فى قمة شعوري !!! النور يوسف

Camera .. ZOOM !!! معتصم الطاهر

حِينَ يُبْهِجُك الآخَرُون وَتُغْرِيكَ الكِتَابَة !!! عبد الله جعفر

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2012, 06:18 AM   #[1]
azzam_farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية azzam_farah
 
افتراضي التَعْقيب.. خواطر قُرآنية

[1]

{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} الفلق 5

وفسر صاحب الميزان في تفسير القرآن قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} أي إذا تلبس بالحسد و عمل بما في نفسه من الحسد بترتيب الأثر عليه.
والحسد هو: إذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو. (لسان العرب)
ومن معاني الحسد: أن تتمنى زوال نعمة المحسود. (لسان العرب)
ــــــــــــــ
أزعم أن الحُسْد في الناس مكْتسبٌ وليس بجُبْلة فيهم. فإن تهيأ للحاسد الظرف حَسد. والحسد إرادي بالكُلية يفعله المرء من ذات نفسه في نفسه ولنفسه، فإن قَوْله تعالى: {... إِذَا حَسَدَ} يسْتدل به أن حسد الحاسد غَير مغروس فيه وإنما هو طبعٌ يكْتسبه أُناسين لسوء طويتهم ورداءة منبتهم {... وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} 182 آل عمران. وأس الحسد -بزعمي- هو إعتراض الحاسد -إذا حَسد- على إرادة المُنْعم (الله تعالى) لذا يُعالج المرء نفسه بمضاد الإعتراض، وذلك بأن يُكْثر الحاسد من الحمد الذي هو جديرٌ بصاحب المال أو بالصبر الذي يُليق بالفقير والمعْدم. وإِذَا دعى الحاسد محسوده بالزكاء (= النماء) أثناء علاج نفسه -يُعالج نفسه بالحمد أو الصبر- يكون قد أحسن ومَـحَـق ما يمور في صدره من غبن الإعتراض على قسمه الله تعالى في خلقه التي ليس بضِيزَى.



التعديل الأخير تم بواسطة azzam_farah ; 12-11-2012 الساعة 06:23 AM.
azzam_farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2013, 07:53 AM   #[2]
azzam_farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية azzam_farah
 
افتراضي

[2]

العدل الإلهي بَين <خَيْرُ الْحَاكِمِينَ> و <يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء>

إن إشكالِية عدل الله تعالى الذي هو <خَيْرُ الْحَاكِمِينَ> يونِس 109 و<لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ> آل عِمران 182 مِن جِهةٍ، ومِن جِهةٌ أُخرى أن الله تعالى هو الذي <يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء> فنتج عن هذا الإختِيار والفرز كُفارًا ملعونون <إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ> البقرة 161 وما كُفران الذين كفروا إلا نتيجةً عن كَونِهِم قد ولِدوا مِن أبَوَين كافِرَين، كما جاء في الحديث، عن أبو هُرَيرة عن رسول الله (ص) قال: ما مِن مَولود مِن بني آدم إلا يُولد على الفِطرة، حتى يكون أبواه يُهَوِدانهُ أو يُنصِرانهُ أو يُمجِسانهُ كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تُحِسون فيها مِن جدعاء، ثم يقول أبو هريرة: إقرءوا إن شِئتُمْ <فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ>. رواه مسلم في الصحيح. أي أن زَيد مُسلِم لِكَونِهِ وُلِد مِن أبوَين مُسلِمَين، وأن عُبَيد كافِر لِكَونِهِ وُلِد مِن أبوَين غَير مُسلِمَين، ولم يقُل يُسلِماهُ –أن يجعلاهُ مُسلِم– لأن المَولود يولَد على ذلِك. فجاء موسى علَيِه السلام بِالإسلام لِليهود وجاء عيسى علَيِهِ السلام بِالإسلام لِلنصارى.

