نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > بركة ساكن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2007, 09:21 AM   #[1]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي هكذا تكلم صلاح عوض الله



[align=center]النقد في السودان غير مواكب، وهنالك كثافة في المصطلح تردد بشكل ببغائي!
التعامل النقدي مع المنتج الابداعي ليس هو مثل تعامل الحرفي الصناعي الذي يسقط أدواته اسقاطا!!

اعتقادي في الروائي عبد العزيز بركة ساكن انه استطاع ان يحاور كل قضايانا الاجتماعية والسياسية برؤى متقدمة..

القول بأن الرواية السودانية لم تخرج الى الآن من عباءة الطيب صالح كلام خاطيء ومضلل في حق الرواية السودانية!!

اتجاه (أدب الهامش) هو تراكم لاخفاقات العقل السياسي السوداني منذ مرحلة ما بعد الاستقلال
[/align]

تأتي أهمية النقد الادبي من كونه المقوم والمبرز للعديد من الجوانب الفنية والجماليات المحملة داخل أي نص ادبي (شعر ـ قصة ـ رواية...) كما تأتي أهميته كذلك في تقديم هذه النصوص لجهود القراء تقديما يمهد للقراءة والمتابعة والمعرفة، لا كما يفعل بعض النقاد في تكثيف المصطلح في النص الامر الذي يزيد النص غموضا على غموضه ـ ان كان يحوي بعض الجوانب الغامضة التي تحتاج الى تيسير.
جلسنا الى الاستاذ صلاح النعمان وقلبنا الكثير من الآراء التي تهم النقد الادبي وعلائق هذا النقد بالسرديات ـ على وجه أخص ـ ابتعاده واقترابه، غموضه ووضوحه، على النصوص الادبية، وتطرقنا الى جيل الشباب من الروائيين. وافاد فيهم افادات متقدمة ناتجة على معرفته بانتاجاتهم، خاصة اذا علمنا ان الاستاذ صلاح النعمان قدم في المؤتمر العلمي للرواية السودانية والذي اقيم في ديسمبر من العام السابق ورقة نقدية احدثت جدلا واسعا بعنوان (ذاكرة شرير.. خطاب المقموعين وانسنة الهامش)..

