكاتب اذا لم يكن فى جانب الحق وقضايا الشعوب فالصمت والعزلة افضل ..

كل الشكر ونواصل



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 05:17 PM   #[8]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Garcia

اسئلتى هذه مدخل لطرح تساؤلات عديدة اثارها الاستاذ عصمت العالم ..
قبل فترة طويلة وترتبط كلها ببعض مواقف الطيب صالح الانهزامية مثل :

* موقفه من رفض صنع الله ابراهيم لجائزة مهرجان القاهرة للابداع ...
هل موقفه كان مشرفا له ولكل مثقف سودانى ؟؟؟؟

** قبوله جائزة مهرجان القاهرة هذا العام - فى حين رفضها ثلاثة كتاب
مصريين وهذا ليس بسر ... يعنى اعطيت له بدل فاقد فى حين انه يستحقها
من زمن طويل ... هل هذا موقف مشرف لكاتب كبير فى قامته ؟؟؟؟


نجيب علي هذه الاسئلة ثم نختم بزيارة الطيب صالح الاخيرة الي السودان .
فيما يتعلق بجائزة الرواية العربية التي يقدمها المجلس الاعلي للثقافة بمصر برئاسة الناقد والاديب اليساري الماركسي الدكتور جابر عصفور ، اقول ما هو موقف الطيب صالح الذي وقفه ضد صنع الله ابراهيم حتي يوصف ذلك الموقف بانه موقف لا يشرف المثقف السوداني ؟!!
كل ما في الامر يا عزيزي ان الطيب صالح كان رئيسا للجنة الجائزة في الدورة التي فاز فيها صنع الله ابراهيم يعني الطيب صالح هو الذي اختار صنع الله لهذه الجائزة !!
وكان من ضمن اعضاء اللجنة الذين رشحوا صنع الله الدكتور محمود امين العالم المفكر والناقد والاديب الماركسي الصنديد الذي ظل ولايزال صامدا مخلصا لماركسيته رغم تراجع الكثيرين !
ان كان هنالك ذنب جناه الطيب صالح ومحمود امين العلم وجابر عصفور هو اختيارهم صنع ابراهيم للجائزة ، وهل جزاء الاحسان الا الاحسان !!
ان موقف صنع الله من الجائزة موقف ، في راي ، موقف عدمي وشوفيني ومسرحي ، بدليل انه اخطر مسبقا قبل الحفل بفوزه بالجائزة وقد هنأءه جابر عصفور مقدما بذلك ووجه له الدعوة لحضور الحفل . فرسم وخطط للمسرحية التي اعدها سلفا ومثلها في تلك الامسية . وكان الافضل له ، لو عبر عن موقفه هذا بمقاطعة الحفل والاعتذار عن الحضور .
ثم ما هي الاسباب التي اسس عليها صنع الله رفضه للجائزة ؟
ان اسباب رفض صنع الله للجائزة اسباب غير مقنعة . قال انه يرفض الجائزة لانها تمنح من الحكومة المصرية التي تعترف باسرائيل وتفرض قوانيين الطواريء!!
وهذا تعليل وتسبيب غير تاريخي وغير منطقي وغير عملي وغير ديالتيكي وغير مقنع .مثل هذا التفكير العدمي تجاوزه منطق التطور الطبيعي للصراع .
فبالنسبة للاعتراف باسرائيل ففي اعتراف الفلسطينيين باسرائيل ما يكفي ردا علي ذلك ولا يمكن لاحد ان يكون اكثر مسيحية من البابا .
اما بالنسبة لمعارضة الحكومة المصرية فيكفي موقف حزب التجمع الوطني الذي يعترف بحكومة الامر الواقع ويعمل جاهدا من اجل التغيير للافضل والا سيكون كمن يدفن راسه في الرمال .
وبغض النظر عن صحة او عدم صحة رفض صنع الله ابراهيم لجائزة الرواية العربية ، فان موقفه هذا موقف شخصي وغير ملزم لاحد غيره .
وبالتالي لا يجوز الحكم علي قبول الطيب صالح للجائزة في الدورة التالية برفض صنع الله لها .
حسب علمي ان صنع الله هو الكاتب الوحيد الذي رفض الجائزة . وقد فاز بها قبل الطيب صالح اثنان من الكتاب اولهم عبد الرحمن منيف .
وبالمناسبة ان لجنة الجائزة كانت قد رشحت الطيب صالح للدورة الاولي الا ان الطيب صالح بزهده المعروف عنه رفض الترشيح للدورة الاولي . هذا ما ذكرته لي عضوة الجائزة ، يمني العيد ، الماركسية الصنديدة ، في مكالمة تلفونية اوائل هذا العام .