أزعُم أن [ العقل ] هو <فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها> هذِهِ الفِطرة العقلِية هي التي تُهديك إلى الحق المُطلق، وهذا بِخِلاف ما قال بِهِ سبينوزا (1) بِأن العقل هو الله وقريب مِن ما قالهُ ديكارت (2) الذي جعل العقل شئ والله شئ وربط بَينهُما بِالوساطة الألهِية لِحل المشاكِل المنطِقِية التي تنشأ مِن ثُنائِية [ العقل / الله ] (3)

أقول بِأن العقل هو فِطرة اللهِ، لأن العقل هو المُخاطب وهو المُحاسب، وغَير العاقِل مِن الإنس غَير مُخاطب، فإذا فُطِرت بِمعنى عُقِلت أي تم تعديلُك مِن كَونِك طين، وشاء الله تعالى -وهُنا بِزعمي أن المشيئة الألهِية تجعل مِنك مُخاطب أو غَير مُخاطب، بِمعنى أن المشيئة الإلهِية تُحدِد كَونِك عاقِل وبِالتالي مُخاطب أو كَونِك مُختل عقلِيًا وبالتالي غَير مُخاطب- بِأن تكون مِن الذين رُكِب فيهِم عقلٌ –أي غَير مُختل عقلِيًا- تكون بعد خلقُك قد كمُلت تسَويتُك وتعديلُك وتركيبُك <الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ> الإنفِطار 7-8 وتكون مسؤولاً عن هِداية نفسِك <فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا> بِغِياب رسول.. ويُفهم بِذلِك أن قَولِهِ تعالى <يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء> لا بِمعنى الإختِيار والفرز فيهدي زَيد ويضِل عُبَيد.. بل يجعل مِن زَيد مُخاطب ومِن عُبَيد غَير مُخاطب بِتركيب العقل أو فصلِهِ.

وعلى هذا الفهم يكون العقل رسول الله لِمَن لا رسول لهُ، أما رُسل الله صلوات الله علَيهِم المذكورين في القُرآن الكريم، فإنهُم لأقوامٍ فُطِروا بِفِطرة الله إبتِداءًا، فحادوا عنها بِمُرور الزمن، وإرسال رسول لِقَومٍ مِن قِبل الله دليل فسادِهِم، فخصهُم الله تعالى تحديدًا بِإرسال رُسلٍ مُبشِرين ومُنذِرين، ما عدا دَعوة إبراهيم علَيهِ السلام كانت دعَوةٌ عامة (الحنيفِية) وكذلِك دَعَوة مُحمد (ص) دعَوةٌ عامة، أما الذي نشأ عاقِلاً –أي غَير مُختل عقلِيًا- في الأدغال أو في مكانٍ نائي مثلاً، ولم يختص بِنبي/رسول، مِثل هذا يكون عقلِهِ هو رسولِهِ، مِثل إبراهيم علَيهِ السلام، هداهُ عقلِهِ إلى الله كِفاحًا <فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ> الأنعام 76-79 وقد أعْمَلت كذلِك كثيرٌ مِن الأقوام والأعراق عقلِها في الإهتِداء إلى الله تعالى.. فمثلاً كان النوبِيون مِن مُعتنِقي عقيدة الشمس (رع) في إطارِها التَوحيدي، أي عِبادة ربُ الشمس، ولَيس كما هو شائِع بِأن تلك العقيدة تُألِه الشمس، على كُل حال فإن الشمس كانت أكبر مِن أن تُهمل، فحتى الخليل علَيهِ السلام لم يستطيع أن يتجاوزها <فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ> الأنعام 78 ثُم آمنوا –أي النوبِيون كمِثال– بِرِسالة أخناتون (ذي القرنَين) (4) التَوحيدِية.. ثُم آمنوا بِرِسالة موسى علَيهِ السلام.. آمنوا بِرِسالة عيسى علَيهِ السلام.. ثُم آمنوا بِرِسالة مُحمد علَيهِ السلام.. أقول أن ايمانِهِم أبدًا كان بِالعقل لإنتِفاء صِفة الجبرِية فيهِ.. ولِذا رفضوا دعَوة الإمام مُحمد أحمد المهدي، الذي أعلن مهدِيتِهِ في جزيرة لبب الدُنقُلاوِية.. رفضت العقلِية النوبِية -النوبِية كعِرق جامِع ولَيس كمكان جُغرافي (حلفا/المحس/دُنقُلا)- ما ساقهُ لهُم الإمام مُحمد أحمد المهدي، ولم تتقبلهُ عقولِهِم المفطورة بِفِطرة الله، فغادرهُم إلى أبا ثُم إستعصم بِجبل قدير.. فتدثروا –تقِية كانت مِنهُم أم إعتِقاد- بِالختمِية، ولما تمكن الإمام المهدي، كانوا مع الميرغنِية.. لِذا غال التعايشي في أذِية النوبِيون.

