همدرة وجلابية مشجرة ..
أحرص وأنا خارج السودان أن ألبس جلبابنا السوداني المميز كلما كان ذلك ممكنا و مقبولا .. و لأكون أكثر حرصا على ذلك في سفرى الكثير و الكورسات والسنوية والمؤتمرات التى أحضرها.
وفى قطر أحرص بعد العمل الذى يتطلب الزي العملي ( بنطلون وقميص) - أحرص- أن البس الزى السوداني - الجلباب و العمة - .
ولأن كثيرون يشرفونني يوم الجمعة و بقية الايام فقد قمت مرة بشراء جلباب منزلي ( مغربى) و معه آخر لإبني .. و كان جلباب نص كم ة بتطريز خفيف حول الزراير .. و رفض ابني ارتداؤه .. بل و تفضلت بناتي الفضليات بمنحي ابتسامة خجولة .. مصحوبة بنظرات غريبة .. ومن يومها يرقد الجلباب جديدا في الرف ....
تذكرت .. أفريقيتنا التي أضاعتها عروبتنا .. ( جمال خلطة لون القرمصيص الذى ضاع مع ( Matching) و ( Harmony ) و انتشار اللون البني و مشتقاته - من الترابي الفاتح حتى الكبدى - هذه الألوان الطاغية في زى البنات والنساء في بلادى ..
و أمزجتنا التي أضاعتها اجتماعياتنا.. ( ألبس ما يعجب الناس ) ..
تذكرت كل هذا و تذكرت .. ود حيدر .. و حاج خالد .. من جانب و ود العباس و الأشول ..من الطرف الآخر ..
ود حيدر راجل ني .. يرقص كما النساء .. و ينفنس انفناسة يتحدى بها أجعص رقاصة .. ويترتر ..
يمشى و يخم نص جلبابه في أبطه اليسار و يفدع اليمنى و يسير بها كخطي الفاتيات ..
كانوا يحذرونا منه .. فهو ( يكابس ) بيده ولا يرعوى .. وهو معلنها ..دون مواربة ..
كان يدخل كل البيوت .. ويجالس النساء عادة و عندما يخرج الى الرجال يعرف ناسو ..
أما حاج خالد فكان زول عادى .. في كل شيئ .. مشيته .. صوته .. إلا أنه كان مثل ود حيدر تماما ..
عدا أنه غير مرحب به .. فكما قال أحدهم
فهو مشكلة إذا جالس الرجال .. لم يكن رجلا ..
واذا جالس النساء .. اشتهاهن ..
كان يصطاد في السينما والقهاوى .. وكان له و كره .. و كان يدفع ..
أما ود العباس والاشول فقد كانوا ( صقورا) .. أو عجلاتية ...
وسألت ابن عمي الكبير .. أين يجدون السروج .. و معروف أنهم يكرهون ود حيدر و حاج خالد و عادة لا يلتقون أبدا ..
قال لي .. إنه حب المغامرة و كراهية الآخرين ..
وبدأت ألاحظ .. كل من يقولون عنه ( نَي ) ..أو ( عجلاتى) ..
أقصد اولئك الذين لا يعلنونها ..و كان حصيلتى
أنهم أذكياء ..
أن لهم مهن ثابتة ..
أن أغلبهم من عوائل كبيرة ..من الطبقة الوسطي العليا ..
علاقتهم الاجتماعية ممتدة .. ويحبون أن يحاطوا بكثير من الناس ..
لا يثقون في الناس كثيرا ..
و .. .....
البقية في اللفة الجاية ..
|