الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-2021, 05:16 AM   #[1]
النور يوسف محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية النور يوسف محمد
 
افتراضي حمدوك ،،، الضجة والخطب الحماسية

بسم الله الرحمن الرحيم
حمدوك ، الضجة والخطب الحماسية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
تعشعش فى أذهان الكثيرين تلك الصورة النمطية لرئيس الوزراء ،
صورة البطل المنفوخ الذى يصرف ( البركاوى ) ويصب اللعنات ويرد الصاع بألف صاع
صورة الخارق الذى يروى ( نفسنا الحار ) ويشبع ( ميلنا الفطرى ) للمناكفة والمشاكسة والغلاط
صورة الجماهيرى الحمش الذى يلهب الحناجر بالهتاف ويصم الاذان بالخطب ويبيعنا بضاعة مزجاة وكذب بواح !!!

لكنه جاء مختلفاً ،
مختلفا عن كل أولئك الذىن عزفوا على وتر المشاعر وامتهنوا مخاطبة العواطف لا العقول !!!


حمدوك وعلى غير عادتهم كلهم بلا استثناء ، ( من لدن أبو الزهور والى ايام ايلا النحسات ) سلك بنا دروب رصانة لم نألفها وبراحات هدوء لا نعرفها لا فى اسلافه ولا فيمن سبقوه ، لذا كان عصياً علينا ــ جميعنا حتى الصحفيون وأهل الاعلام ــ الانتقال معه من قعقعة الموايك الى صرير الاقلام والحروف ، صعب علينا التحول من صوت النقارة الى حيث الدفاتر والمنابر والسطور ،،

حمدوك وبخلاف حتى مجايليه لم يسع فى اى من المنعطفات الحادة ــ وما أكثرها ــ التى مرت بها الفترة الانتقالية الى تلميع نفسه وتقديمها فى جلباب السيوبرمان الشبح ولم يقم يوما واحدا بتمثيل دور البطل الملهم والمنقذ الهمام ، حمدوك أعاد ترتيب ألوان تلك الصورة وذّكر الكل أن منصب رئيس الوزراء وظيفة ، مجرد وظيفة ثم نزع عنها تلك الهالة التى لازمت السودانين طويلاً ، ويكفى حمدوك جداً أن إختفى معه سماسرة الحشود ومهندسى المواكب ومعدي اللقاءت الجماهيرية قاتلة الوعى والمعرفة ،

نعم أنه المسؤول الاول وعلى عاتقه ارث وحمل ثقيل ،
غير أن الرجل يتحرك فى ساحة مليئة بالظنون والمرجفون وسارقى الاوطان
وشركاء متشاكسون كل منهم يظن انه وحده لاغيره ( الملان ) وطنية و ( الشايل ) هم البلد

وسط كل هذا وبالرغم من كل ذلك فالرجل يبلى بلاء جيدا فى توجيه مسار الدولة وانتشالها من الفوضى والعبث ويحصر جهده فى نقلها من قبضة التخلف الى آفاق الحضارة وأحضان الحياة الكريمة ،

على وزراء حمدوك أن ينهضوا قليلاً ويفيقوا من هذا السبات
عليهم أن يكفوه الهم اليومى وكل ما يدور فى ملف معايش الناس وحاجاتهم ،
دعوه يتفرغ لبناء نهج جديد ورؤية مختلفة ورسم صورة مغايرة لما ينبغى ان يكون عليه الوزير الاول أداءً وسلوكاً !!!



النور يوسف محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-06-2021, 05:56 AM   #[2]
imported_Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_Hassan Farah
 
افتراضي

عليك نور يا جنابو ويجزيك الله خيرا القليل من امثالك من فهم شخصية حمدوك وقدر عمق حبه لهذا الوطن وما يلاقيه من معاناة فى محاولاته لتوحيد صفوف السودانيين ودعم مسارات المصالحة والسلام بينهم
المأساة تكمن فى الفهم الارعن للكثيرين اشخاصا وتنظيمات واحزابا الذين يرون ان كل ما يقوم به الرجل دلالة على ضعفة ومحدودية قدراته
هذا ما اورثتهم اياه الانظمة السياسية السابقة الفاشلة عسكرية كانت ام مدنية
لك الله يا حمدوك



imported_Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-06-2021, 05:11 PM   #[3]
imported_Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_Hassan Farah
 