طبعا كل ذلك لا يغير من اعجابي بكتابات صنع الله ابراهيم واحترامي له ككاتب قدير.

ونواصل



التعديل الأخير تم بواسطة عجب الفيا ; 01-11-2005 الساعة 07:28 PM.
عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 07:00 PM   #[9]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

الاستاذ / عجب الفيا
الخلاف يكمن فى ان الطيب صالح اخذ الموقف شخصى زيادة عن اللزوم ...
بمعنى انه وجهت له صفعة فى ذلك اليوم برفض صنع الله للجائزة فى حين
اشاد محمود امين العالم بموقف صنع الله وعلمت انه صفق له فى ذلك اليوم ...
وصرح بذلك للعديد من الصحف ...
رفض الجوائز شئ مبرر اذا كانت الاسباب مقنعة ... وتعلم ان صنع الله ابراهيم
ليس من يداهنون السلطة له مواقف ثابتة تجاه عدد كثير من القضايا ...
* اذا رفض الطيب صالح هذه الجائزة لماذا وافق بها هذا العام ؟؟؟

* من الكتاب الذين تم ترشيحهم ورفضوا هذه الجائزة : ابراهيم اصلان ,
بهاء طاهر .....

** اما عن اسباب رفضه للجائزة فله الحق فى احراج السلطة فى الطريقة
التى قام بها ولا اعتقد انها نوع من الدعاية والتمثيل فهو صرح بعد ذلك انه
يقبل جوائز من منظمات او مؤسسات ولا يقبل من حكومات ..
لو اكتفى بالاشارة لقانون الطوارئ فقط اليس ذلك كافيا لرفضه ؟؟؟

كل التحايا



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 07:35 PM   #[10]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
ولعل من سوء طالع الطيب انتمائه لهذه البلاد التي لا يولع مثقفوها الا بكل ما هو وافد غريب !!
الحديث عن ضرورة انحياز الكاتب الي قضايا مجتمعه حديث لا يوجه الي الطيب صالح وهو حديث ، سكب فيه مداد كثير منذ دعوة سارتر الي الالتزام في الادب الي يومنا هذا . ان الالتزام الوحيد للكاتب هو ان يكتب جيدا . هذا ما قال غارسيا ماركيز في اول حوار معه بعد فوزه بجائزة نوبل سنة 1982 .ومهما يكن من امر لو كان هنالك كاتبا واحدا منحاز في كتاباته الي قضايا مجمتعه ، فهو الطيب صالح . لكن هنالك فرق بين انحياز الشعارات الجوفاء وبين الانحياز العميق الذي ترفده البصيرة ويستجليه النظر والتدبر .

الله يديك العافية يا منعم (فشيتني) ...

العزيز جارسيا

طالما قرأت للمتشدقين بالوطنية يا جارسيا يضربون شمال ويمين متهمين الغير بعدم الوطنية وبأنهم أقل سودانية منهم ومن غيرهم وقد كان نصيب طيبنا الصالح الكثير من هذه التراهات.
كنا ولا زلنا نسمع العجب من أدعياء الثقافة والوطنية هؤلاء (الكمل) يرمون غيرهم بالحجارة فهم بلا خطيئة؟؟؟
لم يعجبني ذهاب الطيب صالح للخرطوم ولكن يبقي السؤال ؟ هل الطيب صالح هو الوحيد الذي إتجه جنوبآ؟
يا صديقي كلهم تسابقوا والله وقد قتلونا قبلها ب(لا) وكانوا يعنون (نعم ) ولكن بعد معرفة (السعر) فلكل شيئ تمن هذه الأيام.