وعن الدِيانات الإفريقِية يقول مُحمد أبوالقاسِم حاج حمد (5) [إن أي دِراسة تحليلِية مُعاصِرة تستهدِف العقلِيات السودانِية المُختلِفة في ذلِك الوقت / مع مسح شامِل لِما أسماه (إبن خلدون) بِطبائِعُها وأمزِجتُها، مِن شأنِها أن تدُلنا على مدى التوافُق العقلي والتفسي ما بَين الصوفِية وشخصِية ذلِك الواقِع الفِكري. وبِمعنى آخر كانت الصوفِية ولَيست الفقهِية السلفِية هي التيار الوحيد القادِر على " تمثُل " و " إستيعاب " تلك الحالات الفِكرِية السائِدة.. مفهوم < الحكيم > في الثقافة الإفريقِية يُسقِط نفسهُ على < شيخ الطريقة >، < دائِرة الرقص > تُسقِط نفسُها على < حلقات الذِكر > وما بِها مِن إيقاع جماعي، < شخصِية الساحِر > كوسيط روحي يستمطِر الغَيب ويستفيض البركات تُسقِط نفسُها على < الولي >.. وعبر هذِهِ الإسقاطات المُختلِفة، تمثلت الصوفِية في السودان أبعاد الروحِية الدينِية الإفريقِية ثُم إستَوعبتُها في الإطار الديني الإسلامي العريض وتطَورت بِها إلى صُور فقهِية أكثر تحديدًا..] (إنْتهى).

ويستطرِد [إن إستحواذ الله على الإنسان في لحظات الفناء، هي القاسِم المُشترك بَين الصوفِية والروحِية الإفريقِية، أما خارِج لحظات الفناء والإستِحَواذ، فيعود الإفريقي إلى أرضِهِ وتعود الألِهة إلى سماواتِها، وفي إفريقيا تأتي الألِهة وتستقِر مع أسمائِها والكلِمة هي القُوة السِحرِية التي تُسيطِر بِها على الأشياء ] (إنْتهى).

نعود فنقول: أن العقل هو آداه لإنتاج الأفكار والأفكار هي عِبارة عن نظرِيات.. ويُمَيِز لالاند (6) بَين العقل المكوِّن (العقل الفاعِل) (7) الذي هو " النشاط الذِهني " وبَين العقل السائِد الذي هو " إنتاج العقل المكوِّن " أي مجموعة المبادئ والقواعِد التي نعتمِدُها في إستِدلالاتِنا، وهي تختلِف مِن عصر لآخر ، كما تختلِف مِن فرد لآخر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) باروخ سبينوزا : فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن 17. وُلِد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام ، و توفي في 21 فبراير 167

(2) رينيه ديكارت : وُلِد في 31 مارس 1596 وتَوفى في 11 فبراير 1650 فَيلسوف فِرنسي ورِياضياتي و عالِم ، يُعتبر مِن مؤسسي الفلسفة الحديثة ومؤسِس الرِياضيات الحديثة. يُعتبر أهم وأغزر العُلماء نِتاجاً في العِصور الحديثة. الكثير مِن الأفكار والفلسفات الغربِية اللاحِقة هي نِتاج وتفاعل مع كِتاباتِهِ التي دُرّست وتُدرّس مِن أيامِهِ إلى أيامنا. لِذلِك يُعتبر ديكارت أحد المفكرين الأساسيين وأحد مفاتيح فهمِنا لِلثورة العلمِية والحضارة الحديثة في وقتنا هذا.

