الأخوة عادل والجيلي وألو الفتوح وكافة المتداخليـن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أتوجه في هذه المداخلة إلى الأخ العزيز عادل والذي تتميز مداخلاته بقدر وافر من المعقولية والروية وطول البال ، قائلا له أحسـنت وأصبـت في بعض ما أوردته وتجاوزك التوفيق في البعض ، ولي أوضح مقصدي فيما يلي :-
أولاً : من حيث المصطلح :-
• تحفـظك على الإصطلاح المجترح بواسطة الجيلي وهـو "تخـلّـق" ، أجدني متفقاً معـك بأن تفسيراً له قد يعني أن الكون قد تخلق تلقائياً عقـب الإنفجار الكبير.
• إلا أنك قد أبدلت الإصطلاح بمقترح "كيف خُـلق الكون" . فإنطلاقاً من الإيمان بأن الكون له خالق هو الله سبحانه وتعالى ، وأن العقل البشري سيظل عاجزاً عن سبر كنه الخلق (كما طرحت) ، فإن معطياتك تلك أراها تقود إلى نتيجـة ربما تكون آحادية وهي أن العقل البشري لن يستطيع أن يصل إلى مدى تلك المعرفة حيث لا سبيل لإتصافه بالقدرة المطلقة والتي هي من صفات الخالق تحديداً. وربما تساوقتك الإيرادات الأخرى التي سقتها كأساس لمقاربتك وهي :-
o خلق الروح
o قيام الساعة
o الخوض في معرفة الذات الإلهية
أقول ربما ساقتك هذه النقاط إلى الإنحراف قليلاً عن ماهية التجربة والغرض منها ، ففي تفسيري المتواضع أن التجربة يقصد من ورائها فهـم تكوّن المادة في الكون وأنت تدرك الفارق بين المادة كمحسوس والروح كلامحسوس، فكافة القضايا الجدلية إنما تنـشأ من اللامحسوس (مثالك الذي أوردت الكهرباء) ، فمن طبيعة العقل البشري أنه قاصرٌ على إدراك اللامحسوس كالحب مثلا واللامرئي، بالطبع مع بعض الإستثناءات كالهواء فرغم إنه لامحسوس ولكن العقل البشري تمكن من خلقه أو تخليقه (عشان ما تزعل) وأدرك كافة عناصره الأولية جمعاً وتحليلاً.
أعود لنقطتي وأقول أن تكوّن المادة في الكون (والمادة تشكل ما نراه من الكون وما لانراه يظل في دائرة المجهول وبالتالي لا يهمنا في هذه اللحظة) ، فهناك فرضية أوردها العلماء من غير المسلمين هي فرضية الإنفجار الكبير والثقب الأسود أو الثقوب السوداء للدقة وجزئيـة هيـجـز، فبما أن هذه الفرضيات تختص بتشكل المادة ولم يناد أحدً من هؤلاء العلماء الكفرة بأن لها علاقة بإدراك ماهية الخلق والروح وسبر العقل لمعرفة الذات الإلهية ، فإنني أقترح أن يتمحور النقاش حول هذه النقطـة متخطياً مرتكزاتك الثلاثة الواردة تحديداً حيث أنني أظنها (مع وافر إحترامي) مساقـة سوقاً متعـدياً ومقحـمة على كامل مركزية الموضوع.
ثم إستشهادك بما قاله العالم زغلول النجار بأن " الثقب لن يحدثه بشر" قـد جاء خارج نطاق الهدف من التجربة ، فلا يحضرني أن أحداً من أصحاب التجربة قـد إدعى أنه يود أن يـُحـدث ثقباً أسود ، لاسيما أن أجهلهـم يـدرك الخطورة الحتـمية لهكـذا تخليـق !! فالغرض (كما أفهم) هو محاكاة فرضية الإنفجار الكبير لمحاولة فهـم تشكل كتلة المادة في الأساس والتي ظهر الكون بعدها ، فمع إيماني بأنه {هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} و { وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبيرْ} صدق الله العظيم .
إذاً فهذا أمر مبرماً ، فما المانع تأسيساً على دعوة القرآن الكريم لخلق الله أن يعملوا عقولهم في خلقه لزيادة إيمانهـم ، أقول وهذا دستور القرآن الكريم ، ما الضير في أن يحاول العلماء فهـم كيفية تشكل المادة أو الكون حتى، لا سيما أننا إلى عهد قريب لم نكن نعلم الوزن الذري لكل العناصر الموجودة في الكون ، كما لم نكن نعلم أن الإيثانول والميثانول يمكن إستخراجهم كمشتقات للنفط ، أو أن أشعة الكون يمكن أن نستخرج منها طاقة .. الخ ..
أما إذا ما أفرزت هذه التجربة شيئاً له روح ، ساعتها لينا كلام تاني معاهـم.
وأعذرني إن تجنبت التعقيب على عنصر التكلفة والفرصة البديلة كإستغلال أمثل ، فهذا في تصوري نقـد غير مؤسس فلولا إنفاق الغرب على الأبحاث لما تشكلت عندهـم مواعين الإستيعاب العلمية ولا( لقينا دوا الملاريا)، فلندعهم يعملون يا أخي ونحن نستهلك .
وفي الختام أشكر الأخ عثمان بخيت لإيضاحه للفكرة
ودمت يا عادل معافى.
|