افتراضي نص مبادرة حمدوك لحل الازمة السياسية

نص مبادرة حمدوك لحل الازمة السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم



نص مبادرة دولة رئيس الوزراء بعنوان: (الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الأمام)

تمهيد:

تشهد بلادنا أزمة وطنية شاملة منذ استقلالها تمثلت في غياب المشروع الوطني الذي يحظى بإجماع كاف يحقق رغبة السودانيين والسودانيات في قيام حكم مدني ديمقراطي يحقق المواطنة المتساوية.

نهض شعبنا من بين الركام وفجر ثورة ديسمبر المجيدة بأوسع مشاركة جماهيرية وباستجابة القوات النظامية لنداءات الشعب التواق للتغيير. منحت الثورة فرصة تاريخية لبلادنا بما طرحته من ملامح المشروع الوطني المنشود عبر شعار "حرية سلام وعدالة". مع ذلك ورغم ما حققته الثورة في عامين من سلام وفك للعزلة الدولية وسير في طريق التحول الديمقراطي، إلا أن وطأة الماضي الثقيلة تركت انقسامات متعددة الأوجه (مدني مدني – مدني عسكري– عسكري عسكري) وقد تفاقمت هذه الاختلافات في الآونة الأخيرة وأصبحت تعبر عن الأزمة السياسية العميقة التي تعاني منها البلاد حالياً.


مظاهر الأزمة العامة وخطرها على الانتقال:

على الرغم مما تحقق في الفترة الماضية من إنجاز السلام في مرحلته الأولى وفك العزلة الدولية وإزالة السودان من قائمة الإرهاب والإصلاحات القانونية والسياسية والانفتاح الاقتصادي إلا أن هنالك تحديات عديدة تعترض مسار الانتقال أهمها الوضع الاقتصادي والترتيبات الأمنية والعدالة والسيادة الوطنية والعلاقات الخارجية واستكمال السلام وتعدد مراكز القرار وتضاربها والوضع الأمني والتوترات الاجتماعية والفساد وتعثر إزالة التمكين وبناء المؤسسات. يأتي كل ذلك على خلفية الانقسامات داخل الكتلة الانتقالية وعدم وجود مركز موحد للقرار وغياب الأولويات والتصور المشترك للانتقال.


الوجه الجديد للأزمة وخطره على السودان:

شهدت الفترة الماضية تصاعد الخلاف بين شركاء الفترة الانتقالية مما يشكل خطراً جدياً لا على الفترة الانتقالية فحسب بل على وجود السودان نفسه، وقد بذلت مجهودات في التواصل مع الأطراف المختلفة ونزع فتيل الأزمة، والتي أرى أنها لن تحل إلا في إطار تسوية سياسية شاملة تشمل توحيد الجبهة المدنية والعسكريين وإيجاد رؤية مشتركة بينهما للتوجه صوب إنجاح المرحلة الانتقالية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تنهض على قاعدة المواطنة المتساوية.

أسس التسوية السياسية الشاملة:

1. توحيد الكتلة الانتقالية وتحقيق أكبر إجماع ممكن داخلها حول مهام الانتقال.
2. الشروع مباشرة وعبر جدول زمني متفق عليه في عملية الوصول لجيش واحد مهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة عبر عملية للإصلاح الشامل وبما يعبر عن تنوع السودان الفريد.
3. توحيد مراكز القرار داخل الدولة وعملها وفق رؤية مشتركة.
4. الاتفاق على آلية موحدة للسياسة الخارجية وإنهاء التضارب الذي شهدته الفترة الماضية.
5. الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام واستكماله كقضية رئيسية من قضايا الانتقال.
6. تقوية توجه الحكومة والدولة الذي يقوم على الإنتاج المحلي وحماية الفقراء والمستضعفين والتعاون مع المؤسسات الدولية.
7. الالتزام بتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن وبناء دولة مؤسسات وطنية مستقلة
8. التزام جميع الأطراف فعلاً لا قولاً بالعمل من أجل الوصول إلى نظام حكم ديمقراطي مدني يقوم على أساس المواطنة المتساوية وإجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة.
الطريق إلى الأمام:


أتقدم إليكم بالمقترحات التالية كأساس لأي تسوية سياسية تبعد شبح الأزمة الحالية وتفتح الطريق نحو الانتقال الديمقراطي:


أولاً: إصلاح القطاع الأمني والعسكري:

قضية إصلاح القطاع الأمني والعسكري قضية وطنية شاملة لا تقتصر على العسكريين ويجب مشاركة المجتمع السياسي والمدني في رؤية الإصلاح، وهي قضية مفتاحية لكل قضايا الانتقال وبدونها لا يمكن حل قضايا الاقتصاد والعدالة الانتقالية وبناء الدولة المدنية وهو الأمر الذي يتطلب الآتي:

1- القوات المسلحة السودانية يجب أن تكون الجيش الوطني الوحيد وذلك يتطلب إصلاحات هيكلية وعقيدة عسكرية جديدة وتمثيل التنوع السوداني في كافة مستوياتها وتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية الوارد في اتفاق جوبا لسلام السودان.
2- قوات الدعم السريع ذات طبيعة خاصة وساهمت بدور إيجابي في التغيير ودمجها في القوات المسلحة يتطلب توافق بين قيادة القوات المسلحة والدعم السريع والحكومة للوصول لخارطة طريق متفق عليها تخاطب القضية بكل أبعادها.
3- جهاز المخابرات العامة والشرطة السودانية يجب أن ينفذ ما ورد في الوثيقة الدستورية بشأنهما وأن يخضعا لعملية إصلاحات عميقة وجذرية وعاجلة.
4- اضطلاع الجهاز التنفيذي بدور أكبر في إدارة جهاز المخابرات وتغيير كافة مدراء الإدارات بآخرين حادبين على نجاح المرحلة الانتقالية وإجراء إصلاحات جوهرية وسريعة في هيكله وطرق عمله.
5- مراجعة النشاط الاقتصادي للمؤسسة العسكرية وحصره في الصناعات ذات الطبيعة العسكرية ومراجعة الشركات التي انتقلت لحوزته عقب التغيير ودمج نشاطه الاقتصادي في الاقتصاد الوطني تحت ولاية المالية على المال العام.
6- ابتعاد القوى السياسية عن العمل داخل القوات المسلحة وعدم استقطاب منسوبيها.
7- تطوير صيغة مجلس الأمن والدفاع لمجلس للأمن القومي يمثل فيه المدنيون والعسكريون بصورة متوازنة ويختص بوضع استراتيجية الأمن القومي ومتابعة تنفيذها.
8- قضية مستقبل القوات المسلحة وتنظيم علاقتها بالحياة السياسية الديمقراطية ستكون من قضايا المؤتمر الدستوري التي ستحسم قبل نهاية المرحلة الانتقالية.


ثانياً: قضايا العدالة:

قضايا العدالة هي أحد أركان ثورة ديسمبر وشعاراتها وهي قضية ممتدة طوال امتداد سنوات نظام الإنقاذ الثلاثين وصولاً لجريمة فض الاعتصام ويجب حلها وفق الأسس التالية:

1- عدم الإفلات من العقاب
2- إنصاف الضحايا وأسرهم
3- ضمان إصلاح المؤسسات العدلية والأمنية
4- تحقيق الأهداف التي من أجلها استشهد الآلاف وضمان عدم تكرار هذه الجرائم في المستقبل.