الطيب صالح مبدع وإنسان لم يدعي يومآ أنه مفتون بالسياسة.. يكتب ولا خلاف حول إبداعه هنا. ليتهم جاءوا ولو بجزء يسير مما جاء به الطيب فقد جعل لإسم السودان هيبة وقد تطاول علينا الكثيرون وهم أقل قامة منا.
وحينما لم يجدوا فيه كمبدع ما يحطون به من قدره إتجهوا لشخصه ومواقفه الشخصية وهم هنا يرون الفيل وكالعادة يطعنون ظله.. أين سياسيونا يا جارسيا؟ إنهم جمعيآ في الخرطوم يا صديقي.؟؟؟
وقبل هذا كله أين وطنية وإبداع من يهاجمون الطيب صالح؟؟؟

صدقني يا جارسيا الطيب صالح أعظم من كل هؤلاء . ولكن هكذا طبيعة الأشياء فالأشجار المثمرة هي التي ترمي بالحجارة.



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 08:41 PM   #[11]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

اقتباس:
طالما قرأت للمتشدقين بالوطنية يا جارسيا يضربون شمال ويمين متهمين الغير بعدم الوطنية وبأنهم أقل سودانية منهم ومن غيرهم وقد كان نصيب طيبنا الصالح الكثير من هذه التراهات.
كنا ولا زلنا نسمع العجب من أدعياء الثقافة والوطنية هؤلاء (الكمل) يرمون غيرهم بالحجارة فهم بلا خطيئة؟؟؟
لم يعجبني ذهاب الطيب صالح للخرطوم ولكن يبقي السؤال ؟ هل الطيب صالح هو الوحيد الذي إتجه جنوبآ؟
يا صديقي كلهم تسابقوا والله وقد قتلونا قبلها ب(لا) وكانوا يعنون (نعم ) ولكن بعد معرفة (السعر) فلكل شيئ تمن هذه الأيام.

الطيب صالح مبدع وإنسان لم يدعي يومآ أنه مفتون بالسياسة.. يكتب ولا خلاف حول إبداعه هنا. ليتهم جاءوا ولو بجزء يسير مما جاء به الطيب فقد جعل لإسم السودان هيبة وقد تطاول علينا الكثيرون وهم أقل قامة منا.
وحينما لم يجدوا فيه كمبدع ما يحطون به من قدره إتجهوا لشخصه ومواقفه الشخصية وهم هنا يرون الفيل وكالعادة يطعنون ظله.. أين سياسيونا يا جارسيا؟ إنهم جمعيآ في الخرطوم يا صديقي.؟؟؟
وقبل هذا كله أين وطنية وإبداع من يهاجمون الطيب صالح؟؟؟

صدقني يا جارسيا الطيب صالح أعظم من كل هؤلاء . ولكن هكذا طبيعة الأشياء فالأشجار المثمرة هي التي ترمي بالحجارة
الغالى / ودالحاج
لقد خففت كلماتك الدافئة من المرارة التى فى الدواخل ...
لاشك فى مكانة وعظمة الطيب صالح فى نفسى لذا لم
ارضى له ان يذهب كما ذهب غيره ولم يجنوا سوىا لسراب ....
كل النقد الغيرمسئول الموجه الذى كتب فى بعض المنتديات والصحف
للطيب صالح هو من باب الحسد وكم هم كثر اعداء النجاح ...