حوار: موسى حامد
ü دعنا نبدأ بتحديد لموقع النقد في حركة الادب ومنتوجات هذه الحركة الادبية من قصة، شعر، رواية، مسرح.. الخ؟
- أولاً خطاب النقد، او النقد كخطاب هو خطاب مرحل بمعنى انه ليس جزءا من الموروث الثقافي السوداني، وهو خطاب مرحل ضمن التواصل العالمي بما يمكن تسميته بحوار الحضارات او حوار الثقافات، وبالتالي الى حد كبير يمكن ان نقول ان الخطاب النقدي تحديدا وحتى النقد في مدارسه الاولية كالانطباعية وغيرها من المدارس الاولية في نشوء النقد، ليست له علاقة بالنقد الموجود في التراث العربي الاسلامي، بقدرما هو النقد الخاص بالسرديات «الرواية والقصة» والنقد الذي رافق حركة الشعر العربي الحديث تحديداً مرحلة الحداثة، الشعراء امثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب عبد الوهاب البياتي، اذا اقتصر حديثنا في النقد فيما يخص السرديات فهو خطاب مرحل يستخدم آليات حديثه لحوار المنجز الابداعي..
ü (مقاطعاً).. الذي قصدته أهمية النقد لأي منجز أدبي؟ - هذه هي النقطة الثانية، وهي ان النقد الادبي خطاب مهم جدا، باعتباره يمتلك آليات لها القدرة على اكتشاف السراديب المظلمة واكتشاف الكهوف البلورية في النص الابداعي او في المنجز الابداعي، وبهذه الآليات فان لديه القدرة على محاورة النص الابداعي، وبالتالي يصبح للنقد اهميته في اكتشاف الدلالات الخفية في النص او الثاوية خلف اللغة، ومحاولة تفكيكها ومعرفة تقنياتها وطرائقها الفنية في مستوى الكتابة وفي مستوى موقعها من التطور الادبي الحديث في العالم واكتشاف جمالياتها وخطابها المفاهيمي وما تحمله من افكار ومن رؤى ومن فلسفة، باعتبار ان المنجز الابداعي هو مشروع جمالي وفي نفس الوقت يتضمن فكرة او ما يسمى بالخطاب المفاهيمي، أو رؤية النص الابداعي لقضايا الانسان في مستواها الحالي المعاصر او في مستواها الماضوي، بالتالي فان النقد هو اداة للتقويم وللتعريف وفي نفس الوقت هو نص ابداعي موازٍ للمنجز الابداعي الذي يعمل فيه، بمعنى ان الخطاب النقدي هو خطاب ابداعي بالضرورة انه يتحلى بجماليات عالية كمنجز ابداعي اخر يعمل على منجز ابداعي فمهمته ليست صناعية والتعامل النقدي مع المنتج الابداعي ليس هو مثل تعامل الحرفي الصناعي الذي يسقط ادواته اسقاطا على النص الابداعي، فمهمته الخطاب النقدي هو استنطاق المنجز الابداعي والكشف عما يقوله هذا المنجز وفي استنطاقه على مستوى المسكوت عنه أي الثاوي خلف اللغة، بالتالي هي ليست مجموعة قوانين نقوم باسقاطها على الخطاب الابداعي، بل هو محاورة النص او المنجز الابداعي من قصة الى رواية الى اخره..
ü دعنا واستناداً على تعريفك الممتد هذا للخطابات النقدية وعلاقاتها بالمنتجات الادبية ننهض السؤال، كيف هي علاقة الخطاب النقدي بالحراك الادبي هنا في السودان؟
- دعنا نتحدث في الاطار العام، فالخطاب الثقافي السوداني متضمن النص الروائي ومتضمن النص القصصي، ومشتقات هذا الخطاب، في السودان لها تميزه وتمايزه فتميزها في المنتج الادبي من (رواية وقصة) هو منجز متحاور مع ايقاع بيئته المحلية، وانا اعتقد ان هذه حالة ايجابية وليست سلبية، بمعنى ان معظم الاعمال العظيمة في الادب العالمي انطلقت من محليتها الى العالمية مثل كتابات غارسيا ماركيز ونغوغو واسنغو في روايته (حبة قمح)، ومثل ما انجزه ألبيرتو امادو وواسين الاعرج وتشينوا اتشيبي وغيرهم وحتى على المشهد العربي فأغلب روايات نجيب محفوظ انطلقت من الازقة والحواري في (بولاق الدكرور)، لكن اعتقد ان ما يميز الادب السوداني هو سمة المحلية الا انها تواجه إشكال آخر وهو عدم وجود صناعة ثقافة في السودان، فيما يخص الطباعة ونثر الادب السوداني خارج السودان..
ü (مقاطعا) الذي قصدت سؤاله هو مواكبة الخطابات النقدية من تخلفها عن كثير المنتج الادبي، أين موقع هذا الخطاب النقدي؟