لتحقيق ذلك أرى تنفيذ الخطوات التالية:

1- تكوين لجنة وطنية للعدالة الانتقالية تتولى مهمة الاتفاق على القانون والمفوضية وتصميم عملية شاملة بمشاركة ذوي الضحايا تضمن كشف الحقائق وإنصاف الضحايا والمصالحة الشاملة والإصلاح المؤسسي الذي يضمن عدم تكرار جرائم الماضي مجدداً.
2- الفراغ من تحقيقات فض الاعتصام وتحديد المسؤولين جنائياً عنها والإعلان عن إجراءات عملية بشأنها تنصف الضحايا وتحقق أهداف الثورة وتضمن نجاح المرحلة الانتقالية.
3- مثول المطلوبين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
4- إصلاح الأجهزة العدلية وإكمال بنيانها المؤسسي وتفكيك التمكين بداخلها.


ثالثاً: قضايا الاقتصاد:

الموارد المنتجة داخلياً تكفي لحل الضائقة الاقتصادية لا سيما الذهب والثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية ويكمن الخطل الحقيقي في إدارتها وتحكم أجهزة الدولة في عائد صادرها وأن تتمكن وزارة المالية من فرض الولاية على المال العام، لذا وجب تكوين آلية من الجهاز التنفيذي والعسكريين ومراقبة الجهاز التشريعي لضمان تحقيق هذه المطلوبات.

رابعاً: السلام:

السلام هو أهم مكتسبات الفترة الانتقالية لذا فإن تعزيز الإرادة السياسية لدى كافة الأطراف وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ الاتفاق وحل المعضلات التي تعترض تنفيذها واستكمال عملية السلام هو أولوية قصوى لجميع الأطراف.

خامساً: تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ومحاربة الفساد:

دون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وتصفية ركائزه لا يمكن بناء نظام مدني ديمقراطي، لذا يجب التزام جميع الأطراف بتحقيق هذه المهمة داخل المؤسسات المدنية والعسكرية، كما أنه من المهم مراجعة تجربة لجنة إزالة التمكين وتطويرها نحو تحقيق أهدافها. كما أنه من الواجب العمل بصورة صارمة على محاربة الفساد بكافة أشكاله.

سادساً: السياسة الخارجية والسيادة الوطنية:

التجربة الماضية أكدت على عدم تجانس الجهات التي تعمل في ملفات السياسة الخارجية مما هدد السيادة الوطنية والمصالح العليا لبلادنا، وهذا الأمر يستدعي تشكيل آلية واحدة بين الأطراف المكونة للمرحلة الانتقالية للإشراف على ملف العلاقات الخارجية وتوحيد الرؤى وتمتين علاقاتنا الإقليمية والدولية لا سيما مع دول الجوار وعلى وجه أخص مع دولة جنوب السودان.

سابعاً: المجلس التشريعي الانتقالي:

تلتزم جميع الأطراف بتكوين المجلس التشريعي في مدة أقصاها شهر من الآن وبمشاركة جميع الأطراف باستثناء المؤتمر الوطني ومن أجرم وأفسد في حق البلاد.

حال الاتفاق على القضايا أعلاه يتم تكوين آلية مشتركة من كل الأطراف لمتابعة التنفيذ وتطوير الاتفاق بين مختلف مكونات الفترة الانتقالية.


إعلام مجلس الوزراء
22 يونيو 2021م













imported_Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-06-2021, 09:49 PM   #[5]
imported_Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_Hassan Farah
 