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2005, 09:56 AM   #[12]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Garcia
الاستاذ / عجب الفيا
الخلاف يكمن فى ان الطيب صالح اخذ الموقف شخصى زيادة عن اللزوم ...
بمعنى انه وجهت له صفعة فى ذلك اليوم برفض صنع الله للجائزة فى حين
اشاد محمود امين العالم بموقف صنع الله وعلمت انه صفق له فى ذلك اليوم ...
وصرح بذلك للعديد من الصحف ...
رفض الجوائز شئ مبرر اذا كانت الاسباب مقنعة * ا
اذا رفض الطيب صالح هذه الجائزة لماذا وافق بها هذا العام ؟؟؟

لا ادري كيف ولماذا يوجه صنع الله صفعة للطيب صالح وهو الذي اختاره وقدمه علي نفسه في الفوز بالجائزة ؟!!
واين هو الشخصي في رد فعل الطيب صالح علي موقف صنع الله ؟
كل الذي قاله الطيب صالح ردا علي ذلك : ان صنع الله احرج الذين اختاروه للجائزة . فهل في هذا التعليق اي موقف عدائي يحسب علي الطيب صالح ؟!!
واذا صح ان محمود امين العالم قد دافع عن موقف صنع الله بالرغم من المشاركة في اختياره للفوز فهذا لا يعني ان علي الطيب صالح ان يتخذ نفس الموقف .
اما قولك : رفض الجوائز شيء مبرر فقبول الجوائز ايضا شيء مبرر يا غارسيا ، لماذا نصادر حق الناس في اختيار مواقفها ؟؟ونتهم كل من يختلف معنا في المواقف بالعمالة والخيانة والانحدار الاخلاقي الخ ..
اذا كان من حق صنع الله ان يعبر عن رفضه استلام الجائزة فمن حق غيره ان يقبل الجائزة . ان رفض جان بول سارتر لجائزة نوبل لم يمنع آخرون يقفون معه في نفس الخندق من قبول الجائزة والدليل غارسيا يا غارسيا !
اما رفض رفض الطيب صالح الجائزة في دورتها الاولي فهو حق يقدره هو ولا يجوز لاحد ان يصادر هذا الحق ربما احساسه ان هنالك من هو احق بها منه مع انه لا يوجد احد احق بها منه . ولكن هذا هو ما عرف عن الطيب صالح .وهذا الموقف يجب ان يسجل للطيب صالح باحرف من نور وان يحتذي كنموذج لنكران الذات . فمالكم كيف تحكمون ؟؟!

نواصل



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2005, 10:14 AM   #[13]
Ishrag Dirar
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Ishrag Dirar
 
افتراضي




الاستاذ عجب الفيا
الاستاذ قاريسيا

أولا دعوني أهديكما هذه الكلمات الرصينة : "لمصطفي صادق الرفاعي "

" أما اللغة فهي صورةُ وجودِ الأمة بأفكارها و معانيها و حقائق نفوسها .
و الدقة في تركيبها دليل على دقةِ الملكات في أهلها , و عمقها هو عمق الروح و الحس .و كثرةُ مشتقاتها دليل برهان على نزعةِ الحرية و طموحها ."

ثانيا اسمحا لي بالمشاركة في هذا الموضوع ، رغما عن إنني لست من حراسّ النقد ولا دخل لي بمكرساته وأدواته ، فقط أنا قارئ نهم ...!

ثالث اسمحا لي أن أعود بكما إلي موضوع حكاية او نظرية موت المؤلف او الكاتب فهي تشدني منذ أمد بعيد.


فهل جاءت نظرية موت المؤلف تبعًا لِمُشكِلةٍ حقيقية فعلا , أم أنها جاءتْ تبعًا لمزاجيةٍ ذهنيَّةٍ اتَّصَف بها صاحبها؟؟؟

كتبت "لبابة ابوصالح " في مقال عن " نظرية موت المؤلف" بمجلة الوفاق الكويتية :