- هذه أزمة لها جذورها وارتباطاتها بعوامل سودانية موغلة في التاريخ السوداني، فالخطاب الابداعي السوداني ـ ان تحدثنا بأكثر دقة ـ هو خطاب لازال اسيرا للخطاب السياسي السوداني وللخطاب الايدولوجي السوداني ولفترة طويلة جدا الكتابات السودانية اسيرة لآليات الخطاب السياسي من الهتاف الى المباشرة الى التقريرية، وهذه واحدة من السلبيات، وهي مرتبطة بالظاهرة الاستعمارية في السودان، وقد تم باحكام استخدام الخطاب الثقافي كأداة تدور في فلك الخطاب السياسي. الا انه في الفترة من نهاية الثمانينات الى الآن بدأت ملامح الخطاب الثقافي السوداني تتضح، وبدأ هذا الخطاب يعلن عن ذاته ويعلن عن همومه وقضاياه المضمنة في النص دون اللجوء الى التقريرية، ودون قتل جماليات الخطاب، ودون اقصاء ملامح الخطاب الابداعي كخطاب ابداعي، وهذه الفكرة وهذه الرؤية على الاطلاق ليست لها علاقة بما يسمى بمدرسة الفن للفن باعتبار انها مدرسة شكلانية وغير واقعية وغير مصادمة وهي مدرسة مصادمة، مثلا نجد الخطاب الثقافي في المغرب العربي وتحديداً في المغرب والجزائر وتونس تجاوز منذ رواية (اللاز) للطاهر وطار ومنذ رواية (ليس على رصيف الازهار من يجيب) لخالد بن طوبال وكتابات محمد زفزاف تجاوز الخطاب الروائي المغربي اشكالياته مع الاستعمار لان الاستعمار الفرنسي يختلف عن الاستعمار الانجليزي، فالاستعمار الفرنسي خطورته تكمن مباشرة في تذويب الهوية، اما الانجليزي فهو استعمار يتطلع مباشرة لنهب الثروات، لذلك ففي السودان نجد ان هذا الاستعمار اول ما بدأ فقد انشأ مشروع الجزيرة لكي يمول مصانع (لانكشير) في بريطانيا بالقطن، وبالتالي فان هذه الجذور التاريخية قد شكلت ازمة وضع فيها الخطاب الثقافي السوداني لفترة طويلة وراوح فيها كثيرًا، وهذه الازمة هي التي ادت الى علو شأن السياسي كخطاب على الثقافي كخطاب، في المغرب العربي ولان الخطاب مباشر ضد الظاهرة الاستعمارية الذي هو صراع على الهوية، فقد كان الخطاب الثقافي هو المصادم وليس تابعاً للخطاب السياسي.
هذه الاشكالية برمتها وبكل العوامل الكبيرة والصغيرة وبكل عمومياتها وتفاصيلها ادت الى تخلف الخطاب الابداعي او المشهد الادبي السوداني الى حد كبير من حركة الادب في العالم.
ü إذاً أين قطار النقد الآن في السودان؟
- حقيقة الامر ان النقد في السودان غير مواكب، والمشهد النقدي في السودان يزخر بكثافة في المصطلح، تردد بشكل «ببغائي» وللاسف أصبح النقد يضيف تعقيدا وابهاما على النص الابداعي، التعامل مع النقد الحديث الآن مركزه فرنسا من خلال كتابات ميشيل فوكو وجوليا كريستيفا ايلين سيكسو ورولان بارت، فكتاباتهم وآرائهم اصبحت تردد بمستوى ودرجة كبيرة يتم اسقاط نظري على النص الابداعي ويتم «تقويل» النص الابداعي بما لم يقله.
ü وماذا عن الاستخدامات المكثفة لمصطلح النقد لدرجة تثوية القاريء، ومعرفتي في هذا الامر ان واحدة من وظائف النقد بعد تبيين المحاسن والمسالب لأي نص، ان يخلق تمهيدا في ذهنية القاريء لاستيعاب النص؟
- هذا الفهم الذي طرحته هو ضد التبسيطية، وانا مؤمن بان الخطاب الابداعي جمهوره جمهور عضوي، اما الخطاب السياسي، فجمهوره جمهور جمعي، بمعنى انك من الممكن ان تقدم ندوة سياسية تخاطب الناس في قضاياهم، والكل يفهمك ويحاورك، اما الخطاب الادبي او الابداعي فهو خطاب خاصة، ولانه ما عاد الابداع ممارسة للذة مثلما كان سابقا في ذاكرتنا وهو خطاب محمل باشكالات وهموم المرحلة والماضي والمستقبل، فبالتالي القاريء غير الحصيف يجد نفسه غير مواكب لمتابعة النص.
ü برز في الساحة الكثير من الروائيين الشباب الذين استطاعوا ان يخلقوا لانفسهم عالمهم وطريقتهم وتكنيكهم، واستطاعوا كذلك ان يخلقوا سقفا ولا اقول ان يتخطوا السقوف في الرواية مثلا الطيب صالح، فالناس عندما يتحدثون عن الرواية السودانية فهم بلاشك واصفون الطيب صالح كسقف ومثال أعلى؟