(3) تكوين العقل العربي – الدِكتور مُحمد عابِد الجابري / صفحة رقم 21 – مركز دِراسات الوحدة العربِية - بيروت.

(4) فك أسرار ذي القرنَين ويأجوج ومأجوج - حمدي بِن حمزة الصريصري الجهني / الباب الأول / الفصل الثالِث.

(5) السودان المأزق التاريخي وآفاق المُستقبل ... جدَلِية التركيب - مُحمد أبوالقاسِم حاج حمد - المجلد الأول صفحة 53 / الطبعة الثانِية / دار إبن حزم – بيروت.

(6) اندرية لالاند : وُلِد في 1867 وتَوفي في 1963- صاحِب المَوسوعة الفلسفِية.

(7) العقل المكوِّن (العقل الفاعِل) : يُقصد بِهِ " النشاط الذِهني " الذي يقوم بِهِ الفكر حين البحث والدِراسة والذي يصوغ المفاهيم ويُقرِر المبادئ وبِعِبارةٍ أُخرى العقل المكوِّن هو المَلَكة التي يستطيع بِها كُل إنسان أن يستخرِج مِن إدراك العِلاقات بَين الأشياء مُبادي كُلِية وضرورِية ، وهي واحِدة عِند جميع الناس.



التعديل الأخير تم بواسطة azzam_farah ; 19-06-2013 الساعة 08:00 AM.
azzam_farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2013, 05:08 PM   #[3]
azzam_farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية azzam_farah
 
افتراضي

[3]
مُعضِلة الإسلام

أرى أن مُعضِلة الإسلام اليَوم هو تمسُك المُسلِمون بِتاريخِية الدين الإسلامي (فهم الإسلام بِعقلِية عام فتح مكة) الذي يتعارُض مع عقل ومنطِق مُجتمع عصْرِنا هذا ... الذي يتعارض مع ما تواضعت علَيهِ مؤسسات أُمم زمانِنا هذا بِعُلو حق الإنسان في العَيش الكريم... والتساوي في الحقوق والواجِبات... والحُرِية (في النفِس، القَول، المُعتقدِ) ...

فالآيات التي تتحدث عن جِهاد دار الكُفر (فتح البِلدان) وما يستتبعُها مِن أسلاب كمِلك اليمين <...أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ> المعارِج 30 <...وَالَّذينَ هُمْ لِفُروجِهِمْ حافِظونَ * إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانًهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلومينَ> المؤمنون 5/6

وما يستتبع الفتح الإسلامي كذلِك مِن فرض الجِزِية على أصحاب الأرض -الكُفار- المهزومين <قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ> التَوبة 29

كُل ذلِك لا تدع مجالاً لِلمفعول بِهِ سوى الكُفر بِشريعة المُنتصِر المُغتصِب.. هذا بِشأن مَوقِف الكافِر مِن الإسلام.

أما المُسلِم... فالعقوبات الإسلامِية التي تُزهَـق بِموجِبها الأرواح كعقوبة زِنى المُحصَن والرِدة لم يأتي القُرآن الكريم بِعقوبة دُنَيوِية لِلزاني والمُرتد عن الإسلام بل جعل عُقابتِهِما آخرَوِية، فإعتمدوا فِقهاء الإسلام حُكم رجم الزاني المُحصَن إستِناداً على حديثٌ نبَوي (البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ، وعلى الثيب الرجم) بِالرغم مِن أن القُرآن الكريم قد فصل في شأن الزاني بِقَولِهِ –بِدون تحديد لِنوع الزاني بكرٌ كان أم مُحصَن- <الزَّانِيةُ وَالزَّانِي فَأجْلِدوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تِأْخُذْكُم بِهِما رَأْفَةٌ فِي دينِ اللهِ إِن كُنتُمْ تُؤمِنونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِّنَ الْمؤْمِنينَ> النور 2 فَيكونوا قد نسخوا آية قُرآنِية محفوظة مِن لدُن الله تعالى <إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ> الحجر 9 ، بِحديث نَبَوي!