(و لو جئنا إلى ما تريدُ النظريةُ أن تصنعَهُ في العملية الإبداعية , لوجدنا أنها ببساطةٍ تريد أولا : أن تميتَ الكاتبَ قاصدةً تقديس اللغةِ باعتبارها الفاعلَ الحقيقي و أما المبدعُ فليس أكثر من وسيلةٍ تستخدمها لتَخرجَ , قال أحدهم : نحن لا نكتب باللغة و إنما هي التي تكتب من خلالنا !
و العجيب فعلاً أن الإنسان لما اخترع اللغةَ للإبلاغ عما يفكر فيه . ما كان يتوقع أبدًا أن يحدث له ما يختصره المثل العربي ( سمِّنْ كلبكَ يأكلك ) !
و أما الهدف الثاني و الأخطر الذي تسعى إليه النظرية فهو : تقديسُ النصِّ و إعطاؤه صفةَ الأسطورةِ , حتى أن بعضَ النقادِ يسعى لدراسة النصِّ في ولادته الأولى و صورته العذرية الأولى , و صورته بعد التنقيح و التعديل , و البعضُ يَعُدُّ العودة إلى النص و التغيير فيه خدشٌ و إساءة , و كأننا أنبياء و ما نكتبه كلامُ أنبياء !!!
كما أنها تجعلُ الإنسانَ منفصمًا فتزعم أن أناهُ تختلف عن أنا المبدع فيه , و بالتالي تميتُه بعد أن يُبدعَ نصه , انظر قول موخاروفسكي : " إن الأنا الشاعر لا ينطبق على أية شخصية فعلية ملموسة و لا حتى شخصية المؤلف نفسه إنه محور تركيب القصيدة الموضوع "
ثمَّ ألا يُعدُّ موت المؤلف موتًا لرسالتِهِ الفكرية التي قصد إليها من خلال نصه , أو رسالته الوجدانية ؛ أم أننا فعلا " أصبحنا نعيش في عصر اللا – معنى , عصر تأجيل الرسالة واستبعادها " كما تقول هيلين سيزو !)

وقد ذكر الدكتور مختار عجوبة في منتدي الرأي العام – يوليو 2005 "انه ضد نظرية موت المؤلف" :

( أن مهمة النقد مهمة علمية موضوعية، وأختلف في فهمي لها مع عيسى الحلو، والطيب صالح، ومحمد المهدي بشرى، فالطيب صالح يقول بمحبة الكاتب وأنها تلعب دورا أساسيا في النقد، بينما أري أن النقد لا ينبع من المشاعر، وإنما هو علمي وموضوعي، وتتجسد علميته وموضوعيته في المدارس النقدية الحداثية كالبنيوية والتفكيكية والتي تأثر بها كثير من الكتاب السودانيين، ونتج عن تأثرهم بهذه المدارس النقدية أنهم اصبحوا يهملون الكاتب إهمالاً كبيراً واتجهوا للنصوص، انا أري أن قيمة النص مرتبطة بمن أبدعه، ولا أري الرأي القائل بموت المؤلف علي الإطلاق. )


" لست ارغب في اكتب بعد الآن، فقد خلا رأسي من الأفكار، ومن العقد القصصية ومن القصص عامة. لقد صببت على الورق منذ زمن الكلمات كلها التي كانت في أعماقي ، وفرغت منها ، وألقيت قلمي من يدي..
لهذا سوف يقول الناس عندما يظهر نعي آخر الآمر في جريدة (التايمز) : عجبا ..! لقد حسبناه مات منذ سنين....!"


أعلن هكذا الكاتب سومرست موم نبأ وفاته .. حين توقف عن الكتابة ...! وكان ذلك في العام 1948 .
وقد توفي فعليا في العام 1965.


ولعل من المفيد هنا أن نورد إن النتاج الأدبي لأمة ما في فترة ما وفي مكان محدد ، وإذا ما قمنا بتحليله فسوف يمكننا من معرفة الوضع الحضاري لتلك الفترة ، بكل مكونات الحضارة القيمية والثقافية لهذه الأمة . وذلك على أساس علاقة طردية، فعندما يرتفع مستوى الأدب يدل ذلك على مستوى حضاري عال، والعكس بالعكس. ولهذه النظرية ارتباطاتها النقدية والأدبية، فإثباتها على سبيل المثال يعني أن مؤلف النص الأدبي يتأثر ببيئته ومجتمعه، وهذا يتناقض مثلاً مع نظرية «موت المؤلف» في بعض اعتباراتها، ونفيها تماماً يعني أيضاً أن المؤلف هو نسيج وحده، ولهذا ارتباطاته برسالة الأدب والفن ووظيفته.