- أقول أولاً في هذا الموضوع فقد تم تسريب مفهوم خاطيء في الذهن السوداني وهو ان الرواية السودانية لم تخرج من عباءة الطيب صالح!! وهذا كلام خاطيء ومضلل وكلام مجحف في حق الرواية السودانية الحديثة، وانا اعتقد ان هنالك جيل من الروائيين الشباب اعلنوا عن انفسهم بقوة وحقق لنفسه مساحة في خارطة الادب السوداني وأتى بتكنيك حديث ومغاير ولا يقل عظمة في مستوى تكنيكه وخطابه المفاهيمي عن معظم الروائيين الكبار الذين نقرأ عنهم في الوطن العربي، مع ملاحظة عدم تصدير الخطاب الروائي السوداني الى خارج السودان، وهو واحدة من المعيقات.. على الرغم من ان الرواية ليست لها علاقة فهي اشكالية صناعة ثقافة ومقدرة وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الحقل. وهنالك اسماء كثيرة لشباب قدموا اعمالا ضخمة، وانا اعتقد ان عبد العزيز بركة ساكن من الكتاب الكبار، وجاء بتكنيك جديد واستطاع ان يحاور كل قضايانا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، برؤى متقدمة خاصة في روايته (الطواحين) وفي هذه الرواية حجم عال جدا من المثاقفة لا يفهمها الا قاريء مثقف وحصيف، هذا الخطاب الروائي الحديث لهذا الجيل هو اعلان وصرخة ملوية عن ميلاد جيل جديد في الكتابة الروائية، جيل سوداني مهموم بقضايا شعبه وفنه وبقضايا العالم وهم كثيرون امثال منصور الصويم وعلي الرفاعي، وهنالك كاتب غير موجود في السودان الآن وهو بشير ابراهيم بشير كتب رواية عظيمة اسمها «زندية» وحوربت في السودان بشكل او بآخر وهي من الروايات العظيمة والتي طرحت قضية من قضايا المجتمع السوداني بشكل جرييء وقوي وفيه عنف، هنالك ملاحظة اخرى وهي ان هذا الجيل وفي كتاباته فقد حطم ما يسمى بالثالوث المقدس في الكتابة (الدين والجنس والسياسة بتقاليدها) واستطاع هذا الجيل من الروائيين ان يحملها مفاهيم غير مباشرة ، واكثر انسانية وليس خطاب الجنس في الرواية هو للاثارة، فالقاريء العادي يعتقد ان هذا الخطاب للاثارة، والميزة الاخرى لهذا الخطاب هو انه خطاب وحتى وصل الجمهور والقراء فقد عانى معاناة ضخمة لم يعانها الجيل الذي سبقه من الكتاب السودانيين وفي كل مستويات الحياة.
ü ظهر في الآونة الاخيرة نوع من الادب يجعل من مجتمع الهامش وقضاياه محورا، وهذا النوع أسميته «أدب الهامش» وبرز في هذا الاتجاه الكثير من الكتاب الشباب (منصور الصويم، ابكر آدم اسماعيل، عبد العزيز بركة ساكن) فالى أي مدى استطاع هذا النوع من الادب أن يوصل قضايا هذا الهامش ويعكسها؟
- اذا افترضنا صحة هذه التسمية (أدب هامش) فهو في مجمله صرخة فنية انسانية انطلقت للتضامن مع الانسان السوداني الذي تراكمت عليه عدة عوامل وانواع من الظلم والاقصاء، قام هذا الادب بمحاورة هذه العوالم والكشف عن واقعها وأمنياتها وأحلامها والكشف عن تمردها وعن صداماتها، وأخشى على هذا النوع من الادب ان يتحول الى ادب حقبة، كما هي رواية (اللاذ) للطاهر وطار او كما هي رواية (رجال في الشمس) لغسان كنفاني، باختلاف الفارق الزمني وباختلاف المراحل التاريخية التي انتج فيها، لكن ما يطمئن الانسان ان هذا الادب جزء كبير منه قد كتب برؤية مستقبلية للقضية ذات نفسها ـ (قضية الهامش) المجتمعات العربية والاسلامية وغيرها من مجتمعات دول العالم الثالث من الداخل، على الفوارق الاثنية والتمايزات الثقافية والحضارية، فاذا ابتعد خطاب الهامش من هذه المنظومة الاستعمارية يمكن ان يتحول الى خطاب وطني يحمل قضايا انسانية، واذا التقى مع هذه القاعدة السياسية سيتحول الى ألعوبة في يد قاعدة او فكرة سياسية الآن تنذر بارتباطاتها السرية والعلنية مع منظومة الاستعمار العالمي الجديد الذي تقوده امريكا وخلفها الصهيونية بأدواتها لتفتيت المنطقة.
ü دعنا ننطلق من ما قلت ونتجه الى وظيفة الادب ومردوداته على الواقعين الاجتماعي والسياسي استنادا على ما قدمته ورقة (ذاكرة شرير خطاب المقموعين.. انسنة الهامش) التي دارت قريبا بعيدا عنه؟