افتراضي حمدوك: البشيل فوق الدبر ما بميل - عبد الله علي إبراهيم

حمدوك: البشيل فوق الدبر ما بميل
عبد الله علي إبراهيم
كلمة السيد عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء، للأمة أول أمس عن أزمة الفترة الانتقالية كانت مما يسميه الأمريكي امتلاك الواحد لمسألته (owning up to one’s problem). وهي ضرب من شجاعة القيادة. لربما قال القائل إنها تأخرت. ولكن للأزمة أشراط في النضج حتى تسخو للحل. ومنها أن تَقنع أطرافها من خير الاستثمار فيها لصالحها بالذات دون غيرها بما يشبه مزاعم الفرقة الناجية. وزاد الأمر وبالاً أن هذه الأطراف من قبيل واحد هو البرجوازية الصغيرة المتعلمة التي لا يملأ عينها حتى تراب المحاصصة. فانفصلت من قوى الأمة الحية في ما كان يسميه أستاذنا عبد الخالق محجوب ب "التحرر من الجماهير". وراحت تستمني في غرضها. وهرجت. وهو هرج منقول من أفضل أزمانها وهو معارضة الإنقاذ.
حملت رسالة حمدوك رسائل إلى كل الجهات.
فخيبت توقع الثورة المضادة في أن الثورة قد راحت في خبر كان. فالثورة في أزمة ولكنها أزمة مقدور عليها. فقد استثمرت الثورة المضادة في الأزمة بتكتيك جعل البلد غير قابل للحكم (ungovernable) لتُعرف الفترة الانتقالية كسندة سياسية لا محطة في لغة السكة حديد. فليس من صلاحية الحكم الانتقالي، حسب قولها، إجراء أي جراحة عميقة في جسد الوطن المرضوض قبل صرف الروشتة وهي الانتخابات. فالحكم الانتقالي في تعريفها المغرض هو صندوق أمانات تُودع فيه البلد كأمانة حتى يأتي سيدها. وهو هم الخالق الناظر. ولذا يذيع الفلول بغير وقار كسبهم الانتخابي في ١٩٨٦ وثيقة إثبات بأنهم أصحاب تلك الأمانة ولو طال السفر. وهذا سفاه لا حلم بعده. فتعريف الحكم الانتقالي ومهامه ليس صنعة لهم إلا لمن تعود ألا أن يسمع لنفسه يلغ في امتياز ربوبيته السياسية. وخطاب حمدوك هو وصف لأزمة فترة انتقالية تعريفها عند من جاء بها. والفلول يمتنعون.
أما رسالة حمدوك لقحت فهي إتكربو". فقد أفسدتم الفترة جماعة ورحتم تطلبون الحلول فرادى. فبدا منهم كأن كل جهة من قحت تتملص من انتحارهم الجماعي لتظهر كصاحبة "مصفوفة" شافية للحل. فاستغرب حتى ناس الثورة المضادة لبيانات تصدر من أطراف قحت تحتج على أداء أو آخر للحكومة، كأن تطالب بوجوب قيام المحكمة الدستورية مثلاً، وكأنها ليست في دولة هي راع فيها ومسؤلة عن رعيتها. إنها في الحكم بمكنة معارضة بلا بركة. يعوزها الفعل الذي في وسعها: معارضة في درك تتصارخ عوتها فوق الرؤوس. وبدت كالرجل الذي أضاع شيئاً في مكان معتم (نزاع الأطراف) وبدلاً من أن يفتش عنه حيث فقده راح يبحث عنه تحت عمود نور (مصفوفة).
أما رسالة حمدوك لما يسمى المكون العسكري للثورة (ولا اتفق أن للثورة مكوناً عسكرياً وهذا حديث آخر) فهو أنهم ربما الطرف "الأورط" في الأزمة الانتقالية لو حسبوها صاح. وخلافاً لما اتفق لهم من التبرؤ (وإدمان التبرؤ) من الأزمة وتحميلها لسيد الواحدة (المدنيون) فهم من وجب عليه انتهاز سانحة الفترة الانتقالية لإعادة ترتيب بيتهم بمسؤولية. فكلنا ورثنا من الإنقاذ عبئاً ثقيلا ولكن العسكريين من ورثوا عبئاً ثقيلاً مسلحاً ينذر الخلاف بينهم بالخطر. ورثتم جيشاً ثانياً هو الدعم السريع بقيادة لا يجرى عليها ما يجرى على القيادات مثلها بالنقل أو الاستيداع أو الإحالة للمعاش. وورثتم من الإنقاذ جيوشاً لحركات مسلحة لم تملك الإنقاذ الحكمة في التسوية معها لعقدين من الزمان. والبقية أخبار في صحف الصباح.