وأجازوا قتل المُرتد على حديثٌ نبَوي (من بدل دينه فاقتلوه) بِالرغم مِن أن القُرآن الكريم قد فصل في شأن المُرتد <وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ> البقرة 217 وبِقَولِهِ تعالى <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَّرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ> المائدة 54
وبِقَولِهِ تعالى <إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ> محمد 25

قال المُفكِر السَيِد / جمال البنا: [أما رِدة القبائل العربية بعد وفاة النبي (ص) قد كانت في حقيقة الحال لِرفض دفع الزكاة. ومن هنا كانت قولة أبي بكر المشهورة : " والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للنبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ". فردة هذه القبائل كانت سياسية أكثر مما كانت دينية بالمعنى الذي نفهمه. ولهذا لا نجد استشهادًا بها في الكتب الفقهية تأييدًا لدعوى قتل المرتد ] (إنتهى)
http://www.islamonline.net/arabic/co...rticle2c.shtml

وأحسب أن الكاتِب السَيِد / جمال البنا، يُشير إلى أن القبائِل العربِية المُرتدة قد إمْتنعت عن دفع الزكاة لإبي بكر الصِديق لِعدم إسْتِطاعتِهِ -أي أبي بكر الصِديق- أن يُصلي علَيهِم بعد أخذِهِ لِلزكاة منهُم، فقد قال الله تعال لِلرسول (ص) <خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ> التَوبة 103

كأنهُم -أي القبائِل المُرْتدة- قالت لإبي بكر الصِديق: هل سَوف تُصلي علَينا؟ وهل صلاتُك سكنٌ لنا؟

ثُم كانت الطامةُ الكُبرى، بِقفل باب الإجتِهاد وعِبادة الشافِعي والمالِكي وإبي حنيفة وأحمد بِن حنبل، ثُم طمسوا التاريخ الإسْلامي بِإنتِقائِية الرِوايات التي تُنفي دَموِية العرب المُسلِمون وطبيعتِهِم الوحشِية (الخُلفاء الراشِدين أربعة ، ثلاثة مِنهُم قُتِلوا قتلاً)، وتعلو بِالعِرق العربي وتستحقِر ما دونهُ. وعدم وجود مِثال مُطبق لِحُكم إسلامي رشيد... وتناقُض وتعارُض مواقِف البِلاد الإسلامِية [ دار الإسلام ] مع دَول الغرب وما هو مُستتبِع لها [ دار الكُفر ] والتي يُفترض على الدَول الإسلامِية أن تُطبِق تعليمات رب العالمين بِشأن علاقاتِهِم مع [ دار الكُفر ] هذِهِ التعليمات صريحة وواضِحة ... وعلى سبيل المِثال :-
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ> آل عِمران 100
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ> آل عِمران 118
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ> آل عِمران 149
<أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا> النِساء 144

كُل ذلِك جعلت المُسلِم في حالة أشبة ما يكون بِالذاهِل الشارِد، لا يلبثُ أن تتلقفهُ جِهة إرهابِية تدعي الخلاص فيُفجِر نفسِهِ في جمعٍ مِن الناس فيُقتل ويقتُل وفي أفضل الأحوال لِهذا الذاهِل الشارِد، أن يضُمهُ في ذُهولِهِ هذا فصيلٌ صوفي فيغرق في دُنياواتٍ شعشعانِية، لا يخرُج مِنها إلا بِعَونٍ مِن المَولى عز وجل.