- عندما نقول (أدب) نرجع بالسؤال مباشرة ونوظف رواية «ذاكرة شرير» لمنصور الصويم كنموذج ننطلق منها للاجابة على هذا السؤال او لمحاورة دون الوقوع في التقريرية والمباشرة، فقد كتب هذا الادب بجماليات عالية، لكن التاريخ هو الذي يحكم الرواية التاريخية القادرة على الاستمرار من الرواية التاريخية المتوقفة عند حدها وفي حقبتها التاريخية.
ü اذا اتفقنا على ما يسمى بـ (ادب هامش) الى أي شيء تعزو تكثف الكتابات مؤخراً ودورانها في ادب الهامش، وجعلها من الهامش كمجتمع وجغرافيا تتجول فيه فضاءات اعمالها الروائية القصصية؟
- اتجاه ادب الهامش هو يحاوز افرازات مرحلة تاريخية معينة، فالهامش في السودان هو جغرافيا يقطنها سكان محرومون من كثير من امتيازات المواطنة، والهامش هو احدى حلقات فشل الخطاب السياسي السوداني في مرحلة ما بعد الاستقلال وهو ايضا تراكم لاخفاقات العقل السياسي السوداني، وهو واقع انساني.
خطورة هذا المنحى من الكتابة انها تنطلق من قاعدة سياسية قد تلتقي مع خطاب العولمة الاستعماري الامريكي الصهيوني الذي يعتمد على تفتيت هذا السؤال، فالرواية كانت اعلان عن فضيحة هي فضيحتنا وتعرية لواقعنا الاجتماعي والسياسي باعتبار ان (الهامش) اصلا ليست حالة مستوطنة منذ القدم في السودان بل هي افراز لتراكمات اخطاء العقل السياسي السوداني، (حروب، جفاف، تصحر، سياسات اقتصادية خاطئة، سياسة سياسية خاطئة.. الخ) اذًا فالهامش بهذا المعنى ليس حالة اصيلة في الواقع السوداني.. فهذا الخطاب الروائي قام بنقد ومعالجة وفضح هذا الواقع الاجتماعي السياسي من زاوية انسانية بأدوات جمالية متقدمة جداً وقامت بتعريته، وتعرية هذا الواقع وفضحه هو تعرية لنا نحن، وبالتالي فان هذا الخطاب قام بدور حضاري تجاه الخطابين السياسي والاجتماعي، ومن ناحية اخرى هو رسالة انسانية وحضارية.. فماركيز عندما انطلق في كتاباته لم ينطلق من مدن الاسمنت الفارهة ولكنه انطلق من مدن الصفيح ونجيب محفوظ انطلق من الحارات والازقة..
ü أخيراً كيف تنظر انت للمشهد الثقافي الآن، والذي أراه مأزوماً هل تنظر اليه بعين انه متأخر أو مأزوم او في صحوة؟
- هنالك صحوة للحركة الثقافية في السودان، لكنها للأسف، صحوة مكسورة الجناح، والابداع لا يتحرك الا في ظل الحرية، صحيح ان أي خطاب ابداعي من نص شعري وقصصي وخلافه مهموم بقضايا الناس وقضايا الجماهير وبرسالته الحضارية كفن، يمتلك عدة طرق عندما تقفل امامه الابواب لتوصيل رسالته للجمهور، لكن بصعوبة وعبر معاناة وببطء، وقد لا يصل لكل الشرائح، والحرية واحة لنمو وتطور الابداع، والحرية الكاملة غير المواربة وغير المجزوءة، الحرية الحقيقية التي عندما تنجز لا تكن «منة» من أحد بل هي حق، وعندما قلت ان الخطاب والمشهد الثقافي يعيش صحوة وهذه الصحوة مكسورة الجناح، ما اعنيه بهذه العبارة هو غياب دور المؤسسة الرسمية المعنية برعاية ونمو وتطور الثقافة في السودان، فالحركة الثقافية الآن تتوكأ على عكاز المجهودات الشعبية، وهذه هي المأساة..


صلاح النعمان في إفاداته للملف الثقافي : حاوره موسي حامد : جريدة رأي الشعب



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2007, 12:24 PM   #[2]
صلاح نعمان
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية صلاح نعمان
 
افتراضي

شكراً حميماً بركـــــــــــــــه
حقيقة أتصل بى أحد الاخوه من الابيض وطلب منى نشره فى سودانيز أون لاين
فقلت له ستجده فى سودانيات وها أنت دائماً مبادراً لك الحب .



صلاح نعمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2007, 12:41 PM   #[3]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

أو لا الشكر للأستاذ معتصم الذي قام بتنسيق و ترتيب و تنظيم و تجميل هذا البورد

نشكر له هذا الجهد الكبير

و الشكر لك يا صديقي النعمان ان ذكرتنا بكل الخير في حواركم الممتع المهم

و الشكر لسودانيات: هذا العالم المدهش



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:02 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.