مُعضِلة الإسلام
أرى أن مُعضِلة الإسلام اليَوم هو تمسُك المُسلِمون بِتاريخِية الدين الإسلامي (فهم الإسلام بِعقلِية عام فتح مكة) الذي يتعارُض مع عقل ومنطِق مُجتمع عصْرِنا هذا ... الذي يتعارض مع ما تواضعت علَيهِ مؤسسات أُمم زمانِنا هذا بِعُلو حق الإنسان في العَيش الكريم... والتساوي في الحقوق والواجِبات... والحُرِية (في النفِس، القَول، المُعتقدِ) ...
فالآيات التي تتحدث عن جِهاد دار الكُفر (فتح البِلدان) وما يستتبعُها مِن أسلاب كمِلك اليمين <...أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ> المعارِج 30 <...وَالَّذينَ هُمْ لِفُروجِهِمْ حافِظونَ * إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانًهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلومينَ> المؤمنون 5/6
وما يستتبع الفتح الإسلامي كذلِك مِن فرض الجِزِية على أصحاب الأرض -الكُفار- المهزومين <قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ> التَوبة 29
كُل ذلِك لا تدع مجالاً لِلمفعول بِهِ سوى الكُفر بِشريعة المُنتصِر المُغتصِب.. هذا بِشأن مَوقِف الكافِر مِن الإسلام.
أما المُسلِم... فالعقوبات الإسلامِية التي تُزهَـق بِموجِبها الأرواح كعقوبة زِنى المُحصَن والرِدة لم يأتي القُرآن الكريم بِعقوبة دُنَيوِية لِلزاني والمُرتد عن الإسلام بل جعل عُقابتِهِما آخرَوِية، فإعتمدوا فِقهاء الإسلام حُكم رجم الزاني المُحصَن إستِناداً على حديثٌ نبَوي (البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، وعلى الثيب الرجم) بِالرغم مِن أن القُرآن الكريم قد فصل في شأن الزاني بِقَولِهِ –بِدون تحديد لِنوع الزاني بكرٌ كان أم مُحصَن- <الزَّانِيةُ وَالزَّانِي فَأجْلِدوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تِأْخُذْكُم بِهِما رَأْفَةٌ فِي دينِ اللهِ إِن كُنتُمْ تُؤمِنونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِّنَ الْمؤْمِنينَ> النور 2 فَيكونوا قد نسخوا آية قُرآنِية محفوظة مِن لدُن الله تعالى <إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ> الحجر 9 ، بِحديث نَبَوي!
وأجازوا قتل المُرتد على حديثٌ نبَوي (من بدل دينه فاقتلوه) بِالرغم مِن أن القُرآن الكريم قد فصل في شأن المُرتد <وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ> البقرة 217 وبِقَولِهِ تعالى <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ> المائدة 54
وبِقَولِهِ تعالى <إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ> محمد 25
قال المُفكِر السَيِد / جمال البنا: [أما رِدة القبائل العربية بعد وفاة النبي (ص) قد كانت في حقيقة الحال لِرفض دفع الزكاة. ومن هنا كانت قولة أبي بكر المشهورة : " والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للنبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ". فردة هذه القبائل كانت سياسية أكثر مما كانت دينية بالمعنى الذي نفهمه. ولهذا لا نجد استشهادًا بها في الكتب الفقهية تأييدًا لدعوى قتل المرتد ] (إنتهى)
http://www.islamonline.net/arabic/co...rticle2c.shtml
وأحسب أن الكاتِب السَيِد / جمال البنا، يُشير إلى أن القبائِل العربِية المُرتدة قد إمْتنعت عن دفع الزكاة لإبي بكر الصِديق لِعدم إسْتِطاعتِهِ -أي أبي بكر الصِديق- أن يُصلي علَيهِم بعد أخذِهِ لِلزكاة منهُم، فقد قال الله تعال لِلرسول (ص) <خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ> التَوبة 103
كأنهُم -أي القبائِل المُرْتدة- قالت لإبي بكر الصِديق: هل سَوف تُصلي علَينا؟ وهل صلاتُك سكنٌ لنا؟
ثُم كانت الطامةُ الكُبرى، بِقفل باب الإجتِهاد وعِبادة الشافِعي والمالِكي وإبي حنيفة وأحمد بِن حنبل، ثُم طمسوا التاريخ الإسْلامي بِإنتِقائِية الرِوايات التي تُنفي دَموِية العرب المُسلِمون وطبيعتِهِم الوحشِية (الخُلفاء الراشِدين أربعة ، ثلاثة مِنهُم قُتِلوا قتلاً)، وتعلو بِالعِرق العربي وتستحقِر ما دونهُ. وعدم وجود مِثال مُطبق لِحُكم إسلامي رشيد... وتناقُض وتعارُض مواقِف البِلاد الإسلامِية [ دار الإسلام ] مع دَول الغرب وما هو مُستتبِع لها [ دار الكُفر ] والتي يُفترض على الدَول الإسلامِية أن تُطبِق تعليمات رب العالمين بِشأن علاقاتِهِم مع [ دار الكُفر ] هذِهِ التعليمات صريحة وواضِحة ... وعلى سبيل المِثال :-
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ> آل عِمران 100
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ> آل عِمران 118
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ> آل عِمران 149
<أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا> النِساء 144
كُل ذلِك جعلت المُسلِم في حالة أشبة ما يكون بِالذاهِل الشارِد، لا يلبثُ أن تتلقفهُ جِهة إرهابِية تدعي الخلاص فيُفجِر نفسِهِ في جمعٍ مِن الناس فيُقتل ويقتُل وفي أفضل الأحوال لِهذا الذاهِل الشارِد، أن يضُمهُ في ذُهولِهِ هذا فصيلٌ صوفي فيغرق في دُنياواتٍ شعشعانِية، لا يخرُج مِنها إلا بِعَونٍ مِن المَولى عز وجل.