التعديل الأخير تم بواسطة azzam_farah ; 05-10-2014 الساعة 08:28 PM.
azzam_farah غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2013, 09:42 PM   #[4]
حسين عبدالجليل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azzam_farah مشاهدة المشاركة
مُعضِلة الإسلام

.............................
....................................
كُل ذلِك جعلت المُسلِم في حالة أشبة ما يكون بِالذاهِل الشارِد، لا يلبثُ أن تتلقفهُ جِهة إرهابِية تدعي الخلاص فيُفجِر نفسِهِ في جمعٍ مِن الناس فيُقتل ويقتُل وفي أفضل الأحوال لِهذا الذاهِل الشارِد، أن يضُمهُ في ذُهولِهِ هذا فصيلٌ صوفي فيغرق في دُنياواتٍ شعشعانِية، لا يخرُج مِنها إلا بِعَونٍ مِن المَولى عز وجل.

تحياتي أخ عزام . و أتمني لك و لآل سودانيات صياما مقبولا .

فهمي الشخصي لحل هذا الأمر الذي يبدو كمعضلة هو كالتالي :
حينما أمر الخالق رسوله المصطفي عليه الصلاة و السلام بالدعوة لدين الله , لم يحدد له طريقة محددة للتبليغ . حاول الرسول أولا تبليغ الدعوة سلميا في مكة لمدة 13 عاما , وتلك كانت الطريقة المفضلة للمصطفي , وحتي بعد محاولة إغتياله في مكة و خروجه منها مضطرا كان يتمني لو تركته قريش و شأنه, فهو القائل حينما همت قريش بقتاله في إحدي المرات بعد هجرته: "يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب؟ .."

الخيار الثاني للرسول كان في محاولته للهجرة للطائف .

الهجرة للمدينة كانت هي الخيار الأخير .

أيات القرآن الكريم فيها آيات مُحكمة و هي أساس العقيدة , وهذه الأيات لاعلاقة لها بالمكان (مكة , المدينة , أو الطائف لو كانت الهجرة لها) او الزمان ( القرن الثامن أو القرن الحدي و العشرين )وهناك أيضا نصوص بالقرآن الكريم يمكن إعتبارها نصوص حركية آنية , أي تتفاعل مع واقع ومحيط حركة الرسول آنذاك , وهي تعني ذلك العصر .

أنا مطمئن جدا لهذا الفهم الذي بموجبه أستوعب أن الآية الكريمة:
( ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين ) كانت تعني زمن محدد كانت فيه قريش و حلفائها من الأعراب يريدون القضاء تماما علي الأسلام و إقتلاعه من جذوره , لذا فُرَض القتال للدفاع عن عقيدة الاسلام . وإلا لو كانت هذه الأية ناسخة لقوله تعالي : " لا إكراه في الدين " او "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" فمعني ذلك أن الأمر الإلهي للمسلمين هو قتال من يجاورهم من الكفار إلي يوم الدين لأنه دوما سيكون هنالك كفار يلوا بعض المؤمنين .

أعلاه هو فهمي الشخصي للآية الكريمة:
"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ "




حسين عبدالجليل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2014, 08:27 PM   #[5]
azzam_farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية azzam_farah
 
افتراضي

[4]

الحج عرفة

قال الله تعالى <سألونَكَ عَنِ الأَهِلةِ قُل هِي مواقيت لِلناس والحَجِ ...> البقرة 189
وقال تعالى <الحج أشهُر معلومات فَمَن فَرَضَ فيهِنَ الحَجَّ ...> البقرة 197

عن إبن عباس رضي الله عنهُ الله عنهُما، قال: كانت عُكاظ ومِجنَّةُ، وذو المَجازِ أسواقًا في الجاهِلِية، فتأَثموا أن يتجِروا في مواسِمِ، فنزلت: <لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِن رَبِّكُمْ> البقرة 198 وقرأها إبن عباس (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِن رَبِّكُمْ في مواسِمِ الحَجِّ) بِزِيادة (في مواسِمِ الحَجِّ) رواهُ البُخاري/صفحة 367 رِياض الصالِحين الطبعة الثانِية 1997م.

والأئِمة الأربعة (المالِكي وأبي حنيفة وأحمد بِن حنبل والشافعي) جعلوا الوقوف بِعرفة بِاليَوم التاسِع مِن ذي الحجة شرط لِصحة الحج كُلِهِ. وهو المعمول بِهِ اليَوم.