ورسالة حمدوك للحركات المسلحة أنها أيضاً طرف في المحنة فلا تزعم أنها جاءت بالحل. وأكبر أزماتها أنها جاءت إلى حكم انتقالي بعد ثورة يصعب عليها نسبة نفسها إليها إلا غلابا كقولهم "قنطرناها ليكم". بل هي ثورة طعنت بمدنيتها وسلميتها في مشروع الحركات المسلح الذي ألجأها إلى ركاكات جئنا بها كثيراً من قبل. وساقهم تعذر فهم الثورة إلى اصطناع دور لهم بعد اتفاق السلام وهو دور الزول الكويس (Mr. Nice). فمنهم من طلب الصلح الوطني مغازلة للكيزان. وهو صلح لم نره منهم وقد عادوا (إلا قليلا) في كتل عديدة متنازعة متكارهة. لم يجمعهم تعلقهم بوطنهم الصغير في الخير والزمالة. وراح بعضهم يطعن في أصول للثورة مثل لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين حتى بدا لي أنه كان يحارب نظاماً لم يحسن فهمه ناهيك عن حربه.
أما الرسالة إلى طائفة المهنيين وأهل الرأي منهم فأن يجدوا لاحتواء الأزمة بالفكر لا بالبلاغات. وأكبر مظاهر هذه البلاغات "يا حمدوك يا حمدوك" التي يذيلونها بها. فخطاب الفكر لا يتجه لحاكم بل لتنمية الوعي بالقضية المثارة بين جمهور لخلق الكتلة الحاسمة للتغيير. فمثل هذه البلاغات تفترض في حمدوك، رئيس الوزراء في نظام انتقالي ديمقراطي، أنه البشير أو نميري أو عبود يفعل ما يريد والجمال ماشيات. فمع مطلب هذه الفئة بالديمقراطية إلا أنها في قرارتها تطلب ديكتاتوراً (عادلاً لو وجد). ولا أعرف من شقي من متوالية "رئيس وزراء في ديمقراطية يركب مكنة الشير وسلفه" مثل المرحوم الإمام الصادق المهدي. أرادوا له أن يباغت بالقرارات في شرط الديمقراطية التي هي البطء في اكتماله. عابوا عليه كثرة الكلام وقلة الفعل والديمقراطية كلام (filibuster). كثيرهم ما زال يعتقد أن الفكر هو النصيحة. وهو براء طالما نصح ولم يُسمع له: نصحتهم نصحي بمنعرج اللواء. ما أكثر ما تسمع هذا البيت من الشعر في العزاء الكئيب. لقد تفتح بفضل الثورة فضاء للفكر، والفكر شغل "لى طويله"، فلتحسن الصفوة ملأه فكراً لا نصحاً ولا "يا حمدوك يا حمدوك".
أذا غفرت لحمدوك مآخذ لي كثيرة عليه فلأنه ما يزال قابضاً على جمر المسؤولية التي قلدناه لها ولم يحسن أكثرنا إليه فيها. وهذه فروسية سودانية. البشيل فوق الدبر ما بميل. وأنتم تريسون وتتيسون. هذه خصلة فيكم. ومنتهى نصح بعضهم له أن استقيل يا ثقيل. ما أسهل عليه أن يفعل ذلك. ما كلفة ذلك؟ فإن تركنا فنحن الخاسرون. قال المتنبي:
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيراً عَنْ مَيامِنِنا لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ



imported_Hassan Farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-06-2021, 10:42 PM   #[6]
imported_أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_أبو جعفر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
وسط كل هذا وبالرغم من كل ذلك فالرجل يبلى بلاء جيدا فى توجيه مسار الدولة وانتشالها من الفوضى والعبث ويحصر جهده فى نقلها من قبضة التخلف الى آفاق الحضارة وأحضان الحياة الكريمة.
تحياتي النور
ذكرتني واحد قال لي حمدوك ده زي النوامة



التوقيع:
أحشفاً وسوء كيلة
imported_أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-06-2021, 06:02 AM   #[7]
النور يوسف محمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية النور يوسف محمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جعفر مشاهدة المشاركة
تحياتي النور
ذكرتني واحد قال لي حمدوك ده زي النوامة


ابو جعفر هرمنا ياخ
النوامة راحت على ،، دى تمشى وتجى فى راسى
قلت يا ربى النوامة دى فى الكوتشينة ول الضمنه ول تكون المراقة بتاعت الويست




النور يوسف محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:53 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.