وهذا ما ذهب إليه الاستاذ الفيا حيث قال:
" إلي انه لا جدال في أن النص الأدبي ليس سجلا لسيرة الكاتب ولا ينبغي له أن يكون . ولكن هذا لا يعني أن النص الأدبي مقطوع من شجرة . فطالما أن الكتابة هي نشاط حر للكاتب ، والكاتب إنسان من لحم ودم والإنسان كما هو معلوم ابن بيئته ، فالنص الأدبي لدى التحليل الأخير هو محصلة لتفاعلات الكاتب الذاتية في جدله مع المحيط التاريخي والاجتماعي الذي يتحرك ويكتب فيه ."



نجد سومرست موم ، في كتابه " كعك ونبيذ" او كما يحلو للبعض ترجمته " كعك وجعة " نجده يصف الجو الرمادي القاتم الذي عاش فيه طفولته الأولي ..يصف في الكتاب طفل خجل متردد وبائس عيي النطق ومنطو ، والذي كانه هو .

كذلك في كتابه "في العبودية الإنسانية " صور كثيرة من حياته الخاصة ، فالبطل كان يتيم وخجول يدرس الفن في البداية ويتحول لدراسة الطب كحال موم ، ويعشق محبوبته التي تفوقه سنا ويعيش عبودية افتتانه بها .
.
يحاول بطل القصة ان يحرر نفسه من تلك العبودية مثل موم تماما ويواجه في ذلك الكثير من الاهوال النفسية .

ولعل رواية " القمر وست بنسات" تعتبر من أكثر الروايات دلالة على شخصية موم وعلى إبداعه .
وبطلا الرواية كما تقول "غادة السمان " في " مواطنة متلبسة بالقراءة" "سترايكلاند " فنان عبقري اصيل يموت منبوذا وفقيرا ومهملا ومريضا و " ستروف" رسام عادي لكنه يعرف ماذا يحب الناس ، لذا فهو ناجح وثري وكريم النفس واليد ويعرف انه فاشل وهما معا يمثلان رجلا واحدا هو موم .
فاذن القمر فضي ومستدير ولكنه ناء وغامض وخالد ، والست بنسات النقدية فضية ايضا ومستديرة ويمكن ان تملا معدة فارغة بالطعام .


ودي

اشراق



التوقيع: [align=center]
"فبأي قلبٍ فيّك تصلُبني مسيحاً في صليب الأنتظار ...؟"
"عالم عباس"
[/align]
Ishrag Dirar غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2005, 10:52 AM   #[14]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الحاج

الله يديك العافية يا منعم (فشيتني) ...

لم يعجبني ذهاب الطيب صالح للخرطوم ولكن يبقي السؤال ؟ هل الطيب صالح هو الوحيد الذي إتجه جنوبآ؟
يا صديقي كلهم تسابقوا والله وقد قتلونا قبلها ب(لا) وكانوا يعنون (نعم ) ولكن بعد معرفة (السعر) فلكل شيئ تمن هذه الأيام.

.
ان شاء الله دائما مفشوش الدغن يا خالد ،
ويا ليتهم ذهبوا الي الخرطوم كما ذهب الطيب صالح . ذهب عزيزا وعاد عزيزا
ولكنهم ذهبوا ذليليين صاغرين مطاطيء الرؤوس وجوههم مسودة ، يستجدون الكرسي والكرسيين بثمن بخس !!ويا بئس مصير الثوار !
وسنفصل اكثر في ذلك في سياق ردنا علي اخر اسئلة الاخ غارسيا
.