التعقيب:
إن الدين الإسـلامي الحنيـف، هو دين الحق لا ريب فيهِ.. يحج اليَوم ما يربو على [2] مليون حاج.. ولأنهُ دين الحق.. سيعلو.. وبعد [10] سنوات أو [20] سنة أو حتى [100] سنة سيرغب في الحج أضعاف مُضاعفة.. ومهما قام القائِمين على الحج مِن توسيعات في الحرم وبقِية أعمال المناسِك، لن يفلحوا بِكِفاية الحجيج.. حتى لو أزالوا كُل المباني وجعلوا جبلي مكة أسوار لِلطواف، فلن يفلِحوا.. فطالما أن الله يقول <الحج أشهُر ...> و <أشهُر> جمع شهر يعني أكثر مِن شهرَين.. وإتفق كُل المُفسِرين والفُقهاء -رغمًا- أنها [4] أشهُر.. وحددها الله تعالى بِقَولِهِ <...معلومات...> أي معروفات، مُحددات.. إذن يكون لدَينا ما يقرُب مِن [116] يَوم هي أشهُر الحج.

ولكِن إشترط الأئِمة الأربعة رُضوان الله علَيهِم، الوقوف بِعرفة يَوم 9 ذو الحجة كشرط لِصِحة الحج.. وقالوا بِأن الرسول (ص) فعل ذلِك!

- نعم نفعل نحنُ أيضًا ذلِك إسوةً بِالرسول (ص) ولكِن من الذي جعل يَوم 9 ذو الحجة شرط لِصِحة الحج؟

- قالوا حديث (الحج عرفة) إشترط ذلِك لِصِحة الحج.

- حسُنًا إذا سلمنا بِصِحة الحديث، نعود ونسأل هل نص الحديث أن لابُد مِن الوقوف بِعرفة بِيَوم 9 ذو الحجة؟

لا.. لم يشترِط لِلوقوف بِعرفة يَوماً بِعَينِهِ.. يُفهم مِن نص الحديث أن لابُد لِلحاج مِن الوقوف بِعرفة، ولم يُحدِد يَومًا بِعَينِهِ، المُهِم أن يكون في وقت الحج.

لقد ضيقوا واسِع.. إن وقوف الرسول (ص) بِعرفة كان وقوف تاريخي، ولما سعى بَين الصفا والمروة كان سعَيِهِ علَيهِ السلام سعي في وقت تاريخي وكذلِك طوافِهِ ورمي جمراتِهِ، فلِما جعلوا وقوفِهِ بِعرفة خِلاف ذلِك.. إن الدين يُوافِق العقل دَومًا.. لِذا تجِد أن أغلب نِهايات الآيات القُرآنِية الكريمة تنتهي بــ
( أفلا يعقِلون ) مِن العقل
( أفلا يتدبرون ) مِن التدبُر
( أفلا يفقِهون ) مِن الفِقة
( أفلا يعلمون ) مِن العِلم.. إلخ وكُلُها تحِث على التبصُر.

لابُد مِن حل -المُخارجة- فكما إضطروا الفُقهاء أن يتداركوا تدافُع الحُجاج في رمي الجمرات والذي يتسبب في مَوتِهِم، فأفتوا بِجواز التوكيل (أن يُوكِل الحُجاج أحدُهُم لِيرمي لهُم جمراتِهِم)، وهذا ما لم يكُن لِيرضى بِهِ الأئِمة الأربعة رُضوان الله علَيهِم ولم يقولوا بِهِ، كذا الأمر في شأن الحج لِتجاوُز حديث (الحج عرفة).

والحل -المُخارجة- الوحيدة في رأي.. أن يكون الحج أشهُر أربعة كما جاء بِنص القُرآن الكريم وقال تعالى <الحج أشهُر معلومات فَمَن فَرَضَ فيهِنَ الحَجَّ ...> البقرة 197



التعديل الأخير تم بواسطة azzam_farah ; 05-10-2014 الساعة 08:30 PM.
azzam_farah غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:22 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.