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2005, 11:06 AM   #[15]
عجب الفيا
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ishrag Dirar



الاستاذ عجب الفيا
الاستاذ قاريسيا


ثالث اسمحا لي أن أعود بكما إلي موضوع حكاية او نظرية موت المؤلف او الكاتب فهي تشدني منذ أمد بعيد.


فهل جاءت نظرية موت المؤلف تبعًا لِمُشكِلةٍ حقيقية فعلا , أم أنها جاءتْ تبعًا لمزاجيةٍ ذهنيَّةٍ اتَّصَف بها صاحبها؟؟؟

كتبت "لبابة ابوصالح " في مقال عن " نظرية موت المؤلف" بمجلة الوفاق الكويتية :

(و لو جئنا إلى ما تريدُ النظريةُ أن تصنعَهُ في العملية الإبداعية , لوجدنا أنها ببساطةٍ تريد أولا : أن تميتَ الكاتبَ قاصدةً تقديس اللغةِ باعتبارها الفاعلَ الحقيقي و أما المبدعُ فليس أكثر من وسيلةٍ تستخدمها لتَخرجَ , قال أحدهم : نحن لا نكتب باللغة و إنما هي التي تكتب من خلالنا !
و العجيب فعلاً أن الإنسان لما اخترع اللغةَ للإبلاغ عما يفكر فيه . ما كان يتوقع أبدًا أن يحدث له ما يختصره المثل العربي ( سمِّنْ كلبكَ يأكلك ) !
و أما الهدف الثاني و الأخطر الذي تسعى إليه النظرية فهو : تقديسُ النصِّ و إعطاؤه صفةَ الأسطورةِ , حتى أن بعضَ النقادِ يسعى لدراسة النصِّ في ولادته الأولى و صورته العذرية الأولى , و صورته بعد التنقيح و التعديل , و البعضُ يَعُدُّ العودة إلى النص و التغيير فيه خدشٌ و إساءة , و كأننا أنبياء و ما نكتبه كلامُ أنبياء !!!
كما أنها تجعلُ الإنسانَ منفصمًا فتزعم أن أناهُ تختلف عن أنا المبدع فيه , و بالتالي تميتُه بعد أن يُبدعَ نصه , انظر قول موخاروفسكي : " إن الأنا الشاعر لا ينطبق على أية شخصية فعلية ملموسة و لا حتى شخصية المؤلف نفسه إنه محور تركيب القصيدة الموضوع "
ثمَّ ألا يُعدُّ موت المؤلف موتًا لرسالتِهِ الفكرية التي قصد إليها من خلال نصه , أو رسالته الوجدانية ؛ أم أننا فعلا " أصبحنا نعيش في عصر اللا – معنى , عصر تأجيل الرسالة واستبعادها " كما تقول هيلين سيزو !)

وقد ذكر الدكتور مختار عجوبة في منتدي الرأي العام – يوليو 2005 "انه ضد نظرية موت المؤلف" :

( أن مهمة النقد مهمة علمية موضوعية، وأختلف في فهمي لها مع عيسى الحلو، والطيب صالح، ومحمد المهدي بشرى، فالطيب صالح يقول بمحبة الكاتب وأنها تلعب دورا أساسيا في النقد، بينما أري أن النقد لا ينبع من المشاعر، وإنما هو علمي وموضوعي، وتتجسد علميته وموضوعيته في المدارس النقدية الحداثية كالبنيوية والتفكيكية والتي تأثر بها كثير من الكتاب السودانيين، ونتج عن تأثرهم بهذه المدارس النقدية أنهم اصبحوا يهملون الكاتب إهمالاً كبيراً واتجهوا للنصوص، انا أري أن قيمة النص مرتبطة بمن أبدعه، ولا أري الرأي القائل بموت المؤلف علي الإطلاق.
)


ودي

اشراق
هذا الاشراق هو ما كنت انتظره يا اشراق ، وقد جاء في الوقت المناسب
فقط امهليني لغاية ما اخلص من ردودي علي الاخ غارسيا

ولك الود كله ،



عجب الفيا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:08 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.